الرئيس التونسي يتوعد بـ«ملاحقة جزائية» لنحو 460 رجل أعمال متهمين بالفساد

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ب)
TT

الرئيس التونسي يتوعد بـ«ملاحقة جزائية» لنحو 460 رجل أعمال متهمين بالفساد

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ب)

قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن الدولة «لن تتصالح مع من نهبوا أموال الشعب التونسي طوال عشرات السنين، إلا بعد دفع ما استولوا عليه باستغلال النفوذ والسلطة»، وتوعد بملاحقتهم جزائياً «في حال امتنعوا عن إعادة أموال التونسيين».

ودعا سعيد خلال زيارة إلى مقر «اللجنة الوطنية للصلح الجزائي» بالعاصمة التونسية، مساء الجمعة، كل من ورد اسمه في تقرير «اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد، إلى إرجاع الأموال التي نهبها من الشعب التونسي بناءً على ما جرى تقديره سنة 2011 مع زيادة نسبة 10 بالمائة، واحتساب نسب التضخم السنوي».

واتهم سعيد، «البعض ممن تعلقت بهم شبهات نهب أموال الشعب بالمماطلة، وطلب العودة إلى المحاكم وإعادة الاختبارات»، مؤكداً أن الشعب التونسي «ليس مستعداً لعقد صلح مع أي شخص يرغب في التخفي وراء متاهة الإجراءات».

الرئيس التونسي خلال زيارته مقر «اللجنة الوطنية للصلح الجزائي» (وكالة أنباء أفريقيا)

وكشف عن «إيقاف إجراءات الصلح مع هؤلاء في انتظار دفع المبالغ الواردة في تقرير اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد، التي كان يترأسها الحقوقي عبد الفتاح عمر»، مؤكداً أنه «لا نقاش معهم قبل دفع الأموال المنهوبة». وأضاف، أن «أحد رجال الأعمال عبّر عن رغبته سنة 2011، في دفع مبلغ مالي ضخم عندما كان تحت ضغط الشارع التونسي، ليقوم اليوم بمساومة اللجنة بعد أن ارتمى في أحضان السلطة طيلة السنوات العشر الماضية».

ودعا المحاكم التونسية إلى اعتماد الإجراءات السابقة المتخذة سنة 2011، مؤكداً «أن أجهزة الدولة مطالبة بالتعاون مع لجنة الصلح الجزائي حتى يتم استرجاع تلك الأموال».

وخلال الإعلان عن المرسوم الرئاسي للصلح الجزائي في مارس (آذار) 2022 الماضي، قدّر سعيد حجم الأموال التي نهبها رجال أعمال فاسدون بنحو 13.5 مليار دينار تونسي (نحو 4.5 مليار دولار)، ودعا الأشخاص المعنيين والبالغ عددهم 460 شخصاً إلى إعادتها مقابل إبرام صلح جزائي معهم.

الرئيس سعيد خلال لقاء مع رئيس الحكومة التونسية (الرئاسة)

ونص المرسوم الرئاسي على أن توجه نسبة 80 في المائة من عائدات الصلح الجزائي لفائدة البلديات الأكثر فقراً، بينما يجري تخصيص 20 بالمائة للجماعات المحلية بغاية المساهمة في رأس مال مؤسسات محلية أو جهوية. غير أنه وبعد مرور الستة أشهر الأولى، بعد تركيز تلك اللجنة وأداء أعضائها اليمين الدستورية أمام قيس سعيد، لم تتمكن من تحصيل أي نتائج، وعجزت عن حل الملفات المالية الشائكة، وهو ما أدى لاتخاذ الرئيس التونسي قراراً بإقالة رئيس تلك اللجنة.

ومن ناحية أخرى، دعا سعيد خلال زيارات إلى مقري وزارتي الفلاحة والتجهيز والبنك المركزي التونسي إلى «ضرورة تطهير تونس والمؤسسات الحكومية ممن اندسوا ولا يعملون من أجل الدولة وإنما لضربها من الداخل، والتعاون بين كل أجهزة الدولة لرفع التحديات»، قائلاً: «لا مجال للعودة للوراء أو للتفريط في خياراتنا وقراراتنا أو سيادتنا، ومن يريد العبث بالدولة لا مكان له بيننا».


مقالات ذات صلة

«نزاهة» السعودية توقف 139 متهماً في قضايا فساد

الخليج هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية (الشرق الأوسط)

«نزاهة» السعودية توقف 139 متهماً في قضايا فساد

أعلنت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية «نزاهة»، أنها حققت مع 380 موظفاً بوزارات الداخلية والدفاع والعدل والصحة والتعليم والبلديات والإسكان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا صورة التقطتها وزارة الدفاع الروسية يناير 2015 تُظهر نائب وزير الدفاع السابق بافيل بوبوف في الصورة الرسمية بموسكو (أ.ب)

اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي السابق بتهمة الاحتيال

أمرت السلطات الروسية باحتجاز مسؤول عسكري روسي سابق بتهمة الاحتيال، اليوم (الخميس)، في أحدث اعتقال رفيع المستوى لمسؤول عسكري كبير بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي صورة متداولة لـ«نور زهير» المتهم الرئيسي لما تُعرف بـ«سرقة القرن» (فيسبوك)

​المتهم بـ«سرقة القرن» مطارداً بمذكرة قبض عراقية

بات المتهم بـ«سرقة القرن» نور زهير مطارداً بمذكرة قبض أصدرتها محكمة الفساد العراقية بعدما ألغت الكفالة المشروطة التي منحت له لاسترداد صكوك الأمانات الضريبية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي نور زهير المتهم الرئيسي بـ«سرقة القرن» خلال حوار تلفزيوني (قناة الشرقية)

غموض يلفُّ إصابة المتهم بـ«سرقة القرن» العراقية في بيروت

تحوّل خبر حادث مروري مزعوم في بيروت إلى سجال عراقي حول قضية المتهم الرئيسي بـ«سرقة القرن» في العراق.

«الشرق الأوسط» (بيروت - بغداد)
الخليج هيئة الرقابة أكدت مضيها في تطبيق ما يقتضيه النظام بحق المتجاوزين دون تهاون (الشرق الأوسط)

السعودية: إيقاف ضابط متقاعد و3 مقيمين تورطوا بقضية فساد

أعلنت «هيئة الرقابة» السعودية إيقاف ضابط متقاعد وثلاثة مقيمين تورطوا بقضية فساد منظورة لديها، مؤكدة أن العمل جارٍ لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

أدانت مصر «استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية». كما أدانت مصر سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية. وشددت على ضرورة احتواء التصعيد العسكري.

واستنكرت مصر في بيان لوزارة الخارجية والهجرة، الأحد، السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان في استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب.

وشددت القاهرة على أن تلك الانتهاكات لا ينبغي أن تمر دون حساب، وأنه على إسرائيل التقيد بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، وحماية أمن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بدلاً من سعيها المستمر للتصعيد وتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة.

كما جددت مصر تحذيرها من مخاطر «سياسة الأرض المحروقة»، التي تستهدف تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية والقضاء على ما يتبقى من أمل للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وطالبت الأطراف المؤثرة في المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بموقف حازم يوقف تلك الممارسات غير الشرعية، ويوفر الحماية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

دبابة إسرائيلية تعمل بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

وفي إفادة أخرى، شددت مصر على «ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية، واضطلاع إسرائيل بمسؤولياتها في توفير الأمن للسكان الفلسطينيين بوصفها قوة احتلال، بدلاً من ترويعهم وانتهاك حقوقهم الإنسانية كافة، من خلال عمليات القتل والاغتيال والاعتقال والتعذيب».

جاء التشديد المصري خلال لقاء وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الأحد، في القاهرة، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ.

ورحّب الوزير عبد العاطي بالتعاون بين الآلية الأممية و«الهلال الأحمر المصري» فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة عن طريق مصر، مشدداً على أهمية تسهيل عملية إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بالانتهاء من الإجراءات ذات الصلة في أسرع وقت ممكن بعيداً عن العراقيل التي تفرضها إسرائيل، مؤكداً «ضرورة مواصلة إطلاع مجلس الأمن بشفافية وبوضوح على التطورات الخاصة بعمل الآلية ومدى تعاون الدول معها في تنفيذ الولاية التي أوكلها إليها مجلس الأمن، سواء فيما يتعلق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو بإنشاء الآلية الأممية».

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

وحسب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، أحمد أبو زيد، الأحد، فقد رحّب وزير الخارجية والهجرة المصري بالمسؤولة الأممية في القاهرة، مؤكداً «مواصلة مصر تقديم الدعم اللازم لها لتمكينها من تنفيذ مهام ولايتها التي نص عليها قرار مجلس الأمن المنشئ لها رقم 2720، والتأكيد على الرغبة المصرية في استمرارها في تنفيذ مهام ولايتها لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني».

وأعرب عبد العاطي عن انزعاج مصر الشديد من محاولات تكرار ما يحدث بغزة في الضفة الغربية.

من جانبها، حرصت المسؤولة الأممية على استعراض أبرز الجهود التي بذلتها خلال الفترة الماضية في سبيل تسهيل إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك المشاركة في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي بدأت، الأحد. وأشارت إلى الصعوبات التي تواجهها الآلية الأممية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني في القطاع، مشددة على حرصها على التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة لحشد المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية من مجتمع المانحين الدوليين، واتخاذ الترتيبات اللازمة لدخولها القطاع فور سماح الظروف بذلك.