مع انتهاء موسم الانتخابات، بدأ أصحاب الـ«توك توك» والعجلات الكبيرة برفع الإطارات الحديدية التي تُستخدم لتعليق صور وشعارات المرشحين في شوارع المدن والأحياء.
ويعمل في هذا المجال غالباً أشخاص من أسر فقيرة الدخل يعيشون في الأحياء الشعبية، وقد اعتادوا منذ دورات برلمانية سابقة على جمع هذه الإطارات وبيعها في سوق البضائع المستعملة بأسعار تقل عن نصف قيمتها الأصلية.
وعلى الرغم من صغر حجم العمل، فإن الحصول على أكبر عدد ممكن من «الإطارات الحديدية» يمثل فرصة لكسب مبالغ مالية ملحوظة مقارنة بمداخيلهم اليومية التي لا تتجاوز عادة 25 ألف دينار (نحو 18 دولاراً). وتثير سرعة هؤلاء العمال وكفاءتهم في إنجاز المهمة انتباه المراقبين، على عكس البطء الذي يظهره مرشحون وجهات معنية في إزالة الدعايات بعد انتهاء الانتخابات. ويكاد هؤلاء الفقراء لا يواجهون أي إجراءات قانونية إلا إذا ضبطوا في أثناء رفع اللافتات قبل يوم الاقتراع.

وفي معظم الحالات، يقدم أصحاب الـ«توك توك» خدمات مجانية للمرشحين الذين يتوجب عليهم إزالة شعاراتهم بعد الانتخابات، فيما تفرض مفوضية الانتخابات العليا غرامات مالية تصل إلى مليون دينار (نحو 750 دولاراً) في حال الإخلال بالمهلة.
ولا تخلو عملية رفع الإعلانات من منافسة بين أصحاب العربات الذين يسعون لجني مبالغ إضافية عشية انتهاء اليوم الانتخابي، ورغم كثافة الدعايات الانتخابية التي توزع في الطرق والساحات العامة، فإن تدخل هؤلاء العمال يترك ارتياحاً واسعاً لدى السكان الذين يشهدون شوارعهم وأرصفتها خالية من صور المرشحين في اليوم التالي للاقتراع.
