سكان الخرطوم يلجأون إلى المساجد للحصول على الطعام

الحرب أفقدت أعداداً لا بأس بها مصادر رزقهم وأملاكهم

سودانيون يعدون الطعام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
سودانيون يعدون الطعام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
TT

سكان الخرطوم يلجأون إلى المساجد للحصول على الطعام

سودانيون يعدون الطعام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)
سودانيون يعدون الطعام في أحد أحياء الخرطوم (أ.ب)

مسجد الشيخ سرحان في منطقة الجريف شرق الخرطوم، التي يفصلها عن وسط العاصمة جسر المنشية، أصبح مقصداً لمواطني المنطقة لتناول الطعام الذي عجزوا عن توفير المال لإعداده. وبعض المواطنين يحملون وعاءً لأخذ الطعام إلى منازلهم، رغم آلام الحرب وأوجاعها التي أوصلتهم إلى هذه المرحلة. لكنهم ما زالوا أحياءً فوق الأرض، ولا تفارق الابتسامة وجوههم، لأنهم وسط أهلهم، واستندوا إليهم بعد أن عجزت الدولة عن صرف رواتبهم أكثر من شهرين، وتوقف التطبيقات البنكية، ووجد موظفون وعمال أنفسهم عاطلين عن العمل؛ فقد أفقدت الحرب الكثيرين مصادر رزقهم وأملاكهم.

ويعد مسجد الشيخ سرحان ضمن 5 مساجد يجري فيها إعداد الطعام بالوجبات الشعبية التي يحبها أغلب السودانيين، مثل الأرز والبليلة، ويعمل بعض الشباب في إعداد الطعام الذي يكفي لمئات المواطنين. وبعض الأسر اختارت طريقاً آخر لمساعدة المحتاجين، وتقوم بتجهيز الطعام في الشوارع، ويجري توزيعها على المواطنين. هذه الأفكار وغيرها وجدت قبولاً لدى كثير من السودانيين، وقرر مواطنون تطبيقها في ولايات أخرى شملتها الحرب. مواطنون يأتون من مناطق مجاورة لمنطقة الجريف (شرق) لتناول الطعام في مسجد الشيخ سرحان، وهذا الأمر جعل الخيرين الذين يقومون بتوفير المال للوجبات والمواد التموينية يتجهون إلى زيادة كمية الطعام.

 

مواطنون سودانيون ينتظرون الطعام في الخرطوم وسط النزاع (أ.ب)

فكرة المبادرة

بعض الخيرين الذين أسهموا في إعداد هذا الطعام قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن المبادرة جاءت من أحد الشباب وطرحها على اثنين من الخيرين ووافقا مباشرة، وبعد يومين ارتفع عدد المشاركين، لافتين إلى رغبة أبناء المنطقة الذين يعيشون خارج السودان في المساهمة عبر تحويل مبالغ مالية لتوسيع الوجبات أو توظيف المال لمشاريع أخرى تعود بالفائدة على أهلهم.

وقالوا: «نذهب إلى المسجد لتناول الطعام مع الفقراء في طبق واحد ليعلموا أن الحرب ساوت بين الغني والفقير مثلما يتساوى بنو آدم عند ولادتهم وعند مماتهم»، مشيرين إلى أن الباب مفتوح إلى كل من أراد المساهمة في هذا العمل الإنساني. وأضافوا أن «أصعب الأشياء أن يتعايش الإنسان مع فكرة الموت جوعاً، يحدث ذلك في بعض المناطق التي تحيط بها الحرب إحاطة الأسورة بالمعصم، ويصبح الحصول على قطعة خبز حلم يصعب تحقيقه، ولا أمل يلوح في الأفق».

ويتساءل مواطنون في المنطقة عن ذنب الأطفال الذين يبكون ويتنهدون من أجل قطعة خبز لا تثمن ولا تغني من جوع في بلد عرف إلى وقت قريب بأنه سلة غذاء العالم. ولماذا يحرم كبار السن مرتين... مرة في الحصول على الغذاء والثانية في الدواء؟ وقالوا لـ«الشرق الأوسط»: «لا نحتاج للحديث عن أهمية الأمن التي يعرفها الجميع».

سودان مصغر

بعض المناطق التي شملتها الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، مات فيها مواطنون جوعاً بعد أن استطالت الحرب، ودخلت شهرها الثالث، في وقت يقول فيه قائدا طرفي الحرب أمام عدسات الكاميرات إنهما متمسكان بإيقافها، لكن ممارساتهما على أرض المعركة تقول غير ذلك. ونقلت تقارير إعلامية أن الحرب التي بدأت في 15 أبريل (نيسان) تسببت في وفاة شقيقتين داخل منزلهما جوعاً.

منطقة الجريف (شرق) أصبحت عبارة عن سودان مصغر، تضم مواطنين من كل ولايات السودان، يعملون في مجالات مختلفة، ولكن بعد أن توقف عملهم فقدوا مصدر الرزق، وأصبحوا يعتمدون على تناول الطعام في المساجد. ويذكر أن مسجد الشيخ سرحان من المساجد العتيقة في المنطقة، الذي تقام فيه حلقات للعلوم الدينية، وبه خلوة لتعليم الأطفال في فترة عطلاتهم الصيفية من مدارسهم النظامية.


مقالات ذات صلة

السودان: احتدام المعارك حول مدينة بابنوسة الاستراتيجية

شمال افريقيا جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)

السودان: احتدام المعارك حول مدينة بابنوسة الاستراتيجية

دارت معارك عنيفة، الأحد، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، وسط أنباء عن توغل كبير لـ«قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)

وزيرا خارجية مصر وروسيا يبحثان الوضع في غزة والسودان ونووي إيران

قالت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الوضع في غزة والسودان والملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة - موسكو)
شمال افريقيا سودانيات يصطففن لتلقي المساعدات في مخيم العفاد للنازحين في بلدة الدبة شمال السودان (أ.ف.ب) play-circle

«أطباء السودان»: توثيق 32 حالة اغتصاب خلال أسبوع لفتيات نزحن من الفاشر

قالت «شبكة أطباء السودان» اليوم الأحد إن فريقها وثق، استناداً إلى معلومات طبية وميدانية، وقوع 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات وصلن من الفاشر إلى طويلة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون سودانيون فروا من الفاشر بعد سقوط المدينة في قبضة «قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

مبعوث ترمب لشؤون أفريقيا: الحرب في السودان «أكبر أزمة إنسانية في العالم»

وصف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون أفريقيا مسعد بولس، الحرب في السودان بأنها «أكبر أزمة إنسانية في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
خاص وسط العاصمة الخرطوم عاد إلى الحياة فيما تبحث السلطات سبل إصلاح المرافق الاستراتيجية (الشرق الأوسط) play-circle 01:30

خاص «الشرق الأوسط» من داخل الخرطوم...سودانيون يُعيدون للحياة نبضها وحيويتها

رغم الخسائر والخراب والسماء المُلبدة بغيوم المسيرات الانتحارية، وتفشي الأوبئة والأمراض ونقص الخدمات ترصد «الشرق الأوسط» عودة الآلاف من النازحين إلى الخرطوم

بهرام عبد المنعم (الخرطوم)

رئيس الجزائر يأمر بفتح تحقيق لكشف أسباب اندلاع حرائق كبيرة مؤخراً

عناصر الحماية المدنية الجزائرية خلال مكافحة حريق في منطقة تيبازة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة (الحماية المدنية الجزائرية عبر «فيسبوك»)
عناصر الحماية المدنية الجزائرية خلال مكافحة حريق في منطقة تيبازة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة (الحماية المدنية الجزائرية عبر «فيسبوك»)
TT

رئيس الجزائر يأمر بفتح تحقيق لكشف أسباب اندلاع حرائق كبيرة مؤخراً

عناصر الحماية المدنية الجزائرية خلال مكافحة حريق في منطقة تيبازة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة (الحماية المدنية الجزائرية عبر «فيسبوك»)
عناصر الحماية المدنية الجزائرية خلال مكافحة حريق في منطقة تيبازة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة (الحماية المدنية الجزائرية عبر «فيسبوك»)

أمر رئيس الجزائر عبد المجيد تبّون، الأحد، بفتح تحقيق بعد حرائق كبيرة شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة، اعتبرت غير اعتيادية لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) واستدعت إجلاء عشرات العائلات، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.

ويرمي التحقيق خصوصاً إلى تحديد الأسباب التي أدت إلى «الحرائق التي عرفها العديد من ولايات الوطن في توقيت واحد»، وفق التلفزيون.

وكانت وسائل إعلام محلية استغربت اندلاع حرائق في شهر نوفمبر وأفادت بتوقيف أربعة مشتبه بهم، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ووفق جهاز الحماية المدنية، تم إخماد الغالبية العظمى من الحرائق التي اندلعت في الأيام الأخيرة وعددها 55 حريقاً.

رئيس الجزائر عبد المجيد تبّون خلال اجتماع لمجلس الوزراء (الرئاسة الجزائرية عبر «فيسبوك»)

وتمت تعبئة نحو 300 من رجال الإطفاء بالإضافة إلى عدد كبير من المعدات، بينها طائرتان لإطفاء الحرائق بسعة 12 ألف لتر لكل منهما، وفق الجهاز.

واقتربت الحرائق من عدة قرى في منطقة تيبازة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب العاصمة، ما استدعى إيواء العديد من السكان في مدارس ومراكز شبابية، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وشهد شمال الجزائر في الأيام الأخيرة درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية، تكاد تكون بمستوى تلك التي تسجل خلال الصيف.

واتسعت رقعة الحرائق بفعل الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 60 كيلومتراً في الساعة. ووفق الحماية المدنية تم إخماد 50 من الحرائق بالكامل، كما تمت السيطرة على خمس بؤر ما زالت تحت المراقبة. وأتت الحرائق على مساحات كبيرة من الغابات والأراضي المشجرة في نحو عشر ولايات في شمال البلاد.

وتكثر في فصل الصيف الحرائق في شمال الجزائر حيث تتركز الغابات الكبرى، لكن اندلاعها في فصل الخريف ليس اعتيادياً.


السودان: احتدام المعارك حول مدينة بابنوسة الاستراتيجية

جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
TT

السودان: احتدام المعارك حول مدينة بابنوسة الاستراتيجية

جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)
جانب من الدمار الذي ألحقته في وقت سابق مسيَّرات «الدعم السريع» بمدينة الأُبيّض في إقليم كردفان (متداولة على وسائط التواصل الاجتماعي)

دارت معارك عنيفة، الأحد، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان (جنوب غربي البلاد)، وسط أنباء عن توغل كبير لـ«قوات الدعم السريع» وتطويق مقر «اللواء 89» أكبر فرق الحامية العسكرية للجيش في المدينة.

وأفادت مصادر بأن «الدعم السريع» تضيق الخناق أيضاً على قيادة «الفرقة 22 مشاة»، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وتداولت حسابات وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي موالية لــ«قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو تُظهر جنوداً يزعمون أنهم توغلوا إلى داخل أسوار القاعدة العسكرية للجيش في المدينة.

وتُعد بابنوسة، التي تبعد نحو 697 كيلومتراً عن العاصمة الخرطوم، من المدن المهمة في إقليم كردفان، وهي ملتقى محطات التقاطع الرئيسية لخطوط السكك الحديدية في السودان؛ إذ تربط غرب البلاد بشرقه وشماله.

تصدي الجيش

أفراد من الجيش السوداني يسيرون بجوار مركبات عسكرية مدمرة في العاصمة السودانية الخرطوم (رويترز - أرشيفية)

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم السريع» شنت، صباح الأحد، هجوماً هو الأعنف على المنطقة العسكرية، وسط تحليق مكثف لمسيَّرات تابعة للجيش للتصدي للهجوم الواسع من عدة جهات. وذكرت مصادر إعلامية محسوبة على الجيش أن قواته في الفرقة «22 مشاة» صدت هجوماً كبيراً لـ«قوات الدعم السريع» على المدينة.

ودار قتال عنيف بين الطرفين في محيط معسكر الجيش، حيث سُمعت أصوات الأسلحة الثقيلة من مناطق بعيدة. ونقلت المصادر نفسها أن الجيش قصف بالمسيَّرات تجمعات «قوات الدعم السريع» التي تحيط بمدينة بابنوسة.

وكانت حامية الجيش في المدينة قد صمدت، على مدار الأشهر الماضية، أمام العشرات من الهجمات التي شنتها «قوات الدعم السريع» بالقصف المدفعي ومحاولات التسلل المستمرة.

ومن جهة ثانية، أفادت مصادر بأن الجيش سحب قواته من منطقتي «كازقيل» و«أم دم حاج حمد» في كردفان، بعد ساعات من السيطرة عليهما، يوم السبت.

وتصاعدت وتيرة المواجهات في إقليم كردفان لليوم الثاني على التوالي، بينما أكدت مصادر محلية أن الطرفين حشدا قوات كبيرة من المقاتلين والعتاد من أجل تحقيق نصر ميداني في هذا الإقليم المهم.

بدورها، قالت «قوات درع السودان» التي تقاتل بجانب الجيش، إنها تتقدم في جميع محاور العمليات العسكرية. وأضافت في بيان على منصة «فيسبوك» أنها تعمل وفق خطط محكمة وبتنسيق كامل مع وحدات الجيش، وتفرض واقعاً جديداً في الميدان يؤكد قدرتها على الحسم واستعادة السيطرة.

منظمة إرهابية

قوات تابعة لـ«الدعم السريع» في مدينة الفاشر بإقليم دارفور (أ.ف.ب)

ومن جهة ثانية، أدان البيان الختامي المشترك لقمة رؤساء دول «البحيرات العظمى»، يوم الأحد، الفظائع المروعة التي ارتكبتها «قوات الدعم السريع» بحق المدنيين في مدينة الفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور، وفق بيان مجلس السيادة.

وشهدت القّمة، التي عُقدت في العاصمة الكونغولية كينشاسا على مدار يومين، نقاشات حول قضايا الأمن والدفاع ووضع ضوابط لحماية المعادن النفيسة داخل منظومة دول البحيرات.

وترأس وفد السودان عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش، إبراهيم جابر، ورافقه عدد من المسؤولين الحكوميين وقادة الأجهزة الأمنية. ورحب جابر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها القمة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في السودان.

بدوره، قال وكيل وزارة الخارجية، معاوية عثمان خالد، في بيان صحافي، إن القمة التاسعة لرؤساء دول البحيرات، أجازت التوصيات المقدمة من المجلس الوزاري ووزراء الدفاع والأجهزة الأمنية بتصنيف «قوات الدعم السريع» منظمة إرهابية.

وأضاف أن القمة شددت على ضمان عدم استغلال تعدين الذهب لصالح «قوات الدعم السريع» في الصراع الدائر بالبلاد.

وتضم منطقة البحيرات العظمى، دول (كينيا، أوغندا، بوروندي، الكونغو، مالاوي، موزمبيق، رواندا، تنزانيا، جنوب السودان، والسودان).

المساعدات الإنسانية

سودانيات يصطففن لتلقي المساعدات في مخيم العفاد للنازحين في بلدة الدبة شمال السودان (أ.ف.ب)

ومن جهة ثانية، وصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى «مخيم سلك» في منطقة كورما بولاية شمال دارفور، للوقوف على الوضع الإنساني على الأرض.

ومن المقرر أن تشمل جولته في الإقليم زيارة إلى مدينة الفاشر، وهو أول مسؤول أممي رفيع المستوى، يزور المنطقة عقب سقوطها في يد «قوات الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال وزير الهيئة الوطنية للوصول الإنساني في «حكومة تأسيس»، عز الدين الصافي، في تصريحات صحافية، إن المسؤول الأممي تعهد بوصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت. وأضاف: «آن الأوان أن يلتفت العالم وأن يتذكر معاناة الشعب السوداني جراء الحرب الدائرة في دارفور».

وكانت وكالات تابعة للأمم المتحدة قد أجرت مسوحات ميدانية في المناطق المتأثرة بدارفور لتقييم حجم الاحتياجات الإنسانية للنازحين من مناطق القتال في الفاشر وما حولها.

وفي قت سابق، أعلنت «الحكومة الموازية» في السودان، الموالية لـ«قوات الدعم السريع» التزامها بالعمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتلبية الاحتياجات العاجلة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة من الصراع.


أشكال جديدة في دعاية انتخابات «النواب» المصري تُثير الاهتمام

مرشح آخر بالدقهلية بالزي الفرعوني (لقطة من تسجيل مصور)
مرشح آخر بالدقهلية بالزي الفرعوني (لقطة من تسجيل مصور)
TT

أشكال جديدة في دعاية انتخابات «النواب» المصري تُثير الاهتمام

مرشح آخر بالدقهلية بالزي الفرعوني (لقطة من تسجيل مصور)
مرشح آخر بالدقهلية بالزي الفرعوني (لقطة من تسجيل مصور)

في أحد شوارع حي شبرا الشعبي شمال القاهرة، تتنقل مونيكا مجدي، المرشحة الشابة في انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، بدرّاجتها الهوائية بين الأرصفة المزدحمة، حاملةً منشورات صغيرة، ومرسلة تحياتها بابتسامة دافئة للسكان، في حين دخل مرشح آخر إلى قريته على حصان شاهراً سيفه، وثالث ارتدى زياً فرعونياً.

وقبل أيام قليلة من انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات، خطفت هذه الأشكال غير التقليدية أنظار متابعين في مصر.

وقالت المرشحة مونيكا لـ«الشرق الأوسط»: «أرجو أن يفهم الناس مقصدي، رسالتي أن الشباب قادرون على التحدي رغم زخم المال السياسي وقلة الفرص المتاحة». وأكدت: «رحلتي مستمرة، وسأواصل التحدي لإظهار قدرة الشباب».

وفي دلتا مصر، لم تكن الحملات الانتخابية أقل إثارة للانتباه، ففي إحدى قرى محافظة الشرقية ظهر المرشح أحمد منصور ممتطياً حصاناً ويشقّ الطريق بسيف تقليدي، في جولة تحوّلت إلى احتفال شعبي في الشوارع، وقد تداول مستخدمو منصات التواصل مقاطع الفيديو على نطاق واسع.

وفي محافظة الدقهلية، لم يفوت مرشح آخر فرصة الاستفادة من الزخم الجماهيري المصاحب لافتتاح «المتحف المصري الكبير» في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي؛ حيث تصدّر أشرف علي عبد الهادي مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهوره مرتدياً زياً فرعونياً خلال مؤتمر انتخابي، وزيّن المنصة بمجسمات تحاكي الحضارة المصرية القديمة.

مرشح بالدقهلية يشهر سيفاً (الصفحة الرسمية لمؤيدي المرشح)

هذه اللقطات المثيرة وإن بدت امتداداً لـ«موجة التقليعات»، تُثير نقاشاً حول حدود الدعاية الانتخابية في مصر. وتُصنف أستاذة الرأي العام بجامعة القاهرة الدكتورة هناء فاروق هذه الأشكال والأساليب ضمن ما يُعرف بـ«الدعاية الترفيهية السياسية».

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الأساليب لا تُمثل دعاية كاملة، فالدعاية الحقيقية قائمة على برنامج واضح، وسيرة مهنية، وقدرة على تقديم حلول، وليس مجرد استجابة لمنطق (التريند)».

وأشارت إلى أن الاعتماد على الرمزية أو الاستعراض «يعكس رغبة بعض المرشحين الجُدد في لفت الانتباه أكثر مما يعكس توجهاً سياسياً جاداً».

ومن المرجح -حسب متابعين- أن يظل هذا الجدل حول الحملات الدعائية مستمرّاً حتى 20 نوفمبر الحالي، قبل توجه الناخبين في الخارج إلى صناديق الاقتراع يومي 21 و22، وفي الداخل يومي 24 و25، ضمن 13 محافظة تُستكمل بها خريطة البرلمان الجديد قبل نهاية العام.

وبموجب القانون، يصل سقف الإنفاق الدعائي في انتخابات مجلس النواب إلى 500 ألف جنيه للمرشح على المقاعد الفردية، وإلى 2.5 مليون جنيه لـ«القائمة الواحدة»، مع حظر تلقي المرشحين تبرعات من جهات أجنبية.

أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، يرى أن «اللجوء إلى أساليب غريبة» يعكس محاولة لتقديم المرشح بصفته «يعتمد على جهده الشخصي» في مواجهة ما يسميه «النفوذ التقليدي للمال السياسي».

وأضاف أن «هذه الظواهر قد تلفت الانتباه، لكنها لا تُغيّر نتائج صناديق الاقتراع على نحو ملموس»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الأحزاب تمتلك أدوات تنظيمية وإعلامية واسعة تجعل كثيراً من الدوائر محسومة بشكل شبه مبكر».

المرشحة مونيكا مجدي (صفحتها الرسمية)

وأشار صادق إلى أن «تجارب الدورات السابقة تُظهر أن العوامل البنيوية، مثل النفوذ الحزبي، والآلة الإعلامية، وقدرات الحشد تبقى الأكثر تأثيراً على اتجاهات التصويت، مقارنة بالتحركات الفردية اللافتة»، ملخصاً رؤيته، بأن «الدعاية الترفيهية، مهما كانت لافتة، غالباً ما تظل محدودة التأثير في المشهد الانتخابي الحقيقي».

فيما يذهب أمين شباب حزب «التجمع»، علاء عصام، إلى منح هذه الأشكال تفسيراً آخر. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التقاليع الجديدة» مثل درّاجة مرشحة شبرا أو المواكب الاستعراضية، تُعبّر عن محاولة لكسر هيمنة المال السياسي، لكنها «لن تؤدي إلى اختراق حقيقي».

https://www.facebook.com/AlmasryAlyoum/videos/في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةB4في المائةD8في المائةAD-في المائةD8في المائةA8في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةA8في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAFفي المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة87في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةB4في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة83-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA4في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةB1-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة86في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةA8في المائةD8في المائةB2في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB5في المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةB1-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة86في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8A/820175187466422/

ويعدد عصام، 4 أسباب رئيسية لذلك، في مقدمتها أن «التصويت في مصر لا يزال مرتبطاً بالعائلات والشبكات الاجتماعية التقليدية، وليس بالأساليب البصرية»، إلى جانب أن «المال السياسي يبقى العامل الأكثر حضوراً في عمليات الحشد والتنظيم».

وأشار أيضاً إلى أن «وعي الناخب يرتبط بالخدمات المباشرة أكثر من الرمزية أو الطابع الابتكاري». وينتهي إلى القول، إن «المحاولات الشبابية واعدة، لكن تغيير المفاهيم يحتاج إلى بيئة انتخابية مختلفة، وليس مجرد أدوات دعائية مبتكرة».

ويبلغ عدد الناخبين المسجّلين في الجداول الانتخابية نحو 63 مليون مواطن، وخاض المرحلة الأولى التي جرت في 14 محافظة، 128 مرشحاً على النظام الفردي، إلى جانب قائمة واحدة هي «القائمة الوطنية من أجل مصر» التي تحتاج إلى 5 في المائة فقط من إجمالي الأصوات للفوز.