زلزال المغرب: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 2900 قتيل

تواصل عمليات البحث عن ناجين

TT

زلزال المغرب: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 2900 قتيل

رجال إنقاذ ينقلون أحد ضحايا الزلزال في تلات نيعقوب بالمغرب (أ.ب)
رجال إنقاذ ينقلون أحد ضحايا الزلزال في تلات نيعقوب بالمغرب (أ.ب)

تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب اليوم (الثلاثاء)، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال التلفزيون المغربي اليوم إن عدد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مساء يوم الجمعة الماضي ارتفع إلى 2901 شخص، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف التلفزيون الرسمي أن إجمالي عدد المصابين جراء الزلزال بلغ 5 آلاف و530 مصابا.

وبلغت شدة الزلزال الذي ضرب وسط المغرب سبع درجات على مقياس ريختر، وأعقبته مئات الهزات الارتدادية، مما تسبب في انهيار العديد من المباني بعدد من المناطق والأقاليم.

ويقع مركز الزلزال في إقليم الحوز الممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير، حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.

ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.

لكن في بعض المناطق النائية والمعزولة، يقول السكّان إنهم متروكون لمصيرهم.

رجل ينظر إلى أنقاض المنازل في قرية تلات نيعقوب جنوب مراكش (أ.ف.ب)

وفي قرية إيمولاس الواقعة بجبال الأطلس الكبير، يبدو السكان ضائعين وسط أنقاض منازلهم.

تقول خديجة المقيمة في هذه القرية التي يصعب الوصول إليها، وهي تخفي وجهها بحجابها: «نشعر أننا متروكون تماماً هنا، لم يأتِ أحد لمساعدتنا. انهارت منازلنا وليس لدينا أي مكان نذهب إليه. أين سيعيش كل هؤلاء الفقراء؟».

من جهته، يقول محمد أيتلكيد وهو يقف وسط أنقاض: «لم تأتِ الدولة، لم نرَ أحداً. بعد الزلزال، جاءوا ليحتسبوا عدد الضحايا. مذاك الحين، لم يبقَ إلا واحداً منهم. لم يأتِ أي دفاع مدني أو عناصر مساعدة. لا أحد معنا».

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية مروحيات تقوم برحلات ذهاباً وإياباً لتوصيل الطعام إلى الناجين من الزلزال في بعض القرى الصغيرة النائية.

رجال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ناجين بإقليم الحوز في المغرب بعد الزلزال (أ.ف.ب)

حلول لإيواء المشرّدين

قال رئيس الوزراء عزيز أخنوش الاثنين، إن السكان الذين هدمت بيوتهم «سيتلقون تعويضات»، موضحاً: «سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع» في هذا الشأن.

ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين.

في هذه الأثناء، لا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعباً بسبب الانهيارات الأرضية.

وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني بإقليم الحوز المنكوب.

وقد استقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب، بحسب الطبيب الكولونيل يوسف قموس، الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية.

وإذا كان تنظيم عمليات العلاج صعباً في البداية، كما أوضح أفراد من الأطقم الطبية، فإنهم واجهوا أيضاً تحدي توفير مخزونات الأدوية.

من جهته، رأى منسق منظمة «أطباء بلا حدود» في فرنسا جان جونسون، أن «الأمور تبدو على ما يرام بخصوص كمية المعدات الطبية، والمغاربة يعرفون ما ينبغي القيام به»، في انتظار الحصول على ضوء أخضر من السلطات للتدخل.

وأضاف: «يملكون كل ما يلزم للعلاجات الأولية، لكنّ هناك نقصاً فيما يخص مستلزمات علاج الصدمات (مثل لقاحات مضادة للتيتانوس أو مضادات الآلام)...».

وكان المغرب أعلن مساء الأحد، أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأفاد مراسلو الصحافة الفرنسية بأن عناصر إنقاذ إسبان وصلوا إلى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز.

وقالت رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول: «الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، كما الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية».

وأضافت: «من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل، لأنه على سبيل المثال، في تركيا (التي ضربها زلزال عنيف للغاية في فبراير/ شباط) تمكنّا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد 6 أيام ونصف اليوم. دائماً يكون هناك أمل».

وتابعت: «من المهم أيضاً العثور على الجثث لأن العائلات يجب أن تعرف».

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة - السبت، بقوة 7 درجات، بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو أقوى هزّة يتمّ قياسها في المغرب على الإطلاق.

والمغرب غير معتاد عموماً على الزلازل المدمرة. وعدّ هذا الزلزال الأعنف «استثنائياً»، نظراً إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، خصوصاً أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

وفي 29 فبراير 1960، دمر زلزال بقوة 5.7 درجة مدينة أغادير الواقعة على ساحل البلاد الغربي، مخلفاً أكثر من 15 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.


مقالات ذات صلة

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

شمال افريقيا وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة مستقبلاً نظيره الهنغاري بيتر سيارتو (إ.ب.أ)

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء

أعربت هنغاريا عن دعمها للجهود التي يبذلها المغرب لحل قضية الصحراء، ولمخطط الحكم الذاتي المقدم سنة 2007.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي (إ.ب.أ)

حكيمي يجدّد عقده مع سان جيرمان حتى 2029

مدّد الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي عقده مع باريس سان جيرمان بطل فرنسا لكرة القدم حتى عام 2029.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

الخلافات السياسية تعرقل صادرات القمح الفرنسي إلى الجزائر

كانت الجزائر تستورد ما بين مليونين و6 ملايين طن قمح فرنسي سنوياً؛ مما جعلها من أكبر زبائن فرنسا. غير أن الكميات المستوردة انخفضت بشكل لافت في السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رضوان الحسيني مدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية المغربية (الشرق الأوسط)

المغرب يؤكد «التزامه الراسخ» بمكافحة الإرهاب النووي والإشعاعي

المغرب يؤكد التزامه بالأهداف الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب النووي، التي تدعو إلى نهج استباقي ومتعدد الأبعاد، لمحاربة هذه الآفة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عربية زكريا أبو خلال لاعب تولوز انضم لتشكيلة منتخب المغرب (أ.ف.ب)

الركراكي يستدعي أبو خلال لتشكيلة المغرب بدلاً من أخوماش

أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم الثلاثاء أن وليد الركراكي مدرب المنتخب الأول استدعى زكريا أبو خلال لتعويض غياب إلياس أخوماش.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تتابع التحقيقات في مقتل أحد مواطنيها بإيطاليا

مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)
مقر وزارة الخارجية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (الخارجية المصرية)

تتابع مصر التحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية في ميلانو حول ملابسات واقعة مقتل شاب مصري (19 عاماً). ووفق إفادة لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، الجمعة، وجه وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي القنصلية المصرية في ميلانو بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات مع السلطات الإيطالية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص لمعرفة ملابسات واقعة الوفاة، فور الانتهاء من التحقيقات.

وبحسب صحيفة «كوري ديلا سيرا» الإيطالية، فإن الحادث وقع بمنطقة «كورفيتو»، والشاب المصري سقط خلال وجوده على دراجة نارية «سكوتر» يقودها شاب تونسي، في أثناء محاولتهما الفرار من ملاحقة الشرطة «بسبب سير الشابين عكس الاتجاه بالطريق». وأوضحت الصحيفة أن المدعي العام فتح تحقيقاً في الحادث، بينما جرى توقيف الشاب التونسي قائد الدراجة النارية للتحقيق معه.

وتصدرت إيطاليا المرتبة الأولى من حيث استقبال المهاجرين المصريين في 2023 بحسب بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، فيما تقدر أعداد الجالية المصرية في إيطاليا بأكثر من 650 ألف مصري، بوصفها أكبر جالية مصرية في أوروبا التي يوجد فيها 1.5 مليون مصري على الأقل، وفق تقديرات شبه رسمية.

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأوروبية، السفير جمال بيومي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مثل هذه الحوادث يصاحبها تحرك عاجل من القنصلية المصرية لمتابعة سير التحقيقات ونتائجها. وأضاف أن التعامل في التحقيقات يجري وفق قوانين الدولة التي وقع فيها الحادث، ويكون هناك تواصل بين مسؤول القنصلية وعائلة الضحية باستمرار مع تمكينهم من الاطلاع على ما يسمح به من معلومات حول القضية، مشيراً إلى "ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات حول ملابسات الواقعة.

وبحسب وسائل إعلام إيطالية فإن والد الشاب المصري يقيم في إيطاليا منذ 11 عاماً، ويتعاون مع السلطات الإيطالية في التحقيقات، وسبق أن طالب بـ«الكشف عن ملابسات وفاة نجله بناء على التحقيقات التي تجرى مع الشاب التونسي الموقوف، وأحد قوات الشرطة».

وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، مقاطع فيديو، قالوا: «إنها لأعمال شغب في ميلانو ضد الشرطة على خلفية مقتل الشاب المصري»، فيما نفى والد الشاب المصري «علاقة الأسرة بهذه الأعمال»، وفق تقارير إعلامية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال: «إن مثل هذه الحوادث لا تؤثر عادة على العلاقات الدبلوماسية، خصوصاً حال التأكد من عدم وجود تعمد في الواقعة»، لافتاً إلى أنه حال «ارتكاب الضحية خطأ»، فإن القنصلية المصرية «لا يمكنها سوى محاولة العمل على إنهاء الإجراءات بأسرع وقت».