في حين تواصل مصر الحشد الدولي لـ«حماية المدنيين في غزة ووقف الحرب»، أدانت القاهرة «استمرار عمليات القصف العشوائي والعقاب الجماعي للمدنيين في القطاع». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي نحو ضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فضلاً عن الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد من خلال التوصل إلى حل (عادل وشامل ومستدام) للقضية الفلسطينية».
وتلقى السيسي (الثلاثاء) عدداً من الاتصالات الهاتفية تناولت مستجدات الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وتوافق الرئيس المصري مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، (الثلاثاء)، بشأن «الخطورة البالغة للموقف في غزة بالنظر إلى حدة التداعيات الإنسانية على المدنيين، فضلاً عن تبعات توسيع دائرة الصراع على استقرار المنطقة».
مسار التهدئة
كما أعرب السيسي ورئيس حكومة إسبانيا، دولة الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، بيدرو سانشيز، عن «القلق البالغ من استمرار وتيرة العنف المتصاعدة وما صاحب ذلك من تدهور للأوضاع الأمنية والإنسانية في القطاع على نحو خطير». وأكدا (الثلاثاء) ضرورة تنسيق الجهود الدولية لحث الأطراف على انتهاج مسار التهدئة، «بهدف الحيلولة دون فقدان المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء، ومنع امتداد التبعات الأمنية للصراع إلى المنطقة برمتها».
وفي اتصال بين الرئيس المصري ورئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، (الثلاثاء)، شدد السيسي على «أهمية مراعاة التبعات الإنسانية الخطيرة للمواجهات المسلحة على حياة المدنيين، فضلاً عن امتداد تداعياتها الأمنية والسياسية إلى المنطقة برمتها». مؤكداً أن «بلاده مستمرة في مساعيها لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لحث الأطراف على تبني مسار التهدئة، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك لتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة الإنسانية».
وفي السياق ذاته اتفق السيسي والرئيس الأميركي جو بايدن، على «خطورة الموقف الحالي وأهمية احتوائه بما لا يسمح باتساع دائرة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين». وتوافقا (مساء الاثنين) بشأن أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وناقش الرئيسان المشاورات الجارية في هذا الصدد بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والجهود المبذولة لدفع وإحياء مسيرة السلام، وتم الاتفاق على «استمرار التشاور وتنسيق الجهود خلال الفترة المقبلة».
عملية السلام
وكان الرئيس المصري ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، توافقا على «أهمية تعزيز الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون توسع التصعيد وتعقيد الموقف أمنياً وإنسانياً». وأشار الرئيس المصري إلى موقف بلاده «رفض سياسات العقاب الجماعي والحصار والتهجير، وضرورة تغليب صوت العقل والحكمة وإحياء مسار عملية السلام».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، (الثلاثاء)، على الأولوية القصوى لدخول المساعدات إلى قطاع غزة. وطالب إسرائيل بـ«التوقف عن استهداف الجانب الفلسطيني من معبر رفح بقطاع غزة»، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين شكري ووزير خارجية ماليزيا، زمبري عبد قدير. ووفق إفادة للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، (الثلاثاء)، عبر منصة «إكس (تويتر سابقاً)» فإن الوزير شكري «أدان استمرار عمليات القصف العشوائي والعقاب الجماعي للمدنيين في قطاع غزة».
أيضاً نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة «فاينانشيال تايمز» (الثلاثاء) أنه «من المتوقع أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، القاهرة، (الأربعاء)، ويلتقي السيسي وعددا من المسؤولين لبحث التهدئة في غزة».
إمداد إنساني
في غضون ذلك، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن «الأولوية العاجلة الآن هي إدخال المساعدات من مصر، والضغط على إسرائيل لفتح ممر إنساني لهذا الغرض، والامتناع عن استهداف معبر رفح كما فعلت في السابق أكثر من مرة»، جاء ذلك خلال اجتماع أبو الغيط، (الثلاثاء)، مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عبر «فيديو كونفرانس».
وبحسب المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، فإن أبو الغيط ولازاريني اتفقا على أن «الحرب الجارية على المدنيين في غزة تُخاض من دون أي قواعد، وبلا أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني، وأن المسؤولية في هذه الجرائم اليومية لا تقع على إسرائيل وحدها، وإنما على المجتمع الدولي الذي يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الانتهاك الصارخ لقوانين الحرب، والمذابح التي تُرتكب بحق الأبرياء».
وأكد رشدي أن الجانبين اتفقا كذلك على أن الأولوية الآن هي فتح خط إمداد إنساني إلى داخل غزة بما يضمن إدخال الماء والطعام والوقود.
وعبر الأمين العام عن انزعاجه الشديد حيال التقديرات التي استمع إليها من لازاريني «من أن السكان في غزة سوف يتعرضون عما قريب لخطر الموت بسبب غياب المياه النظيفة، فضلاً عن الاحتمالات الكبيرة لانتشار الأمراض، وأن كل يوم يمر يضيف إلى المعاناة التي تفوق الاحتمال لسكان القطاع».
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب دعا إلى تحرك دولي «عاجل» لوقف الحرب على غزة. وأكد في ختام اجتماعه (الأربعاء) الماضي بمقر الجامعة العربية في القاهرة، على «إدانته استهداف المدنيين من الجانبين»، محذراً من «محاولات تهجير الشعب الفلسطيني».