منظمة أممية: أكثر من 42 ألف شخص نزحوا بسبب إعصار درنة

وسط تواصل جهود انتشال جثث الضحايا

آثار الإعصار «دانيال» فى درنة (حكومة الاستقرار «الموازية»)
آثار الإعصار «دانيال» فى درنة (حكومة الاستقرار «الموازية»)
TT

منظمة أممية: أكثر من 42 ألف شخص نزحوا بسبب إعصار درنة

آثار الإعصار «دانيال» فى درنة (حكومة الاستقرار «الموازية»)
آثار الإعصار «دانيال» فى درنة (حكومة الاستقرار «الموازية»)

ارتفع عدد ضحايا الإعصار، الذي اجتاح مدينة درنة اللبيبة، وفق آخر إحصائية، إلى 4209 حالات وفاة، بينما أعلنت «المنظمة الدولية للهجرة»، «مقتل 429 مهاجراً، وفقدان 500 آخرين، ونزوح 42 ألفاً و45 شخصاً».

وقال الناطق باسم الجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، أحمد المسماري، في بيان مقتضب، مساء أمس الخميس، إنه «جرى انتشال 8 جثامين في درنة». في حين أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أنه ناقش، مساء أمس الخميس، بطرابلس مع وزير البيئة بحكومة «الوحدة» المؤقتة، إبراهيم العربي، الوضع البيئي بمدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر، جراء إعصار «دانيال»، الذي تسبَّب في وفاة الآلاف من المواطنين، الشهر الماضي.

وكان فريق الدعم الاجتماعي والنفسي، التابع لـ«لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة»، قد بحث تنسيق الجهود بين القطاعات لتقديم الدعم للناجين من الفيضانات والسيول بمدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر.

وقال بيان حكومي سابق إن الفريق سينظم «جلسات دعم نفسي جماعي وفردي للمتضررين من هذه الكارثة، وتحديد الفئات الأكثر تضرراً، والتي تحتاج إلى دعم نفسي مكثف، بالإضافة للإشراف على عملية تقييم الأضرار النفسية، وتحديد الاحتياجات العاجلة للمتضررين».

وقدَّرت «المنظمة الدولية للهجرة» نزوح نحو 42 ألفاً و45 شخصاً، بسبب الإعصار، مشيرة، في بيان لها، مساء أمس الخميس، إلى الإبلاغ عن فقدان 500 مهاجر، ومقتل 429 آخرين، مشيرة إلى وجود 96 في المائة من النازحين في بلديات شرق ليبيا، و4 بالمائة في غربها، بالإضافة إلى وجود «12 موقعاً جماعياً للإيواء مثل المدارس، مخصَّصة لإيواء النازحين بشكل أساسي من درنة، والبيضاء بشكل مؤقت، 9 منها في بلدية درنة».



مدينة ليبية تنتفض ضد «المرتزقة»... وحكومة الدبيبة

الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
TT

مدينة ليبية تنتفض ضد «المرتزقة»... وحكومة الدبيبة

الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)

عمّت حالة من التوتر بني وليد (شمال غربي ليبيا) إثر منع الأجهزة الأمنية فعالية سياسية تدعو لطرد «المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية من البلاد، وأعقب ذلك القبض على قيادات قبائلية ونشطاء، ما أدى إلى تسخين الأجواء بالمدينة التي أمضت ليلتها في حالة انتفاضة.

وكان مقرراً أن تستضيف بني وليد، التي لا تزال تدين بالولاء لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، المشاركين في حراك «لا للتدخل الأجنبي» مساء السبت، قبل أن تدهم قوات الأمن الاجتماع المخصص لذلك، وتقتاد بعض قياداته إلى مقار أمنية، ما تسبب في تصعيد حالة الغضب.

ومع الساعات الأولى من ليل السبت، احتشد مئات المتظاهرين، وخاصة أهالي قبيلة ورفلة، وبعضهم موالٍ أيضاً لسيف الإسلام نجل القذافي، أمام ديوان مديرية أمن بني وليد، في ما يشبه انتفاضة، منددين باعتقال بعض قيادات الحراك، ومرددين الهتاف الشهير: «الله ومعمر وليبيا وبس»، لكنهم أيضاً هتفوا ضد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.

ونجح المتظاهرون في الضغط على السلطات في بني وليد لاستعادة المحتجزين، لكنهم ظلوا يصعّدون هتافاتهم ضد الدبيبة وحكومته.

وعبّرت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» بليبيا عن «قلقها البالغ» لعملية «الاحتجاز التعسفي لعدد من المواطنين المجتمعين في مدينة بني وليد، المطالبين بإخراج القوات والقواعد الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية»، مشيرة إلى أن مواطنين طاعنين في السنّ كانوا من بين المعتقلين.

وقال المؤسسة، في بيان، الأحد، إن «أفراد الأمن التابعين للمديرية التابعة لوزارة الداخلية بحكومة (الوحدة) أطلقوا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين من أمام مقر المديرية».

وأضرم غاضبون من شباب بني وليد النار في الكاوتشوك اعتراضاً على اعتقال 4 مشايخ من قبيلة ورفلة بالمدينة، كما أغلقوا بعض الطرقات، بعد مظاهرة حاشدة في ميدان الجزائر بالمدينة.

ودافعت مديرية أمن بني وليد عن نفسها، وقالت إنها تشدد على منتسبيها «الالتزام بتنفيذ التعليمات واللوائح التي تمنعهم من التدخل في أي عمل سياسي، وتلزمهم بحماية أي تعبير سلمي للمواطنين»، لكنها «لا تتحمل مسؤولية تأمين أنشطة اجتماعية أو سياسية لا تملك بخصوصها أي بيانات أو موافقات رسمية تسمح بها».

وأبدت مديرية الأمن تخوفها من «اختراق أي تجمع لسكان المدينة، عبر أي مشبوهين، لغرض توريط بني وليد في الفوضى خدمة لمصالح شخصية»، وانتهت إلى «التذكير بأن الثوابت الوطنية المرتبطة بوحدة ليبيا، وحماية سيادتها ومواطنيها، هي مسؤولية دائمة بالنسبة لها، وليست موضع تشكيك أو تخوين».

وتصعّد قبائل موالية لنظام القذافي منذ أشهر عدّة ضد وجود «المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية في البلاد، مطالبة بإخراجهم، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية «في أسرع وقت».

وسبق للعميد العجمي العتيري، آمر كتيبة «أبو بكر الصديق»، التي اعتقلت سيف الإسلام القذافي، أن أعلن أن الاجتماع التحضيري للقبائل، الذي عملت عليه قبيلة المشاشية تحت عنوان «ملتقى لمّ الشمل»، اتفق على اختيار اللجنة التنسيقية للملتقى العام، مجدداً المطالبة بإخراج القواعد الأجنبية من ليبيا وطرد «المرتزقة».

ورأت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» أن التظاهر السلمي بالعديد من المدن والمناطق الليبية يُعد «تعبيراً طبيعياً عن التذمّر والاستياء من الوجود الأجنبي للقوات والقواعد الأجنبية والمرتزقة في عموم ليبيا»، محملة وزير الداخلية بحكومة «الوحدة» ومدير أمن بني وليد «المسؤولية القانونية الكاملة حيال ما قام به أفراد الأمن بالمديرية من قمع للمواطنين المتظاهرين السلميين، واعتقال عدد منهم».

وتحذر المؤسسة من «استمرار محاولة المساس بحياة المتظاهرين وتعريضهم للترويع والإرهاب المسلح وحجز الحرية بالمخالفة للقانون»، وانتهت إلى أنه «في جميع الأحوال لا يجب استخدام الأسلحة النارية، بشكلٍ عشوائي، لتفريق المعتصمين السلميين».

وتستعين جبهتا شرق ليبيا وغربها بآلاف من عناصر «المرتزقة السوريين» المواليين لتركيا، وآخرين مدعومين من روسيا، وذلك منذ وقف الحرب على العاصمة طرابلس في يونيو (حزيران) 2020، إلى جانب 10 قواعد عسكرية أجنبية، بحسب «معهد الولايات المتحدة للسلام».

وسبق أن هتف مواطنون للقذافي، وذلك إثر خروج جمهور كرة القدم الليبية من «استاد طرابلس الدولي» بعد هزيمة المنتخب أمام نظيره البنيني في تصفيات التأهل لـ«أمم أفريقيا».