المعارضة الموريتانية تحشد الآلاف رفضاً لنتائج الانتخابات

إطلاق سراح نائب معارض بارز بعد يومين من اعتقاله

موريتانيون خلال الإدلاء بأصواتهم بأحد مكاتب الاقتراع وسط العاصمة نواكشوط (أ.ف.ب)
موريتانيون خلال الإدلاء بأصواتهم بأحد مكاتب الاقتراع وسط العاصمة نواكشوط (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الموريتانية تحشد الآلاف رفضاً لنتائج الانتخابات

موريتانيون خلال الإدلاء بأصواتهم بأحد مكاتب الاقتراع وسط العاصمة نواكشوط (أ.ف.ب)
موريتانيون خلال الإدلاء بأصواتهم بأحد مكاتب الاقتراع وسط العاصمة نواكشوط (أ.ف.ب)

احتشد مساء أمس الخميس الآلاف من مؤيدي أحزاب المعارضة الموريتانية في مؤتمر جماهيري بالعاصمة نواكشوط للإعلان عن رفضها نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في وقت سابق من هذا الشهر. واتهم قادة أحزاب سياسية السلطات الموريتانية بالتلاعب بنتائج التصويت الذي شمل أيضاً انتخابات بلدية وجهوية في الثالث عشر من مايو (أيار) الحالي. وجاء ذلك بعد أن أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا مطلع هذا الأسبوع أن نسبة المشاركة في الاستحقاق بلغت 71 بالمائة في الانتخابات البرلمانية، و73.2 بالمائة في البلدية و70.48 بالمائة في الجهوية. لكن سبعة أحزاب معارضة طالبت بإلغاء النتائج في العاصمة نواكشوط، وبمقاطعة بوتلميت، وفي مكاتب أخرى بعدما أشارت إلى حدوث «تلاعب» في عملية الاقتراع. وفي يوم الإعلان، أصدرت خمسة أحزاب موالية للسلطة بيانات تحدثت فيها عن «اختلالات» شابت الانتخابات البرلمانية والجهوية، وأعلنت أنها ستوجه رسالة بهذا الخصوص للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.

وخلال مؤتمر أمس، الذي أطلقت عليه المعارضة اسم مؤتمر الرفض، أكد قادة المعارضة رفضهم النتائج، مطالبين الجماهير برفضها أيضاً. وقال محمد ولد مولود، رئيس حزب «اتحاد قوى التقدم»: «منذ ثلاثة أعوام والطبقة السياسية عاكفة على تحضير انتخابات، من المفروض أن تكون لأول مرة شفافة ونزيهة وذات مصداقية ومقنعة، حسب الاتفاق الذي وقعناه في سبتمبر الماضي... قضينا ثلاثة أعوام عاكفين على هذا (الإعداد للانتخابات)... والمعارضة تبحث عن انتخابات يتحكم الشعب الموريتاني من خلالها في مصيره وفي كل الميادين». ومن جانبه، قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، حمادي ولد سيدي المختار: «هل من المعقول أن تكون النتائج التي صبرنا عليها، وعملنا من أجل أن تكون سليمة وصحيحة، أن تظهر بالمظهر الذي ظهرت به في 13 مايو؟ هل يقبل أي منكم هذه العملية المزورة الفجة؟... قولوا لا لهذه العملية. نحن نرفض هذه العملية... ونطالب بإعادة هذه العملية. أيعقل أننا نعود في 2023 لأساليب التزوير القديمة التي كنا نعتقد أننا ودعناها؟ هل ذلك معقول؟ هل تقبلون بذلك؟ ...نحن لا نقبل بالعودة إلى الوراء؟». وقالت لجنة الانتخابات إن 1.2 مليون شخص صوتوا في الجولة الأولى من التصويت، الذي جرى في 62 دائرة برلمانية، و13 دائرة جهوية، و238 دائرة بلدية بمشاركة 25 حزباً سياسياً.

وفي سياق قريب، أطلقت السلطات الموريتانية، سراح النائب البرلماني والناشط الحقوقي البارز، بيرام الداه أعبيد بعد يومين من اعتقاله. وجاء ذلك بعد ساعات من مهرجان للمعارضة الموريتانية، طالبت فيه بإطلاق سراحه. وجرى اعتقال أعبيد على خلفية تصريحات حذر فيها من مغبة «لجوء أحرار موريتانيا لحمل السلاح إذا جرى اعتماد نتائج الانتخابات الأخيرة، دفاعاً عن حقوقهم وعن أصواتهم التي انتزعت بالقوة».



أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.