مصر تُصّعد ضد «تهجير الفلسطينيين إلى سيناء»

السيسي عدها تصفية للقضية... ودعوات شبه رسمية لمظاهرات الجمعة

مصر تُصّعد ضد «تهجير الفلسطينيين إلى سيناء»
TT

مصر تُصّعد ضد «تهجير الفلسطينيين إلى سيناء»

مصر تُصّعد ضد «تهجير الفلسطينيين إلى سيناء»

صعدت القاهرة على المستوى الرسمي من رفضها لـ«مخططات لتهجير الفلسطينيين» إلى سيناء، إذ حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مخاطر الفكرة، وقال إنها ستكون تصفية للقضية، وترافق ذلك مع دعوات شبه رسمية أصدرها مجلس «أمناء الحوار الوطني» في مصر لتظاهرات تضامنية مع قطاع غزة،

وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز: «إذا طلبنا من المصريين الخروج للتعبير عن رفض التهجير سنجد الملايين يخرجون رفضا للفكرة». وأضاف أنه «إذا كانت هناك فكرة للتهجير فتوجد صحراء النقب في إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها».

السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني (الرئاسة المصرية)

إلى ذلك قرر السيسي إعلان حالة الحداد العام في أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، حداداً على أرواح ضحايا قصف «مستشفى المعمداني» بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني.

وجدد السيسي «موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالي قطاع غزة». وقال «نرفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفها».

التهجير

وقال الرئيس المصري إن «العملية العسكرية التي ترغب إسرائيل من خلالها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة في غزة قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد وبالتالي في هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر وبالتالي تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسؤولية ذلك الأمر».

ونوه السيسي إلى أن «مصر بها 105 ملايين نسمة والرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أن نطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسوف نرى ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم موقفنا في هذا الأمر».

وقفات احتجاجية

في غضون ذلك دعا «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر إلى ما وصفه بـ«حشد شعبي كبير بعد صلاة يوم الجمعة المقبل، وذلك أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر (شرقي القاهرة)».

وأفاد المجلس في بيان أن «هذا الاحتشاد سيكون رسالة واضحة للجميع بأن شعب مصر يقف صفاً واحداً دفاعاً عن أمن ومصالح وطنه، وداعماً بلا حدود لكل قضايا أمته العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأنه لن يسمح بتصفيتها بأي طريقة كانت».

ميدانياً، شهدت محافظات مصرية عدة ومقرات جامعات مختلفة (الأربعاء) مظاهرات داعمة للموقف الرسمي الرافض لتهجير الفلسطينيين والتضامن مع قطاع غزة.

الأزهر ينظم وقفة تضامنية للتعبير عن الرفض للأعمال التي ارتكبتها إسرائيل بحق أهالي غزة (مشيخة الأزهر)

برلمانياً قرر مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) عقد جلسة طارئة لنظر تداعيات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. كما شدد رئيس مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، حنفي جبالي، على أن «مصر ترفض بشكل قاطع أي دعوات للتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة لما في ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وضياع للحق الفلسطيني».

كما نظمت «مشيخة الأزهر»، ونقابة الصحافيين وقفات تضامنية للتعبير عن الرفض القاطع للأعمال التي ارتكبتها إسرائيل في حق الأطفال والنساء في غزة.

من جهة أخرى تزايدت المطالبات من سياسيين وحزبيين بطرد السفيرة الإسرائيلية، أميرة أورون من مصر، وتصدر هاشتاغ «طرد السفيرة الإسرائيلية» مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا موقع «إكس» خلال الساعات الماضية. وذكر البرلماني المصري، مصطفى بكري، عبر «إكس» (الأربعاء) أن «إسرائيل ستسحب سفيرتها من مصر». وبحسب بكري فإنه تم «إخلاء طاقم السفارة الإسرائيلية من القاهرة وبدء مغادرتهم البلاد».


مقالات ذات صلة

«الجامعة العربية» لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاع

شمال افريقيا صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر الوزاري حول «المرأة والأمن والسلم»  (جامعة الدول العربية)

«الجامعة العربية» لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاع

أكدت جامعة الدول العربية، الأربعاء، سعيها لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاعات.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

قتلى وجرحى في «اشتباكات مفاجئة» بالعاصمة الليبية

لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
TT

قتلى وجرحى في «اشتباكات مفاجئة» بالعاصمة الليبية

لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)

أسفرت اشتباكات مفاجئة في العاصمة الليبية طرابلس، الأربعاء، عن سقوط قتلى وجرحى؛ تزامناً مع تأكيد روسي على أهمية قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في استتباب الأمن والاستقرار، بينما ناقشت ورشة عمل نظمتها البعثة الأممية خطة عمل لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل شخصين، وإصابة عدد غير معلوم خلال اشتباكات مفاجئة دارت بين ميليشيات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة في ورشفانة، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، وأشارت إلى ما وصفته بـ«حدوث حالة من الاستنفار الأمني، وانتشار للسيارات المسلحة في المنطقة».

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت إثر وقوع مشادات بين فريق أمني مشترك لجهازي «دعم الاستقرار» و«الردع» ببوابة الكتيبة 55، التابعة لمعمر الضاوي؛ ما أدى إلى مقتل عنصرين من الجهازين التابعين لوزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الوحدة، التي التزمت الصمت، ولم تعلق على هذه التطورات.

خوري خلال زيارتها إلى سبها بالجنوب الليبي (متداولة)

في غضون ذلك، أكدت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، الأربعاء، أن البعثة الأممية تعمل على توحيد مؤسسات الدولة من أجل تحقيق مزيد من الاستقرار، وإجراء الانتخابات، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

واعتبرت خوري في كلمة لدى لقائها مجلس سبها البلدي أنه «من المهم دعم جهود التوصل إلى ميزانية موحدة»، مشيرة إلى أنه «رغم كونه أمراً لم يتم التوافق عليه حتى الآن، فإنه يعدّ خطوة أساسية لتعزيز دور المؤسسات الليبية»، وأوضحت أن البعثة جاهزة لتقديم الدعم المطلوب لتحقيق هذا الهدف، لكنها لفتت إلى أن الأمر في النهاية يعود إلى الليبيين أنفسهم.

وقالت خوري بهذا الخصوص: «نركز على دعم جهود إجراء الانتخابات وتحديد موعد محدد لها»، موضحة أن هناك ما وصفته بـ«قضايا أساسية ما زالت غير محسومة منذ عام 2011»، مثل هيكلة الدولة وهويتها، وتوزيع الموارد بشكل عادل، وقالت إن هذه الأمور «تتطلب معالجة شاملة تشمل الجوانب الدستورية، والعمل على تعزيز استقرار المؤسسات».

من جهته، أدرج السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، زيارة الوفد الأميركي، الذي ضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والوكالة الأميركية للتنمية، مؤخرا إلى مدينة سبها بالجنوب الليبي، في إطار ما أسماه «تأكيد أميركا القوي على استعادة الجنوب دوره بصفته جزءاً من تراب الوطن، من أجل استعادة قوته، واستدامته الاقتصادية في منطقة تشهد اضطرابات متزايدة». معرباً عن اعتقاده بأن ما وصفه بـ«مزيج من الدعم الاقتصادي والأمني والدبلوماسي من الأميركي، يمكن أن يساعد المنطقة في إعادة الاندماج مع بقية ليبيا»، ومؤكداً أن زيارته الأولى إلى سبها منذ سنوات لن تكون الأخيرة.

في المقابل، قال القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، إنه ناقش مع نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، والوفد المرافق له، مساء الثلاثاء في بنغازي (شرق)، سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

ونقل حفتر عن الوفد الروسي تأكيده على دور قوات الجيش في استتباب الأمن والاستقرار في البلاد، وبما يحافظ على وحدة ليبيا.

ورشة العمل التي نظمتها البعثة الأممية في تونس (البعثة)

إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة إن ورشة عمل نظمتها في تونس على مدى يومين، بمشاركة ممثلين عن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ولجانها الفرعية؛ بهدف تعزيز آلية التنسيق الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار. وناقشت التقدّم المحرَز والتحديات التي تواجه التنفيذ الكامل للاتفاق، بالإضافة إلى خطة العمل المشتركة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، واستمرار عملية نزع الألغام ومخلفات الحرب، مشيرة إلى تأكيد المشاركين التزامهم الكامل باتفاق وقف إطلاق النار؛ خدمة لأمن الشعب الليبي.

اجتماع الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)

في شأن آخر، شدد رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، خلال متابعته، مساء الثلاثاء، بطرابلس، مع الفريق التنفيذي ووزارة المواصلات سير العمل في مشروعي محطتي الركاب بمطار طرابلس الدولي، على أهمية بدء تنفيذ المحطة الثانية، إلى جانب توسعة مواقف الطائرات واستكمال برج المراقبة الجديد مع بداية العام المقبل، داعيا للتركيز على اعتماد أحدث التقنيات في قطاع المطارات وضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

وكان الدبيبة قد أكد في اجتماعه مع وزير المواصلات ومستشاره المالي، محمد الشهوبي، على أهمية الالتزام بصرف الرواتب في موعدها، مشدداً على عمل الحكومة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير السيولة المالية لتأمين الالتزامات كافة.