سنة سجناً للمديرة السابقة لديوان الرئيس التونسي

بتهمة «الإساءة للغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي»

نادية عكاشة (غيتي)
نادية عكاشة (غيتي)
TT

سنة سجناً للمديرة السابقة لديوان الرئيس التونسي

نادية عكاشة (غيتي)
نادية عكاشة (غيتي)

قضت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية في تونس، ليلة أمس الثلاثاء، بالسجن لمدة سنة ضد نادية عكاشة، المديرة السابقة للديوان الرئاسي لقيس سعيد، وغرامة مالية قدرها 600 دينار تونسي (نحو 200 دولار)، وذلك إثر الشكوى التي رفعها قيس القبطني، المندوب السابق لتونس لدى «الأمم المتحدة» منذ سنة 2020.

وجرى توجيه تهمة «الإساءة للغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي»، على خلفية التسريبات المنسوبة لعكاشة، والتي دعت فيها، وفق نص الشكوى، عدداً من المدوِّنين إلى استهداف القبطني عبر مواقع التواصل، و«فضحه» بنشر تفاصيل عن أسباب إقالته من منصبه سفيراً لتونس لدى «الأمم المتحدة»، بعد قيامه بتجاوزات مالية، واتهامه بسوء التصرف في المال العام. كما روَّجت عكاشة تسريباً صوتياً مُدّته دقيقة واحدة، طلبت فيه من مدوِّن فضْح سفير تونس لدى «الأمم المتحدة»، بعد تصريح منسوب له قيل فيه إنه «لم يعد يثق في قيس سعيد».

وكان المندوب السابق لتونس لدى «الأمم المتحدة» قد أكد أن ما تحدثت عنه عكاشة من تجاوزات غير مبرَّر في ميزانية البعثة التونسية، وأن توزيع الهدايا على أعضاء «مجلس الأمن الدولي»، «محض افتراء»، على حد تعبيره.

ونفى القبطني هذه التصريحات، التي اعتبرها «مضحكة وسخيفة»، لكنه أقرّ، في الوقت نفسه، بأن توزيع بعض الهدايا على أعضاء «مجلس الأمن الدولي»، ومبادرته بإهداء لوحة فسيفسائية من مدينة الجم (وسط تونس)، وبعض الكتب النفيسة حول تاريخ تونس، «يندرج ضمن التقاليد المتعارَف عليها، وهي ممارسة معروفة لدى ممثلي كل الدول التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي، وذلك في حدود الميزانية المرصودة لهذا الموضوع، وهي، في كل الحالات، لا تتجاوز مبلغ 4 آلاف دولار، وهذه العملية لا تتطلب تمويلات مالية إضافية»، على حد تعبيره.

واعتبر المندوب السابق لتونس لدى «الأمم المتحدة» أن توزيع تلك الهدايا جرى، خلال رئاسة تونس «مجلس الأمن الدولي»، في يناير (كانون الثاني) 2021، ويندرج ضمن التعريف بالمخزون الحضاري لتونس، والترويج له على المستوى الدولي.

في السياق نفسه، نفى القبطني شراء ستائر جديدة لمقر عمله، مؤكداً أن الستائر الموجودة جرى اقتناؤها منذ أكثر من 20 سنة، وأنه يمكن التأكد من هذه الوقائع.

يُذكر أن الرئيس التونسي أقال عكاشة من منصبها، في شهر يناير 2022، على الرغم من أنها كانت توصَف بـ«الصندوق الأسود»، و«حاملة أسرار» الرئيس، الذي شاركته أبرز محطات مشروعه السياسي منذ دخولها قصر قرطاج في 2019.

خلفت إقالة الرئيس سعيد للقبطني جدلاً سياسياً واسعاً حول أسباب الاستغناء عن خدماته (أ.ف.ب)

كما قرر الرئيس سعيد كذلك، إقالة القبطني من مهامّه، وهو ما خلف، حينها، جدلاً سياسياً واسعاً حول أسباب الإقالة، بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن ضغوط أميركية على تونس أدت إلى الاستغناء عن خدماته.


مقالات ذات صلة

نتنياهو مدافعاً عن نفسه في محكمة تحت الأرض: حياتي صعبة للغاية ولا أكمل سيجارة

شؤون إقليمية نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

نتنياهو مدافعاً عن نفسه في محكمة تحت الأرض: حياتي صعبة للغاية ولا أكمل سيجارة

قالت المحكمة إن بنيامين نتنياهو، المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، سيدلي بشهادته ثلاث مرات في الأسبوع، رغم حرب غزة والتوتر في الشرق الأوسط.

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

بعد فوزه في الانتخابات، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيتخلّص من مشكلاته القانونية بعد طلب الادعاء إسقاط دعوى قلب نتائج انتخابات 2020.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

القضاء يردّ دعوى التآمر المرفوعة ضد ترمب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات

وافقت قاضية أميركية، الاثنين، على طلب النيابة العامة ردّ الدعوى المرفوعة ضدّ الرئيس المنتخب بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي خسرها قبل 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.