مصر وصربيا تعززان تعاونهما العسكري والأمني

السيسي يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر وصربيا تعززان تعاونهما العسكري والأمني

السيسي يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر وصربيا «تعزيز التعاون العسكري والأمني». وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات جميعها، بما في ذلك مجال الدفاع، وكذلك التطلع لتفعيل الشراكة بين الدولتين الصديقتين بما يتناسب مع إمكاناتهما على شتى الأصعدة».

واستقبل السيسي (الثلاثاء) في القاهرة، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي، ميلوش فوتشيفيتش، في حضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، الفريق أول محمد زكي. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، إن الرئيس السيسي نقل تحياته وتقديره للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، مؤكداً «اعتزاز مصر بالروابط التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين».

من جانبه، نقل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الصربي تحيات وتقدير الرئيس الصربي للرئيس السيسي، مشيداً بما تشهده العلاقات المصرية - الصربية من ازدهار، خصوصاً في ضوء زيارة الرئيس السيسي لصربيا في يوليو (تموز) عام 2022، وما نتج عنها من «زخم متصاعد».

كما ثمّن وزير الدفاع الصربي ما يشهده الحضور المصري على الساحتين الإقليمية والدولية من «تنامٍ وفاعلية تحت قيادة الرئيس السيسي»، فضلاً عن «الجهود المصرية (الحاسمة) في مكافحة (الإرهاب) على الصعيد الإقليمي، بالإضافة لدعمها الاستقرار والأمن والتنمية»، منوهاً في هذا الإطار بما شاهده خلال زيارته لمصر من تطور تنموي وعمراني مُطرد.

وأضاف متحدث «الرئاسة المصرية» (الثلاثاء) أن «اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون العسكري والأمني بين البلدين، بالإضافة إلى التباحث حول القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك، لا سيما الأزمة الروسية - الأوكرانية، وتداعياتها الجيوسياسية والاقتصادية عالمياً».

وزار السيسي، في يوليو 2022، صربيا، في زيارة كانت الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ 35 عاماً. وأكد السيسي حينها عقب لقاء قمة جمعه ونظيره الصربي، في العاصمة بلغراد، «تطلعه لتعزيز التعاون مع صربيا في المجالات كافة، في ضوء العلاقات التاريخية بين البلدين، التي تعود إلى عام 1908، أو عبر دور صربيا البارز في تأسيس حركة (عدم الانحياز)، قبل 60 عاماً».

ووفق بيان رئاسي مصري، فقد تناولت المباحثات المصرية - الصربية بين الرئيسين حينها، «المجالات المشتركة للتعاون في مختلف المجالات، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً القضية الفلسطينية، والوضع في ليبيا، إضافة إلى قضيتي (الإرهاب)، و(الهجرة غير المشروعة)، وكذا تطورات الأزمة الأوكرانية، وجهود البلدين في التغلب على تداعياتها، وسبل تحقيق الأمن الغذائي وأمن الطاقة».


مقالات ذات صلة

على غرار فيلم «اللمبي»... مصرية تغشش شقيقتها في امتحان الثانوية (فيديو)

شمال افريقيا طلاب الثانوية العامة يدرسون في مكتبة الإسكندرية (أ.ف.ب)

على غرار فيلم «اللمبي»... مصرية تغشش شقيقتها في امتحان الثانوية (فيديو)

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لسيدة تغشش شقيقتها عبر قراءة الإجابات بصوت عالٍ بجانب شباك لجنة الامتحان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان أحد قتلى الغارات الإسرائيلية على خان يونس (أ.ب)

مصدر مصري: القاهرة تستضيف وفوداً إسرائيلية وأميركية للتباحث حول اتفاق التهدئة بغزة

نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع قوله إن مصر تستضيف وفوداً إسرائيلية وأميركية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بغزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التربية والتعليم خلال تفقد أعمال امتحانات «الثانوية» من غرفة عمليات الوزارة (وزارة التربية والتعليم)

«التعليم» المصرية تتعهد بعقوبات مشددة ضد مُسربي امتحانات «الثانوية»

تعهدت وزارة التربية والتعليم في مصر بـ«تطبيق عقوبات مشددة ضد مُسربي امتحانات الثانوية العامة».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا حضور لافت خلال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة (الخارجية المصرية)

«مؤتمر القاهرة» للقوى السودانية يطرح رؤى لإنهاء الحرب

استضافت العاصمة المصرية القاهرة، السبت، فعاليات مؤتمر «القوى السياسية والمدنية السودانية» تحت شعار «معاً لوقف الحرب».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» في مصر (أ.ف.ب)

مصر: الإعدام لـ9 والسجن المشدَّد لـ31... لاتهامهم بـ«تمويل الإرهاب»

قضت الدائرة الأولى «إرهاب» بمحكمة الجنايات في القاهرة، السبت، بمعاقبة 9 متهمين بالإعدام، و28 بالسجن المشدّد (15 عاماً)، و3 آخرين بالسجن المشدّد (10 سنوات).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر وسوريا تحذران من خطورة اتساع الصراع في المنطقة

السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر وسوريا تحذران من خطورة اتساع الصراع في المنطقة

السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)
السيسي والأسد خلال لقائهما على هامش القمة العربية - الإسلامية بالرياض نوفمبر 2023 (الرئاسة المصرية)

حذرت القاهرة ودمشق من «خطورة» اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وأكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والسوري بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي، السبت، رفضهما «تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم».

الاتصال الذي جاء للتهنئة بالعام الهجري الجديد، وتناول المستجدات على الساحة الإقليمية، عُد بمثابة «خطوة على طريق عودة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل عام 2011»، لا سيما أنه يأتي عقب «تطورات في طريق التقارب بين البلدين منذ الزلزال الذي ضرب سوريا العام الماضي».

وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، في إفادة رسمية، السبت، إلى أن اتصال الأسد بالسيسي استهدف «التهنئة بالعام الهجري الجديد»، موضحاً أن «الرئيسين تناولا خلال الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وتبادلا الرؤى بشأن خطورة التصعيد الذي تشهده المنطقة». وأكدا «ضرورة تجنب اتساع رقعة الصراع وحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين»، كما «شددا على الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين».

الدخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية (أ.ب)

فخ التطرف

وأكد السيسي «مواصلة مصر جهودها الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة وبالكميات التي تلبي احتياجات الفلسطينيين، مع استمرار الدفع في اتجاه إنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، بحسب المتحدث الرئاسي المصري.

بدورها، أشارت الرئاسة السورية إلى أن «الأسد هنأ السيسي خلال الاتصال بذكرى ثورة 30 يونيو (حزيران) التي انتصر فيها الشعب المصري على التطرف»، بحسب ما نقلته «وكالة الأنباء السورية». وأكد الأسد أن «ثورة 30 يونيو أعادت مصر إلى مكانها الطبيعي الذي يعبر عن ثقافة الشعب وقيمه ومفاهيمه»، مشيراً إلى أنه «لو سقطت المنطقة في فخ التطرف والتشدد الذي نُصب لها، لكان من الصعب أن تقوم من جديد». وقال إن «وقوف الشعبين السوري والمصري دائماً في وجه التطرف أسهم في حماية دول المنطقة وشعوبها كلها».

ومنذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير (شباط) 2023، شهدت العلاقات المصرية - السورية تطوراً مع زيارات متبادلة لوزيري خارجية البلدين، وأجرى الرئيس المصري اتصالاً بنظيره السوري عقب الزلزال، كما التقى الرئيسان للمرة الأولى في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على هامش القمة العربية - الإسلامية في الرياض للتضامن مع فلسطين، حيث تم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث «رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين».

وعدّ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، الاتصال بين السيسي والأسد، بمثابة «خطوة في الاتجاه الصحيح تعكس إرادة سياسية لتوطيد العلاقات بين البلدين». وقال هريدي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتصال يأتي في إطار مساعٍ جدية لعودة العلاقات بين القاهرة ودمشق تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل عام 2011». وأضاف أن «تعزيز العلاقات بين البلدين من شأنه أن يكون رافعة للاستقرار والأمن في المنطقة»، موضحاً أنه «تاريخياً أثرت الخلافات بين البلدين على المنطقة وعلى مصالح الشعبين أيضاً». وأكد أن «تعزيز العلاقات المصرية - السورية من شأنه أن يكبح جماح العدوان الإسرائيلي، وهذه أكبر خدمة يقدمها البلدان للقضية الفلسطينية».

أطفال فلسطينيون يصطفون للحصول على الطعام في مطبخ خيري بغزة (رويترز)

التقارب المصري - السوري

التقارب المصري - السوري تزامن مع عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية العرب، وفي مايو (أيار) 2023، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضوية سوريا بالجامعة صدر في نوفمبر 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

ومنذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، مرت العلاقات بين القاهرة ودمشق بمراحل عدة، كان أبرزها قرار الرئيس المصري الأسبق المنتمي لجماعة «الإخوان» محمد مرسي بقطع العلاقات مع دمشق عام 2013. وبعد الإطاحة بحكم «الإخوان» عقب «ثورة 30 يونيو» عام 2013، تطورت العلاقات على مستويات مختلفة، حيث زار رئيس «مكتب الأمن الوطني» السوري، اللواء علي مملوك، القاهرة مرتين في عامي 2016 و2018، وهو ما أبرزته «وكالة الأنباء السورية» في حينه، بينما لم يصدر عن القاهرة نفي أو تأكيد بشأن الزيارتين.

ورعت مصر إعلان هدنة في ريف حمص عام 2017، واستضافت أيضاً عدداً من الفصائل السورية التي وقّعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار عام 2018. والعام الماضي، أعلنت سوريا تعيين السفير حسام الدين آلا، سفيراً لها لدى مصر، ومندوباً لدى الجامعة العربية في القاهرة، بعد غياب 12 عاماً.

أستاذ العلوم السياسية في مصر، الدكتور جمال سلامة، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن اتصال الأسد بالسيسي «يأتي في إطار محاولات دمشق تطبيع العلاقات مع الدول العربية، لتعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2011»، مشيراً إلى أن «ذلك يأتي في أعقاب عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية». وأضاف أن «دمشق ترى أن هناك انفراجة في العلاقات بينها وبين الدول العربية، وهو الأمر الذي تعمل على استغلاله والبناء عليه».