أعلنت وزارة الداخليّة التونسية، مساء الثلاثاء، مقتل 4؛ من بينهم منفِّذ العملية، وإصابة 10 أشخاص، بينهم 6 من رجال الأمن، في هجوم وقع في جربة، جنوب البلاد.
وقالت «الداخلية التونسية»، في بيان، إن «عون حرس تابع للمركز البحري للحرس الوطني بأغير جربة، أقدم، مساء اليوم، على قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي، والاستيلاء على الذخيرة، ثمّ حاول الوصول إلى مُحيط معبد الغريبة، وعمد إلى إطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان، والتي تصدّت له ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردته قتيلاً».
الحكومة التونسية: هجوم على كنيس يهودي يسفر عن مقتل 4 أشخاص#صحيفة_الشرق_الأوسط#صحيفة_العرب_الأولى#شاهد_الشرق_الأوسط pic.twitter.com/28UlFrG5OB
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 10, 2023
وأضاف البيان: «العمليّة أسفرت عن إصابة 6 أعوان أمن، بإصابات مُتفاوتة الخطورة، توفّي أحدُهم، كما توفّي اثنان من الزوّار، وإصابة 4 أشخاص آخرين بجُروح متفاوتة، جرى نقلهم إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج».
وذكرت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، أن الزائرين القتيلين هما تونسي (30 سنة)، وفرنسي (42 سنة).
من جانبها، أعلنت السفارة الفرنسية في تونس، اليوم الأربعاء، أنها أنشأت «وحدة أزمة»، وخط طوارئ ساخناً، بعد الهجوم.
وعبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، عن استنكار واشنطن للهجوم في جربة، مشيداً بالتحرك السريع لقوات الأمن التونسية. وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، عبر حسابه على «تويتر»: «تستنكر الولايات المتحدة الهجوم، الذي وقع في تونس، بالتزامن مع الزيارة السنوية التي يقوم بها اليهود من مختلف أنحاء العالم، لكنيس الغريبة اليهودي».
وكانت «هيئة البث الإسرائيلية» الرسمية قد ذكرت أن إطلاقاً للنار استهدف كنيساً يهودياً في جربة، لكن، في وقت لاحق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إطلاق النار وقع خارج الكنيس، وليس بداخله، مشيرة إلى أنه لم تقع إصابات بين زوار الكنيس.
وأظهر مقطع فيديو، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاصاً يقفون في فناء المعبد اليهودي، فيما تردد صوت إطلاق نار. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جَرَت إعادة عدد كبير من اليهود الموجودين في الكنيس، إلى الفنادق وتأمينهم.
وبدأت، يوم الاثنين، في جزيرة جربة التونسية، الطقوس الرسمية لموسم الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة؛ أقدم المعابد اليهودية في شمال أفريقيا، وسط إقبال كبير من تونس وخارجها، ومشاركة رسمية. ويتوافد اليهود من أنحاء العالم على جربة؛ للحج في المعبد، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل أكثر من 2500 عام، ويُعدُّ أيضاً مزاراً سياحياً مهماً، ويضم إحدى أقدم نُسَخ التوراة.
وفُرضت إجراءات أمنية مشدَّدة على الزيارة اليهودية، منذ أن هاجم أحد متشددي «تنظيم القاعدة» المعبد، في عام 2002، بشاحنة ملغومة، مما أسفر عن مقتل 21 سائحاً غربياً.