الدبيبة يمد نفوذه شرق ليبيا على حساب حكومة «الاستقرار»

«المسيرات» تقصف مواقع لـ«المهربين» شرق مدينة الزاوية

لقاء الدبيبة مع عميد بلدية طبرق (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة مع عميد بلدية طبرق (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يمد نفوذه شرق ليبيا على حساب حكومة «الاستقرار»

لقاء الدبيبة مع عميد بلدية طبرق (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة مع عميد بلدية طبرق (حكومة الوحدة)

سعى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، إلى توسيع نفوذه إدارياً وسياسياً إلى المنطقة الشرقية، على حساب حكومة «الاستقرار»، بينما تعرضت مواقع في مدينة الزاوية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، لقصف جوي مفاجئ.

وقالت وسائل إعلام محلية إن طيرانا «مسيراً» قصف عدة مواقع في منطقة جودائم، شرق مدينة الزاوية، من دون تحديد ماهية الأهداف، مشيرة إلى أنه «لا توجد خسائر بشرية». وفي غياب أي بيان رسمي لحكومة «الوحدة»، التي تبنت مؤخراً عدة ضربات جوية مماثلة، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القصف استهدف مواقع تابعة لمجموعة مسلحة تابعة لعملية «بركان الغضب»، يعتقد أنها تستخدم لتهريب الوقود، بينما قالت تقارير غير رسمية إن القصف استهدف ورشة لتصفيح السيارات والآليات العسكرية.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التركية إجراء فرقاطة عسكرية تركية التدريب على الصعود والهبوط والإقلاع بطائرة هليكوبتر، وإعادة الإمداد الرأسي بالطائرة قبالة سواحل ليبيا، ضمن ما وصفته بنطاق مجموعة المهام البحرية التركية .

في غضون ذلك، تستعد حكومة الدبيبة، للمرة الأولى، لعقد اجتماع لها بمدينة غدامس يوم الخميس المقبل، وذلك لبحث آخر مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية في البلاد، حيث أبلغ عميد البلدية، قاسم المانع، وسائل إعلام محلية جاهزية المدينة لاستقبال الاجتماع.

ومع ذلك، فقد تجدد التوتر الأمني في مدينة غريان (جنوب العاصمة طرابلس)، بعدما أكد شهود عيان إغلاق بعض مناطق المدينة، وإشعال النيران في الإطارات على خلفية الاشتباكات التي شهدتها مؤخرا.

من جهة ثانية، عقد الدبيبة اجتماعا مفاجئا مساء (الاثنين) في العاصمة طرابلس مع فرج أبو الخطابية، رئيس مجلس طبرق البلدي وأعضائه، لبحث سير مشروعات التنمية في البلدية، وسبل رفع أداء الإدارة المحلية. وخلال اللقاء أكد الدبيبة ضرورة تعزيز جهود وزارة الحكم المحلي والأجهزة التنفيذية لاستكمال نقل الاختصاصات للقطاعات كافة، واستيفاء تنفيذ المشاريع على مستوى الإدارة المحلية بشكل جاد، بهدف القضاء على المركزية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في مناطقهم.

ونقل الدبيبة عن عميد طبرق إشادته بجهود حكومة «الوحدة» في تفعيل الإدارة المحلية، ونقل الاختصاصات للبلديات، وانطلاق مشاريع التنمية والتطوير في مختلف المدن والمناطق الليبية على مستوى الأجهزة التنفيذية والإدارة المحلية، بعد توقف دام سنوات طويلة.

ولم يعلق مجلس النواب أو حكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حماد، على هذا الاجتماع على الرغم من أن بلدية طبرق (أقصى شرق البلاد) تقع ضمن نطاق نفوذهما الإداري. كما لم يعلق المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الذي تقع طبرق أيضا ضمن نفوذه العسكري على هذه الخطوة، التي تعكس وفق مصادر، رفضت كشف هويتها، نوعا من التفاهم غير المعلن بين الدبيبة وحفتر.

من جهة أخرى، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إنه اجتمع اليوم (الثلاثاء) في طرابلس، مع نائب رئيس اللجنة العليا للترتيبات المالية، فرحات بن قدارة، في إطار التشاور والتنظيم المستمر لعمل اللجنة.

محادثات بين المنفي والمشري (المجلس الرئاسي)

وكان المنفي قد بحث مع رئيس مجلس الدولة، خالد المشري، نتائج اللجنة المشتركة مع مجلس النواب (6 + 6) لوضع قوانين المنظمة للانتخابات المؤجلة.

وقال المنفي إنه ناقش مع المشري مساء (الاثنين) في طرابلس مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، وكيفية البناء على ما توصلت إليه لجنة (6 + 6) للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية قريباً، تكون ذات مصداقية، وتتطلب بيئة من الاستقرار وتعزيز المصالحة والتوافق بين الليبيين.

بدوره، قال المشري إنه أطلع المنفي على نتائج اللجنة، والجهود التي يبذلها مجلس الدولة للوصول إلى الاستحقاق الانتخابي، الذي يتطلع إليه الشعب الليبي في أقرب الآجال، كما أطلعه على نتائج عمل اللجنة المالية العليا لمراقبة الإنفاق العام، مبدياً ترحيبه بأي ملاحظات بشأنها.

في سياق ذلك، أطلع عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة، سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية الأفارقة على جهوده للوصول إلى تسوية سياسية بين الأطراف الرئيسيين في ليبيا، بهدف إجراء انتخابات شاملة، لافتا إلى مناقشة التأثير المحتمل للتطورات الأخيرة في البلدان المجاورة على ليبيا.

على صعيد آخر، شدد عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، في اجتماعه اليوم (الثلاثاء)، بصفة مجلسه القائد الأعلى للجيش، مع رئيس أركان القوات الموالية للدبيبة، ومسؤولين عسكريين على ضرورة تأمين الحدود، واستمرار الدعم للجهود المبذولة في هذا الإطار، وتوفير الإمكانات اللوجيستية، التي تؤهل الوحدات العسكرية للقيام بمهامها، كما أكد الاجتماع على الإسراع لتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود الجنوبية للبلاد.

اجتماع اللافى نائب المنفي مع مسؤولين عسكريين بطرابلس (المجلس الرئاسي)

ووفق بيان للمجلس الرئاسي، فقد ناقش الاجتماع الخطوات المتخذة لتأمين الحدود، في ظل الأحداث التي يشهدها السودان والنيجر.



«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
TT

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)
المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، السبت، الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، في ردٍّ ضمني على اتهامات لها بإعادة فرز أصوات الانتخابات مجدداً في مدينة مصراتة (غرب)، وتأخير إعلان نتائجها الرسمية.

وحددت «المفوضية» في بيان مقتضب، غداً، موعداً لإعلان النتائج الأولية لهذه الانتخابات، عبر مؤتمر صحافي بمركزها الإعلامي في العاصمة طرابلس.

بلغت نسبة المشاركين في الانتخابات البلدية 74 % وجرت في 58 بلدية (أ.ف.ب)

وكان رئيس المفوضية، عماد السائح، قد أعلن في بيان، مساء الجمعة، أن الأحد سيكون موعد نشر نتائج المرحلة الأولى لانتخابات المجالس البلدية. وجاء هذا التأكيد بعد ساعات من إعلان عدد من ناخبي مصراتة، مساء الجمعة، أنهم فوجئوا بوقف عملية فرز الأصوات للانتخابات البلدية، وطالبوا مفوضية الانتخابات، في وقفة أمام مقرها في مصراته، بتسلم صناديق الاقتراع، وفرزها بدقة وشفافية وإعلان النتائج، التي أكدوا «قبول نتائجها عندما تكون نزيهة وواضحة». مطالبين المجتمع الدولي، ممثلاً في البعثة الأممية والبعثات الدبلوماسية الأخرى، بـ«حماية العملية الديمقراطية» مما وصفوه بـ«التدليس والتزوير».

وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات البلدية 74 في المائة، وجرت في 58 بلدية، عبر 352 مركز اقتراع في 77 محطة انتخابية، من بينها 419 محطة للرجال، و358 محطة للنساء.

مفوضية الانتخابات خصصت 352 مركز اقتراع في 77 محطة انتخابية (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة «الوحدة المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، خلال حضوره مساء الجمعة، فعاليات «ملتقى شباب ليبيا الجامع» بمدينة مصراتة، الأهمية البالغة لدور الشباب في تحقيق التنمية، وبناء ليبيا الحديثة، وشدد على التزام حكومته بدعمهم في كل المناطق، واصفاً إياهم بالركيزة الأساسية لمستقبل مشرق، وموضحاً أن الحكومة تعمل على تنفيذ مبادرات لتعزيز قدراتهم، وتمكينهم من المشاركة بفاعلية في مختلف القطاعات.

الدبيبة خلال مشاركته في مؤتمر شبابي بمصراتة (حكومة الوحدة)

وقال الدبيبة إن هذا الدعم «تجسّد عبر خطوات، مثل تشكيل مجالس شبابية في البلديات، وإنشاء برلمان للشباب لإشراكهم في صنع القرار، وتطوير السياسات التي تخدم مصالحهم». داعياً الشباب إلى استثمار هذه اللقاءات لتطوير مهاراتهم وأفكارهم، وتعزيز الوحدة الوطنية، والإسهام في بناء دولة قوية ومستقرة.

إلى ذلك، قالت حكومة «الوحدة» إن وزيرها المكلف بالنفط والغاز، خليفة عبد الصادق، استعرض خلال حضوره فعاليات «منتدى إسطنبول الأول للطاقة»، الذي عرف بمشاركة دولية واسعة، رؤية ليبيا لتعزيز الشراكات الدولية في قطاع الطاقة، خصوصاً في مجالي النفط والغاز، وأهمية التعاون الإقليمي لتحقيق الاستدامة وتأمين مصادر الطاقة.

من جهة أخرى، أعلنت مديرية أمن طرابلس، مساء الجمعة، أن قسمها لشؤون المراكز فعَّل دور الشرطة النسائية لدعم رجال الأمن في التوقيفات الليلية بالعاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن مهامها تتمثل في تحرير المخالفات المرورية، وضبط الشارع العام، مع التركيز على التعامل مع العنصر النسائي، في إطار ما وصفته بـ«تعزيز الوجود الأمني، وضمان خدمة المجتمع بكفاءة».

تفعيل الشرطة النسائية في العاصمة طرابلس (وزارة الداخلية بـ«الوحدة»)

إلى ذلك، أكد شهود عيان استمرار التوتر الأمني في مدينة الزاوية، التي تقع على بُعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، وسماع أصوات رماية بالأسلحة، تزامناً مع استمرار إغلاق الطريق الساحلي عند بوابة الصمود، وذلك على خلفية مقتل اثنين من الوافدين الأفارقة بالمدينة، التي تشهد تحشيدات لميليشيات مسلحة، بعد اغتيال أحد عناصرها على يد مسلحين مجهولين.

وانتقدت وسائل إعلام محلية استمرار صمت حكومة «الوحدة» لليوم الثالث على التوالي على انفلات الوضع الأمني في المدينة، وإغلاق الطريق الساحلي بسواتر ترابية، وإشعال الإطارات في بعض التقاطعات.

جلسة مساءلة وزير خارجية «الاستقرار» (مجلس النواب)

في سياق آخر، أعلن مجلس النواب الليبي أن رئيس لجنته للشؤون الخارجية، يوسف العقوري، عقد السبت، ما سمَّاه جلسة مساءلة لوزير الخارجية المفوض بحكومة «الاستقرار»، عبد الهادي الحويج، بشأن واقعة انتحال شخص صفة المستشار الخاص لرئيس غينيا بيساو، ولقائه شخصيات رفيعة المستوى خلال زيارته شرق البلاد.

ووفقاً لبيان الناطق باسم المجلس، عبد الله بليحق، فقد ادّعى الحويج أن وزارته تتعرض لهجمة إعلامية من «جهات مشبوهة»، لم يحددها، في حين عدّ العقوري مساءلة الحويج «احتراماً لقيم الديمقراطية، ودور المجلس بصفته سلطة منتخبة، تُمثل الشعب الليبي»، كما أكد «مواصلة المساءلة، وحرصه على متابعة جلساتها، نظراً لأثرها على الأمن القومي، وسيادة الدولة وصورة ليبيا بالخارج».