متابعة رئيس حكومة تونس الأسبق في ملف «التآمر على أمن الدولة»

الرئيس سعيد اعتبر شروط صندوق النقد الدولي «عود ثقاب مشتعلاً»

متابعة يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق في 3 قضايا (رويترز)
متابعة يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق في 3 قضايا (رويترز)
TT

متابعة رئيس حكومة تونس الأسبق في ملف «التآمر على أمن الدولة»

متابعة يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق في 3 قضايا (رويترز)
متابعة يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق في 3 قضايا (رويترز)

كشفت التحقيقات الأمنية والقضائية، التي أجرتها السلطات التونسية المختصة في ملف «التآمر على أمن الدولة»، أن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في المحكمة الابتدائية بتونس رفع قضايا ضد 21 شخصاً كانوا يتقلدون مناصب عليا في هرم الدولة، ضمنهم رؤساء حكومات سابقون، وأبرزهم يوسف الشاهد.

ووفق مصادر حقوقية تونسية، فإن يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الأسبق، بات هو الآخر ملاحقاً في 3 قضايا: الأولى تتعلق بتهريب وغسل الأموال، والثانية بالتآمر على أمن الدولة، والثالثة بالتعذيب والاحتجاز.

يذكر أن القضاء الفرنسي سبق أن استدعى خلال سنة 2022 كلاً من يوسف الشاهد، وغازي الجريبي وزير العدل الأسبق، وشخصيات أخرى، من بينهم مستشارون سابقون وقضاة؛ للاستماع لهم في قضية رفعها ضدهما صابر العجيلي، المدير العام الأسبق لوحدة مكافحة الإرهاب، بتهمتي التعذيب والاحتجاز القسري.

في غضون ذلك، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم (السبت) لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن شروط صندوق النقد الدولي لتقديم تمويل لبلاده بمثابة «عود ثقاب» يشتعل إلى جانب مواد شديدة الانفجار. وذكرت الرئاسة التونسية، في بيان، أن سعيد أبلغ ماكرون في مكالمة هاتفية موقفه من المفاوضات مع صندوق النقد، مذكراً إياه بالأحداث الدامية، التي سقط خلالها المئات في الثالث من يناير (كانون الثاني) 1984، حين تم رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها. وقال البيان إن الرئيسين ناقشا قضية الهجرة غير النظامية، حيث شدد سعيد على أن حلول تلك المسألة «لا يمكن أن تكون أمنية فقط، بعد أن أثبتت التجربة أنها غير ناجعة، فضلاً عن أن تونس لم تعد فقط منطقة عبور، بل صارت وجهة لعديد من المهاجرين الذين استقروا بها بصفة غير قانونية». وأضاف البيان أن الرئيس التونسي أكد «ضرورة معالجة الأسباب، لا معالجة النتائج والآثار لهذه الظاهرة فقط»، كما دعا إلى عقد اجتماع على مستوى القمة بمشاركة الدول المعنية بهذا الموضوع كلها.

الرئيس قيس سعيد أعلن رفضه شروط صندوق النقد الدولي لتقديم تمويل لبلاده (رويترز)

ويطالب مانحون دوليون تونس بتنفيذ حزمة من الإصلاحات، تشمل رفع الدعم، وخفض الأجور، وبيع مؤسسات عامة، لكن الرئيس سعيد يعارضها بدعوى الحفاظ على «السلم الأهلي».

من جهة ثانية، كشف محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات التونسية، عن تاريخ انتخابات المجالس المحلية، التي ستفرز الغرفة النيابية الثانية، ممثلة في مجلس الجهات والأقاليم، وقال إن الهيئة تعمل من أجل أن تُقام انتخابات المجالس المحلّية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مضيفاً في تصريح إعلامي أن رئيس الجمهورية قيس سعيد هو مَن سيُقرّر ذلك بالتشاور مع هيئة الانتخابات، التي ستدعو الناخبين لهذا الاستحقاق الانتخابي.

أعضاء هيئة الانتخابات في جلسة حول الإعداد للانتخابات (موقع الهيئة)

وأضاف المنصري أن مشروع تحديد المناطق الترابية، وإنجاز الخريطة الإدارية للبلاد، الذي انطلق في 25 مايو (أيار) الماضي، وكذا عمليات ضبط الحدود الترابية للعمادات، «تمثل تحضيراً لوجيستياً كبيراً يسبق انتخابات المجالس المحلّية، التي ستقام استناداً إلى تقسيم إداري جديد للعمادات»، على حد تعبيره.



الجيش السوداني يتصدى لمسيَّرات هاجمت سد مروي

سد مروي في شمال السودان  (سونا)
سد مروي في شمال السودان (سونا)
TT

الجيش السوداني يتصدى لمسيَّرات هاجمت سد مروي

سد مروي في شمال السودان  (سونا)
سد مروي في شمال السودان (سونا)

أعلنت قيادة «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش السوداني، الاثنين، تصديها لهجوم بعدد من المسيَّرات الانتحارية التي استهدفت سد مروي، أكبر السدود في شمال البلاد، وتسبب في اندلاع حريق بأحد المحولات الرئيسية للكهرباء؛ ما أدى إلى انقطاعها في عدد من الولايات. وقالت في بيان على موقع «فيسبوك» في إطار حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية: «حاولت (قوات الدعم السريع) استهداف كهرباء سد مروي بعدد من المسيَّرات الانتحارية». وأضافت أن «المضادات الأرضية تصدت للمسيَّرات، لكن هناك بعض الخسائر يجري إصلاحها». ووفقاً لمصادر محلية في مروي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، لم تقع أضرار أو إصابات وسط المدنيين.

والخميس الماضي، تعرضت قيادة الفرقة العسكرية في مروي لهجمات بالمسيَّرات تم إسقاطها دون وقوع خسائر في الأرواح. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أبطل الجيش السودان أكبر سلسلة من الهجمات بعدد 16 مسيَّرة مجهولة استهدفت مطار مروي الدولي، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

وخلال الأشهر الماضية شهدت المناطق خارج نطاق القتال بين طرفي الصراع تزايداً في الهجمات بطائرات مسيَّرة استهدفت عدداً من المواقع العسكرية والمدنية، من بينها مدن شندي وعطبرة والقضارف في شرق السودان.

اتهامات بالانتهاكات

جنود من الجيش السوداني يحتفلون بعد دخولهم ود مدني في 12 يناير 2025 (رويترز)

من جهة أخرى، اتهم تجمع مدني قوات «درع البطانة» الموالية للجيش السوداني، بتنفيذ حملة انتقامية على أسس عرقية ضد سكان مدنيين في شرق ولاية الجزيرة، أحرقت خلالها طفلين داخل منازلهما، وقتلت 6 أشخاص، واختطفت 13 امرأة ورجلاً إلى جهة مجهولة، متهمة إياهم بالتعاون مع «قوات الدعم السريع» التي كانت تسيطر على المنطقة. وتناقلت الوسائط مقاطع فيديو لانتهاكات مريعة نفذتها عناصر بثياب عسكرية، تنظيم حملات منسقة ضد مدنيين بعد استرداد الجيش مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة.

وقالت «مركزية مؤتمر الكنابي» في بيان صحافي، إن سكان «الكنابي» في مناطق شرق أم القرى تعرضوا لانتهاكات جسيمة، وواجهوا «ممارسات إجرامية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي».

و«الكمبو» كلمة محلية مشتقة من المفردة الإنجليزية (Camp)، وتعني «المعسكر»، وجمعها «كنابي». وسكان هذه الكنابي هم شريحة العمال الزراعيين الذين جاءوا من مناطق مختلفة من السودان، خصوصاً من الغرب، منذ أربعينات القرن الماضي للعمل في المشاريع الزراعية، واستوطنوا في تلك «الكنابي» وحوَّلوها قرى وتجمعات سكانية، وظلوا يواجهون التهميش. و«مركزية الكنابي» هي تجمع مهني يدافع عن حقوق هؤلاء السكان ومصالحهم.

وحذرت «مركزية الكنابي» مما أسمته «التحريض المستمر ضد سكان الكنابي»، مؤكدة أن السكان ظلوا على «الحياد الكامل في الحرب؛ حرصاً على سلامتهم، رغم أنهم ظلوا يتعرضون للانتهاكات منذ فجر التاريخ السوداني للانتهاكات».

وحمّل البيان الحكومة المسؤولية عن أمن وسلامة المواطنين وحمايتهم من الاعتداءات المتكررة، ودعا إلى إجراء تحقيق شفاف حول الانتهاكات، ومحاسبة المعتدين بمن فيهم قائد قوات «درع البطانة» أبو عاقلة كيكل، وإلى «وقف التحريض العرقي ومحاسبة مروجي خطاب الكراهية واستهداف فئة اجتماعية معينة».

«محامو الطوارئ»

مخيم في مدينة القضارف بشرق السودان لنازحين فروا من ولاية الجزيرة وسط البلاد (أرشيفية -أ.ف.ب)

كما أدانت «محامو الطوارئ»، وهي هيئة حقوقية طوعية، التصفيات الميدانية لمدنيين بواسطة القوات المسلحة والميليشيات الحليفة لها، ووصفوا الاعتداءات على «كمبو طيبة» وشرق الجزيرة، بأن «يتخذ سياقاً عرقياً ومناطقياً يستهدف مكونات في ولاية الجزيرة بحجة التعاون مع (قوات الدعم السريع)».

ووفقاً للهيئة، فإن الانتهاكات تضمنت «القتل خارج نطاق القضاء، والتصفية، والاحتجاز غير المشروع، والخطف، والإذلال الجسدي والمعنوي، والتعذيب، والضرب الوحشي للمدنيين أثناء الاعتقال». كما أدانت الهيئة، في بيان، ما أسمته «انتهاكات القوات المسلحة في مدينة ود مدني»، واعتبرتها «جريمة حرب ارتُكبت في كمبو طيبة»، مستندة على مقاطع فيديو وصور بُثت على الوسائط الاجتماعية عقب استرداد المدينة، طالت مدنيين.

كما أدان «حزب المؤتمر السـوداني» ما أسماه «التحريض والاستهداف ضد سكان الكنابي»، مؤكداً أن المدنيين تعرَّضوا لعمليات استهداف بما يسمى «قانون الوجوه الغريبة»، متهماً الميليشيات المساندة للجيش بالولوغ في جرائم حرق واغتيال وتصفيات جسدية واختطاف النساء. وحذَّر الحزب من «انتشار خطابات التحريض ضد أهل الكنابي... من قِبل عناصر النظام البائد»، معتبراً انتهاكات الجزيرة «جرائم حرب، وجرائم تطهير عرقي»، تمت بتحريض من عناصر النظام البائد الذين اتهمهم ببث الفتنة وتأجيج الكراهية والعنصرية والقبلية، وإثارة الضغائن. وحمَّل الحزب «حكومة بورتسودان والقوات المسلحة» المسؤولية كاملة عن تلك الجرائم، ودعاها لحماية المدنيين، وتوعد بمحاسبة مرتكبي تلك الجرائم عاجلاً أو آجلاً بقوله: «مرتكبو هذه الجرائم وغيرها من الانتهاكات والجرائم... ستطولهم يد العدالة لا محالة».