«زلزال مصر» يجدد الجدل حول توقعات العالم الهولندي

هوغربيتس رجح حدوث «هزات قوية» في المنطقة

باحث الزلازل الهولندي فرنك هوغربيتس (بابليك دومين)
باحث الزلازل الهولندي فرنك هوغربيتس (بابليك دومين)
TT

«زلزال مصر» يجدد الجدل حول توقعات العالم الهولندي

باحث الزلازل الهولندي فرنك هوغربيتس (بابليك دومين)
باحث الزلازل الهولندي فرنك هوغربيتس (بابليك دومين)

عاد باحث الزلازل الهولندي، فرنك هوغربيتس، ليثير الجدل من جديد، عقب تدوينة توقّع خلالها وقوع هزة أرضية، قبل أيام من وقوع «زلزال خفيف» في مصر، (الأربعاء).

وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر تسجيل هزة أرضية بقوة 4,4 درجة على مقياس ريختر، اليوم (الأربعاء). وأوضح أن «الهزة وقعت في تمام الساعة 4:33 فجراً على بُعد 265 كيلومتراً شمال غربي مطروح، شمال غربي البلاد، وعلى عمق 13 كيلومتراً».

وأضاف بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه «لم يرد للمعهد ما يفيد بالشعور بالهزة، أو وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات».

وجاءت هذه الهزة الأرضية بعد أيام من توقعات جديدة لهوغربيتس، رجح خلالها حدوث بعض التجمعات من الهزات القوية ما بين 15 إلى 17 سبتمبر (أيلول) الحالي تقريباً. ويرى أن الفترة الممتدة من 19 إلى 21 سبتمبر قد تشهد نشاطاً زلزالياً قوياً نسبياً، لكنه لم يحدد دولة مصر على الإطلاق.

وقال هوغربيتس في تغريدة جديدة عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، اليوم (الأربعاء): «كما هو موضح في أحدث التوقعات، فإن تقارب الكواكب والقمر في يوم 19 يمكن أن يؤدي إلى نشاط زلزالي أقوى، لكن ليس لدينا حتى الآن مؤشر واضح على المناطق الأكثر خطورة. ربما لن يكون الأمر سيئا للغاية».

وهوغربيتس هو باحث بالمعهد البحثي لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية المتعلقة بالنشاط الزلزالي في هولندا، واكتسب شهرة بسبب ما نُشر عن توقعه بالزلازل بناءً على محاذاة الأجرام السماوية. وفي 4 سبتمبر الحالي، وقبل 5 أيام من وقوع «زلزال المغرب» الأخير، الذي تسبب في وقوع مئات القتلى والجرحى، توقّع هوغربيتس حدوث هزة أرضية قوية عقب تدوينة «غامضة» عبر منصة «إكس». وفي 3 فبراير (شباط) الماضي غرّد عن حدوث زلزال محتمل في تركيا، وسرعان ما انتشرت التغريدة بعد ساعات من وقوع الزلزال.

جانب من الدمار الذي خلفه الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز بالمغرب في 8 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

من جانبه، استبعد الدكتور صلاح محمود، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، وأستاذ ديناميكا الأرض، صدق توقعات هوغربيتس فيما يتعلق بالزلزال، الذي وقع في مصر، اليوم (الأربعاء)، موضحاً أنه «زلزال صغير للغاية وغير محسوس، وهو امتداد لصدع رئيسي للنشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، وهذا الصدع قادم من جنوب غربي تركيا، ويمر بقبرص واليونان وجنوب إيطاليا، وجزيرة كريت، ويبدأ غرباً حتى يلتقي بالجزائر ثم المغرب».

وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» إن «الزلازل القوية التي تحدث على هذا الصدع، وتزيد قوتها على 6 درجات، يمكن أن تؤثر على المدن الواقعة على الساحل الشمالي، ويمكن أن يشعر بها سكان المدن الساحلية في مصر، مثل الإسكندرية ومطروح والسلوم، ويمكن أن يصل مداها إلى مدن الدلتا حسب قوتها». مبرزا أن «توقع الزلازل مسألة صعبة للغاية إلى الآن، ولم يحدث أن توقعت جهة بحثية أو علماء توقيت حدوث زلازل بمناطق معينة»، ولافتاً إلى أن «التنبؤ الحقيقي والدقيق بالزلازل لا بد أن يجيب على ثلاثة أسئلة هي متى يحدث الزلزال، وأين يحدث، وما مدى قوته؟» وهي أسئلة لم يستطع أحد حتى الآن الإجابة عنها.

في سياق ذلك، نوه محمود بأن حدود علماء الزلازل لا تزال مقتصرة على أجهزة الرصد المتقدمة، التي يمكن أن تحدد فقط الأماكن التي تنشط فيها الزلازل، وتقدر مدى قوتها بالتقريب، بناء على عمليات إحصائية للزلازل السابقة، لكنها لا يمكنها بأي حال أن تتنبأ متى تقع الزلازل في تلك الأماكن، وأن تحدد قوتها ومكانها بدقة.


مقالات ذات صلة

رصد تسونامي منخفض في جزيرة يابانية نائية بعدما ضربها زلزال

آسيا أصدرت اليابان تحذيراً من احتمال وقوع تسونامي في جزيرتي إيزو وأوجاساوارا النائيتين على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب طوكيو (أرشيفية - أ.ب)

رصد تسونامي منخفض في جزيرة يابانية نائية بعدما ضربها زلزال

أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أنه تم رصد تسونامي منخفض في جزيرة هاشيجوجيما اليابانية النائية بعدما ضرب المنطقة زلزال بلغت قوته 5.9 درجة جزر إيزو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم زلزال بقوة 6.5 درجة يقع قبالة كولومبيا البريطانية في كندا

زلزال بقوة 6.5 درجة يقع قبالة كولومبيا البريطانية في كندا

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن زلزالاً بلغت قوته 6.5 درجة وقع قبالة ساحل مدينة بورت ماكنيل في إقليم كولومبيا البريطانية في كندا اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
آسيا  صبي يمشي على أرضية منزل تم بناؤه حديثًا بينما تظهر أنقاض منزل قديم سقط أثناء زلزال في جتلان، ميربور، باكستان 25 سبتمبر 2019 (رويترز)

زلزال بقوة 5.75 درجة يضرب باكستان

قال المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، اليوم (الأربعاء)، إن زلزالا بقوة 5.75 درجة ضرب باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
تكنولوجيا دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على توقّع الزلزال أمراً مستبعداً؛ فهل ينجح الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا من قرية منكوبة في الهوز بجبال الأطلس (أ.ف.ب)

ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب

تسبب الزلزال الذي ضرب مناطق شاسعة في نواحي مراكش بوسط البلاد، ليل 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، في مقتل نحو 3 آلاف شخص، وألحق أضراراً بنحو 60 ألف بناية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في «جبل موية»

البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يحقق انتصاراً في «جبل موية»

البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)
البرهان يحيي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت» العسكرية في شرق السودان 31 يوليو الماضي (أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني تحقيق انتصارات في منطقة «جبل موية» الاستراتيجية، بعدما كان قد فقد السيطرة عليها لصالح «قوات الدعم السريع» في أواخر يونيو (حزيران) الماضي. كما التحم الجيش مع قواته في ولاية سنار وولاية النيل الأبيض، منهياً بذلك عزلة هاتين الولايتين التي كانت مفروضة عليهما لنحو 3 أشهر. وقال مؤيدون للجيش ومواطنون إن قوات الجيش استعادت المنطقة، وسيروا مواكب احتفالية لإنهاء الحصار الذي كان مفروضاً عليهم.

وسيطرت «قوات الدعم السريع» على منطقة «جبل موية» في 25 يونيو الماضي، بعد معارك شرسة دارت بينها وبين الجيش، ما مكنها من قطع الطرق الرابطة بين ثلاث ولايات، وعزل قواعد الجيش هناك.

وتقع منطقة «جبل موية» على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وتعد موقعاً استراتيجياً تتداخل فيه ثلاث ولايات هي: الجزيرة، وسنار، والنيل الأبيض.

و«جبل موية» عبارة عن ثلاثة تلال جبلية هي «جبل موية، وجبل دود، وجبل بيوت»، وتتحكم المنطقة في الطريق البري الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار أكبر مدن ولاية سنار، كما تتحكم في الطريق الذي يربط منطقة المناقل بمدينة سنار. وتحيط بجبل موية عدة مناطق عسكرية تابعة للجيش هي «الفرقة 17 سنجة» بولاية سنار، و«الفرقة 18 مشاة» بولاية النيل الأبيض، و«اللواء جوي 265 سنار»، وقاعدة «كنانة الجوية».

وحولت سيطرة «قوات الدعم السريع» على جبل موية تلك المناطق العسكرية إلى جزر معزولة عن بعضها، وعزلت الولايات الثلاث عن بقية أنحاء البلاد.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (مواقع التواصل)

وقال إعلام مجلس السيادة الانتقالي في نشرة إن نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين الكباشي قدم التهاني للجيش بانتصاراته، وتعهد بـ«مواصلة الزحف حتى تطهير آخر شبر من هذا البلد، من دنس الميليشيا الإرهابية المتمردة» في إشارة إلى «قوات الدعم السريع». ونقلت صفحة الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي أن مدينة كوستى في ولاية النيل الأبيض شهدت مسيرات جماهيرية عفوية، احتفالاً بانتصارات الجيش في محور جبل موية ومحور طريق ربك - سنار، والتقاء «قوات الفرقة ١٨ مشاة» مع قوات متقدمة ولاية سنار.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم ولايتي سنار والجزيرة وأجزاء من شمال ولاية النيل الأبيض، التي سيطرت عليها بعد إحكام السيطرة على «جبل موية»، بالتفاف على قوات الجيش الموجودة في مدينة سنار، وسيطرت على مقر الفرقة في مدينة سنجة بجانب مدينتي الدندر، والسوكي وعدد آخر من البلدات المهمة في الولاية.

وفيما يشبه الاعتراف بفقدان المنطقة الاستراتيجية تساءل مستشار قائد «قوات الدعم السريع» الباشا طبيق، في تغريدة ساخرة على صفحته بمنصة (إكس)، من جيش عمره أكثر من 100 عام، ويملك مشاة وطيراناً ومهندسين وبحرية ومظلات واستراتيجية وسلاح أسلحة وغيرها، وتسانده في القتال «كتائب الإسلاميين الإرهابية، وأكثر من 15 حركة مسلحة مرتزقة... وأصبح حُلمه كله عبور جسر وفتح شارع فقط»، وذلك في إشارة لخسارته لمنطقة جبل موية وفتح الطريق الرابط بين سنار وكوستى، وعبور قوات الجيش جسر «الحلفايا» في شمال الخرطوم الأسبوع الماضي.