ما حقيقة تعرض مصر لـ«عاصفة مُدمرة»؟

توقعات بـ«تقلبات جوية» خلال الخريف

يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
TT

ما حقيقة تعرض مصر لـ«عاصفة مُدمرة»؟

يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)
يسود طقس حار نهاراً في القاهرة الكبرى خلال الأيام المقبلة (بابليك دومين)

حسمت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، الجدل الذي أُثير خلال الأيام الماضية، حول احتمال تعرُّض مصر لـ«عاصفة مدمرة» خلال أيام، بعد مرور 4 سنوات على حدوث عاصفة قوية في البلاد.

وانتشرت بقوة خلال الأيام الماضية أنباء تحدثت عن إمكانية تعرض مصر لعاصفة قوية نتيجة التقاء منخفض ليبيا الحار القادم خلال فصل الخريف من الصحراء الكبرى، وما تتبعه من تقلبات جوية مختلفة، مع منخفض بارد قادم من جنوب أوروبا على البحر المتوسط، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، وسقوط أمطار بكميات كبيرة، وهو ما أثار مخاوف المواطنين في مصر.

لكن عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، شددت في تصريحات لوسائل إعلام محلية، على أن هناك حالة من الاستقرار في معدلات درجات الحرارة بمختلف أنحاء الجمهورية. في حين أصدرت الهيئة بياناً، (الأربعاء)، حول حالة الطقس المتوقعة بداية من الخميس، حتى الثلاثاء المقبل، ولم يأتِ أي ذكر لإمكانية تعرض الأجواء المصرية لأي عواصف.

وذكر البيان: «يسود طقس حار نهاراً على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد، شديد الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد، لطيف ليلاً على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، معتدل الحرارة على جنوب سيناء وجنوب الصعيد».

https://www.facebook.com/photo/?fbid=690937439731493&set=a.289008423257732&locale=ar_AR

وأوضح البيان، أن السُّحب المنخفضة ستظهر صباحاً على مناطق القاهرة الكبرى والوجه البحري، والسواحل الشمالية، ما يساعد على تلطيف الأجواء، بينما تنخفض نسبة الرطوبة ليلاً على أغلب الأنحاء، ما يزيد من الإحساس بانخفاض درجات الحرارة.

من جانبه، قال الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق بمصر، ونائب رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية السابق، إن تعرُّض مصر لـ«عاصفة مدمرة» خلال أيام، شائعة لا أساس لها من الصحة، وإن البلاد تعيش حالة من الاستقرار في الأحوال الجوية، ولا توجد أي ظواهر مُقلقة في جميع أنحاء الجمهورية.

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر لديها أجهزة رصد دقيقة تتنبأ بحالة الطقس قبل حدوث أي ظاهرة جوية بفترة كافية لا تقل عن أسبوع، مشدداً على أنه بناء على صور الأقمار الاصطناعية، والنماذج العددية للخرائط السطحية والعلوية الحالية لا يوجد في الأفق أي منخفضات جوية يمكن أن تؤثر في مصر، وتسبب أمطاراً أو عواصف، بداية من اليوم حتى أسبوع مقبل.

وأشار إلى أن فصل الخريف سيبدأ فلكياً في 23 سبتمبر (أيلول) الحالي، وهو فصل انتقالي، يحول الطقس والمناخ من حرارة الصيف إلى برودة الشتاء. وبشكل عام، توقع قطب أن تتعرض بعض المناطق في مصر، خلال فصل الخريف، إلى حالة عدم استقرار في الأحوال الجوية، تتمثل في نشاط رياح وأتربة، وهطول أمطار، وانخفاض في درجات الحرارة في بعض الأوقات، على مناطق مختلفة، خصوصاً محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر، حيث الطبيعة الجبلية، وفي حالة هطول أمطار يمكن أن تتسبب في سيول.

ونوه بأن الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، أصدرت قراراً بإنذار المواطنين ببداية فصل الخريف، وإمكانية حدوث تلك الظواهر الجوية في بعض المناطق، مشدداً على أن الهيئة ستُطلع المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، على حالة الطقس قبل حدوث أي ظاهرة بوقت كافٍ لا يقل عن 3 أيام.


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
TT

واقعة جديدة لفتاة تقفز من سيارة «تطبيق نقل ذكي» بمصر

الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)
الفتاة حبيبة الشماع ضحية أحد تطبيقات النقل الذكي (فيسبوك)

شهدت مصر واقعة جديدة لقفز فتاة من سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي أثناء سيرها، لتعيد إلى الأذهان وقائع سابقة في هذا الصدد، وضعت شركات النقل الذكي في مصر أمام مسؤوليات بسبب اشتراطات السلامة والأمان.

وكشفت وزارة الداخلية المصرية، السبت، عن ملابسات الواقعة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول سقوط فتاة من سيارة خاصة بأحد تطبيقات النقل الذكي بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) وتعرضها لإصابات.

وذكرت الوزارة في بيان على صفحتها بموقع «فيسبوك»، أن فحص الواقعة المتداولة أفاد بأنه في تاريخ 26 يوليو (تموز) الحالي، أبلغت إحدى الفتيات التي تحمل جنسية دولة أفريقية بأنها حال استقلالها سيارة «تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي» لتقلها من منطقة المهندسين إلى محل إقامتها بمنطقة بولاق الدكرور، حاول قائد السيارة التحرش بها، فألقت بنفسها من السيارة أثناء سيرها، مما أدى لإصابتها بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، وذكر البيان أن قائد السيارة فر هارباً.

وأضافت الوزارة أنه بعد تقنين الإجراءات، تمكنت الجهات المعنية من تحديد وضبط مرتكب الواقعة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، مع الإشارة إلى أنه حين ضبطه كان مصاباً (إثر تعديها عليه عقب محاولته التحرش بها)، وفق الوزارة.

وشهدت تطبيقات النقل الذكي أكثر من واقعة أدت لتحركات برلمانية تطالب بتقنين أوضاعها والتأكد من وسائل السلامة والأمان بها، بالإضافة إلى «دعوات سوشيالية» لمقاطعة هذه التطبيقات بعد تكرار الحوادث.

وكان القضاء المصري قد أصدر حكماً بالسجن 15 عاماً، على سائق يعمل لدى إحدى شركات النقل الذكي، وإلغاء رخصة القيادة الخاصة به، بعد إدانته بالشروع في خطف الفتاة حبيبة الشماع، في قضية اشتهرت باسم «فتاة الشروق»، وكانت قد قفزت من سيارة النقل الذكي في فبراير (شباط) الماضي، وذكرت لأحد المارة أن السائق كان يحاول اختطافها، وسقطت في غيبوبة لأيام إثر الحادث وتوفيت في مارس (آذار) الماضي.

كما وقع حادث آخر للفتاة نبيلة عوض التي صدر حكم قبل أيام لصالحها في قضية مشابهة ضد سائق لأحد تطبيقات النقل الذكي بالسجن المشدد 15 عاماً، بعد أن تعرضت لمحاولة خطف واغتصاب، مما أدى إلى إصابتها بجروح.

وتناول مجلس النواب المصري هذه القضية بعد أكثر من طلب إحاطة من أعضائه، وعقدت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمجلس جلسة استماع في مايو (أيار) الماضي، لمسؤولين حكوميين وآخرين من ممثلي تطبيقات النقل الذكي.

وقال النائب أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن هذه الجلسة قد خرجت بـ4 توصيات من شأنها ضمان عنصر الأمان لمستخدمي هذه التطبيقات، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التوصيات تمثلت في «التأكيد على أن الشركات العاملة في مجال النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات هي شركات خدمات نقل وليست شركات عاملة في مجال التطبيقات الرقمية؛ وبالتالي فهي تعد ناقلاً، ومعنية بضمان سلامة الركاب، وهو التزام وجوبي لا تجوز مخالفته أو التحلل منه».

وأشار إلى أن «التوصية الثانية تلزم وزارة النقل بسرعة إنفاذ جميع أحكام قانون تنظيم خدمات النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الصادر بالقانون رقم (87) لسنة 2018».

وتؤكد التوصية الثالثة «إلزام الحكومة بتعزيز سبل سلامة الركاب من خلال استحداث وسائل حماية إضافية، وبصفة خاصة مراقبة عملية النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات عبر الكاميرات والتسجيل الصوتي».

أما التوصية الرابعة بحسب رئيس لجنة الاتصالات بالنواب، فتشدد على «قيام جميع الشركات الراغبة في العمل بالمجال بتوفير مركز لخدمة العملاء لاستقبال الشكاوى وتسجيلها بشكل منتظم على أن تكون قاعدة بيانات الشكاوى مرتبطة إلكترونياً عند طلبها بأي وسيلة من الوسائل بوزارة النقل، وتقوم الوزارة بمتابعة التنفيذ».

وكان مسؤول بإحدى شركات النقل الذكي قال إنهم قد اتخذوا عدداً من الإجراءات عقب الحادثة الأولى لفتاة الشروق حبيبة الشماع، أولها استحداث زر استغاثة عاجلة (sos) على جميع تطبيقات النقل التشاركي، بالإضافة إلى إلزام السائقين بتقديم السجل الجنائي (فيش وتشبيه) بشكل سنوي، بالإضافة إلى فصل الراكب عن السائقين بألواح زجاجية داخل المركبات.

بينما ذكر رئيس جهاز النقل الذكي، سيد متولي، خلال جلسة الاستماع، أنه «ليس هناك ترخيص لشركات النقل الذكي، وأن هناك لجنة من الجهاز المركزي لتنظيم الاتصالات والنقل لتقنين أوضاع الشركات».