دعم مالي أوروبي لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا

في إطار «تفعيل جسر طاقة حقيقي بين أوروبا وشمال أفريقيا»

من اجتماع سابق لرئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن مع ممثلي «البنك الدولي» (الحكومة التونسية)
من اجتماع سابق لرئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن مع ممثلي «البنك الدولي» (الحكومة التونسية)
TT

دعم مالي أوروبي لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا

من اجتماع سابق لرئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن مع ممثلي «البنك الدولي» (الحكومة التونسية)
من اجتماع سابق لرئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن مع ممثلي «البنك الدولي» (الحكومة التونسية)

قدمت «المفوضية الأوروبية» لتونس منحة مالية قيمتها 307 ملايين يورو، ستُخصَّص لدعم مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا، المعروف باسم «الماد».

ووقَّع الطرفان؛ التونسي والإيطالي، ممثلين في «الشركة التونسية للكهرباء والغاز»، وشركة تشغيل الكهرباء الإيطالية «تيرنا»، أمس الثلاثاء، اتفاقية تقديم المنحة، وهو ما مثَّل «خطوة استراتيجية لتفعيل جسر طاقة حقيقي بين أوروبا وشمال أفريقيا»، وفق بلاغ صادر عن «الشركة التونسية للكهرباء والغاز (حكومية)».

وقال مسؤولون تونسيون إن هذا الاتفاق يندرج في إطار الانتقال الطاقي، مشيرين إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا يتكون من كابل بحري بقوة 600 ميغاواط، يربط بين شبكتي الكهرباء التونسية، انطلاقاً من منزل تميم بولاية (محافظة) نابل، وجزيرة صقلية الإيطالية عبر محطة تحويل للجهد العالي، مروراً بمسار بحري يبلغ طوله 200 كيلومتر، وبعمق يصل إلى 800 متر.

وخصَّصت «المفوضية الأوروبية» لهذا المشروع أكثر من نصف الميزانية المتاحة، وذلك في إطار دعوات تقديم العروض. ومن المنتظر الحصول على تمويل إضافي من «البنك الدولي»، ومن «بنك الاستثمار الأوروبي»، و«بنك الإعمار الألماني»، وكذا «البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية».

وتأتي هذه المنحة المخصصة لتونس، في وقت تعمل فيه دول الاتحاد على تنويع مصادر الطاقة، خصوصاً بعد الهزة العنيفة التي عرفتها عمليات التزود، خلال الأشهر الماضية، واكتشاف تبعيتها المفرطة للغاز الروسي، وهذا ما جعلها تتجه نحو مصادر تمويل أخرى، من بينها الجزائر.

يُذكَر أنه جرت برمجة استثمارات بنحو 850 مليون يورو لإنجاز مشروع «الماد»، من بينها 307 ملايين يورو من قِبل آلية «مرفق التواصل الأوروبي»؛ وهو برنامج أوروبي مخصّص لدعم المشروعات، الرامية إلى تطوير البنى التحتية للطاقة في «الاتحاد الأوروبي».

وكان «البنك الدولي» قد وافق على منح تونس تمويلات بقيمة 268.4 مليون دولار لفائدة مشروع «الماد»، على أن يخصَّص جزء منها لبناء محطة التحويل الكهربائي من جهة تونس، المُدرَجة في نطاق المشروع المموَّل من قِبل «مرفق التواصل الأوروبي»، ولتقوية شبكة الكهرباء التونسية الضرورية لتشغيل الربط الكهربائي.



تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)
مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

وسط ترقب وانتظار لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية بالمشهد الإعلامي.

وتصدر قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية والصحافية، الترند في مصر عبر «هاشتاغات» عدة، حمل بعضها أسماء ضمها التشكيل الجديد، لا سيما وزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز الذي ترأس «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، والإعلامي أحمد المسلماني رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام»، وعبد الصادق الشوربجي رئيس «الهيئة الوطنية للصحافة».

وأعيد تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، لمدة 4 سنوات، بموجب القرار الجمهوري «رقم 518 لسنة 2024»، «برئاسة خالد عبد العزيز، وعضوية كل من: المستشار عبد السلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة، والدكتور محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، والدكتور حسام عبد المولى، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والصحافيين عبد المحسن سلامة وعادل حمودة، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافية علا الشافعي، والإعلامي عصام الأمير، والدكتورة منى الحديدي، ممثلاً للمجلس الأعلى للجامعات».

ونص القرار الجمهوري رقم 520 لسنة 2024 على «تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام، لمدة أربع سنوات، برئاسة أحمد المسلماني، وعضوية كل من: المستشار حماد مكرم، نائب رئيس مجلس الدولة، وخالد نوفل، ممثلاً لوزارة المالية، والمهندس وليد زكريا، ممثلاً للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والإعلاميين أسامة كمال وريهام الديب، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، وهالة فاروق حشيش، ممثلاً لنقابة الإعلاميين، وسامي عبد السلام، ممثلاً للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، والكاتبة صفية مصطفى أمين، من الشخصيات العامة وذوى الخبرة».

كما أعيد تشكيل «الهيئة الوطنية للصحافة» لمدة 4 سنوات أيضاً، بموجب القرار الجمهوري رقم 519 لسنة 2024، حيث احتفظ عبد الصادق الشوربجي، بمنصبه رئيساً للهيئة التي ضمت في عضويتها كلاً من: المستشار محمود عمار، نائب رئيس مجلس الدولة، وياسر صبحي، ممثلاً لوزارة المالية، والصحافيين علاء ثابت وعمرو الخياط، من الشخصيات العامة وذوي الخبرة، والصحافيين حمدي رزق، وسامح محروس، ممثلين للصحافة القومية، وأسامة سعيد أبو باشا، ممثلاً للعاملين بالمؤسسات الصحفية القومية، والكاتبة سحر الجعارة من الشخصيات العامة وذوي الخبرة».

ومن المتوقع أن تشهد الجلسات العامة لمجلس النواب المصري (البرلمان)، الأسبوع المقبل، أداء رؤساء الهيئات الإعلامية الجدد اليمين أمام النواب.

وتعهد الشوربجي، في مداخلة لقناة «إكسترا نيوز» المصرية، الاثنين، بـ«استكمال مسيرة التطوير»، مشيراً إلى أن «الهيئة تعمل على مواجهة التحديات والاهتمام بالصحافة الورقية ومواكبة التطورات».

وقال إن «الفترة السابقة شهدت مصاعب كثيرة جداً، من بينها جائحة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، ما أثر في صناعة الصحافة بمصر».

وأضاف أنه «استطاع تحويل التحديات إلى إيجابيات، حتى بدأت مؤسسات صحافية تنهض»، متعهداً بأن «تشهد الفترة المقبلة تحقيق المؤسسات الصحافية التوازن المالي، إلى جانب تطوير المحتوى التحليلي، دون إهمال الصحافة الورقية».

ويأتي تشكيل هذه الهيئات بموجب المواد 211 و212 و213 من الدستور المصري لعام 2014، وتعديلاته عام 2019، التي تنص على تشكيل «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» باعتباره «هيئة مستقلة تختص بتنظيم شؤون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة، والرقمية، وغيرها»، إلى جانب هيئتي الصحافة والإعلام، حيث «تختص الأولى بإدارة المؤسسات الصحفية المملوكة للدولة»، بينما تعمل الثانية على «إدارة المؤسسات الإعلامية المرئية والإذاعية والرقمية المملوكة للدولة».

وحظي خالد عبد العزيز بالنصيب الأكبر من الاحتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الصحافيين والنقاد الرياضيين، والمتابعين للشأن الرياضي بشكل عام، كونه شغل في وقت سابق منصب وزير الشباب والرياضة.

وأعرب الفنان نبيل الحلفاوي، عبر حسابه على «إكس»، عن «تفاؤله» بإعادة تشكيل الهيئات الإعلامية، وعدّ اختيار عبد العزيز لرئاسة «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، بمثابة «بشرى خير واختيار صادف أهله ورضا المتطلعين للأفضل».

وكذلك أكد الناقد الرياضي إكرامي الرديني، عبر «إكس»، أن عبد العزيز هو «الرجل المناسب في المكان المناسب»، معرباً عن أمله في أن يسهم التشكيل الجديد في «وضع المعايير المناسبة لهذه الفترة المنفلتة إعلامياً».

وأشار الصحافي والناقد الرياضي رضوان الزياتي، عبر «إكس»، إلى أن التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية «لاقى نسبة كبيرة من القبول الشعبي»، معرباً عن أمله في أن «يكون هناك إعلام محترم وموضوعي ينحاز للوطن والشعب».

وبينما أكد العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، أنه «من المبكر الحديث عن دلالات أو انعكاسات التغيير على المشهد الإعلامي»، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التغيير كان مطلوباً بدرجة كبيرة، لا سيما أن المجالس السابقة لم تؤدِّ ما عليها من دور، ولم تحقق أهدافها بالشكل المرغوب».

وأعرب عن أمله في أن «يحمل التشكيل الجديد تغييراً ملحوظاً في المشهد الإعلامي».

وجاء قرار إعادة تشكيل الهيئات متأخراً بضعة شهور، حيث صدر قرار تشكيل الهيئات السابقة في 24 يونيو (حزيران) 2020، لمدة 4 سنوات، وأدى الصحافي كرم جبر، اليمين أمام مجلس النواب، رئيساً لـ«المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في 5 يوليو (تموز) من العام نفسه. وتزامناً مع موعد انتهاء مدة ولاية الهيئات السابقة، نشرت وسائل إعلام محلية أسماء مرشحين لرئاستها، مع الإشارة إلى قرب صدور قرار بتعيينهم.