في حين نفت مصادر بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، اعتزامها الاندماج مع غريمتها، حكومة «الاستقرار» المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، تتأهب اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، التي تضم طرفي الصراع العسكري في ليبيا، لعقد اجتماع جديد لها في مدينة سبها، الواقعة جنوب البلاد.
وعلى الرغم من التزام حكومة الدبيبة الصمت حيال معلومات رشحت انخراطها في مفاوضات غير معلنة لتشكيل حكومة جديدة، عبر الاندماج مع حكومة حماد، فإن مصادر مقربة من الدبيبة نفت أن تكون حكومته بصدد التعاون مع الأخيرة لتكوين حكومة مشتركة.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه من غير الوارد للدبيبة أن يتعامل مع حكومة حماد، باعتبارها «حكومة غير شرعية»، ورفض محمد حمودة الناطق باسم حكومة الدبيبة التعليق.
من جهة ثانية، وطبقاً لما أعلنه الناطق باسم هيئة الرقابة الإدارية، نبيل السوكني، فقد مثل عادل جمعة، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة»، للتحقيق. وقال لوسائل إعلام محلية إن القرار الذي أصدرته الهيئة بإيقاف الوزير عن العمل لا يزال سارياً حتى ظهور نتائج التحقيق.
وبخصوص آخر تطورات الانتخابات، قالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إن رئيسها عماد السايح التقى السفيرة الكندية، إيزابيل سافارد، اليوم (الثلاثاء) وأطلعها على «الإمكانات المتاحة للمفوضية، والاستعدادات العملية والفنية، التي اتّخذت لتنفيذ عملية انتخابية، تخضع للمعايير والمبادئ الدولية المتعارف عليها في تنفيذ العمليات الانتخابية».
في غضون ذلك، ناقشت حكومة «الاستقرار» خلال اجتماع ترأسه حماد بمدينة بنغازي (شرق) الوضع المالي للوزارات التابعة للحكومة، وسبل حلحلة الإشكاليات والعوائق أمام تقديم خدماتها للمواطنين. وتعهد حماد مجدداً بأن تعمل حكومته على تقديم الخدمات العاجلة والضرورية، وتبني سياسات تهدف إلى جمع شتات الوطن، وحث وزراءه على تضافر الجهود للخروج بالبلاد من الأزمات الراهنة.
بدوره، نقل موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي عن سفيرة كندا، التي التقاها اليوم (الثلاثاء) بالعاصمة طرابلس، استمرار دعم بلادها جهود المجلس الساعية لاستقرار ليبيا، وإنجاح ملف المصالحة الوطنية، وإجراء انتخابات وفق قاعدة دستورية ترضى بنتائجها الأطراف كلها. كما أشار الكوني إلى مناقشة الصعوبات التي تواجه العملية السياسية، والجهود الدولية والمحلية، التي تسعى لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وكانت سفيرة كندا قد بحثت مع عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مساء (الاثنين) في طرابلس، آخر تطورات العملية السياسية في ليبيا، ونقلت له دعم كندا المستمر لجهوده؛ لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين مختلف اللاعبين، بما يعود بالنفع على الليبيين جميعاً.
Ambassador Savard & SRSG Bathily in #Tripoli #Libya discussed latest developments in the political process in . The Ambassador conveyed Canada's ongoing support to the SRSG's efforts to facilitate an agreement between the various players that will benefit all Libyans. pic.twitter.com/a6M5D3H8Gz
— Canada in Libya (@CanEmbLibya) May 23, 2023
بدوره، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى اجتماعه مساء (الاثنين) مع سفير الاتحاد الأوروبي، خوسيه ساباديل، أهمية الدور الذي تقوم به بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا في دعم التنمية، وتقديم المعونة الفنية، ومساهمتها في دعم العملية السياسية في ليبيا. كما أكد المنفي أن مجلسه «يمارس دوره المناط به فيما يتعلق بتحقيق الملكية الوطنية لهذه المسارات، وضمان استضافة كل الفعاليات المتعلقة بها على كامل التراب الليبي»، منوهاً بأهمية دور الاتحاد الأوروبي في دعم مشروع المصالحة الوطنية على مبدأ الشراكة.
ونقل المنفي عن خوسيه «تقديره لدور المجلس الرئاسي في استضافة ورعاية لقاء مجموعة العمل، المنبثقة من مسار برلين حول القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان»، مؤكداً أهمية رعاية المجلس الرئاسي هذه المسارات؛ بهدف تحقيق الاستقرار والسلام في أنحاء البلاد كافة، مشيراً إلى استمرار الاتحاد الأوروبي في المشاركة لدعم عدد من المشروعات التنموية في ليبيا، وتقديم المساعدة الفنية لعددٍ من القطاعات.
من جهة أخرى، قال أعضاء في اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5) إنهم بصدد عقد اجتماع في مدينة سبها (جنوب)؛ لاستكمال بحث ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، ومناقشة توحيد الجيش الليبي.
وكان من المقرر أن تجتمع اللجنة الأسبوع الماضي، لكنها أجّلت اللقاء دون إعلان رسمي، علماً بأنها عقدت أخيراً سلسلة اجتماعات بالعاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، بالإضافة إلى تونس، لكن من دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذه القضايا.