شبكات التواصل الاجتماعي تستدرج عراقيين للقتال لروسيا

زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

شبكات التواصل الاجتماعي تستدرج عراقيين للقتال لروسيا

زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)
زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

قبل نحو ستة أشهر، نشر العراقي محمّد عماد آخر مقطع فيديو له على «تيك توك»، بدا فيه بزيّ عسكري مبتسماً وسط حقل في أوكرانيا على الأرجح يتصاعد منه دخان، وأرفقه بكلمة «دعاءكم» مع عَلم روسيا.

منذ ذاك الحين، فقدت عائلة محمّد الاتصال به، وسمعت روايات متناقضة عن مصيره: تمّ أسره، أُصيب بجروح، عانى من إنفلونزا. وحتى قُتل بضربة مسيّرة أوكرانية في الحرب المستمرة منذ فبراير (شباط) 2022 والتي أوقعت مئات الآلاف من القتلى.

على غرار شبّان عراقيين آخرين يقاتلون حالياً في أوكرانيا بعدما أغرتهم وعود برواتب مرتفعة وجوازات سفر روسية، سافر محمّد (24 عاماً) إلى روسيا من دون علم أسرته، للانضمام إلى جيشها والقتال في أوكرانيا، وفق ما تروي والدته زينب جبّار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقول جبّار (54 عاماً) بصوت مرتجف وعينين مغرورقتين بالدموع: «ذهب ولم يعد».

وتضيف من منزلها في مدينة المسيب الواقعة جنوب بغداد بينما تحمل صورة ابنها: «نحن العراقيين شهدنا حروباً كثيرة... وتعبنا».

وتسأل بمرارة: «ما علاقتنا بروسيا؟ ما علاقتنا بدولتَين تتحاربان؟».

حين غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وأطاحت حكم صدام حسين، كان محمّد طفلاً صغيراً. شهدت بلاده بعدها موجات من انعدام الاستقرار، وسنوات من الاقتتال الطائفي، تلتها سيطرة تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من البلاد بين عامي 2014 و2017.

ألقت هذه الأزمات بثقلها على العراقيين، خصوصاً الشباب الذين استُدعى الكثير منهم إلى الجيش أو انضموا إلى فصائل حاربت تنظيم «داعش» في العراق، أو قاتلت في سوريا المجاورة دعماً لقوات الرئيس المخلوع بشار الأسد خلال سنوات النزاع.

وفي بلد كلّ شاب (بين 15 و24 عاماً) من إجمالي ثلاثة عاطل فيه عن العمل، وينخر الفساد مؤسساته، توصّلت «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن شبّاناً كثيرين أغرتهم عروض سخية بالنسبة لهم مقابل القتال لصالح روسيا، يُروّج لها مؤثرون على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتتضمّن العروض راتباً شهرياً قدره 2800 دولار، أي ما يعادل نحو أربعة أضعاف ما يمكن أن يتقاضوه في صفوف الجيش العراقي، إضافة إلى مكافأة عند توقيع العقد تصل قيمتها إلى 20 ألف دولار.

صورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لمحمد عماد وهو عراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة... على هاتف محمول بمنزل عائلته في المسيب جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

تجنيد عبر «تيك توك»

تواصلت «وكالة الصحافة الفرنسية» مع أقارب أربعة شبان من عائلات فقيرة سافروا للانضمام إلى الجيش الروسي، ثلاثة منهم في عداد المفقودين. أمّا الرابع فقد عاد إلى عائلته جثة.

كما تحدّثت إلى شاب عراقي يعمل تحت راية الجيش الروسي، وينشر تجربته بتفاصيلها عبر الإنترنت ويقدّم مساعدة للراغبين في الانضمام إليه.

وكتب في أحد منشوراته: «تحت شعار أعطني جندياً عراقياً وسلاحاً روسياً وسوف نحرّر العالم من الاستعمار والاستكبار الغربي».

وتعجّ تطبيقات التواصل الاجتماعي في العراق، مثل «تيك توك» و«تلغرام»، بحسابات تعرض المساعدة على الشباب الراغبين في الانضمام إلى القوات الروسية.

عند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يعتزم تجنيد 16 ألف مقاتل من الشرق الأوسط. وتفيد تقارير بأن نحو ألفَي جندي سوري نظامي توجّهوا إلى روسيا في ذلك الوقت للقتال.

وتسعى قنوات «تلغرام» التي تقدّم العروض اليوم إلى استقطاب شريحة ديموغرافية شابة ومختلفة.

ويعرض المشرفون على تلك القنوات مساعدة للحصول على تأشيرات روسية لشباب عرب، ويتلقّون أسئلة وطلبات من سوريا ومصر والجزائر ودول أخرى.

وقد استخدمت أساليب مماثلة لتجنيد شبان من آسيا الوسطى ومن الهند وبنغلادش والنيبال، وفق ما لاحظه صحافيو «وكالة الصحافة الفرنسية» في هذه الدول.

كما تنشر الحسابات التي تروّج للتجنيد قائمة بالمصطلحات العسكرية الرئيسية مُترجمة إلى الروسية، بينها «نفدت الذخيرة» و«أُنجزت المهمة» و«لدينا ضحايا» و«طائرة مسيّرة مفخخة»، إلخ... لتسهيل التواصل على المجندين متى وصلوا إلى الميدان.

وأورد أحد حسابات «تلغرام» أنه يوفرّ كذلك مساعدات للعراقيين الراغبين في إرسال المال إلى بلدهم.

واتصلت «وكالة الصحافة الفرنسية» برقم شاركته القناة. فأجاب متلقي الاتصال بأن كل ما يلزم هو نسخة عن جواز السفر وعنوان سكن ورقم هاتف، على أن يرسل لاحقاً دعوة للحصول على تأشيرة ومن ثم تغطية تكلفة التذكرة.

«أريد ابني»

لكن بين التعليقات الواردة على مقاطع الفيديو الترويجية، تمكن معاينة تساؤلات من عائلات تبحث عن أبنائها المفقودين.

وتعتقد عائلة محمّد أن الدعاية عبر شبكات التواصل الاجتماعي أغرت ابنها بالسفر إلى روسيا في وقت سابق من هذا العام.

على مدى أسابيع، ظهر محمّد في مقاطع فيديو نشرها على «تيك توك» من روسيا. وتمكنت «وكالة الصحافة الفرنسية» من تحديد موقعه في أحد المقاطع المصوّرة في منطقة أوريول القريبة من الحدود مع أوكرانيا، ومنطقة كورسك، حيث توغلت القوات الأوكرانية في روسيا لمدة ستة أشهر.

ونشر آخر فيديو له على «تيك توك» في 12 مايو (أيار).

وتروي والدته كيف اتصلت به متوسّلة لكي يعود إلى المنزل. كانت تظن في بادئ الأمر أنه يعمل في مخبز في محافظة البصرة في جنوب العراق، لكنه في الحقيقة «ذهب ليقاتل في حرب روسيا وأوكرانيا».

وتوضح «قال لي: لدي حرب... ادعي لي».

وكانت تلك المكالمة الأخيرة بينهما. وتقول الأمّ بحزن شديد: «أريد أن يأتوا لي بابني. لا أريد أي شيء آخر... أريد أن أعرف إن كان حياً أم ميتاً».

وتقضي فاتن، شقيقة محمّد، ساعات لا تحصى على شبكات التواصل الاجتماعي، في محاولة لاقتفاء أثر عراقيين يدّعون أنهم التحقوا بالجيش الروسي، علّها تعلم شيئاً عن مصيره.

وتشرح كيف سمعت روايات مختلفة عن مصير شقيقها من حسابات مختلفة، أكثرها قسوة كان من حساب تابع للشاب عبّاس حمدا لله الذي يستخدم اسم عباس المناصر على مواقع التواصل الاجتماعي.

زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

وعبّاس (27 عاماً) في عداد شبان عراقيين يشاركون تجاربهم في الجيش الروسي على تطبيقي «تيك توك» و«تلغرام». ويعرض المساعدة للراغبين في الالتحاق.

ويبدو أنّ منشورات عباس كانت قد استمالت محمّد. ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن هذا الأخير طلب منه توجيهه وكان مصمماً على السير على خطاه.

وحلّت معلومات عبّاس كالصاعقة على فاتن، بعدما أخبرها أن جثة أخيها موضوعة في مشرحة تابعة للجيش الروسي، بعد مقتله بضربة من مسيّرة أوكرانية قرب باخموت. وحسب عباس، فإن شقيقها أطلق النار على المسيّرة في حين كان مقاتلون آخرون برفقته يختبئون.

وتقول فاتن: «إذا كان ميتاً، نريد جثته»، بينما يعتريها القلق من ألا تحصل العائلة على جثته لدفنه أو تتبلغ رسمياً ماذا حدث له.

وتوضح: «لا يتعلق الأمر بأخي فحسب، إنما كثيرون آخرون مثله. مؤسف أن يموت كل هؤلاء الشباب في روسيا».

في مدينة الناصرية في جنوب العراق، يقول عبد الحسين مطلق (74 عاماً) إن ابنه علاوي سافر برفقة محمّد إلى روسيا، وبقي على تواصل مع عائلته، يرسل لهم صوراً من التدريبات العسكرية إلى أن انقطع عنهم تماماً في الخامس من مايو (أيار).

ويقول الوالد: «لا نفهم ماذا حصل»، مضيفاً: «قلتُ له: لن تستفيد، إنها منطقة غريبة وأناسها غرباء». لكن علاوي أصرّ على إنهاء العقد مع الجيش الروسي.

وفي أحد الفيديوهات التي أرسلها علاوي لعائلته، يظهر مع ثلاثة أشخاص آخرين بينهم محمّد وهو يتوجه بالشكر لعباس المناصر لمساعدتهم على الوصول إلى روسيا.

«هنا الموت»

عام 2023، سافر عبّاس إلى موسكو عازماً، على حدّ قوله، مواصلة رحلته إلى أوروبا، على غرار آلاف من المهاجرين العراقيين. لكنّ الإعلانات المنتشرة في شوارع روسيا والداعية للانضمام إلى الجيش، أغرته بالبقاء.

ويوضح: «لا مستقبل لنا في العراق. حاولت بكلّ السبل هناك، لكنني لم أنجح»، متابعاً: «بالنسبة إليّ، لا يتعلّق الأمر بروسيا أو بأوكرانيا. أولويتي هي عائلتي».

ويشرح أنّه انضم إلى جيش روسيا عام 2024 وبات اليوم يحمل جواز سفرها.

ورغم الصعوبات التي يواجهها، يبدي سعادته لقدرته على إرسال «نحو 2500 دولار شهرياً» إلى عائلته، وهو مبلغ بعيد المنال بالنسبة إلى غالبية الشباب العراقيين.

على حسابه على «تلغرام»، ينشر عبّاس دعوات للحصول على تأشيرات للراغبين في التجنيد. ويقول إن تكلفة التأشيرة تصل إلى ألف دولار، تحصل وكالات السفر على الجزء الأكبر منه.

وحسب موقع السفارة الروسية في العراق، تصل تكلفة تأشيرة الدخول لمرة واحدة إلى 140 دولاراً.

ويقول عباس إنه لا يتقاضى أي أتعاب مقابل خدماته، لكنه يحذّر من «سماسرة» يستغلّون الشبان العراقيين ويأخذون نسبة من المكافأة التي يحصل عليها المجنّد عند توقيع العقد.

وبغضّ النظر عن قيمة المكافأة المالية، يشرح عبّاس أنه يحذّر الراغبين في التجنيد من أن «احتمال الموت هنا» قائم. ويتابع: «شهدنا حروباً وأزمات عدة في العراق، لكن هذه الحرب مختلفة. إنها حرب التكنولوجيا المتقدمة، حرب الطائرات المسيّرة».

مع ذلك، يؤكد أنه لا يشعر بأي ندم إزاء خياره، حتى إنه وقّع عقداً جديداً مع القوات الروسية لعام إضافي.

زينب جبّار تعرض صورة ابنها محمد عماد الذي فقدت الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة في منزلها جنوب بغداد 10 سبتمبر 2025 (أ.ف.ب)

«العار»

منذ بدء الحرب، انضمّ الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى القوات الروسية في أوكرانيا، المجموعة الأكبر منهم من كوريا الشمالية. وتفيد تقارير بأن متطوعين صينيين يقاتلون كذلك إلى جانب القوات الروسية.

في الجهة المقابلة من الجبهة، يقاتل نحو 3500 مقاتل أجنبي إلى جانب الجيش الأوكراني ويتقاضون الرواتب نفسها كالجنود المحليين، وفق ما أفادت سفارة أوكرانيا في العراق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتفاوت التقديرات بشأن عدد العراقيين الذين يقاتلون لصالح روسيا، لكن عددهم بالتأكيد بالمئات.

ويقول السفير الأوكراني لدى العراق إيفان دوفغانيتش إن هؤلاء «لا يقاتلون من أجل فكرة، إنّما يبحثون عن فرصة عمل».

ولم تردّ السفارة الروسية في بغداد على طلبات «وكالة الصحافة الفرنسية» للتعليق.

وروسيا ليست الدولة الأولى التي جذبت عراقيين للقتال في الخارج، فقد انضمّ كثر خلال النزاع الذي شهدته سوريا بدءاً من عام 2011 إلى فصائل عراقية موالية لإيران قاتلت في مناطق سورية عدة دعماً لحكم الأسد.

لكن الدافع لم يكن مادياً، بل حصل ذلك بموجب قرار سياسي من جهات تدور في فلك طهران، أبرز حلفاء الأسد آنذاك. كما عدّ كثيرون القتال «واجباً دينياً» من أجل حماية المراقد الشيعية في سوريا.

والعلاقات بين روسيا والعراق جيدة إجمالاً. وسبق لموسكو أن زوّدت نظام صدام حسين خلال عقود بأسلحة وتدريب عسكري.

ولطالما حرصت بغداد على تأكيد موقفها «الثابت بالحياد» إزاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشدّدة على رفضها أن يقاتل شبابها في صفوف الجيش الروسي.

في سبتمبر (أيلول)، أصدرت محكمة جنايات النجف حكماً بالسجن المؤبد بحق مدان بـ«جريمة الاتجار بالبشر»، متهمة إياه بأنه «أقدم بالاشتراك مع متهمين آخرين على تكوين جماعات وإرسالها للقتال في دول أجنبية لقاء مبالغ مالية».

وقال مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الدولة المقصودة هي روسيا.

وحذّرت السفارة العراقية في موسكو مطلع الشهر ذاته من «محاولات استدراج أو توريط بعض العراقيين المقيمين في روسيا أو خارجها بذرائع مختلفة للمشاركة في الحرب».

ويعدّ كثر في العراق الملتحقين بالجيش الروسي «مرتزقة». وقال عمّ أحد العراقيين المفقودين في روسيا منذ أشهر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يأمل أن تعاقب الحكومة العراقية أولئك الذين يستدرجون الشباب إلى روسيا.

ويعدّ القتال كمرتزقة، كما يصفه البعض، «وصمة عار» في العراق، إلى حدّ أن عائلة مجنّد قُتل في روسيا غادرت مسقط رأسها في جنوب البلاد، خجلاً من مواجهة المجتمع.

وروى أحد أنسباء العائلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» كيف أنها دفنت ابنها، بعيد تسلّمها جثته، تحت جنح الظلام من دون حضور أي من الأقارب.

وتسلّمت العائلة تعويضاً مالياً بقيمة أكثر من 10 آلاف دولار مع الجثة، على حدّ قوله، لكن كثيرين في المجتمع المحلي رأوا أن الشاب أساء بفعلته إلى مجتمعه.

وأضاف الرجل طالباً عدم الكشف عن هويته: «يحترق قلبي من فكرة أن يموت شاب في الخارج ومن ثمّ يُدفن هنا بالسرّ».


مقالات ذات صلة

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

في غضون ساعات، تراجع العراق عن وضع «حزب الله» وجماعة «الحوثي» على قائمة إرهاب، بعد ارتباك وذهول بين أوساط حكومية وسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مناصرون يحملون أعلام «حزب الله» اللبناني في بيروت (رويترز)

السوداني يوجه بالتحقيق في خطأ يتعلق بقائمة لتجميد أموال شملت «حزب الله» و«الحوثيين»

وجَّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، بتحقيق عاجل ومحاسبة المقصرين بشأن الخطأ بقرار لجنة تجميد الأموال.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)
المشرق العربي 
القنصلية الأميركية الجديدة تمتد على مساحة تفوق مائتي ألف متر مربع وتضم منشآت أمنية مخصصة لقوات «المارينز» (إكس)

واشنطن تدعو العراقيين للتعاون ضد ميليشيات إيران

دعا مسؤول أميركي بارز، العراقيين إلى التعاون «لمنع الميليشيات الإيرانية من تقويض الاستقرار» في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال مراسم افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل بإقليم كردستان العراق (شبكة روداو)

واشنطن للتعاون مع الشركاء العراقيين لتقويض الميليشيات الإيرانية

قالت الولايات المتحدة إنها تكثف تعاونها مع بغداد وأربيل لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من تقويض استقرار العراق.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
TT

«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)

تسود توقعات في حركة «حماس» بحدوث عملية اغتيال إسرائيلية جديدة لبعض قياداتها خارج الأراضي الفلسطينية.

وتحدثت مصادر كبيرة في الحركة إلى «الشرق الأوسط» عن تزايد في معدلات القلق من استهداف المستوى القيادي، خصوصاً بعد اغتيال المسؤول البارز في «حزب الله» اللبناني، هيثم الطبطبائي.

وتحدث أحد المصادر عن أن «هناك تقديرات باستهداف قيادات الحركة في دولة غير عربية»، رافضاً تحديدها بدقة.

واطلعت «الشرق الأوسط»، على ورقة تعليمات داخلية تم توزيعها على قيادات «حماس» في الخارج، تتعلق بالأمن الشخصي والإجراءات الاحتياطية لتلافي أي اغتيالات محتملة، أو على الأقل التقليل من أضرارها.

وجاء في الورقة أنه يجب «إلغاء أي اجتماعات ثابتة في مكان واحد، واللجوء إلى الاجتماعات غير الدورية في مواقع متغيرة».

وتدعو التعليمات القيادات إلى «عزل الهواتف النقالة تماماً عن مكان الاجتماع، بما لا يقل عن 70 متراً، ومنع إدخال أي أجهزة طبية أو إلكترونية أخرى، بما في ذلك الساعات، إلى أماكن الاجتماعات».

في غضون ذلك، أفادت مصادر في غزة بأن مقتل زعيم الميليشيا المسلحة المناوئة لـ«حماس»، ياسر أبو شباب، أمس، جاء في سياق اشتباكات قبلية على يد اثنين من أبناء قبيلته الترابين.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن شخصين شاركا في قتل أبو شباب، ينتميان إلى عائلتي الدباري وأبو سنيمة؛ إذ إن العائلتين إلى جانب أبو شباب ينتمون جميعاً إلى قبيلة الترابين.


إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات

لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات

لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

حسمت إسرائيل، أمس، التضارب في مواقف مسؤوليها حول «الجو الإيجابي» الناجم عن المفاوضات المدنية مع لبنان، وأعطت إشارة واضحة إلى أنها ستتعامل معها بمعزل عن المسار العسكري؛ إذ شنت غارات استهدفت أربعة منازل في جنوب لبنان، أحدها شمال الليطاني، بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع لجنة تنفيذ مراقبة اتفاق وقف النار «الميكانيزم».

وبدا التصعيد الإسرائيلي رداً على ما سربته وسائل إعلام لبنانية بأن مهمة السفير سيمون كرم، وهو رئيس الوفد التفاوضي مع إسرائيل، تمثلت في بحث وقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وتصحيح النقاط على الخط الأزرق فقط، فيما أفادت قناة «الجديد» المحلية بأن رئيس الجمهورية جوزيف عون «أكد أن لبنان لم يدخل التطبيع، ولا عقد اتفاقية سلام».

وقال الرئيس عون خلال جلسة الحكومة، مساء أمس: «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي»، مشدداً على ضرورة أن «تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب».


العراق «يُصحّح خطأ» تصنيف حلفاء إيران إرهابيين

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
TT

العراق «يُصحّح خطأ» تصنيف حلفاء إيران إرهابيين

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)

أثار نشر العراق، أمس (الخميس)، معلومات عن تجميد أموال «حزب الله» اللبناني، وجماعة «الحوثي» في اليمن، باعتبارهما مجموعتين «إرهابيتين»، صدمة واسعة، قبل أن تتراجع الحكومة، وتقول إنه «خطأ غير منقّح» سيتم تصحيحه.

وكانت جريدة «الوقائع» الرسمية قد أعلنت قائمة تضم أكثر من 100 كيان وشخص على ارتباط بالإرهاب، في خطوة رأى مراقبون أنها كانت ستُرضي واشنطن، وتزيد الضغط على طهران، قبل سحبها.

وأثار القرار غضب قوى «الإطار التنسيقي» الموالية لإيران؛ إذ وصف قادتها خطوة الحكومة التي يرأسها محمد شياع السوداني بأنها «خيانة»، فيما نفى البنك المركزي وجود موافقة رسمية على إدراج الجماعتين.

وقالت لجنة تجميد الأموال إن القائمة كان يُفترض أن تقتصر على أسماء مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» امتثالاً لقرارات دولية، وإن إدراج جماعات أخرى وقع قبل اكتمال المراجعة.

ووجّه السوداني بفتح تحقيق، وسط جدل سياسي متصاعد حول مساعيه لولاية ثانية.

وجاءت التطورات بعد دعوة أميركية إلى بغداد لـ«تقويض الميليشيات الإيرانية»، وفي ذروة مفاوضات صعبة بين الأحزاب الشيعية لاختيار مرشح توافقي لرئاسة الحكومة الجديدة.