تجددت المعارك والاشتباكات (الأحد) بين طرفي القتال في السودان، الجيش وقوات «الدعم السريع»، وسُمع دوي الانفجارات القوية في مناطق واسعة من العاصمة، ومدينة نيالا عاصمة ولاية الجنوب بإقليم دارفور، التي حجب انقطاع الاتصالات والإنترنت فيها، تدفق أي معلومات عن المعارك الضارية التي تدور فيها، في ظل تواتر أنباء عن تقدم ميداني لقوات «الدعم» وسيطرتها على عدد من مقار السلطة الإقليمية ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية التابعة للجيش من اتجاهات عدّة.
وقال شهود عيان، إن الجيش قصف بالمسيّرات منذ الساعات الأولى لصباح الأحد، المدينة الرياضية التي تعّد أكبر المقار العسكرية لقوات «الدعم السريع» في جنوب الخرطوم، وشوهد تصاعد الدخان الكثيف جراء الانفجارات يغطي المنطقة. ووصف هؤلاء المعارك والاشتباكات التي جرت بأنها «الأكثر شراسة وقوة منذ اندلاع القتال في البلاد».
وبدورها، قالت «غرفة طوارئ» مدينة كرري بأمدرمان، ثاني أكبر مدن العاصمة السودانية، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بالقرب من «سلاح المهندسين» أحد أهم المقرات العسكرية الاستراتيجية للجيش التي تنطلق منها العمليات العسكرية بالمدينة. كما شهدت ضواحي الصالحة والفتيحاب في غرب مدينة أمدرمان تجدداً للقتال العنيف من دون توقف منذ صباح الأحد.
وأفاد شهود العيان، بأن معارك عنيفة دارت بالأسلحة الثقيلة والمدفعية في الأحياء المتاخمة لمعسكر المدرعات التابع للجيش بمنطقة الشجرة، جنوب الخرطوم، في حين نشر أفراد من قوات «الدعم السريع» فيديوهات على موقع «فيسبوك» وهم عند تخوم البوابة الرئيسية للمعسكر.
ووفقاً للشهود، فقد شهد عدد من الأحياء جنوب الخرطوم اشتباكات وقصفاً بالقذائف والدانات المدفعية استهدفت تجمعات لقوات «الدعم» التي ترتكز وسط الأحياء السكنية بالمنطقة.
وأشار الشهود، إلى أن القذائف المدفعية تساقطت عشوائياً في عدد من الضواحي السكنية التي تقع في محيط المناطق التي تدور فيها المعارك، واخترقت القذائف عدداً من المنازل بأحياء الديم والصحافة وتسببت في وقوع قتلى وإصابات من المدنيين.
وقالت مصادر محلية، إن معارك ضارية جرت بين طرفي القتال داخل مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في ظل انقطاع تام للاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بأبراج شبكة الاتصالات خلال المواجهات التي دخلت يومها الحادي عشر من دون توقف.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المواجهات الشرسة بين الطرفين دارت بالمدفعية والأسلحة الثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان، التي شهدت خلال الأيام الماضية سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، ونزوح الآلاف إلى المناطق الآمنة خارج المدينة.
ووفقاً لغرفة الطوارئ بمدينة نيالا، فقد أسفرت المعارك خلال الأيام الماضية عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وتعذر حصر الضحايا بشكل دقيق جراء استمرار المواجهات على الأرض، بالإضافة إلى خروج كل المستشفيات العامة عن تقديم أي خدمة إسعافية للضحايا.
وكان الجيش السوداني أعلن، السبت، تصديه لهجمات من قوات «الدعم السريع» على قيادة «الفرقة 16 مشاة» بنيالا، وكبّد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري.
وخلال الأيام الماضية اتسع نطاق القتال وتصاعد بين طرفي القتال بعد تعثر محادثات «جدة» في دفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار والأعمال العدائية بسبب تباعد المواقف التفاوضية بينهما.
ويشترط الجيش خروج قوات «الدعم السريع» من الأحياء السكنية والمرافق والمؤسسات الحكومية والعامة، في حين تقول «الدعم» إن «الجيش يطالب بتأمين ممرات آمنة لخروج قياداته المحاصرة، في مقر القيادة العامة للجيش وسط العاصمة الخرطوم».
مشاهد حية من كواليس المعركة التي يخوضها أشاوس قوات الدعم السريع ضد الفلول في معسكر المدرعات الشجرة اليوم#RSFLive #RSFSudan #معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/IDgikX8myF
— RSF Live (@RSFLiveSD) August 20, 2023
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، قُتل ما لا يقل عن ألفي شخص، وأصيب أكثر من 120 ألفاً من المدنيين، وأدت المعارك المستمرة إلى تشريد ونزوح نحو 4 ملايين داخل وخارج البلاد.