صفاقس التونسية تواجه ضغطاً لتسريع دفن أكثر من 100 جثة لمهاجرين

مهاجرون من أصل أفريقي يحاولون الفرار إلى أوروبا ينزلون في صفاقس من سفينة مملوكة لخفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
مهاجرون من أصل أفريقي يحاولون الفرار إلى أوروبا ينزلون في صفاقس من سفينة مملوكة لخفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
TT

صفاقس التونسية تواجه ضغطاً لتسريع دفن أكثر من 100 جثة لمهاجرين

مهاجرون من أصل أفريقي يحاولون الفرار إلى أوروبا ينزلون في صفاقس من سفينة مملوكة لخفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)
مهاجرون من أصل أفريقي يحاولون الفرار إلى أوروبا ينزلون في صفاقس من سفينة مملوكة لخفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)

قال مسؤول في قطاع الصحة بصفاقس إن أكثر من مائة جثة لمهاجرين غرقى تنتظر عملية الدفن، في ظل نقص بالتجهيزات وضغط تشهده المدينة الأكثر استقطاباً لأنشطة الهجرة غير الشرعية على سواحل تونس.

وتنتظر السلطات المحلية استكمال الإجراءات للإسراع بدفن 104 جثث لمهاجرين غير تونسيين، معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وتعمل خلية أزمة في مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس على تسريع الإجراءات للحصول على نتائج التحاليل للجثث من المخبر المركزي بالعاصمة، واقتناء حاوية تبريد لحفظ الجثث في انتظار أعمال الدفن.

مهاجرون من أصل أفريقي يحاولون الفرار إلى أوروبا ينزلون في صفاقس من سفينة مملوكة لخفر السواحل التونسي (أ.ف.ب)

وقال المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، لوكالة «تونس أفريقيا للأنباء»، إن خلية أزمة في مستشفى الحبيب بورقيبة طالبت بالإسراع بالحصول على تحاليل الجثث من المخبر المركزي بالعاصمة.

كما طالبت باختصار الإجراءات الإدارية لاقتناء حاوية تبريد لحفظ جثث المهاجرين غير النظاميين من غير التونسيين.

وتواجه المؤسسات الصحية بصفاقس ضغطاً كبيراً لاستيعاب جثث المهاجرين الغرقى على سواحلها في طريقهم إلى الجزر الإيطالية.

أربعة ناجين من المهاجرين يلوحون للمساعدة (أ.ب)

كما تشكو السلطات البلدية من نقص شديد في المقابر، ووفق خلية الأزمة دفن في صفاقس حوالي 700 جثة هذا العام.

وقال أحمد قيدارة، عضو المجلس البلدي في صفاقس لوكالة الأنباء الألمانية، في وقت سابق، إن الدولة لا تتوفر على عقارات إضافية لتشييد مقبرة جديدة في الجهة، وإنها وجهت نداء للتبرع بقطعة أرض أو توفير المزيد من الدعم من شركاء خارجين.

ووفق قيدارة، دفن في صفاقس خلال العامين الماضيين أكثر من 1200 جثة. ويغامر العابرون من تونس وأفريقيا جنوب الصحراء بحياتهم بركوب قوارب حديدية تقليدية الصنع تحمل محركات خفيفة يوفرها مهربون مقابل آلاف الدولارات.

وغالباً ما تكون القوارب مكتظة بما يزيد من مخاطر انقلابها في البحر.

ويقدر عدد الجثث المنتشلة على كامل سواحل تونس هذا العام بنحو 950 جثة، وفقاً للسلطات التونسية.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تطرد نصف الوافدين إليها بشكل غير مشروع في النصف الأول من 2024

أوروبا عناصر الشرطة الألمانية تنتشر على الحدود مع بولندا لمحاولة لمنع الهجرة غير الشرعية (رويترز)

ألمانيا تطرد نصف الوافدين إليها بشكل غير مشروع في النصف الأول من 2024

أفادت «الداخلية الألمانية» بقيام الشرطة عند الحدود، بإعادة أكثر من نصف الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني خلال النصف الأول من 2024، من حيث جاءوا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا قارب يحمل مهاجرين في طريقهم نحو بريطانيا في القنال الإنجليزي (رويترز)

إنقاذ نحو 50 مهاجراً في قناة المانش

أُنقذ نحو 50 مهاجراً كانوا يحاولون الوصول إلى إنجلترا، صباح السبت، قبالة ساحل قناة المانش، في حين أُجريت عمليات بحث عن شخصين أُبلغ عن فقدان أثرهما.

«الشرق الأوسط» (ليل )
شمال افريقيا مهاجرون ينزلون من زورق مطاطي على شاطئ ديل كانويلو بإسبانيا بعد عبورهم مضيق جبل طارق إبحاراً من سواحل المغرب (رويترز)

المغرب منع 45 ألف مهاجر من العبور إلى أوروبا منذ بداية العام

أحبط المغرب محاولات 45 ألفاً و15 شخصاً الهجرة بطريقة غير شرعية إلى أوروبا منذ يناير الماضي، كما فكك 177 شبكة لتهريب المهاجرين، حسب بيانات وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا مهاجرون ينتظرون النزول من قارب مزدحم بعد رحلة استمرت ثلاثة عشر يوماً من ساحل السنغال في ميناء لا إستاكا بإسبانيا (أ.ب)

إنقاذ 7 سوريين وفقد نحو ‭20‬ شخصاً بعد غرق قارب في البحر المتوسط

فُقد 20 مهاجراً بعد غرق قاربهم في البحر الأبيض المتوسط، قرب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وفق ما أعلن، اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا قارب يحمل مهاجرين في طريقهم نحو بريطانيا في القنال الإنجليزي (رويترز)

 مقتل 12 جراء انقلاب قارب مهاجرين في القنال الإنجليزي

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم (الثلاثاء) في منشور على موقع «إكس» إن 12 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب يقل مهاجرين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

السودان يرفض توصيات بعثة حقوق الإنسان بنشر «قوة مستقلة» لحماية المدنيين

رجال وجنود من الجيش السوداني يحملون أكياساً من الإمدادات الغذائية لمساعدة الأشخاص العالقين في شرق السودان (أ.ف.ب)
رجال وجنود من الجيش السوداني يحملون أكياساً من الإمدادات الغذائية لمساعدة الأشخاص العالقين في شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

السودان يرفض توصيات بعثة حقوق الإنسان بنشر «قوة مستقلة» لحماية المدنيين

رجال وجنود من الجيش السوداني يحملون أكياساً من الإمدادات الغذائية لمساعدة الأشخاص العالقين في شرق السودان (أ.ف.ب)
رجال وجنود من الجيش السوداني يحملون أكياساً من الإمدادات الغذائية لمساعدة الأشخاص العالقين في شرق السودان (أ.ف.ب)

رفضت الحكومة السودانية توصيات بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، واتهمتها بأنها «هيئة سياسية»، بعد أن دعت إلى نشر قوة «مستقلة ومحايدة» في السودان لحماية المدنيين، في ظل الحرب المستعرة منذ نحو 17 شهراً.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان نُشر ليل أمس (السبت): «ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلاً»، ورأت أنها «تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها».

وأوضحت الوزارة في بيانها أن البعثة نشرت تقريرها «وعُقد مؤتمر صحافي حوله، قبل أن يستمع له مجلس حقوق الإنسان، ما يعكس افتقاد اللجنة للمهنية والاستقلالية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

واتهمت الخارجية البعثة بكونها «هيئة سياسية لا قانونية، ما يعضّد موقف حكومة السودان منها منذ تشكيلها».

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة «مستقلة ومحايدة من دون تأخير» في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

وخلُص الخبراء المكلَّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أنّ المتحاربين «ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان، وجرائم يمكن وصف كثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».

أنشأ مجلس حقوق الإنسان هذه البعثة نهاية العام الماضي، بهدف توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، في 15 أبريل (نيسان) 2023.

وفي بيان (السبت) نددت الخارجية السودانية بـ«تناقض غريب» يحمله تقرير البعثة؛ إذ استنكرت «التوصية بحظر السلاح عن الجيش الوطني (وبأن) توكل مهمة حماية المدنيين لقوة دولية لا يُعرف متى ستشكل».

وأسفرت الحرب عن قتلى بعشرات الآلاف، في حين تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى «150 ألفاً».

ونزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، حسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك في دمار واسع بالبنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.