تراجع الاشتباكات في جبهات القتال الساخنة بالخرطوم

قوات الدعم السريع تتقدم حثيثاً نحو وسط البلاد

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ودمدني بالسودان (أ.ف.ب)
نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ودمدني بالسودان (أ.ف.ب)
TT

تراجع الاشتباكات في جبهات القتال الساخنة بالخرطوم

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ودمدني بالسودان (أ.ف.ب)
نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ودمدني بالسودان (أ.ف.ب)

انخفضت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، وهدأت جبهات القتال الساخنة حول محيط القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة الخرطوم، الذي ظل على مدى أسابيع محل استهداف مباشر من قوات الدعم السريع بهدف الاستيلاء عليه، بجانب القصف المدفعي المكثف من مواقع تمركزها على قيادة سلاح المدرعات جنوب الخرطوم.

وفي المقابل وسعت قوات الدعم السريع نطاق سيطرتها في بعض المناطق الحدودية بين ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد سيطرتها على مدينة العيلفون التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن الخرطوم، ما أدى إلى ازدياد تدفقات النازحين بأعداد كبيرة إلى مدينة ودمدني عاصمة الجزيرة، التي تعيش أساساً، اكتظاظاً سكانياً بسبب النزوح إليها من مناطق الحرب.

قوات «الدعم السريع» التي يقودها الفريق حميدتي تواصل تقدمها في مناطق بوسط السودان (رويترز)

وأفاد مواطنون قدموا من الخرطوم إلى الجزيرة، بأن قوات الدعم السريع، توغلت في مناطق «أم ضواً بان، الكرنوس، العسيلات»، وبدأت عناصرها في الانتشار في تلك المناطق، التي تقع في الحدود الفاصلة بين الولايتين. ووفق مواطنين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» فإن وجود قوات الدعم السريع في تلك المناطق أثار مخاوف السكان من انتقال المواجهات مع الجيش إلى مناطقهم، ما دفع كثيرا من العوائل إلى اللجوء لمناطق آمنة. ويهدد توسع انتشار قوات الدعم السريع بانتقال الحرب إلى ولاية الجزيرة التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين في مناطق الاشتباكات بالخرطوم منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

وعلى مدى شهر دون انقطاع، خاض الجيش وقوات الدعم السريع، معارك ضارية في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري وأمدرمان)، وتجددت المعارك بصورة أكثر عنفاً في مدينة الأبيض بشمال كردفان (وسط – غرب) البلاد، فيما عادت المناوشات إلى مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور. ودرج الطرفان خلال الفترة الماضية على تبادل القصف المدفعي الكثيف واستخدام الأسلحة الثقيلة في المواجهات التي تجري بينهما وسط الأحياء السكنية، ما خلف كثيرا من القتلى والجرحى من المدنيين.

وخلال اليومين الماضيين تجددت المعارك في مدينة الأبيض بشمال كردفان، وتصدى الجيش للعديد من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على عدد من الأحياء السكنية، في محاولة منه للسيطرة على الحامية العسكرية بالولاية، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، وسط أنباء حديثة عن حشود للدعم السريع للهجوم مجدداً على المدينة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا تحصى دون تحرك فوري لوقفها

العالم العربي آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الصراع المسلّح (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا تحصى دون تحرك فوري لوقفها

قالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط، اليوم (الثلاثاء)، إن حرب السودان قد تزهق أرواحاً لا حصر لها دون اتخاذ إجراءات فورية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا توزيع الطعام من أحد المطابخ العامة في الخرطوم (رويترز)

طرفا الصراع في السودان يهاجمان متطوعين يكافحون المجاعة

«في أحياء كان لدينا فيها مطبخ واحد، نحتاج الآن إلى ثلاثة مطابخ أخرى... ومع استمرار الحرب، سنرى المزيد من الناس يصلون إلى الحضيض».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج مقر وزارة الخارجية الإماراتية (الشرق الأوسط)

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

أكد سالم الجابري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا رئيس مجلس الوزراء المصري خلال لقاء عدد من المفكرين والكُتاب (مجلس الوزراء المصري)

«سد النهضة»: مصر تلوح بـ«توجه آخر» حال نقص حصتها المائية

لوّحت الحكومة المصرية باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «سد النهضة» الإثيوبي حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: اتهامات لكتائب موالية للجيش بـ«إعدام العشرات» جماعياً

وجه نشطاء حقوقيون سودانيون اتهامات لكتائب موالية للجيش وأفراد يرتدون الزي العسكري له بارتكاب ما وصفوه بـ«انتهاكات جسيمة» تضمنت عمليات «إعدام جماعي لعشرات».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

هيئة الانتخابات التونسية تهدد بمتابعة من يتهمها بـ«التزوير»

الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)
TT

هيئة الانتخابات التونسية تهدد بمتابعة من يتهمها بـ«التزوير»

الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)

أصدرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية بلاغاً، مساء أمس، أكدت فيه -حسب وسائل إعلام محلية- أنّ «كل اتهام مجاني لهيئة الانتخابات بتدليس أو تزوير النتائج، تصريحاً أو تلميحاً، ستتم معاينته بصفة قانونية، وإحالته للنيابة العامة، من أجل بث ونشر الأخبار الزائفة، ونسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي، دون الإدلاء بما يثبت صحة ذلك، طبق القوانين الجاري بها العمل».

وقال البيان إنه تم الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية 2024 بصفة رسمية، وتعليقها بمقرات الهيئة «بعد التثبت في جميع محاضر الفرز ومحاضر التجميع»، مؤكداً أن جميع محاضر الفرز تم تعليقها أمام مكاتب الاقتراع، ونشرها على الموقع الإلكتروني للهيئة، تطبيقاً لمقتضيات الفصلين 140 و144 من القانون الانتخابي.

الرئيس قيس سعيد يحتفل مع مؤيديه بعد الإعلان عن فوزه بولاية ثانية (أ.ف.ب)

في سياق ذلك، قالت مديرة ملاحظة الانتخابات في جمعية «شباب بلا حدود»، آمال بن خود، إن الجمعية بعد أن قامت بنشر 334 ملاحظاً موزعين على 12 ولاية، تبين أن أغلب التجاوزات كانت أمام مراكز الاقتراع، وأوضحت أنه من بين الخروقات المسجلة هناك 86 حالة خرق للصمت الانتخابي. وأضافت آمال بن خود أن الجمعية لاحظت غياب الشباب عن عملية الاقتراع، وأن 52.7 في المائة من المراكز لا تتوفر فيها ممرات خاصة لذوي الإعاقة، كما رصد ملاحظو الجمعية خرقاً للصمت الانتخابي من طرف شخص كان يرتدي صورة مترشح للرئاسية داخل مركز الاقتراع بولاية أريانة، ورصد 4 حالات تأثير على الناخبين بالدعوة لانتخاب مرشح معين بكل من ولايات قابس ونابل وسوسة وبن عروس؛ داعية إلى وضع خطة استراتيجية على المدى الطويل لفائدة الشباب، وبرامج مشتركة من عدة أطراف ووزارات ومنظمات بهدف الرفع من حالات التوعية والحملات التحسيسية الموجهة للناخبين، وخصوصاً منهم الشباب.

من جهتها، أوضحت مديرة البرامج بالمركز التونسي المتوسطي، أحلام منوبية القروي، أن 30 في المائة من مراكز الاقتراع كانت غير مناسبة للناخبين ذوي الإعاقة؛ مشيرة إلى رصد نقص كبير في المواد الضرورية للانتخابات في تطاوين والقصرين، وتسجيل نسبة إقبال «كانت مقبولة ومحترمة» للنساء، مقارنة بالمحطات الانتخابية السابقة.

في المقابل، قال المدير التنفيذي لمرصد «شاهد»، الناصر الهرابي، إن العملية الانتخابية تمت إجمالاً بسلاسة، باستثناء بعض الخروقات والتجاوزات المتمثلة في نقص عدد بطاقات الاقتراع، والمزج بين مكتب وآخر دون إعلام الناخبين، وتواصل الدعاية السياسية في بعض مراكز الاقتراع؛ مشيراً إلى أن بعض المكاتب والمراكز كانت تفتقر لوجود ممثلي المترشحين والمجتمع المدني.