مستشار البرلمان الليبي يطالب بإعادة «توحيد مؤسسات الدولة»

بعد خطوة المصرف المركزي

فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)
فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)
TT

مستشار البرلمان الليبي يطالب بإعادة «توحيد مؤسسات الدولة»

فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)
فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

أشاد فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، بقرار إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، الذي جرى الإعلان عنه في وقت سابق هذا الأسبوع، عادّاً إياه خطوة «تخدم الاقتصاد الليبي». وفي مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي» في طبرق، أشار المريمي إلى مطالبة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بتوحيد بقية المؤسسات الأخرى في ليبيا، التي تعاني الانقسام منذ اندلاع احتجاجات عارمة أفضت إلى صراع مسلح انتهى بإطاحة حكم معمر القذافي عام 2011. ورغم محاولات مستمرة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، فإن محاولات القوى الدولية والإقليمية جميعها فشلت في إجراء انتخابات عامة أو رئاسية في البلاد، وكان آخرها قبل نحو عامين، حين تقرر تأجيل الانتخابات قبل أيام من إجرائها في ديسمبر (كانون الأول) 2021. وقال المريمي إن خطوة إعادة توحيد المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية لضمان حفظ الأمن «يجب أن تشمل الأجهزة الرقابية، وديوان المحاسبة، وهيئات ومؤسسات أخرى مهمة في الدولة الليبية»، مشيراً إلى أن القضاء لم يتأثر بأي انقسامات.

المريمي دعا إلى توحيد المؤسسة العسكرية لضمان حفظ الأمن في طرابلس (الوحدة)

وأوضح المريمي أن الاجتماع الذي عُقد في بنغازي بين عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر «مهم جداً». وفي إشارة للاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، عدّد المريمي منافع الاجتماع بين القادة الثلاثة، وقال إن لكل منهم دوراً في تأمين الفترة المقبلة وصولاً لإجراء انتخابات. في سياق ذلك، عدّ المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن قرار إعادة توحيد المصرف المركزي ستليه «آليات فنية»، عدّها من صميم اختصاص المصرف نفسه. وقال بهذا الخصوص: «نحن نعرف أن فترة الانقسام تكون هناك أمور تحتاج إلى ترتيب فني وقانوني. والبنك المركزي سيعمل من خلال إداراته المختصة على ذلك»، مضيفاً أن هناك مؤسسات أخرى، ومن بينها على سبيل المثال مجلس الدولة، تعدّ «مهمة، خاصة في المرحلة المقبلة، التي سوف نتجه بها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا». وفي أعقاب الاجتماع، قال بيان صادر عن حفتر إن الاجتماع بحث مستجدات المسار السياسي، مبرزاً أن المسؤولين الثلاثة اتفقوا أيضاً على أهمية دعوة رئيس المجلس الرئاسي لاجتماع رئاسة مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» للتشاور «من أجل استكمال المسار السياسي الوطني لتحقيق أكبر قدر من التوافقات بهدف إنجاز القوانين الانتخابية». من جهة ثانية، أشاد المريمي بالقضاء الليبي، عادّاً أن به «مؤسسات وهيئات ومحاكم ونيابات» موحدة. وقال إن «الوضع القضائي في ليبيا لم يتأثر بأي انقسامات. والقضاء في ليبيا لم ينقسم، وهو بعيد كل البعد عن هذه الأمور، وكل القضايا المطروحة أمامه يصدر بها أحكامه، وفق القوانين في الدولة الليبية»، مبرزاً أن مجلس النواب سيناقش في الفترة المقبلة موضوع الانتخابات.

المريمي أكد أن مجلس النواب سينظر في قوانين الانتخابات بعد أن تنتهي لجنة «6 + 6» من إعدادها (النواب)

وقال المريمي: «إذا انتهت لجنة (6 + 6) من إعداد قوانين الانتخابات، فستُعرض على مجلس النواب مجدداً للاعتماد والمصادقة، ومن ثم ستحيلها للمفوضية العليا للانتخابات للعمل بها، وهي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة».


مقالات ذات صلة

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

شمال افريقيا الدبيبة وشكشك رئيس ديوان المحاسبة في ليبيا (ديوان المحاسبة)

مطالب بالتحقيق في «وقائع فساد» كشفها «المحاسبة» الليبي

عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على تقرير ديوان المحاسبة: «ما نتوقعه من فساد وهدر للمال العام أكبر مما ورد بتقرير ديوان المحاسبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الوفد البرلماني الليبي برئاسة صالح في إيطاليا (مكتب صالح)

رئيس «النواب» يُشدد من روما على «حاجة ليبيا لحكومة موحدة»

دافع عقيلة صالح عن مجلسه خلال زيارته إلى روما، وقال إن «الجمود في العملية السياسية ليس بسبب البرلمان؛ بل نتيجة القوة القاهرة التي ذكرتها مفوضية الانتخابات».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا مسؤولون ليبيون خلال عملية إنقاذ عدد من المهاجرين بعد تعطل مركبهم أثناء محاولتهم الهجرة السرية نحو أوروبا (الشرق الأوسط)

شبح «توطين المهاجرين» في ليبيا يستحضر نظام «الكفيل الخاص»

إلى جانب المخاطر الدستورية المحتملة، يخشى مراقبون من تهديدات «التوطين» للأمن القومي في ليبيا؛ إذ قد ينذر «باختراقات أمنية خطيرة وارتفاع معدلات الجريمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع الوفد الأممي مع القيادات المحلية في سبها جنوب ليبيا (البعثة الأممية)

خوري: حان الوقت ليمسك الليبيون بزمام أمورهم

ناقش وفد أممي بقيادة خوري، خلال زيارته مدينة سبها بجنوب ليبيا مع كبار المسؤولين العسكريين، تحسن الوضع الأمني في الجنوب وتحديات أمن الحدود.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية

تصريحات منسوبة لسيف القذافي تعيده للساحة السياسية الليبية

يُبقي أنصار سيف الإسلام القذافي عليه حاضراً في المشهد السياسي الراهن بتصريحات غير موثقة للتأكيد على قربه من الحياة العامة رغم أنه لم يظهر في مكان عام منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.