ماذا يعني تراجع معدلات الإنجاب في مصر؟

مسؤول حكومي أكد تسجيل انخفاض بنحو نصف مليون مولود

 جانب من حملة مائة يوم صحة بالمحافظات المصرية... (وزارة الصحة المصرية)
جانب من حملة مائة يوم صحة بالمحافظات المصرية... (وزارة الصحة المصرية)
TT

ماذا يعني تراجع معدلات الإنجاب في مصر؟

 جانب من حملة مائة يوم صحة بالمحافظات المصرية... (وزارة الصحة المصرية)
جانب من حملة مائة يوم صحة بالمحافظات المصرية... (وزارة الصحة المصرية)

سجلت إفادات رسمية في مصر «تراجعا في معدلات الإنجاب خلال عام 2022 بنحو يزيد على نصف مليون مولود». وجاء هذا وسط تطلعات حكومية لـ«إحراز المزيد في ملف الزيادة السكانية»، وتساؤلات حول ماذا يعني تراجع معدلات الإنجاب في البلاد؟

وقال مستشار وزير الصحة المصري للسكان وتنمية الأسرة، عمرو حسن، إن «عام 2014 شهد إنجاب 2.7 مليون مولود، مقارنة بـ2.183 مليون مولود في أواخر عام 2022»، وعدّ ذلك مؤشراً على وجود «تحسن في مساعي الحد من الزيادة السكانية». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يزال أمامنا كثير وكثير من العمل حتى نصل إلى معدلات أفضل».

هبة النيل التي لا تنام (أ.ف.ب)

وكان المسؤول الحكومي قد ذكر في لقاء تلفزيوني، مساء الثلاثاء، أن نتائج المسح السكاني في مصر «أظهرت تحسناً في كل المؤشرات، وفي مقدمتها معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة». وشدد على ضرورة «محاربة المفاهيم المغلوطة الخاصة بكثرة إنجاب الأطفال». وقال إن «الطفل الثاني مُعرض للوفاة بمعدل سبعة أضعاف، إذا كانت فترة المباعدة بين الطفلين الأول والثاني أقل من عامين، بينما المباعدة بين الطفلين لفترة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، تحافظ على صحة الوالدة وجنينها».

وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت دول العالم، وارتفاع معدلات التضخم في مصر، يعزو بعض الخبراء في علم الاجتماع، التراجع في معدلات الإنجاب، إلى أسباب أخرى، إلى جانب حملات التوعية.

وقال أستاذ علم الاجتماع سعيد صادق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك عوامل عدّة تقف خلف تراجع معدلات الزيادة السكانية». وأشار إلى «نظرية التحول الديموغرافي»، التي تتحدث عن ثلاث مراحل تمر بها المجتمعات في نموها السكاني: «الأولى؛ حيث معدلات وفيات وإنجاب مرتفعة، والثانية، معدلات وفيات منخفضة ومعدلات إنجاب مرتفعة، والثالثة، تنخفض معدلات الوفيات والمواليد معاً».

أطفال في بيت للقراءة في الشرقية (رويترز)

وقال صادق إن «مصر تتجه نحو المرحلة الثالثة من نظرية التحول الديموغرافي لأسباب مرتبطة بوعي المواطنين، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية، وما تشمله من تراجع في معدلات الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وكذلك ارتفاع معدلات التضخم، وزيادة أسعار السلع الغذائية، ما يدفع الأسر لإعادة النظر في مسألة الإنجاب».

ووفق أحدث بيانات لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» في مصر، الاثنين الماضي، فقد «سجل معدل التضخم أعلى مستوى له في يونيو (حزيران) الماضي؛ حيث قفز المعدل السنوي العام في المدن المصرية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في يونيو إلى 35.7 في المائة، مقارنة بـ32.7 في المائة في مايو (أيار) الماضي».

وبحسب تقرير سابق من الجهاز المركزي، فقد «ارتفعت نسبة الطلاق في مصر بنسبة 14.7 في المائة خلال عام واحد؛ حيث تجاوزت 250 ألف حالة على مستوى ربوع البلاد في عام 2021 مقارنة بأكثر من 220 ألف حالة طلاق في عام 2020».

صورة عامة للعاصمة القاهرة ليلاً (أرشيفية - رويترز)

وهنا يقول صادق إن «المصريين بدأوا يشعرون بخطورة الإنجاب دون حساب، كما كان للحملات الإعلامية دور في توعية المواطنين»؛ لكنه يرى أن «الدور الأكبر، هو للعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أقنعت شرائح عديدة من المصريين بإعادة النظر في قرار الإنجاب».



أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.