مدافعون عن هانيبال القذافي: كيف لابن عامين أن يقتل الصدر؟!

حقوقيون يطالبون سلطات طرابلس بإطلاق سراحه من لبنان

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
TT

مدافعون عن هانيبال القذافي: كيف لابن عامين أن يقتل الصدر؟!

صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال القذافي على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

عبّر ليبيون موالون لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وحقوقيون، عن غضبهم ورفضهم لاستمرار اعتقال نجله هانيبال، في لبنان منذ قرابة عشرة أعوام بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب»، متسائلين في استنكار: «كيف لطفل عمره عامان يُتهم في قضية لا يعلم عنها شيئاً لحداثة سنه حينها؟».

وعادت قضية هانيبال، إلى واجهة الأحداث بعد إعلان هيئة الدفاع عنه دخوله في إضراب عن الطعام، تنديداً بـ«سوء معاملته وسجنه دون وجه حق في لبنان»، و«المماطلة في إخضاعه لمحاكمة عادلة»، وسط مطالب بسرعة إطلاق سراحه بعد «اعتلال صحته».

واستغرب خالد الغويل، مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، استمرار اعتقال هانيبال، وقال: «نعلم أنه تعرض للخطف من قبل مجموعة محسوبة على التيار الصدري بتهمة تتعلق بقضية الصدر»، متابعاً: «هذه جريمة دولية تتم وسط صمت مريب من المنظمات الدولية».

واعتبر الغويل في حديث إلى «الشرق الأوسط»، قضية هانيبال «سياسية وليست قانونية»، وقال إن هانيبال، عندما أُعلن عن اختفاء الصدر، «كان لديه عامان؛ فكيف يُعاقب على شيء لم يدركه؟»، وذهب إلى أنه بعد «المعاملة القاسية والتعذيب الذي تعرض له، وبعد اعتقاله كل هذه السنوات دون وجه حق، دخل (الكابتن) هانيبال في إضراب عن الطعام لتحديد مصيره».

وسبق لهانيبال القول عقب الإعلان عن سجنه في لبنان، إن خاطفيه «أجبروه على الدخول إلى لبنان بشكل غير مشروع، عبر الحدود السورية، بعد تقييده بالسلاسل وتعذيبه أياماً، على أمل استنطاقه بمعلومات حول الإمام الصدر».

وهانيبال موقوف، بحسب مصادر، بمذكرة صادرة عن المحقق العدلي في لبنان، على ذمة قضية اختفاء الإمام الصدر، لكن فريق الدفاع عنه وموالين للنظام السابق، يؤكدون دائماً أنه «لم يثبت عليه أي جرم يُعاقب بسببه على أنه كاتم للسر، باعتبار أنه كان طفلاً صغيراً عندما أُعلن عن اختفاء الصدر»، لافتين إلى أن نبأ الاختفاء أُعلن «وقت أن كان هانيبال في إجازة بالمغرب بصحبة والدته».

وقال الغويل: «نستغرب صمت السلطات اللبنانية مما يحدث لهانيبال، رغم النداءات المتكررة بإطلاق سراحه من محاميه ومجلس النواب الليبي، بالإضافة إلى مخاطبات اتحاد قبائل ليبيا، ومذكرات رسمية وُجهت إلى جامعة الدول العربية».

وأصدر مكتب الوكيل القانوني لهانيبال بياناً أمس (السبت)، قال فيه إنه «أمام الظلم والإجحاف المتماديين بحقي، آن الأوان للإفراج عني بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اعتقالي والادعاء ضدي بتهمة لم أقترفها»، متسائلاً: «كيف يُعقل في بلد القانون والحريات أن يتم صرف النظر عن التعدي الصارخ على شرعية حقوق الإنسان؟ وهل يُعقل أن يُترك معتقل سياسي دون محاكمة عادلة طوال هذه السنوات؟».

وتابع هانيبال في بيانه: «بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب، أعلنت إضرابي عن الطعام، وأحمل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم بحقي».

وأمام وضعية هانيبال راهناً، دعا مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، «العقلاء في لبنان» للتدخل لإنهاء عملية اعتقال نجل القذافي، التي وصفها بـ«غير القانونية»، دون قيد أو شرط، محذراً من «خروج الأمر عن السيطرة».

وقال الغويل إن «أبناء القبائل في ليبيا صبروا بما يكفي، والمعاملة ستكون بالمثل في كل أصقاع الأرض لندخل في: العين بالعين والسن بالسن»، لافتاً إلى أنه سيكون هناك لقاء لاتحاد القبائل الليبية لبحث مصير هانيبال.

وكانت «الرابطة العربية لنصرة هانيبال»، قد قالت في وقت سابق، إنها سلمت مذكرة إلى منظمة «هيومان رايتس ووتش» بشأنه، وجميع السجناء والمعتقلين من النظام السابق، كما أشارت إلى أن وفداً يتبعها سلم مفوضية الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبعثات حقوقية وإنسانية، مذكرات تدعوهم للتدخل لدى السلطات اللبنانية للإفراج الفوري عن هانيبال «دون قيد أو شرط».

ومن وقت لآخر تطفو قضية هانيبال، على سطح الأحداث، آخرها ما تردد عن صفقة عقدها شقيقه سيف الإسلام، مع السلطات اللبنانية لإطلاق سراحه، مقابل دفع كفالة 150 ألف دولار للسلطات اللبنانية، لكن خالد الزائدي، محامي الأول، نفى ذلك، في حينه، جملة وتفصيلاً.

ووسط دعوات حقوقية بضرورة الإفراج عنه، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن «شديد» إدانتها واستنكارها حيال استمرار اعتقاله وما يتعرض له من «سوء معاملة، وحرمانه من المحاكمة العادلة وحق التواصل مع محاميه وأسرته، طوال سنوات احتجازه، جراء الادعاء ضده بتهمة لم يقترفها».

وقالت اللجنة في بيان مساء (السبت)، إن ما يتعرض له المواطن هانيبال، «أصبح أمراً لا يمكن السكوت عليه» من مبدأ السيادة وحق المواطنة والدفاع عن حقوق المواطنين الليبيين في الخارج، مطالبة حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ووزارتي العدل والخارجية التابعتين لها، بالعمل على التحرك العاجل لضمان إطلاق سراحه.



إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

أجرى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، الأربعاء، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية، وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، فضلاً عن التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية. بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.

واستقبل إردوغان الدبيبة بالقصر الرئاسي، بحضور وزير الخارجية، هاكان فيدان، ورئيس المخابرات، إبراهيم كالين. وخلال اللقاء أكد إردوغان دعم تركيا لجهود ليبيا في مختلف الصعد، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

من جهته، شدد الدبيبة على أهمية الزيارة في «تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع تركيا»، مؤكداً أن التعاون الثنائي «سيكون محورياً» في تحقيق التنمية المستدامة في ليبيا، معرباً عن تقدير الحكومة «للدعم التركي في مجالات عدّة، خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية».

ورافق الدبيبة خلال زيارته إلى تركيا وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، الذي شارك في المناقشات حول تعزيز قنوات التواصل بين البلدين في إطار الدبلوماسية الفعالة.

وتدعم تركيا حكومة الدبيبة في غرب ليبيا، عسكرياً، وتنشر قوات وقواعد عسكرية هناك منذ عام 2020، وتتعاون معها في مجال الطاقة، وغيرها من المجالات، كما بدأت في الفترة الأخيرة خطوات للتقارب مع شرق ليبيا، وأعلنت دعمها مساعي إجراء الانتخابات، وتوحيد ليبيا تحت قيادة حكومة واحدة.

جانب من مباحثات إردوغان والدبيبة بحضور وزير الخارجية ورئيس المخابرات التركيين (الرئاسة التركية)

وجاءت مباحثات إردوغان والدبيبة، بعد يوم واحد فقط من استئناف الخطوط الجوية التركية، الثلاثاء، رحلاتها بين إسطنبول ومطار بينينا في بنغازي بشرق ليبيا بعد توقف 10 سنوات.

وكان رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، قد أجرى مباحثات مع السفير التركي في طرابلس جوفن بيغتش، الاثنين. وقال بيان لمجلس النواب الليبي إن صالح التقى السفير التركي في مدينة القبة بشرق ليبيا، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين.