البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

تجدد الاشتباكات في نيالا بجنوب دارفور وسقوط ضحايا مدنيين

TT

البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

البرهان وإردوغان يبحثان دفع آفاق التعاون بين السودان وتركيا

أجرى رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، مباحثات ثنائية مغلقة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بالقصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، تعلقت بمسار العلاقات الثنائية ودفع آفاق التعاون المشترك بين السودان وتركيا.

وكان البرهان، وصل إلى العاصمة التركية في زيارة رسمية، برفقة وفد يتكون من وزير الخارجية «المكلف» علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل، ومدير الصناعات الدفاعية الفريق، ميرغني إدريس سليمان.

قصف جوي في نيالا

من جهة ثانية، لقي ما لا يقل عن 20 شخصاً وأصيب نحو 60 آخرين، جراء غارات جوية لطائرات الجيش السوداني على عدد من أحياء مدينة نيالا، حسب مصادر طبية في المدينة.

تزامن القصف مع تحليق لطيران الجيش السوداني، وفق شهود عيان.

وتجددت المواجهات بين طرفي القتال الجيش وقوات الدعم السريع، في نيالا (الثلاثاء) الماضي، وتبادلا القصف المدفعي والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط قيادة المنطقة العسكرية التابعة للجيش. وقالت غرفة طوارئ نيالا (مبادرة أهلية تطوعية) في إفادات على موقع فيسبوك: «سقط عدد من المدنيين جراء القصف الجوي على سوق الملجة وأماكن أخرى»، مضيفة أنه تعذر حصر القتلى بسبب حدة الاشتباكات العنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

مخزن طبي مدمَّر في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور بسبب القتال (أ.ف.ب)

وأفاد شهود عيان بمقتل 8 أشخاص على الأقل جرى انتشالهم من وسط أنقاض المباني التي دمرت جراء القصف الجوي، وإنقاذ عدد من الجرحى. وأكد الشهود أن المناطق التي تعرضت للاستهداف لا وجود فيها لقوات الدعم السريع.

ارتفاع ضحايا الخرطوم

وبدورها قالت غرفة طوارئ شرق النيل، بالعاصمة الخرطوم، في تعميم صحافي على موقعها في فيسبوك، إن حصيلة الضحايا المدنيين جراء القصف الجوي والمسيرات التي تعرضت لها مناطق في الحاج يوسف الوحدة ودار السلام خلال اليومين الماضيين ارتفعت إلى 45 قتيلاً و 120 مصاباً.

وأضافت: «هذه إحصائية أولية لحالات القتل والإصابات التي وصلت إلى المستشفيات والمراكز العلاجية بالمنطقة». مشيرة إلى دفن عدد من القتلى دون التعرف على هوياتهم، وأن بعض المصابين بشظايا المقذوفات يتلقون العلاج بالمنازل.

وفي موازاة ذلك أفاد مقيمون بأن «مسيرات» الجيش شنت ضربات على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل، وأحياء وامتداد ناصر شرق الخرطوم، المتاخمة لقيادة الجيش، وشوهدت ألسنة النيران تتصاعد من المناطق التي تعرضت للضربات الجوية.

وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوى قصف مدفعي متبادل واشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء مدينة أمدرمان القديمة. ووفقا لمصادر محلية هاجمت قوات الدعم السريع معسكر الذخيرة، المجاور لقيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إن الهجمات التي شنها الجيش بالقصف الجوي على مناطق متفرقة من مدن الخرطوم وأمدرمان وبحري، أسفرت عن مقتل أكثر من 104 أشخاص وأصيب المئات خلال يومي (الاثنين والثلاثاء) الماضيين.


مقالات ذات صلة

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

الخليج مقر وزارة الخارجية الإماراتية (الشرق الأوسط)

الإمارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم

أكد سالم الجابري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا رئيس مجلس الوزراء المصري خلال لقاء عدد من المفكرين والكُتاب (مجلس الوزراء المصري)

«سد النهضة»: مصر تلوح بـ«توجه آخر» حال نقص حصتها المائية

لوّحت الحكومة المصرية باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «سد النهضة» الإثيوبي حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

السودان: اتهامات لكتائب موالية للجيش بـ«إعدام العشرات» جماعياً

وجه نشطاء حقوقيون سودانيون اتهامات لكتائب موالية للجيش وأفراد يرتدون الزي العسكري له بارتكاب ما وصفوه بـ«انتهاكات جسيمة» تضمنت عمليات «إعدام جماعي لعشرات».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الرئيس الصيني يرحب بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال «قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي» في بكين مطلع سبتمبر الماضي (مجلس السيادة)

بكين تدعو إلى احترام سيادة ووحدة السودان وعدم التدخل بشؤونه

«الشركات الصينية تهتم بالسودان، وتتابع تطورات الأحداث أولاً بأول، وترغب بعد وقف الحرب العودة مرة أخرى واستئناف عملها في الاقتصاد التجاري».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش في الخرطوم يوم 26 سبتمبر (رويترز)

الجيش السوداني ينفي قصف سفارة الإمارات بالخرطوم

قال الجيش السوداني في بيان إنه «لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية، أو مقار ومنشآت المنظمات الأممية أو الطوعية».


صراع قانوني بين الجزائر وفرنسا لترحيل ناشط انفصالي

المطلوب قضائياً من طرف الجزائر (يسار) مع رئيس التنظيم الانفصالي ومحاميه بمحكمة باريس (متداولة)
المطلوب قضائياً من طرف الجزائر (يسار) مع رئيس التنظيم الانفصالي ومحاميه بمحكمة باريس (متداولة)
TT

صراع قانوني بين الجزائر وفرنسا لترحيل ناشط انفصالي

المطلوب قضائياً من طرف الجزائر (يسار) مع رئيس التنظيم الانفصالي ومحاميه بمحكمة باريس (متداولة)
المطلوب قضائياً من طرف الجزائر (يسار) مع رئيس التنظيم الانفصالي ومحاميه بمحكمة باريس (متداولة)

اشتعل صراع قانوني بين القضاء في الجزائر وفرنسا؛ بسبب الطلب من باريس ترحيل قيادي في تنظيم انفصالي، اتهمته النيابة الجزائرية بـ«الإرهاب» ووضعته على لائحة المطلوبين، لضلوعه، وفقها، في الحرائق التي ضربت منطقة القبائل (شرق) عام 2021، وخلفت عشرات القتلى ودماراً كبيراً في الأملاك والغطاء النباتي.

وتشتغل محكمة بالجزائر العاصمة، حالياً، على جمع الأدلة التي تثبت أن أكسيل بلعباسي عضو قيادي في «حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل» المعروفة اختصاراً باسم «ماك»، وبأن له يداً في «نيران القبائل عام 2021»، بعد أن أعطت محكمة باريسية في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي النيابة الجزائرية مدة شهرين لـ«تقديم معلومات إضافية لدعم طلبها تسليم المعارض القبائلي إلى الجزائر»؛ وفق ما نقلته صحف فرنسية عن المحكمة.

ويعيش بلعباسي في فرنسا منذ عام 2012، ولم يعد إلى بلاده منذ عام 2019، وتتهمه الجزائر بـ«رعاية أعمال إرهابية» وتطلب من فرنسا تسليمه.

جانب من حرائق منطقة القبائل في صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وخلال جلسة استماع، عدّت النيابة الفرنسية أن «الرهان كان خطراً جداً لتسليم أكسيل بلعباسي إلى السلطات الجزائرية، بناء على المعلومات المقدمة فقط».

وفي 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أيدت محكمة الاستئناف في باريس توصية النيابة، وطالبت السلطات الجزائرية بـ«تقديم معلومات إضافية» حول الشاب المعارض، وهو أحد مساعدي فرحات مهني رئيس التنظيم الانفصالي، الذي يقع تحت طائلة مذكرة اعتقال دولية، صادرة عن النيابة الجزائرية في 2021، بتهمة «الإرهاب»... ويملك مهني صفة «لاجئ سياسي».

وعدّت محكمة الاستئناف المعلومات التي قدمتها الجزائر «ناقصة جداً»، بالنظر إلى «المخاطر التي يواجهها أكسيل إذا أُعيدَ إلى الجزائر».

وحُكم على القيادي في «ماك»، البالغ من العمر 41 عاماً، غيابياً مرات عدة، ويواجه 14 تهمة، من بينها ما قد تعرضه لعقوبة الإعدام، وهي عقوبة لا يزال يشملها قانون العقوبات الجزائري، رغم أن البلاد لم تطبقها منذ عام 1993 وذلك بعد إعدام 3 إسلاميين اتهموا بتفجير مطار الجزائر العاصمة في 1992.

بلدة بمنطقة القبائل بعد إخماد النيران عام 2021 (تواصل اجتماعي)

ووفقاً للائحة الاتهامات، فإن أكسيل بلعباسي متورط في «التحريض على إشعال النار» التي دمرت منطقة القبائل قبل 3 سنوات. كما اتهم بـ«الضلوع في القتل والتنكيل بجثة شاب»، اسمه جمال بن سماعين، اتهمه السكان خطأً بأنه هو من تسبب في النيران. وحُكم بإعدام 30 شخصاً في هذه القضية العام الماضي.

يذكر أن «ماك» حركة تتهمها الجزائر بأن لديها «أهدافاً انفصالية»، وصُنفت«منظمةً إرهابيةً» إلى جانب تنظيم إسلامي يسمى «رشاد». كما أن رئيس «ماك»، فرحات مهني، محكوم عليه غيابياً بالسجن 20 سنة في حادثة الحرائق، وقد طالب، في فيديو نشره على منصات التواصل الاجتماعي، بـ«تحقيق مستقل» في الأحداث، ونفى أي مسؤولية له في المأساة التي ألمّت بالمنطقة التي ينطق سكانها بالأمازيغية.