حرائق تطول حقول قمح وبساتين نخيل في محافظات عراقية عدة

«الزراعة» نفت وجود أعمال تخريبية

صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحريق في حقل قمح عراقي
صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحريق في حقل قمح عراقي
TT

حرائق تطول حقول قمح وبساتين نخيل في محافظات عراقية عدة

صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحريق في حقل قمح عراقي
صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لحريق في حقل قمح عراقي

شهدت محافظات عراقية عدة خلال اليومين الأخيرين، حرائق كبيرة طالت حقول قمح وبساتين فاكهة ونخيل. وفي حين ترجح مصادر رسمية أنها ناجمة عن حالة الاضطراب المناخي التي تشهدها البلاد، المصحوبة بعواصف رعدية شديدة، ما يؤدي إلى حدوث الحرائق، لا تستبعد مصادر أخرى أن تكون الحرائق ناجمة عن أعمال تخريبية نتيجة الصراع بين بعض العشائر، أو تنافس مجاميع محلية على الأراضي ومناطق النفوذ.

لكن المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يثبت لدينا حتى الآن وجود أعمال تخريب تقف وراء الحرائق التي طالت بعض الحقول».

وأضاف أن «الحرائق واردة جداً لأسباب كثيرة غير مرتبطة بالتخريب، منها مثلاً حالات عرضية ترافق عمليات الحصاد، إلى جانب المتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وبعض المناطق الواسعة تصعب السيطرة عليها، وأي سبب يؤدي إلى الحريق».

وفرة في الإنتاج

ولم يستبعد الخزاعي «وقوع بعض الحرائق المدبرة التي يقوم بها أصحاب النفوس الضعيفة، لكنها محدودة جداً، وقد يبرز هذا النوع من الحرائق في بساتين الفاكهة والنخيل».

وأكد أن «الموسم الحالي شهد وفرة كبيرة في إنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية (الحنطة والشعير) تغطي نحو 90 في المائة من حاجة البلاد، وذلك ناجم عن التوسع في الخطة الزراعية للموسم الحالي».

وخلال السنتين الماضيتين، شهدت البلاد حرق مساحات شاسعة من الأراضي خلال موسم حصاد محصولي الحنطة والشعير، قيد معظمها ضد مجهول، رغم الطابع الإجرامي والتخريبي الذي ارتبط بتلك الحوادث.

ووفق وسائل إعلام محلية، فإن 200 دونم من القمح تعرضت للحرق في محافظة كركوك، وحريق آخر طال حقلاً للقمح في مدينة سامراء، وطال حريق آخر مزارع للفاكهة والنخيل في محافظتي والقادسية، ونشبت حرائق مماثلة في حقول القمح بمنطقة البوجواري في محافظة صلاح الدين.

وفي محافظة ديالى (شرقاً)، أفادت الأنباء الواردة من هناك بنشوب حريق بنحو 40 دونماً في أطراف ناحية السلام، شمال شرقي بعقوبة مركز المحافظة.

ونقلت وكالة «شفق نيوز» المحلية عن مصدر في المحافظة قوله إن «حريقاً نشب في حقل للقمح في قرية سراجق التابعة لناحية السلام (35 كم شمال شرقي بعقوبة)، وتسبب بالتهام 40 دونماً على أقل تقدير، وتمكنت فرق الدفاع المدني والآليات والأهالي من إخماد الحريق ومنع تمدده».

وقال مدير إعلام زراعة ديالى، محمد جبار المندلاوي، إن «حملة الحصاد سجلت 4 حرائق جميعها حوادث عرضية ناجمة ربما عن تماس كهربائي بين الأسلاك والأعمدة، جراء درجات الحرارة، أو حوادث عرضية أخرى».

الصواعق الرعدية بريئة

وفيما أكد المندلاوي أن محافظة ديالى «لم تسجل حتى الآن أي حوادث حرائق تخريبية أو إرهابية، وأن عملية الحصاد تسير بمضامينها المرسومة بنجاح»، تقول مصادر أخرى في المحافظة إن «الصواعق الرعدية بريئة من حرائق حقول القمح».

وذكرت المصادر أن «الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاً معمقاً في موجة الحرائق التي ضربت ست مناطق في ديالى خلال الـ 72 ساعة الماضية، ومن أبرزها حريق بساتين خرنابات الذي التهم قرابة 40 دونماً من أشهر بساتين المحافظة».

وأضافت أن «الادعاء بأن جميع الحرائق تقف وراءها الصواعق الرعدية مشكوك به، ما استلزم إجراء تحقيق معمق للوقوف على حقيقة أسباب الحرائق».

وفي إطار سعيها لتلافي عمليات الحرق المدبرة أو العرضية، ترابط أعداد كبيرة من عناصر الدفاع المدني والقوات الأمنية بالقرب من حقول القمح في ديالى خلال مرحلة الحصاد هذه الأيام، ولحين انتهاء الموسم.

وفي قضاء خانقين التابع لديالى (105 كيلومترات شمالي شرق)، قالت وزارة البيشمركة إن قواتها ترابط في القضاء، لتأمين حملة حصاد محصول القمح في 10 قرى زراعية.

وقال المقدم جليل مام فايق، أمس السبت، في تصريحات صحافية، إن «قوات البيشمركة انتشرت في أكثر من 10 قرى زراعية من منطقة الدكات، وصولاً إلى مناطق صالح آغا شمال شرقي خانقين، الحدودية مع قضاء كلار، لتأمين حملة حصاد القمح بالتنسيق مع الدفاع المدني والدوائر المختصة».


مقالات ذات صلة

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
TT

المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودان

إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)
إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» (غيتي)

قال إيان إيغلاند الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، إن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمعة.

وأوضح في حوار مع «وكالة الأنباء الألمانية» بعد زيارته لمنطقة دارفور بغرب السودان ومناطق أخرى: «حياة 24 مليون شخص على المحك في السودان».

وأضاف: «نحن ننظر لعد تنازلي قوي نحو المجاعة واليأس وانهيار حضارة بأكملها». وأكد أن الصراعات مثل الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، «يجب ألا تصرف الانتباه عن معاناة المواطنين في السودان».

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

وأضاف: «إذا اتفقنا أن حياة الإنسان ذات قيمة متساوية في أي مكان بالعالم، إذن فسيكون السودان على قمة قائمة الأمور المهمة الآن». وأوضح أنه شهد تداعيات الصراع المستمر منذ 600 يوم. ورأى في كثير من المناطق، ومن بينها مناطق كان يعمل بها المجلس سابقاً «دلالات واضحة للغاية على وقوع حرب مروعة. المنزل بعد المنزل والمنطقة بعد المنطقة، تعرضت للحرق والدمار والنهب».

وحذر إيغلاند من أن الوضع «على وشك الانفجار» مثلما حدث عام 2015، عندما عبر الملايين من اللاجئين من مناطق مزقتها الحرب، بما فيها سوريا، البحر المتوسط، ووصلوا إلى عتبات الدول الأوروبية. وقال: «لا أعتقد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية وفرنسا يرغبون في ذلك».

وأضاف: «أن الاستثمار في السودان لن يساعد فقط في ثني المواطنين عن السعي نحو فرص أفضل في أماكن أخرى، ولكن أيضاً هو الأمر الوحيد الذي يتوافق مع القيم والمصالح الأوروبية».

وإضافة إلى ذلك، أفاد تقرير لـ«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، الأحد، بأن السودان «يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم»، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية النزاع، وأضاف: «أن واحداً من كل 3 في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي».

نازحون في مخيم أقيم في القضارف (أ.ف.ب)

وبحسب التقرير الذي نشر على موقع «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، «فقد أسفرت موجة العنف وانعدام الأمن الحالية عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع».

وجاء في التقرير: «أُجبر أكثر من 7.4 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة... يواجه السودان حالياً، أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال».

وأشار «إلى أن النظام الصحي الهش بالفعل أصبح في حالة يرثى لها، مع تصاعد خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك تفشي الكوليرا، فضلاً عن حمى الضنك والحصبة والملاريا».