مؤتمر دولي في القاهرة يبحث تأثير وسائل التواصل على الخطاب الديني

وزارة الأوقاف المصرية (بوابة الوزارة الإلكترونية)
وزارة الأوقاف المصرية (بوابة الوزارة الإلكترونية)
TT

مؤتمر دولي في القاهرة يبحث تأثير وسائل التواصل على الخطاب الديني

وزارة الأوقاف المصرية (بوابة الوزارة الإلكترونية)
وزارة الأوقاف المصرية (بوابة الوزارة الإلكترونية)

يبحث مؤتمر دولي في القاهرة «تأثير وسائل التواصل على الخطاب الديني». ويعقد المؤتمر تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال يومي 9 و10 سبتمبر (أيلول) الحالي بعنوان «الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني». وأكد وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، (السبت)، أن «المؤتمر يُمكن أن يُسهم في إحداث حالة تثقيفية ولفت النظر حول التعامل التشاركي مع الفضاء الإلكتروني». وأضاف أننا «أمام مرحلة (فارقة) في التاريخ الدعوي، ومواجهة جديدة لا تقل أهمية ولا صعوبة عن المواجهة الأولى التي خاضتها وزارة الأوقاف طوال السنوات الماضية، والتي تمثلت في (تحرير المساجد وتخليصها) من أيدي الجماعات (المتشددة والمتطرفة)».

وقامت الحكومة المصرية بإجراءات سابقة لإحكام السيطرة على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة قَصَرَ الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً على وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك، كما جرى توحيد خطبة الجمعة في جميع المساجد لـ«ضبط المنابر».

واستعرض وزير الأوقاف المصري خلال اجتماع مع «لجنة الإعلام» في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف، (السبت)، استعدادات المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. ووفق وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فقد ذكر الوزير جمعة أن «رعاية الرئيس السيسي للمؤتمر تُعد دعماً كبيراً للفكر الوسطي على المستوى الدولي». وقال إن «الذكاء الاصطناعي ضرورة، ولا بد من توظيفه في كل ما يحمل الخير ويحقق النفع للإنسانية».

محاور المؤتمر

ويتناول مؤتمر «الأوقاف» محاور عدة أبرزها، «الفضاء الإلكتروني ضرورة العصر»، و«الوسائل غير التقليدية وأثرها في تناول الخطاب الديني»، و«الفتوى الإلكترونية»، و«التحفيظ والتدريس عن بُعد»، و«الاستخدام (غير الرشيد) للفضاء الإلكتروني».

وأكد وزير الأوقاف «اهتمام الرئيس السيسي بدعم قضايا تجديد الخطاب الديني»، موضحاً أن «جميع مؤسسات الدولة المصرية كانت حاضرة في مشهد (تجديد الخطاب)»، لافتاً إلى أنه «جرى بذل المزيد من الجهود أيضاً حتى جرت استعادة المساجد من مختطفيها (أي الجماعات المتطرفة)، وتبع هذه الجهود قضية البناء والتعمير فيما يتصل بالمسجد مبنى ومعنى».

محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري (أرشيفية)

ويولي السيسي قضية «تجديد الخطاب الديني» أهمية كبرى. وشدد في وقت سابق على أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة، في مواجهة (أهل الشر) الذين يحرِّفون معاني النصوص ويُخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم».

وهنا أشار جمعة (السبت) إلى أنه «جرى بذل المزيد من الجهود للاهتمام بالأئمة والواعظات وتنوع الأنشطة والمقارئ، ومراكز التلاوة والمقارئ النموذجية على مستوى المحافظات المصرية، وأيضاً القوافل الدعوية»، موضحاً أن «الوزارة لديها خريطة دعوية لتوزيع الأنشطة جغرافياً، من خلال خريطتين إحداهما رقمية، والأخرى جغرافية، وهذا أدى إلى (السيطرة التامة) وعدم السماح لـ(المتشددين) و(غير المؤهلين) بالظهور»، لافتاً إلى أن «(غير المؤهلين) لا تقل خطورتهم في الخطاب الديني عن (المتطرفين)».

ووجّه السيسي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بـ«وضع خطة متكاملة لإنشاء مساجد تابعة لـ(الأوقاف) على مستوى المحافظات المصرية، بحيث تكون جامعة لجميع الأنشطة الدعوية، ومقارئ القرآن الكريم، ومنارة لنشر صحيح الدين على امتداد البلاد، مع مراعاة حسن انتقاء مواقعها، وتخصيص مساحة مناسبة لها، وذلك إلى جانب رفع كفاءة المساجد الرئيسية الكبرى في كل محافظة».

في السياق أشار الوزير المصري (السبت) إلى أن «الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً لعقل البشر؛ لكن من الممكن أن يكون إضافة، مع الالتزام بأخلاقيات الإنسان والتثقيف والسعي نحو العمل التشاركي في هذا المجال».


مقالات ذات صلة

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

شمال افريقيا مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

وفق إفادة للنيابة العامة المصرية الأحد فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف القوائم الإرهابية جميعها»

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوقع في دفتر الشرف بمقر وزارة الخارجية الكويتية (صفحة الخارجية المصرية عبر «فيسبوك»)

وزير الخارجية المصري: قد نكون الأكثر تضرراً من التصعيد في البحر الأحمر

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إن مصر قد تكون الأكثر تضرراً بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
شمال افريقيا أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

وافق مجلس الشيوخ المصري على رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.

وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».

ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.

وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.

جندي من الجيش السوداني يقوم بدورية خارج مستشفى في أم درمان في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».

وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.

وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.

جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».

وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».