إردوغان يلتقي تبون الشهر المقبل لتثبيت الإنجازات بين البلدين

أكثر من 1500 شركة تركية في الجزائر

الرئيس التركي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في 6 سبتمبر (الخارجية الجزائرية)
الرئيس التركي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في 6 سبتمبر (الخارجية الجزائرية)
TT

إردوغان يلتقي تبون الشهر المقبل لتثبيت الإنجازات بين البلدين

الرئيس التركي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في 6 سبتمبر (الخارجية الجزائرية)
الرئيس التركي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في 6 سبتمبر (الخارجية الجزائرية)

حقق التعاون الجزائري التركي في الميدان الاقتصادي والتجاري خطوات سريعة في آخر 3 سنوات، ترجمتها على الأرض الاتفاقات المبرمة خلال تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين مسؤولي البلدين. وينتظر أن يشهد التعاون دفعة قوية أخرى، بمناسبة الزيارة التي ستقود الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الجزائر، الشهر المقبل.

وأعلن عن هذه الزيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان يوم الخميس في أنقرة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرة الجزائري أحمد عطاف، بمناسبة انعقاد أشغال «الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية التركية المكلفة بالتخطيط»، حيث أكد الوزير التركي أن الزيارة المرتقبة لإردوغان «ستتناول قضايا ذات بعد استراتيجي محل اهتمام البلدين».

الرئيسان الجزائري والتركي في إسطنبول مايو 2022 (الرئاسة الجزائرية)

التعاون في 12 قطاعاً

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان بشأن الاجتماع، إن مسؤولين يمثلون 12 قطاعاً وزارياً شاركوا فيها، من الجانبين، يمثلون الصناعة وإنتاج الأدوية والطاقة، والمناجم والنقل والصيد البحري والزراعة والتنمية الريفية، والعدل والتعليم والنجارة وترقية الصادرات، والمالية والأشغال العامة والمنشآت القاعدية والثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي.

ووفق البيان، اهتمت أشغال الاجتماع بـ«تقييم التقدم الذي أُحْرِز في تنفيذ القرارات التي اتخذها قائدا البلدين الشقيقين، منذ انعقاد الدورة الأولى لمجلس التعاون رفيع المستوى في مايو (أيار) 2022، وكذا حول تحضير انعقاد الدورة الثانية لهذا المجلس المرتقبة في المستقبل القريب، بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الجزائر، بدعوة من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون».

وأضاف البيان أن مشاورات سياسية جمعت وزيري الخارجية عطاف وهاكان، «تركزت حول أولويات التعاون الثنائي، وحول القضايا التي تحظى باهتمام مشترك من البلدين سواء في جوارهما المتوسطي، أو في فضاءات انتمائهما، وعلى وجه الخصوص تطور العلاقات في شمال أفريقيا ومستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي».

الرئيس الجزائري في جامعة إسطنبول 17 مايو 2022 (الرئاسة الجزائرية)

زخم سياسي واقتصادي

وجاء في تصريحات لعطاف، أن علاقات بلاده مع تركيا «تشهد زخماً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق»، مشيراً إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة «لم يسبق لها مثيل في التعاون بين البلدين»، مبرزاً أن العلاقات الثنائية «في امتداد مستمر لتشمل جميع مجالات الشراكة والتعاون، والتي تحقق الفائدة للبلدين وللشعبين الشقيقين». وأكد أيضاً أن «التوافق السياسي الجزائري التركي حول أبرز القضايا السياسية الإقليمية والدولية، لا يزال قائماً ويتطور ويتعزز».

وأوضح عطاف، الذي استقبله الرئيس التركي يوم الأربعاء، أن الجزائر وتركيا «تقتربان من رفع مبادلاتها التجارية إلى 10 مليارات دولار، تجسيداً للأهداف المسطرة من قبل رئيسي البلدين عبد المجيد تبون ورجب طيب إردوغان».

وتابع أن الجزائر أصبحت ثاني شريك تجاري لتركيا بتجارة بينية تفوق 5 مليارات دولار، كما أصبحت الجزائر، «الوجهة الأولى للاستثمارات التركية المباشرة بقيمة تفوق 6 مليارات دولار حالياً، وهذا الرقم يضع تركيا في مرتبة أول مستثمر أجنبي بالجزائر خارج قطاع المحروقات».

الشركات التركية في الجزائر

وزار تبون تركيا مرتين خلال عامين، الأولى في مايو (أيار) 2022 والثانية في يوليو (تموز) الماضي. أما إردوغان فقد زار الجزائر في يناير (كانون الأول) 2020، بعد أسابيع قليلة من تولي تبون الرئاسة. وما يميز العلاقات الاقتصادية بين البلدين هو الوجود القوي للشركات التركية في الجزائر، حيث يفوق عددها 1500 حالياً، مقابل 900 شركة في بداية 2020. وارتفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار بنهاية 2022، بينما كان قبل عامين 3.3 مليار دولار. وأعلن الرئيسان في وقت سابق عزمهما الصعود إلى 10 مليارات دولار في السنوات المقبلة.

وللأتراك وجود هام في الجزائر، في مجال البناء والأشغال العامة والصلب والبتروكيمياويات. وشركاتهم تشغل نحو 10 آلاف عامل.

وبعيداً عن العلاقات الثنائية، يوجد توافق جزائري تركي بخصوص دعم الحكومة الليبية في طرابلس، وإن كانت الجزائر تعلن أنها «ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا»، وأنها «تأمل في حل سياسي ينهي الأزمة، تهتدي إليه أطراف الصراع من دون وصاية أجنبية».

وفي مالي، تقدم تركيا دعماً للحاكم العسكري العقيد عاصيمي غويتا، وتؤيد توجهاته بخصوص محو أي أثر لفرنسا في البلاد، خصوصاً وجودها العسكري «تحت ذريعة محاربة المتطرفين».


مقالات ذات صلة

الجزائر وسلطنة عمان تطلقان مبادرة لإنشاء صندوق استثماري مشترك

شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر وسلطنة عمان تطلقان مبادرة لإنشاء صندوق استثماري مشترك

أطلقت الجزائر وسلطنة عمان مبادرة لإنشاء صندوق استثماري مشترك، بالتزامن مع التوقيع على 8 مذكرات تفاهم في قطاعات متنوعة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا العقيد الطاهر زبيري (الشرق الأوسط)

الجزائر: رحيل آخر قادة الولاية الأولى التاريخية

توفي العقيد الطاهر زبيري، آخر قائد للولاية التاريخية الأولى وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الأربعاء، عن عمر ناهز 95 عاماً، إثر إصابته بمرض عضال.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا احتجاج طلاب الطب في كلية ورقلة بجنوب البلاد (حسابات مضربين)

تفاقم التوترات بين طلاب الطب والحكومة الجزائرية

تجددت المواجهة بين الحكومة الجزائرية وطلاب الطب، منذ أسبوعين، إذ شهدت المراكز الاستشفائية الجامعية في المدن الكبرى شللاً جزئياً.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (الشرق الأوسط)

سلطات الجزائر تتكتم على قتل سائحة سويسرية جنوب البلاد

قُتلت سائحة سويسرية في الجزائر هذا الشهر خلال وجودها بأحد المقاهي عندما هاجمها رجل بسكين وأقدم على ذبحها أمام أطفالها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا صورة لمدير البروتوكول بالرئاسة المسجون مع الرئيسين الجزائري والموريتاني (أرشيف الرئاسة الجزائرية)

سجن مدير التشريفات في الرئاسة الجزائرية بتهم «فساد»

حكم قاضي التحقيق بمحكمة في العاصمة الجزائرية، بإيداع مدير التشريفات بالرئاسة سابقاً، محمد بوعكاز، الحبس الاحتياطي بعد اتهامه بـ«الفساد».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

السيسي يؤكد على أهمية وقف إطلاق النار العاجل في لبنان وغزة

تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)
TT

السيسي يؤكد على أهمية وقف إطلاق النار العاجل في لبنان وغزة

تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)
تصاعد الدخان من المباني التي تعرّضت لقصف جوي إسرائيلي في صور جنوب لبنان (أ.ب)

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم (الخميس)، خلال استقباله رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في القاهرة، وليام بيرنز، أهمية وقف إطلاق النار في لبنان، وسط استمرار القصف الإسرائيلي عليه.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه فيما يتعلّق بالتطورات الراهنة في لبنان، أكد الرئيس المصري لبيرنز أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار هناك، محذراً من «خطورة استمرار التصعيد على المستوى الإقليمي، بما له من تداعيات جسيمة على شعوب المنطقة كافّة». وتناول اللقاء الذي حضره رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، مستجدات الجهود المشتركة للتهدئة في قطاع غزة، وسبل دفع المفاوضات قدماً للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للمحتجزين، وكذا النفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية بوصفه أولوية قصوى لمصر في ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع.

وشدد السيسي في هذا السياق على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به وكالة «الأونروا»، وضرورة عدم إعاقة عملها، كما تم تأكيد أهمية تطبيق حل الدولتين؛ كونه مسار تحقيق السلام والأمن في المنطقة.

وكانت مصر قد أدانت، الثلاثاء، إقرار «الكنيست» الإسرائيلي تشريعاً يحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ويحد من قدرتها على تقديم الدعم إلى المواطنين الفلسطينيين بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد أيضاً التطرق إلى الأوضاع في لبنان، وكذا التصعيدات المتبادلة التي شهدتها المنطقة مؤخراً؛ إذ أكد الرئيس المصري أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار فيه، بما يحفظ سيادته وسلامة أراضيه، ويحمي استقراره وأمن شعبه الشقيق. كما حذّر السيسي من خطورة استمرار التصعيد على المستوى الإقليمي بما له من تداعيات جسيمة على شعوب المنطقة كافّة.

هذا، وقد شهد اللقاء تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين مصر والولايات المتحدة، وحرص الدولتين على مواصلة تعزيزها لحماية وصون الأمن والاستقرار الإقليميين.