في تعاون مصري مع الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدأ «الهلال الأحمر» بنقل 27 طناً من إمدادات الرعاية الصحية الفورية لتعزيز مجهودات الحكومة المصرية على الحدود الجنوبية في مواجهة الأزمة السودانية. وعقد «الهلال الأحمر المصري» مؤتمراً صحافياً موسعاً، أمس السبت، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي ونائبة رئيس «الهلال الأحمر المصري» نيفين القباج، والمدير التنفيذي لـ«الهلال الأحمر المصري» رامي الناظر، ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر كريستيان برجر، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أليساندرو فراكاسيتي، وذلك للإعلان عن الدعم المقدم لمواجهة الأزمة السودانية. وفي كلمتها أمام المؤتمر، أكدت وزيرة التضامن المصري أن «المنحة المقدمة تأتى تحت مظلة التعاون المشترك بين وزارة التضامن الاجتماعي والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن مشروع تعزيز القدرات المؤسسية والموارد البشرية»، موضحة أن «تقديم المنحة لدعم جهود الهلال الأحمر المصري إزاء الأزمة السودانية يعكس التقدير والثقة اللذين أولاهما المجتمع الدولي لـ(الهلال الأحمر المصري) لما يبذله من جهد في خدمة الإنسانية داخل وخارج مصر». وأضافت القباج أن «أزمة اللاجئين الناجمة عن الحرب السودانية تعد ثالث أكبر أزمة لاجئين في العالم بعد سوريا وأفغانستان، ووفق ما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، فإن 63 في المائة من لاجئي جنوب السودان تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وغالبية النازحين من جنوب السودان من النساء والأطفال فراراً من العنف الدائر على الأراضي السودانية». وأشارت إلى أن مصر فيها «ما يقرب من 8 ملايين لاجئ من الدول المختلفة، حيث تضم أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم خصوصاً في السنوات الأخيرة، لذلك تنتظر الوزارة المزيد من الدعم لجهودها وجهود (الهلال الأحمر المصري) للدفع بمزيد من التدخلات الإغاثية والإنسانية والتموينية والحماية الاجتماعية، ومتابعة وضع هذه الأسر خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن، وذلك بالشراكة مع الجهات المعنية». وبدوره، أوضح برجر، أن «الاتحاد الأوروبي يلتزم ودوله الأعضاء بمساندة مصر والسودان في تلك الأوقات الصعبة»، مؤكداً العمل مع الشركاء على «مساعدة مصر في جهودها لضمان الاحتياجات الاجتماعية والصحية الأساسية للاجئين السودانيين، وإضافة إلي ذلك، قدم الاتحاد الأوروبي 200 ألف يورو لجمعية الهلال الأحمر المصري لمساعدة القادمين من السودان إلى مصر». وأوضح فراكاسيتي أن «البرنامج سيعزز مجهوداته لبناء وحماية سبل العيش للمجتمعات المضيفة والسودانيين في مصر»، مضيفاً أن الهدف الأول سيكون «تعزيز قدرات الحكومة والجهات المحلية المعنية لتقديم الخدمات الأساسية الحيوية للمتضررين».
ومن جانبه، قال الناظر إنه «منذ بداية الأزمة السودانية، يوجد متطوعو الهلال الأحمر المصري على مدار الساعة على الحدود المصرية السودانية لتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية والطبية للعابرين بما يتوافق مع مبادئ حركة الهلال والصليب الأحمر». وأضاف أن «الشراكة المصرية مع الجهات الدولية الفاعلة هذا الوقت الحرج شراكة استراتيجية وفعالة ستنعكس آثارها على تحقيق الاستفادة القصوى لجهود (الهلال الأحمر المصري) في الاستجابة للأزمة على الحدود المصرية».