حادث السمارة يسلّط الضوء على مواجهات المغرب و«البوليساريو»

الرباط أبلغت الأمم المتحدة عن 550 حادث إطلاق نار على قواتها بالصحراء

معبر حدودي مغربي (ماب)
معبر حدودي مغربي (ماب)
TT

حادث السمارة يسلّط الضوء على مواجهات المغرب و«البوليساريو»

معبر حدودي مغربي (ماب)
معبر حدودي مغربي (ماب)

سلّط حادث إطلاق مقذوفات متفجرة على أحياء سكنية في مدينة السمارة، العاصمة الروحية للصحراء المغربية، الضوء على حوادث كثيرة مماثلة تورطت فيها جبهة «البوليساريو» الانفصالية.

وحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المرفوع إلى مجلس الأمن يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي يناقش وسط توقعات بتمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) لمدة سنة، فإن الحالة في الصحراء تتسم بـ«التوترات والأعمال القتالية منخفضة الحدة» بين المغرب و«الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو).

الأمين العام للأمم المتحدة (أ.ب)

وذكر التقرير أنه خلال الفترة الممتدة من 1 سبتمبر (أيلول) 2022 إلى 31 أغسطس (آب) 2023، أبلغ الجيش الملكي المغربي بعثة «مينورسو» بوقوع 550 حادثاً جرى فيها إطلاق النار من مسافة بعيدة على وحداته عند الجدار الأمني الرملي أو بالقرب منه، مع تركز 69 في المائة من تلك الحوادث في منطقة المحبس.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أجرت «مينورسو» 108 دوريات للتحقيق وزارت في المجموع 219 موقعاً من مواقع الحوادث المبلغ عنها. وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، أبلغ الجيش الملكي المغربي أيضاً، عن مشاهدة طائرات استطلاع صغيرة مسيرة تحلق فوق وحداته في 18 مناسبة.

وذكر التقرير أنه خلال الفترة نفسها، أعلنت «البوليساريو» أنها قامت بـ758 عملية إطلاق نار ضد الجيش المغربي، تركز نحو 68 في المائة منها في المحبس.

تدريب أمني لعناصر من «جبهة البوليساريو» (الشرق الأوسط)

وقالت «مينورسو» إنها جمعت 19 تقريراً من مجموعة متنوعة من المصادر «عن غارات مزعومة» نفذتها طائرات مسيرة تابعة للجيش المغربي شرق الجدار الأمني الرملي في الفترة ما بين 1 سبتمبر (أيلول) 2022 وفبراير (شباط) 2023. وبعد ذلك لم تسجل البعثة أي غارات جوية حتى 31 أغسطس (آب) الماضي.

وحسب التقرير ذاته، شاهد المراقبون العسكريون التابعون لبعثة «مينورسو» بانتظام طائرات مسيّرة تابعة للجيش الملكي المغربي في مطار السمارة.

وفي 14 مناسبة، تمكنت البعثة، بالتنسيق مع الجيش المغربي وجبهة «البوليساريو»، من زيارة مواقع الحوادث المبلغ عنها. وفي 5 مناسبات لم ترد موافقة من «البوليساريو».

عناصر عسكرية مغربية (أ.ف.ب)

وفي 12 حالة، تمكنت التحقيقات التي أجراها المراقبون العسكريون التابعون للبعثة، بمساعدة خبراء من عناصر مكافحة الألغام، من تأكيد حدوث شكل من أشكال القصف الجوي، وخلصت إلى وقوع 9 خسائر في الأرواح. ويشير التقرير إلى أنه بناء على طلب الجيش الملكي المغربي، وبمرافقته، زارت البعثة منذ نوفمبر 2022 مواقع مجاورة للجدار الأمني الرملي زُعم وقوع حوادث فيها، ولاحظت في حالات عدة آثار انفجار ذخائر الهاون.

وشهدت مدينة السمارة في الصحراء المغربية، ليلة السبت-الأحد، هجوماً غير مسبوق بمقذوفات متفجرة، ما أدى إلى وفاة شاب وإصابة 3 أشخاص بجروح، وأعلنت السلطات القضائية المغربية فتح تحقيق في الموضوع، بينما أعلنت جبهة «البوليساريو» أنها نفّذت هجمات على منطقتي المحبس والسمارة.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا المعبر الحدودي الجزائري «العقيد لطفي»... (متداولة)

فتح الحدود بين الجزائر والمغرب استثنائياً لتسليم مهاجرين مفرج عنهم

ظلت العلاقات بين البلدين في تدهور مستمر منذ إغلاق الحدود عام 1994، على خلفية اتهام الرباط المخابرات الجزائرية بالتورط في قتل سياح أوروبيين داخل فندق بمراكش.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (الرئاسة)

الجزائر تُعبر عن سخطها من مناورات عسكرية فرنسية - مغربية على حدودها

أبدت الجزائر انزعاجاً بالغاً من تحضير فرنسا والمغرب لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بالقرب من حدودها، والتي يُنتظر أن تتم في سبتمبر (أيلول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج السعودية والمغرب يوقعان اتفاقيتين للتعاون الجمركي المشترك وحماية البيئة (واس)

السعودية والمغرب يوقِّعان اتفاقيتين جمركية وبيئية خلال اجتماع «اللجنة المشتركة»

عقدت اللجنة السعودية - المغربية المشتركة في مكة اجتماع الدورة الـ14، تأكيداً للروابط التاريخية الوثيقة بين السعودية والمغرب، وتعزيزاً للتعاون بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
شمال افريقيا جانب من أشغال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف (رويترز)

40 دولة تجدد دعمها السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه

جددت أربعون دولة تأكيد دعمها سيادة المغرب «التامة والكاملة» على صحرائه خلال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 4 من أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
TT

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)

رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصادر عن «مجلس السلم والأمن الأفريقي» الذي أعلن فيه عدم الاعتراف بأي حكومة موازية في البلاد، في حين لا تزال عضوية السودان معلقة في الاتحاد الأفريقي على خلفية الانقلاب الذي قاده الجيش على الحكم المدني في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وقالت الوزارة، في بيان ليل الثلاثاء - الأربعاء، إن «الموقف يجسد الالتزام التام بالمبادئ التي تأسس عليها العمل الأفريقي المشترك، ومبادئ صيانة سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها الإقليمية ورفض التدخل في شؤونها».

ودعا «مجلس الأمن والسلم والأفريقي»، في بيان له، الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى «عدم الاعتراف بأي حكومة أو كيان يسعى لتقسيم السودان، وحكم جزء من أراضيه أو مؤسساته».

وحضّ الدول الأفريقية والمجتمع الدولي على «الامتناع عن دعم أو مساعدة أي مجموعة مسلحة أو سياسية، تسعى لإنشاء حكومة أو دولة موازية في السودان».

وكانت حركات مسلحة وقوى سياسية على رأسها «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» - فصيل عبد العزيز آدم الحلو، وحزب «الأمة القومي»، وقعت في فبراير (شباط) الماضي في نيروبي على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة موازية، على غرار حكومة الأمر الواقع في مدينة بورتسودان، التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية الموقعة على ميثاق الحكومة الموازية الشهر الماضي (أ.ف.ب)

ورأت وزارة الخارجية السودانية أن قرار «مجلس السلم والأمن الأفريقي» يتضمن إدانة صريحة وكاملة لإعلان ميليشيا «قوات الدعم السريع» وتابعيها التحضير لإنشاء حكومة موازية، كما أنه عبر عن «قلقه البالغ» إزاء هذه الخطوة التي وصفها بـ«الخطيرة وقد تؤدي إلى تقسيم السودان».

وجددت «تقدير السودان لهذه المواقف الواضحة المتسقة مع القانون الدولي، التي ستكون خير دعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية للدفاع عن سيادته ووحدته وكرامته واستقلاله»، وفق بيان «الخارجية».

من جهته، جدد «مجلس السلم والأمن الأفريقي»، التزامه بالمحافظة على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم الحل السلمي للنزاع، ودعا الأطراف المتقاتلة إلى «الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، والالتزام بمحادثات سلام شاملة».

وتعهد المجلس «بمواصلة التعاون مع جميع الأطراف السودانية لإنهاء النزاع القائم، استناداً إلى خريطة الطريق الخاصة بالاتحاد الأفريقي». وشدد على «ضرورة استئناف عملية النظام الدستوري الديمقراطي عبر الحوار السياسي الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، وتنفيذ إعلان جدة الموقع بين الجيش و(قوات الدعم السريع) في 11 مايو (أيار) 2023».

مشاركون في اجتماعات مؤتمر نيروبي الشهر الماضي (د.ب.أ)

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن مكونات «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس)، تجري مشاورات مكثفة بشأن تسمية شاغلي المناصب في أجهزة الحكومة، المزمع إعلانها من داخل البلاد في غضون شهر.

وسبق أن أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ومصر ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، رفضها التام لقيام أي حكومة جديدة خارج مؤسسات الدولة السودانية، ودعت هذه الدول إلى إنهاء الحرب والعودة إلى المفاوضات.

والأحد، أجرى نائب رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، مالك عقار، زيارة رسمية إلى جيبوتي، والتقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، وأبدى رغبة بلاده في استئناف نشاطها في الهيئة الحكومية للتنمية الدولية «إيغاد»، وإنهاء تجميد عضويتها، في الاتحاد الأفريقي.