حل بيدرو سانشيز، رئيس حكومة تصريف الأعمال في إسبانيا وزعيم الحزب الاشتراكي، أمس الثلاثاء، بمدينة مراكش المغربية لقضاء عطلة خاصة، وذلك بعد أيام من الانتخابات العامة الإسبانية، التي حل فيها حزبه في المرتبة الثانية، خلف الحزب الشعبي. وهي النتائج التي أظهرت أنها قد تفتح الباب أمام الزعيم الاشتراكي لرئاسة حكومة ائتلافية أخرى.
وتجول المسؤول الإسباني بساحة جامع الفنا بالمدينة القديمة لمراكش رفقة عائلته الصغيرة، وقد تخفف من البروتوكول، فيما بدت عليه علامات الانشراح والارتياح.
وذكرت تقارير إخبارية محلية أن المسؤول الإسباني قدم من مدريد عبر «رحلة تجارية»، وأنه جاء إلى المغرب لقضاء عطلته الصيفية «من ماله الخاص»، مشيرة إلى أنه نزل بأحد الفنادق التي تقع بمنطقة «الشريفية». وقالت إن «أول تذكار» اقتناه من أحد متاجر ساحة جامع الفنا كان قميص المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي أطاح بالمنتخب الإسباني في دور ثمن نهائي كأس العالم بقطر 2022.
بدورها، خصصت الصحافة الإسبانية حيزاً مهماً لمتابعة سفر سانشيز إلى المغرب «لقضاء بضعة أيام، في إجازة مع أسرته».
وقال موقع «لاسيكستا» إن سانشيز سافر إلى المغرب لقضاء بضعة أيام في إجازة مع أسرته، وذلك وفقاً لمصادر حكومية نقلتها وكالة أنباء «إيفي» الإسبانية، وتمكن «لاسيكستا» من تأكيدها.
وزادت الوكالة قائلة إن القائم بأعمال رئيس الحكومة سافر «على متن طائرة تجارية إلى مطار مراكش، المدينة التي هبط فيها للراحة مع أسرته قبل بدء الدورة السياسية الجديدة». وشددت على أن الأمر يتعلق برحلة «خاصة تماماً»، وفقاً لمصادر قصر «لا مونكلوا»، التي استشارتها وكالة «إيفي»، والتي أكدت أن سانشيز قد دفع ثمنها بالكامل من موارده الخاصة، ولم يتم التفكير فيها في أي جدول أعمال مؤسسي.
وأوضح الموقع أن إجازات سانشيز وعائلته في المغرب ليست الأولى لرئيس حكومة إسبانية، مشيراً إلى أن الرئيسين الاشتراكيين السابقين خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو، وفيليبي غونزاليس، قضيا فترات إجازة هناك، لكن منذ ترك ثباتيرو الرئاسة في عام 2012 لم يفعل ذلك أي رئيس حكومة إسباني آخر. وفي عام 2011 أمضى ثاباتيرو ليلة رأس السنة الجديدة مع أسرته في مدينة طنجة، شمال المغرب، مع وزيرة خارجيته آنذاك، ترينيداد خيمينيز.
بدوره، ذكر موقع «إل باييس» أن سانشيز سيقضي في المغرب «بضعة أيام»، مؤكداً - نقلاً عن مصادر من «لا مونكلوا» - أن الأمر يتعلق بـ«رحلة خاصة بحتة»، و«مدفوعة بالكامل بموارد خاصة» من قبل سانشيز، ومن دون أجندة مؤسسية، مشيراً بدوره إلى أنه «استقل طائرة تجارية إلى مراكش». وأنه تم تصوير سانشيز في شوارع المدينة المغربية مع مرافقيه. ونقل «إل باييس» عن مصادره في «لا مونكلوا» أن سانشيز «سيستأنف بعد هذه الاستراحة نشاطه لبدء المسار السياسي والمفاوضات من أجل تنصيب محتمل».
وحظيت زيارة المسؤول الإسباني للمدينة الحمراء باحتفاء خاص من قبل المغاربة، ومتابعة مهمة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين التدوينات المرحبة بسانشيز: «أهل مراكش والمغاربة من طنجة العالية إلى الكويرة الغالية، يرحبون بكم ويتمنون لكم عطلة جميلة ورائعة».
وتمر العلاقات المغربية - الإسبانية بأفضل أحوالها منذ أبريل (نيسان) 2022، حين اعتبرت إسبانيا في ظل حكومة سانشيز أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدّمها المغرب سنة 2007 «هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع حول الصحراء».