عقوبات أميركية على شقيق حميدتي

واشنطن تتعهد بمحاسبة مرتكبي الفظائع وتقديمهم للعدالة

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة شمال دارفور مطلع سبتمبر (أ.ف.ب)
صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة شمال دارفور مطلع سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية على شقيق حميدتي

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة شمال دارفور مطلع سبتمبر (أ.ف.ب)
صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة شمال دارفور مطلع سبتمبر (أ.ف.ب)

في أول رد فعل أميركي على الحرب الدائرة في السودان، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الأربعاء، فرض عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع في السودان، بسبب انتهاكات تقول إنه ارتكبها في إقليم دارفور، بينها أعمال عنف واعتداءات جسيمة.

ويأتي هذا القرار في وقت تتواصل فيه المعارك في أمدرمان، التي شهدت مجزرة بشعة راح ضحيتها 25 قتيلاً والعشرات من المصابين بشظايا المقذوفات والرصاص الطائش جراء القصف الجوي والمدفعي العشوائي الذي تعرضت له العديد من حارات المدينة.

وتضع الخطوة الأميركية أسئلة عالقة؛ إذ لم تتضمَّن العقوبات، الطرف الآخر من الصراع الذي يعتقد أنه ارتكب انتهاكات أيضاً، حسب تقارير ميدانية.

وعبد الرحيم دقلو هو شقيق محمد حمدان دقلو المشهور بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع. وقالت الخزانة الأميركية إن العقوبات على دقلو جاءت لقيادته قوات الدعم السريع التي وصفتها بأنها «كيان شارك أعضاؤه في أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذابح بحق المدنيين وعمليات القتل العرقي واستخدام العنف الجنسي».

وأوضح البيان أنَّ العقوبات المفروضة على عبد الرحيم دقلو، تتضمن حظر تقديم أي مساهمة أو أموال أو سلع أو خدمات إليه. كما تقضي بتجميد كل الممتلكات والمصالح التابعة لعبد الرحيم دقلو، الموجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أشخاص أميركيين أو تحت سيطرتهم.

كما تم وضع قيود على منح تأشيرة لقائد آخر من قوات الدعم السريع في غرب دارفور هو عبد الرحمن جمعة لارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان وصفتها واشنطن بأنها «جسيمة».

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأربعاء، عزمها على محاسبة المسؤولين عن ارتكاب فظائع في الصراع الدائر في السودان، وقالت إنها سوف تسعى لتحقيق العدالة للضحايا. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إنَّ واشنطن ستستخدم كل ما لديها من وسائل لإجبار قوات الدعم السريع والجيش السوداني على وضع حد للحرب وعدم إطالة أمدها.


مقالات ذات صلة

عشرات المفقودين جراء القتال في ولاية الجزيرة السودانية

شمال افريقيا سودانيون فارون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف بشرق البلاد في 31 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

عشرات المفقودين جراء القتال في ولاية الجزيرة السودانية

أدت موجة العنف في ولاية الجزيرة السودانية إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، بينما أصبح العشرات في عداد المفقودين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم فلسطينيون يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي في جباليا بشمال غزة (رويترز)

«الأمم المتحدة» تحذر من تفاقم الجوع في غزة والسودان ومالي

حذرت وكالات الأغذية، التابعة للأمم المتحدة، من تفاقم مستويات الجوع، خلال الأشهر السبعة المقبلة، في أجزاء كثيرة من العالم، وأكثرها إثارة للقلق غزة والسودان.

«الشرق الأوسط» (روما)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتهامات للجيش السوداني بقتل مئات المدنيين في جنوب سنار

قال «ناظر» قبيلة رفاعة إن قوات موالية للجيش «استهدفت القبائل ذات الجذور الدارفورية، وقتلت أكثر من 460 في بلدة الدندر وضواحيها... وما حدث يعدّ إبادة جماعية».

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا موالون للجيش في العاصمة المؤقتة بورتسودان (أ.ف.ب)

12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان

«بدأ تمرد دارفور بحركتين، وتشظيتا إلى 99 حركة مسلحة، فكيف سيكون الحال في شرق السودان الذي بدأ بأكثر من 8 حركات مسلحة».

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا آثار المعارك في أحد شوارع مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة (أ.ف.ب)

العطا: الأمة السودانية متماسكة في حربها ضد «الدعم السريع»

نزح نحو 119 ألف شخص من أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة خلال الأيام العشرة الماضية، بعد موجة من العنف المسلح.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

ماكرون يعترف: عسكريون فرنسيون قتلوا القيادي الجزائري العربي بن مهيدي

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يعترف: عسكريون فرنسيون قتلوا القيادي الجزائري العربي بن مهيدي

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بأن القيادي في جبهة التحرير الوطني التي قادت حرب التحرير في الجزائر، العربي بن مهيدي «قتله عسكريون فرنسيون»، وذلك في مناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.

وأعلن قصر الإليزيه، في بيان، أن رئيس الجمهورية «يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر وأحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، قتله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكان إيمانويل ماكرون قد قدم في 13 من سبتمبر (أيلول) 2018 اعترافاً مهماً من «أجل الحقيقة التاريخية»، في تقدير باحثين جزائريين في تاريخ الاستعمار الفرنسي، يخص خطف وقتل الناشط الفرنسي اليساري من أجل استقلال الجزائر، موريس أودان عام 1957، تحت التعذيب.

وفي الثالث من 3 مارس (آذار) 2021، قدم ماكرون اعترافاً بمسؤولية الجيش الاستعماري الفرنسي عن تعذيب وقتل المحامي والمناضل الجزائري علي بومنجل عام 1957، في حين كانت الرواية الفرنسية السائدة منذ عشرات السنين هي أن بومنجل «مات بعد أن قفز من طابق مرتفع»، حيث كان البوليس الفرنسي يستجوبه في مكاتبه بالعاصمة.