السودان: والي شمال دارفور يعلن الاتفاق على وقف القتال في الولاية

لاجئون سودانيون من دارفور عند الحدود التشادية (رويترز)
لاجئون سودانيون من دارفور عند الحدود التشادية (رويترز)
TT

السودان: والي شمال دارفور يعلن الاتفاق على وقف القتال في الولاية

لاجئون سودانيون من دارفور عند الحدود التشادية (رويترز)
لاجئون سودانيون من دارفور عند الحدود التشادية (رويترز)

أعلن والي شمال دارفور بالسودان نمر محمد عبد الرحمن، اليوم (الخميس)، الاتفاق على وقف القتال في الولاية.

وقال عبد الرحمن في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى نشرها على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نحن في حكومة ولاية شمال دارفور وبمبادرات طيبة من أطراف عدة جلسنا معاً بصفتنا أبناء للولاية وحكومة وإدارة أهلية وأعيان مجتمعية وطرفي القتال والشرطة والأمن والشباب ومنظمات المجتمع المدني وكانت النتيجة أننا اتفقنا على وقف القتال بالولاية».

وأضاف: «الوطن ينزف نتيجة لهذه الحرب العبثية، وهذا النزيف ربما يستمر ويؤدي إلى مزيد من القتل والتشريد ما لم نتحرك وبسرعة لننقذ الشعب السوداني والوطن».

وعبَّر عبد الرحمن عن أمله في أن يحذو الإقليم وباقي مدن السودان حذو ولاية شمال دارفور بالمحافظة على السلم الاجتماعي في وقت الحرب.

واندلع القتال بشكل مفاجئ بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منتصف أبريل (نيسان) الماضي، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.


مقالات ذات صلة

تقديرات بوفاة 990 سودانياً جوعاً ومرضاً في دارفور

شمال افريقيا سودانيون نازحون يصلون يوم الأحد مدينة القضارف شرق البلاد هرباً من ولاية سنار جنوباً (أ.ف.ب)

تقديرات بوفاة 990 سودانياً جوعاً ومرضاً في دارفور

تجددت موجات النزوح في إقليم دارفور؛ إذ فر أكثر من 50 ألف شخص من المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة الفاشر سيراً على الأقدام.

وجدان طلحة (بورتسودان (السودان))
شمال افريقيا طفل سوداني نازح من دارفور يتلقى العلاج في مستشفى للاجئين شرق تشاد (إ.ب.أ)

«أطباء السودان»: أكثر من 40 ألف قتيل بالحرب

قدّر المتحدث باسم نقابة الأطباء في السودان أن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا سيدة في مخيم «زمزم» للنازحين في إقليم دارفور تحمل طفلاً (رويترز)

مقابر دارفور تتضاعف... والموت يتربص بالجوعى

أظهر تحليل لصور الأقمار الاصطناعية أن مقابر في دارفور بالسودان توسعت وتضاعفت مساحتها بمعدلات مختلفة بينما حذرت تقارير من ارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع.

«الشرق الأوسط» (دارفور)
شمال افريقيا صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على «الفولة» عاصمة غرب كردفان

قالت قوات «الدعم السريع»، الخميس، إنها سيطرت بالكامل على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان ذات الأهمية الحيوية التي تضم حقلاً نفطياً كبيراً.

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شؤون إقليمية صورة تظهر امرأة وطفلاً في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر في شمال دارفور بالسودان... يناير 2024 (رويترز)

«أطباء بلا حدود»: السودان يشهد «إحدى أسوأ أزمات العالم» في العقود الأخيرة

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن السودان يشهد «إحدى أسوأ أزمات العالم» في العقود الأخيرة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)

«تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات يزعج الليبيين

جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
TT

«تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات يزعج الليبيين

جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)

سلطت استقالة مدير «المركز الوطني» للامتحانات في ليبيا، أحمد مسعود، اعتراضاً على «تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات، الضوء على هذه الظاهرة التي أحدثت صدمة وانزعاجاً لدى كثيرين من أولياء الأمور والتربويين معاً.

وجاءت الاتهامات الأولية لتُحمّل المسؤولية لوزارة التربية والتعليم، بينما يرى بعض المتابعين للعملية التعليمية أن ظاهرة «الغش» في ليبيا انتشرت بعد أحداث «ثورة» 17 فبراير (شباط) عام 2011.

من امتحان في مرحلة التعليم الثانوي (وزارة التربية والتعليم)

وخلال السنوات الماضية، كانت وزارة التربية والتعليم تعلن عن ضبط حالات «غش» في امتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية، لكن هذا العام، بدا أن الظاهرة «استفحلت» وفق هؤلاء المتابعين، ودفعت مسعود للتقدم باستقالته لوزير التعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة موسى المقريف، على «الهواء مباشرة» ليجري في عقبها توقيفه 3 أيام.

ومع تصاعد الأحاديث عن الظاهرة، قال النائب العام المستشار الصديق الصور، إنه وجّه ببحث الوقائع التي أوردها مدير «المركز الوطني» للامتحانات؛ وانتهت سلطة التحقيق إلى إخلاء سبيله.

وأضاف مكتب النائب العام أن «المحقق فحص الشواهد التي ساقها مسؤول المركز للدلالة على ظاهرة الغش بامتحانات الإعدادية؛ فأسفر البحث عن تحديد 18 لجنة مراقبة «شهدت نشاطاً أثَّر على شؤون الامتحانات ونظمها»، لافتاً إلى النيابة العامة انتهت إلى تحريك دعوى جنائية بمواجهة مسؤولي تلك اللجان.

امتحان (وزارة التربية والتعليم)

ووسط تبادل الاتهامات عن أسباب استفحال عملية «الغش»، نوّه المحلل السياسي هيثم أحمد الورفلي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الظاهرة المنتشرة في أغلب البلدان العربية لم تلاحظ في كل لجان الامتحانات في ليبيا».

والورفلي ممن يرون أن هذه الظاهرة «انتشرت في ليبيا بعد (أحداث) 17 فبراير عام 2011، ويرجع ذلك «للظروف التي مرت بها ليبيا على مراحل متفاوتة»، غير أنه يتحدث عن وجود ما سماه «التراخي» لدى الوزارة «حتى يتمكن الطلاب من النجاح؛ نظراً لما كانوا يعانونه من نزوح وانقطاع الكهرباء، بجانب ظروف اجتماعية أخرى».

ومع انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية في 23 يونيو (تموز) الماضي، حذر المقريف، الطلاب من «الغش»، وقال إنه «لن يتسامح مع أي حالة تتورط في ذلك، سواء كان السبب فيها طالباً أو معلماً»... ويؤدي الامتحان هذا العام 115 ألفاً و110 طلاب.

وقال الورفلي إنه في السنوات الثلاث الماضي «تحسنت الأوضاع من ناحية الدراسة وغيرها، وجرى التشديد على الطلبة، وبدا هناك تصحيح للمسار في نظام التعليم».

ولم يتوقف «الغش» في الامتحانات على الشهادة الإعدادية، فقد أعلن رئيس اللجنة العليا لامتحانات الشهادة الثانوية محمد فاضل، الأحد الماضي، إلغاء امتحانات 275 طالباً بالشهادة الثانوية لتورطهم في استخدام هواتفهم المحمولة في أعمال «غش»، بالإضافة إلى إعفاء 24 مشرفاً، منوهاً بأن وقائع عمليات «الغش» شهدتها مدارس في مدن عدة من بينها بنغازي وطبرق، وبني وليد والكفرة ومصراتة وزلتين وجنزور وقصير غشير وغريان والزنتان.

وكان النائب العام قد أعلن دعمه الجهود المبذولة من أجل القضاء على ظاهرة الغش في امتحانات إتمام شهادة الثانوية العامة، موجهاً بعدم التهاون مع كل من يقوم أو يساعد على الغش بجميع أشكاله من الطلبة، أو من المكلفين بالإشراف على الامتحانات.

مدير «المركز الوطني» للامتحانات في ليبيا المستقيل (وزارة التربية والتعليم)

ومسعود الذي صدم الجميع في ليبيا، وقال خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الأربعاء الماضي، لإعلان نتيجة الشهادة الإعدادية: «للأسف، الغش في ليبيا برعاية المعلمين والمعلمات ومشرفي اللجان»؛ لافتاً إلى أن بعض المناطق بلغت نسبة النجاح فيها 95 و99 في المائة. وبعد أن وصف هذه النتيجة بأنها «مستحيلة» تقدم باستقالته من منصبه، لكنه اختفى بعد ساعات، وقال مقربون منه إن الأمن الداخلي اعتقله.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» اعتماد نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح عامة بلغت 60.38 في المائة، لكن سرعان ما انتشرت في البلاد حالة من السخط والانزعاج مما سموه «بلوغ الغش في بعض المناطق مستويات غير مسبوقة».

ويرى الباحث الليبي في مجال حقوق الإنسان محمود الطوير أن «الغش» في الامتحانات الليبية أصبح «ظاهرة سلبية متطورة، لكونها مدعومة بالطرق الحديثة من الخداع والاحتيال؛ الأمر الذي يعد آفة تضرّ بالمجتمع وتشوّه قيَمه، ما يؤدي لسلب الحقوق، ويشجع على انتشار الفساد».

ويحذر الطوير في حديثه إلى «الشرق الأوسط» من أن «ظاهرة الغش التي طغت هذه الأيام تنذر بسقوط كبير في أخلاق وسلوك الأفراد، ودمار وانهيار لمقومات المجتمع»، لافتاً إلى أن «الأمر استفحل ووصل إلى التفنن في ابتكار الطرق الحديثة التي لم تكن تخطر من قبل، على بال أحد».

طالبات مرحلة التعليم الثانوي في امتحان مادة الأحياء (وزارة التربية والتعليم)

وسعت الوزارة مبكراً إلى تحذير الطلاب من الإقدام على تصوير ورقة أسئلة الامتحانات، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما شددت على منع دخول اللجان بالهواتف المحمولة أو آلات التسجيل أو أي أجهزة إلكترونية.

وجاء في صفحة منسوبة لأولياء أمور طلاب مدارس «النجم الساطع»، بعد استقالة وتوقيف مدير «المركز الوطني» للامتحانات، أن «أغلب لجان امتحانات الثانوية العامة بمختلف مدن ليبيا، يتفشى فيها الغش بشكل ملحوظ بعد السماح للطلاب بدخول الامتحان بالهواتف».

وأشاد كثيرون في ليبيا باستقالة مدير «المركز الوطني» للامتحانات، وقال المفتش التربوي أونيس يزيد: «الاستقالة تعدّ قراراً شجاعاً» منه، لكن مسعود أخطأ عندما «عمم التهمة على جميع المعلمين والمعلمات ومديري المدارس».

وألقى أونيس في تصريح صحافي باللائمة على مديري مكاتب الامتحانات في المناطق، وقال: «إن الغش يبدأ من عندهم، باختيارهم من يتساهل مع الطلاب واستبعاد الأوفياء للمهنة، وذلك بقصد رفع نسبة النجاح الذي يتبعه تباهٍ وتفاخر على صفحات السوشيال ميديا للمدارس والمراقبات بالمناطق المختلفة».