القاهرة تدفع بقوافل مساعدات إنسانية جديدة لغزة

«الصحة» المصرية أكدت استقبال 50 مصاباً فلسطينياً يومياً

وزير الصحة المصري يتحدث لأحد المصابين (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري يتحدث لأحد المصابين (وزارة الصحة المصرية)
TT

القاهرة تدفع بقوافل مساعدات إنسانية جديدة لغزة

وزير الصحة المصري يتحدث لأحد المصابين (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة المصري يتحدث لأحد المصابين (وزارة الصحة المصرية)

دفعت مصر بقوافل مساعدات جديدة لقطاع غزة؛ حيث أفاد «الهلال الأحمر الفلسطيني» اليوم (السبت) بأن «47 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية دخلت غزة من معبر رفح المصري (الجمعة)». في حين أكدت وزارة الصحة المصرية اليوم (السبت) «استقبال من 40 إلى 50 مصاباً فلسطينياً من غزة يومياً».

ووصل إلى مستشفى العريش العام، ومستشفى بئر العبد التخصصي بشمال سيناء (الأربعاء) الماضي، عشرات الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ حيث تم نقلهم بسيارات الإسعاف من ميناء رفح البري. وأكد وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبد الغفار، حرص الدولة المصرية على تقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية، من خلال المنشآت الطبية المصرية للفلسطينيين المصابين في أحداث قطاع غزة.

خلال متابعة وزير الصحة المصري لأحد الحالات الفلسطينية (وزارة الصحة المصرية)

وقال وزير الصحة المصري خلال مؤتمر صحافي، اليوم (السبت)، من داخل مستشفى العريش العام، إن الفرق الطبية المصرية «موجودة بكثافة في مستشفيات محافظة شمال سيناء منذ أكثر من 20 يوماً، استعداداً لتقديم الخدمات الطبية والإسعافية للفلسطينيين»، مؤكداً «تمركز نحو 150 سيارة إسعاف في محيط معبر رفح، فضلاً عن نقاط تمركز أخرى في محافظة شمال سيناء»، وموضحا أن «الإصابات التي تم استقبالها خطيرة في معظمها، وما لا يقل عن 60 في المائة من هذه الإصابات كانت لأطفال ونساء، بعضهم فقد أطرافه، بالإضافة إلى إصابات بشظايا في المخ، والعيون، والرئة».

في سياق ذلك، أفاد وزير الصحة المصري بأن «بلاده تستقبل يومياً ما بين 40 إلى 50 حالة إصابة من الفلسطينيين»، لافتاً إلى أن «مستشفيات محافظة شمال سيناء على أعلى مستوى من الاستعداد والتجهيزات، ويتم تحويل حالات إلى مستشفيات بورسعيد، والإسماعيلية، والقاهرة حسب الاحتياج». وأضاف الوزير موضحا: «ننفذ برنامجاً محكماً لاستقبال الجــرحى الفلسطينيين»، مشيراً إلى «عدم التقيد بعدد في استقبال الجرحى الفلسطينيين، وقد تم إجراء نحو 50 عملية جــراحية متقدمة للفلسطينيين».

وزير الصحة خلال مؤتمر صحافي من داخل مستشفى العريش العام (وزارة الصحة المصرية)

كما أوضح الوزير عبد الغفار أن «ما يمر به الفلسطينيون من أثر نفسي لا يقل أهمية وخطورة عن إصاباتهم الجسدية، لذا فإن التأهيل النفسي يبدأ منذ اللحظة الأولى من استقبالهم في معبر رفح». وكان وزير الصحة قد تفقد (السبت) عدداً من مستشفيات العريش والمناطق المجاورة لها، للاطمئنان على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، والتأكد من توافر مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية.

سيارات الإسعاف المصرية تصطف أمام معبر رفح (وزارة الصحة المصرية)

في السياق ذاته، أكدت مؤسسة «حياة كريمة» في مصر اليوم (السبت) «تحرك القافلة الثانية المحملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية للفلسطينيين إلى ميناء رفح، تضم 15 شاحنة من المواد الغذائية والمياه والمستلزمات الطبية». كما أشار «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» في مصر اليوم (السبت) إلى «انطلاق المرحلة الثانية من قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية لأهالي قطاع غزة، وتستهدف إرسال 50 شاحنة يومياً».

إلى ذلك، قال مصدر أمني مصري إن «55 فلسطينياً يحملون جوازات سفر أجنبية، غالبيتهم من المصريين، عبروا معبر رفح من غزة إلى مصر اليوم (السبت)». وأضاف المصدر لوكالة «أنباء العالم العربي» أن «47 شاحنة مساعدات إنسانية عبرت معبر رفح اليوم (السبت) إلى الجانب الفلسطيني، وهناك 50 شاحنة ستعبر إلى غزة مساء اليوم (السبت)».

طفل تلقى تطعيمات عقب عبوره مع أسرته من معبر رفح (الأربعاء) الماضي (وزارة الصحة المصرية)

كما وصلت إلى مطار العريش الدولي بمحافظة شمال سيناء، اليوم (السبت)، طائرة مساعدات فرنسية تحمل المواد الغذائية والطبية والمياه، تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة. وقال رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، خالد زايد، إن «طائرة المساعدات الفرنسية، هي ثاني الطائرات التي استقبلها المطار اليوم (السبت). ومن المنتظر وصول طائرات أخرى». مشيرا بحسب «وكالة الأنباء الألمانية» إلى أن «إجمالي عدد الطائرات التي استقبلها مطار العريش منذ بدء الحرب على غزة حتى اليوم (السبت) بلغ نحو 76 طائرة، نقلت أكثر من 1795 طناً من المساعدات، إضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تصل من القاهرة بنحو 4500 طن تقريباً»، منوهاً إلى أنه «حتى اليوم (السبت) بلغ عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة 421 شاحنة».


مقالات ذات صلة

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

شمال افريقيا فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

فجَّر إعلان إسرائيل العثور على جثث رهائن بقطاع غزة موجة احتجاجات واسعة؛ رفضاً لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

أدانت مصر «استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)

جثث المختطفين الستة تؤجج الغضب ضد نتنياهو

في أعقاب تباهي الجيش الإسرائيلي والحكومة باسترداد «ستة جثامين» لمحتجزين لدى «حماس»، خرجت عائلات في موجة مظاهرات شوّشت الحياة الاقتصادية في شتى أنحاء البلاد.

نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء فلسطين

 تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفيًا، الأحد، من رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية والمغتربين الدكتور محمد مصطفى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية في جنين بالضفة الغربية (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي خلال عمليته في الضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل أحد جنوده في رابع أيام عمليته في الضفة الغربية المحتلة حيث يتركز القتال في مخيم جنين للاجئين.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)
صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)
TT

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)
صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)

استمرت أزمة مصرف ليبيا المركزي، بينما تم استئناف إنتاج النفط من حقول نفطية كانت مغلقة، وتصاعد النزاع مجدداً بين الرئيسين الحالي والسابق لـ«المجلس الأعلى للدولة» في العاصمة طرابلس.

وأعلن محمد تكالة الرئيس السابق للمجلس، استلامه المقر الجديد له، في مبنى كان يتبع في السابق وزارة السياحة، بطريق الشط في العاصمة طرابلس، ومباشرة مهامه منه رسمياً.

خالد المشري (مجلس الدولة)

ولم يعلّق خالد المشري الرئيس الحالي لـ«مجلس الدولة»، على هذه الخطوة التي تعني استمرار النزاع مع تكالة حول أحقية كل منهما برئاسة المجلس.

والتزم مجلس النواب الصمت حيال تصريحات لبعض أعضائه، بوجود اتصالات لعقد اجتماع وشيك بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشري؛ للتوصل إلى توافق لحل أزمة المصرف المركزي.

وأكّد المصرف تحت إدارته الجديدة، المكلَّفة من «المجلس الرئاسي»، أنه يواصل ما وصفه بعمله الدؤوب؛ لمعالجة آثار أزمة السيولة المتراكمة من الفترات السابقة التي تتطلب بعض الوقت لحلها بشكل كامل، لافتاً إلى أن هذه الجهود في إطار التزام المصرف بصرف مرتبات شهر أغسطس (آب) للقطاعات المموّلة من الخزانة العامة للدولة كافةً، بالتزامن مع التعليمات الصادرة لإدارة الإصدار بتوجيهات استكمال توزيع السيولة النقدية على كل المصارف التجارية.

صورة نشرتها وسائل إعلام محلية لأول اجتماع لتكالة في مقره الجديد بطرابلس

وشدّد المصرف على أن أولوياته الحالية تتركّز في إنجاز استحقاقات المواطنين الأساسية، مؤكداً أن «إدارته مكتملة، وستباشر اختصاصاتها مستقبلاً للنظر في المسائل الاستراتيجية، وتطوير السياسات المالية والنقدية، بما يتماشى مع تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد».

ومع هذا، فقد طلب الصديق الكبير، المحافظ السابق للمصرف، من رئيس مجلس النواب، اعتماد الأسماء المقترحة لعضوية مجلس الإدارة الجديد للمصرف.

من جهة أخرى، قال مهندسون إن 3 حقول نفط ليبية - السرير ومسلة والنافورة - تلقّت تعليمات باستئناف الإنتاج، فيما قال منسق «حراك فزان في ليبيا»، بشير الشيخ، إنه تم استئناف إنتاج النفط في بعض حقول الجنوب الشرقي «بضغط أميركي».

ووفقاً لما أعلنته القوات البرية بـ«الجيش الوطني» التي يقودها الفريق صدام، نجل قائده العام المشير خليفة حفتر، فقد نفّذت «الكتيبة 672 مشاة» دورية أمنية انطلقت من مقر الكتيبة بمدينة أم الأرانب باتجاه الحقول النفطية في مرزق ووادي عتبة، مروراً بمشروعي مكنوسة وبرجوج الزراعي.

مستودع الزاوية النفطي بغرب ليبيا (شركة البريقة لتسويق النفط)

كما شملت الدورية حقل الفيل النفطي بحوض مرزق، حيث كُلّفت الكتيبة بحمايته وتأمينه، وصولاً إلى المرور بالشريط الحدودي بين ليبيا والجزائر قبل العودة إلى أم الأرانب.

وأدرجت القوات البرية في بيان لها، الأحد، هذه الدوريات ضمن «خطة تأمين المواقع الحيوية والاستراتيجية في الدولة، بهدف حماية البلاد من أي خروقات أمنية».

ونقلت وكالة «رويترز»، عن مهندسين في الحقول النفطية، أنها تلقّت تعليمات «باستئناف الإنتاج من قِبل مشغّل الحقول (شركة الخليج العربي للنفط) التي لم تقدِّم أي أسباب لذلك، وفقاً للمهندسين».

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر صدور تعليمات لاستئناف تشغيل الحقول الثلاثة؛ «لضمان استمرار تشغيل محطات الكهرباء وتوفير الوقود»، نافيةً صدور تعليمات، حتى الآن، لتشغيل بقية الحقول، موضحةً أن «ما تم تشغيله فقط لضمان استمرار إنتاج الكهرباء من محطة السرير»، لكن مصادر أخرى توقعت «فتح كل الحقول والموانئ النفطية المقفلة تباعاً».

واجهة مصرف ليبيا المركزي في طرابلس (رويترز)

وأدى الصراع على مصرف ليبيا المركزي إلى اندلاع حصار على إنتاج النفط، وتفجّر النزاع عندما تحرّك المجلس الرئاسي للإطاحة بمحافظ المصرف المخضرم الصديق الكبير، وتعيين مجلس منافس، ما دفع المنافسين المعترضين على هذه الخطوة إلى إغلاق جميع إنتاج النفط.

وكان ميناء الحريقة لتصدير النفط قد توقف عن العمل بسبب نقص إمدادات الخام، بعد الإغلاق شبه الكامل لحقل السرير النفطي، وهو المورّد الرئيسي للميناء، وفقاً للمهندسين في المحطة.

وعادةً ما ينتج حقل السرير حوالي 209 آلاف برميل يومياً، وقد ضخّت ليبيا حوالي 1.18 مليون برميل يومياً في شهر يوليو (تموز) الماضي بشكل إجمالي.

وطبقاً لما أعلنته المؤسسة الوطنية للنفط، فقد تسبّب إغلاق حقول النفط مؤخراً، في خسارة حوالي 63 في المائة من إجمالي إنتاج النفط في البلاد، بعد إعلان «حكومة الاستقرار» الموازية المكلّفة من مجلس النواب حالة «القوة القاهرة» على قطاع النفط بالكامل، وتوقف الإنتاج والتصدير، رداً على تعيين «المجلس الرئاسي» إدارةً جديدة للبنك المركزي بدلاً من المحافظ الصديق الكبير.

وفي شأن آخر، دعت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» المواطنين إلى عدم الانجرار وراء شائعات نقص الوقود بمستودعات «شركة البريقة لتسويق النفط والغاز»، وحثّت على الابتعاد عن الازدحام أمام محطات الوقود، والتحلّي بروح المسؤولية، وأكّدت أنها تتابع عن كثب عملية التوزيع، وأن الكميات المتوفرة كافية لتلبية كل الاحتياجات دون الحاجة للقلق.

وأكّد مدير أمن منفذ ميناء طرابلس البحري وصول ناقلة تحمل على متنها كمية من الوقود تقدّر بـ25 مليون لتر، وأوضح أن عملية توزيع الوقود على المحطات تسير بشكل طبيعي ومنظّم دون أي مشاكل تُذكَر.

الدبيبة في مهرجان بمصراتة (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة)

بدوره، استغل عبد الحميد الدبيبة رئيس «حكومة الوحدة» المؤقتة مشاركته، مساء السبت، في حفل تأبين بمصراتة غرب البلاد، لتأكيد دعمه الكامل لاستعادة حقوق المهاجرين، وعدّ أنه «لا مبرّر لإخراج الناس من بيوتهم ومصادرة أرزاقهم»، معرِباً عن رفضه لأي «ضغوط أو مساومات في هذه القضية»، وأوضح أن المصالحة الوطنية «تبدأ برد المظالم وجبر الضرر، وأن استمرار الظلم لن يكون سبيلًا لتحقيق الوحدة».

كما عدّ الدبيبة، خلال حضوره ختام مهرجان مصراتة، أهمية مثل هذه المهرجانات «في تعزيز السياحة الداخلية، وتوفير فرص للترفيه والتنشيط للمواطنين خلال فصل الصيف».