تحرك مصري عاجل لمواجهة سيول على الحدود الليبية

الحكومة شرعت في إجراءات للحد من تأثير الأمطار

 جهود حكومية للتعامل مع مياه الأمطار في مطروح (محافظة مطروح على «فيسبوك»)
جهود حكومية للتعامل مع مياه الأمطار في مطروح (محافظة مطروح على «فيسبوك»)
TT

تحرك مصري عاجل لمواجهة سيول على الحدود الليبية

 جهود حكومية للتعامل مع مياه الأمطار في مطروح (محافظة مطروح على «فيسبوك»)
جهود حكومية للتعامل مع مياه الأمطار في مطروح (محافظة مطروح على «فيسبوك»)

تعرضت محافظة مطروح (غربي مصر) خلال الساعات الماضية، لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، وسقوط أمطار غزيرة، أدت إلى حدوث سيول من الأودية في بعض المناطق، ومنها منطقة وادي الرمل والخروبة والكيلو 4.

وشهدت المحافظة القريبة من الحدود الليبية تحركات حكومية عاجلة، حيث رفعت محافظة مطروح حالة الطوارئ والتأهب القصوى لإزالة، وسحب مياه الأمطار بالمناطق المتضررة، وتحويل مسارات اتجاه سيل المياه المنحدر من طريق الوادي، فيما قامت سيارات الكسح والحماية المدنية بدفع المياه بعيداً عن المنطقة السكنية، ومساعدة الأهالي، وفق بيان للمحافظة اليوم (الخميس). كما ناشدت المحافظة المواطنين بـ«عدم الوجود في ممر السيل، أو وضع موانع تحول من مساره، حفاظاً على الأرواح والممتلكات».

تراكمات من المياه جراء الأمطار التي ضربت مطروح (محافظة مطروح على «فيسبوك»)

وذكرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية أن تلك الأمطار نتجت عن مد مداري، ساهم في تكون السحب المنخفضة والمتوسطة والعالية على مناطق من الصحراء الغربية، وشمال البلاد، صاحبها سقوط أمطار متفاوتة القوة على السواحل الشمالية الغربية، لكن شدتها تقل باتجاه السواحل الشمالية الشرقية والوجه البحري، والقاهرة الكبرى لتصل خفيفة على بعض المناطق سالفة الذكر.

وأضافت الهيئة في بيان اليوم (الخميس) أن آخر صور الأقمار الصناعية تشير إلى استمرار تكاثر السحب الممطرة على مناطق متفرقة على السواحل الشمالية الغربية، تكون متوسطة على بعض المناطق، يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة.

من جانبه، قال الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق بمصر، نائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية السابق، إن الأمطار التي سقطت على الساحل الشمالي الغربي لمصر، «ناتجة عن وجود منخفض جوي، وتيار من الهواء النفاث يتحرك بسرعة عبر المستويات العليا من الغلاف الجوي، ما تسبب بسقوط الأمطار».

وأضاف قطب موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مدينة مطروح بها مناطق مرتفعة ومنخفضة، وعندما تسقط الأمطار فوق المناطق المرتفعة أو الهضاب، فإنها تؤثر على المناطق المنخفضة والوديان بدفعة سيل، وبالتالي تكون حركة المياه من أعلى لأسفل سريعة للغاية، وتسبب سيولاً». مشيراً إلى أن مياه الأمطار المتساقطة تتحرك عادة في ممرات السيول، وتنتهي بداخل خزانات تساهم فيما بعد في استخدامات متعددة في الحياة اليومية، ومنها الزراعة.

من جانبها، ذكرت إفادة لوزارة الموارد المائية والري المصرية أن الأمطار توقفت حالياً بمدينة مرسى مطروح، موضحة أن أعمال الحماية، التي نفذتها الوزارة، ساهمت في حماية مدينة مرسى مطروح من السيول التي تعرضت لها.

وأضافت «الري المصرية» اليوم (الخميس) أن «السد الركامي، الذي قامت الوزارة بإنشائه أخيراً بوادي إسماعيل في أول اختبار له (نُفذ لحماية منطقة الكيلو 4 بالمدينة بتكلفة 11 مليون جنيه)، في حجز كميات المياه الواردة إليه من الوادي، بإجمالي كمية مخزنة بلغت حوالي 175 ألف متر مكعب، من إجمالي سعة تخزينية للسد تبلغ 250 ألف متر مكعب».

كما قامت المنشآت التي نفذتها وزارة «الري المصرية» لحصاد مياه الأمطار (خزانات - آبار نشو) بتخزين كميات كبيرة من المياه في نطاق المنطقة، التي تعرضت للأمطار.

وأشارت «الري» إلى أنها تعتزم إنشاء سد آخر على وادي التويويع، الذي يؤثر أيضاً على منطقة الكيلو 4 نفسها، لزيادة قدرة منشآت الحماية للتعامل مع أي عواصف مطرية مستقبلية، كما تم إدراج عملية لإنشاء أعمال حماية بوادي الرمل ضمن خطة الوزارة، حيث تتضمن العملية عمل أحواض، وتخزين وتدعيم لحواجز إعاقة ركامية قائمة لحماية منطقة الخروبة من أخطار السيول.


مقالات ذات صلة

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

العالم العربي طلاب بإحدى المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

انتقادات لإضافة مادة الدين للمجموع في مقترح تطوير التعليم المصري

قوبل اتجاه لإضافة مادة الدين إلى مجموع درجات طلاب الثانوية، ضمن مقترح تطوير التعليم المصري، بانتقادات وجدل واسع، في ظل مخاوف عبر عنها البعض من تأثير المقترح.

عصام فضل (القاهرة)
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (أرشيفية - واس)

«في أفضل حالاتها»... مصر توضح طبيعة العلاقات مع السعودية والإمارات

أكدت مصر قوة ومتانة علاقاتها مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واصفةً العلاقات بين الدول الثلاث بأنها «ركيزة أساسية للاستقرار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من مدينة العلمين الجديدة (إدارة مهرجان العلمين)

مصر لتعظيم الاستفادة من ساحلها الشمالي عبر «المكون الفندقي»

أكد اجتماع للحكومة المصرية الأحد «اتجاه الدولة لزيادة عدد الغرف الفندقية بطول الساحل الشمالي الغربي» بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا خيام نازحين سودانيين في بعض الدول (المنظمة الدولية للهجرة)

هل تفتح انتصارات البرهان الباب لعودة سودانيين من مصر؟

«انتصارات البرهان» الأخيرة تفاعل معها سودانيون يقيمون في ضاحية فيصل بمحافظة الجيزة بمصر، عبر احتفالات واسعة للجالية السودانية.

أحمد إمبابي (القاهرة )

أكثر من 120 قتيلاً بقصف على الخرطوم

أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT

أكثر من 120 قتيلاً بقصف على الخرطوم

أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
أعمدة من الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أفاد مسعفون سودانيون بأن أكثر من 120 شخصاً قُتلوا، أمس (الاثنين)، في قصف استهدف منطقة بأم درمان الواقعة ضمن الخرطوم الكبرى.

وقالت «غرفة طوارئ أمبدة»، وهي جزء من شبكة متطوعين في مجال الإنقاذ بأنحاء السودان: «نتيجة للقصف العشوائي على منطقة دار السلام كان الحصر الأولي للضحايا 120 شهيداً من المدنيين»، من دون أن تحدّد الجهة التي تقف وراء القصف، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدث المسعفون في بيانهم عن «شُح كبير في الإمدادات الطبية المتعلقة بأدوية الإسعافات الأولية، مع وجود عدد كبير من المصابين تتفاوت درجات إصاباتهم».

وفضلاً عن تدميرها البنى التحتية الهشّة أساساً في السودان، حصدت الحرب أرواح عشرات آلاف الأشخاص، ودفعت أكثر من 12 مليوناً إلى النزوح، تاركة كثيراً من السودانيين على حافة المجاعة.

وقُتل عشرات الآلاف في الحرب التي باتت البلاد على أثرها على حافة المجاعة، حسب هيئات إغاثية. واتُّهم الجيش و«قوات الدعم السريع»، على حد سواء، باستهداف المدنيين، بمن في ذلك العاملون في المجال الصحي، واستهداف المناطق السكنية بقصف عشوائي.

تقع معظم أجزاء أم درمان تحت سيطرة الجيش، في حين تسيطر «قوات الدعم السريع» على العاصمة وجزء من منطقة الخرطوم الكبرى. وأفاد السكان من على ضفتي النيل الفاصل بين أم درمان والعاصمة بقصف عبر النهر حيث تضرب القنابل والشظايا المنازل والمدنيين بشكل متكرر.

وأمس، انقطعت الكهرباء عن بورتسودان، مقر الحكومة السودانية المتحالفة مع الجيش، وفق ما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، بعدما استهدف هجوم بمسيّرة، تمّ تحميل «قوات الدعم السريع» مسؤوليته، سداً لتوليد الطاقة الكهرومائية في شمال البلاد.

وأفاد الجيش السوداني، الذي يخوض حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، في بيان، بأن الهجوم على سد مروي جزء من «حملتها الممنهجة» ضد المواقع العسكرية مع استهداف البنى التحتية «الحيوية».

وأفاد صحافيو «وكالة الصحافة الفرنسية» في بورتسودان، المطلة على البحر الأحمر حيث مقر الحكومة الموالية للجيش والأمم المتحدة منذ بداية الحرب؛ بانقطاع واسع للكهرباء منذ صباح الاثنين.

وذكر الجيش أن سد مروي ومحطته للطاقة، على بُعد نحو 350 كيلومتراً شمال الخرطوم التي تمد بورتسودان ومناطق أخرى بالكهرباء، استُهدفا «بعدد من المسيّرات الانتحارية». وأضاف أن «هناك بعض الخسائر وسيجري إصلاحها».