«حرب رسائل» بين الصدر والتحالف الحاكم تربك انتخابات العراق

مصادر ترجح رغبة التيار الصدري في تأجيل الاقتراع

مقتدى الصدر (أرشيفية)
مقتدى الصدر (أرشيفية)
TT

«حرب رسائل» بين الصدر والتحالف الحاكم تربك انتخابات العراق

مقتدى الصدر (أرشيفية)
مقتدى الصدر (أرشيفية)

قبل يومين من انطلاق الحملة الدعائية للأحزاب العراقية المتنافسة في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تشتد حرب الرسائل وجس النبض بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وأطراف في التحالف الحاكم، «الإطار التنسيقي»، في حين تحدث مقربون من رجل الدين الشيعي بأنه «قد يراهن على تأجيل الانتخابات أو إجرائها تحت إشراف دولي لضمان نزاهتها».

وحسب اللوائح، فإن للمرشحين الحق في إطلاق دعايتهم يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول). وقالت مفوضية الانتخابات إن الحملات يجب أن تتوقف مساء يوم 3 نوفمبر المقبل، ليجري الاقتراع العام يوم 11 من الشهر نفسه، في أرجاء البلاد.

وبوسع أكثر من 21 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم لانتخاب 329 نائباً للبرلمان العراقي الجديد، لكن المؤشرات العامة تفيد بأن مقاطعة وازنة ستؤثر على نسب التصويت، لا سيما مع إعلان الصدر المقاطعة.

رسائل الصدر

رغم المقاطعة، لم يترك الصدر المجال العام دون محاولة التأثير على خصومه في «الإطار التنسيقي» الذين يعدّون العدّة لما يوصف غالباً في وسائل الإعلام المحلية بأنها «الانتخابات الأشرس» في العراق بعد عام 2003.

وكان الصدر قد حذَّر من سيناريو مزعوم لاستهداف معقله في مدينة النجف (جنوب غرب)، قبل أن يعود ليحذّر من «تصعيد يسبق الانتخابات» التي وصفها بـ«المهملة»؛ لأنها «الأولى التي لا يشارك فيها تياره منذ عام 2003».

وقال الصدر في بيان مطوَّل نشره في «إكس» مساء الثلاثاء، إن البلاد مقبلة على تصعيد خطير من «عشاق السلطة ومحبي الكراسي»، مؤكداً أن التيار الصدري «لن ينجرّ إلى الفتنة»، وأن رهانه سيبقى على وعي أنصاره.

وتفاعل مدونون مع تصريحات الصدر. وقال كثيرون إن «حرب رسائل وجس نبض تقليدية بين التيار والإطار بدأت تتصاعد مع انطلاق الحملات الدعائية».

قوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور رئيس الحكومة محمد السوداني (واع)

خيارات بديلة

في ظل أجواء مشحونة تسبق الحملات الانتخابية، تواصل مواقف التيار الصدري تصدّر المشهد، وأكدت مصادر وصفت نفسها بأنها مقربة من زعيم التيار الصدري أن مواقفه الأخيرة تحمل رسالة إلى قوى «الإطار التنسيقي» مفادها أن التيار، رغم انسحابه من السباق الانتخابي، ما زال مؤثراً في الساحة.

وأوضحت المصاد أن الصدر يرفض العودة إلى منهج التوافق السياسي والمحاصصة، ويدعو إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية أو معارضة فاعلة، وفق وكالة «شفق نيوز» المحلية.

في المقابل، أفاد مصدر مطلع على مواقف «الإطار التنسيقي» بأن الصدر رفض عرضاً قدّمه الإطار، تضمن موافقته على تسمية رئيس الوزراء المقبل مقابل عدم التدخل في مسار الانتخابات.

وبيّن المصدر أن الصدر حدّد ثلاثة سيناريوهات للفترة المقبلة، أبرزها العودة إلى الشارع، أو دعم المقاطعة الشعبية، أو الدفع باتجاه تأجيل الانتخابات.

إلى ذلك، رأى مناف الموسوي، المحلل المقرب من التيار الصدري، أن تغريدة الصدر الأخيرة جاءت لتهدئة الأوضاع، نافياً صحة بعض التسريبات التي تحدثت عن نية الصدر تسمية رئيس الوزراء المقبل، مشيراً إلى أن التيار يركز حالياً على مشروعه الإصلاحي.

وكانت تقارير محلية نقلت مزاعم عن وجود رسائل دولية غير رسمية تعبّر عن قلق من الظروف المحيطة بالانتخابات المقبلة، وسط مؤشرات على احتمال تدنّي نسب المشاركة؛ ما يضيف مزيداً من التعقيد على المشهد السياسي والانتخابي في البلاد.

في السياق نفسه، شدد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي على «ضرورة الاحتكام على صناديق الاقتراع»، مشيراً إلى أن «أي خيار آخر لتغيير الواقع لن يفضي إلى حلول مرضية للجميع».

وقال بيان لمكتب المالكي إن بحث التطورات الإقليمية مع السفير الإيطالي الجديد لدى العراق نيكولو فونتانا. كما أكد «استعداد العراق لخوض الاستحقاق الانتخابي المرتقب من أجل تشكيل حكومة منتخبة بالسرعة الممكنة لتكون قادرة على تلبية طموح العراقيين»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

بارزاني: رئاسة العراق استحقاق كردي رغم رمزية المنصب

المشرق العربي رئيس «الحزب الديمقراطي» الكردستاني مسعود بارزاني (شبكة روداو)

بارزاني: رئاسة العراق استحقاق كردي رغم رمزية المنصب

قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني إن منصب رئاسة الجمهورية في العراق يحمل بعداً رمزياً للكرد وفق العرف السياسي القائم منذ عام 2005.

حمزة مصطفى (بغداد )
المشرق العربي مجموعة من مسلحي «كتائب حزب الله» العراقي (أ.ف.ب)

فصيل مسلح يدعو إلى «مشاركة فاعلة» في انتخابات العراق

في تطور مفاجئ، أعلن فصيل مسلح موالٍ لإيران عن دخوله العلني الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر الحالي.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية مقاتلون من «حزب العمال الكردستاني» يصطفون خلال حفل نزع سلاح في جبل قنديل بالعراق 26 أكتوبر 2025 (رويترز)

تركيا تُعدّ قانوناً يخوّل مقاتلي «العمال الكردستاني» العودة في إطار خطة سلام

بدأت تركيا العمل على قانون يسمح للآلاف من مقاتلي «العمال الكردستاني» والمدنيين بالعودة إلى ديارهم من مخابئ في شمال العراق في إطار مفاوضات لإنهاء صراع طويل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
رياضة عالمية جانب من تحضيرات العراق (تصوير: علي خمج)

غياب إبراهيم بايش عن تشكيلة العراق لمواجهتَي الإمارات

أعلن مدرب منتخب العراق لكرة القدم، الأسترالي غراهام آرنولد، الخميس، قائمة تضم 25 لاعباً لمواجهتَي منتخب الإمارات الحاسمتين ضمن «الملحق الآسيوي».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مركبة تمر أمام ملصقات انتخابية بمدينة الصدر شرق بغداد استعداداً للانتخابات البرلمانية (أ.ف.ب)

خصوم الصدر يرجحون مشاركة أنصاره في انتخابات العراق

رجح حزب بارز في تحالف «الإطار التنسيقي» بالعراق أن يصوت جمهور «التيار الصدري» المقاطع لمصلحة أحزاب شيعية أخرى، رغم التزام أوامر مقتدى الصدر.

حمزة مصطفى (بغداد)

الشرع إلى البيت الأبيض بـ«صفحة بيضاء»

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي رئيس البرازيل لويز لولا دا سيلفا في مدينة بيليم بولاية بارا على هامش مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) يوم الخميس (الرئاسة البرازيلية - أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي رئيس البرازيل لويز لولا دا سيلفا في مدينة بيليم بولاية بارا على هامش مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) يوم الخميس (الرئاسة البرازيلية - أ.ف.ب)
TT

الشرع إلى البيت الأبيض بـ«صفحة بيضاء»

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي رئيس البرازيل لويز لولا دا سيلفا في مدينة بيليم بولاية بارا على هامش مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) يوم الخميس (الرئاسة البرازيلية - أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي رئيس البرازيل لويز لولا دا سيلفا في مدينة بيليم بولاية بارا على هامش مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) يوم الخميس (الرئاسة البرازيلية - أ.ف.ب)

تتجه الأنظار إلى لقاء يوصف بأنه تاريخي في البيت الأبيض بعد غدٍ، الاثنين، حيث يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، نظيره السوري أحمد الشرع، في أول زيارة من نوعها لرئيس سوري إلى العاصمة الأميركية.

وحظي الشرع، عشية اللقاء، بدعم أممي واضح، إذ صوّت مجلس الأمن، الخميس، على رفع اسمه من قائمة عقوبات الإرهاب الأممية، في خطوة تمنحه «صفحة بيضاء» قبل ولوج البيت الأبيض، وتُكرس جهوده لإعادة سوريا إلى المجتمع الدولي بعد عزلة طويلة خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويُنتظر أن يوقع الشرع خلال زيارته البيت الأبيض على اتفاق لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقبل انتقاله إلى واشنطن، شارك الشرع في مؤتمر المناخ الأممي (كوب 30) في البرازيل.

وصوّت مجلس الأمن على قرار بموجب الفصل السابع أعدته البعثة الأميركية، بغالبية 14 من الأصوات الـ15 في المجلس، فيما امتنعت الصين عن التصويت.

ويشطب القرار اسمي الشرع ووزير داخليته أنس خطاب، من قائمة الجزاءات المفروضة على «داعش» و«القاعدة». وسارعت بريطانيا إلى رفع عقوباتها عنهما، فيما أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للقيام بخطوة مماثلة.


ترمب يرى «قوة غزة» قريبة جداً... وإسرائيل تحارب الأنفاق

فلسطينيون يفرون من قنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلي نحوهم بعد احتجاجهم أمس على مصادرة المستوطنين لأراضيهم شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من قنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلي نحوهم بعد احتجاجهم أمس على مصادرة المستوطنين لأراضيهم شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
TT

ترمب يرى «قوة غزة» قريبة جداً... وإسرائيل تحارب الأنفاق

فلسطينيون يفرون من قنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلي نحوهم بعد احتجاجهم أمس على مصادرة المستوطنين لأراضيهم شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من قنابل غاز أطلقها الجيش الإسرائيلي نحوهم بعد احتجاجهم أمس على مصادرة المستوطنين لأراضيهم شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن القوات الدولية ستنتشر في غزة في وقت قريب جداً، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ليعلن أنه أصدر أوامر إلى الجيش بتدمير ومحو جميع أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة، «حتى آخر نفق».

وعزز الإجراء الإسرائيلي التقديرات الفلسطينية والإقليمية بأن تل أبيب تفضل التعامل المباشر مع «حماس»، وليس عبر القوة المنتظرة، التي تنص صلاحياتها على نزع سلاح الحركة، وقال كاتس، في تغريدة عبر حسابه في منصة «إكس»: «إذا لم تكن هناك أنفاق، فلن تكون هناك (حماس)».

وتسعى إسرائيل إلى هزيمة «حماس» من خلال تجريدها من سلاحها وتدمير شبكة أنفاقها، وهي مهمة لم تستطع إنجازها خلال عامين من الحرب المدمرة.

وقال المعلق العسكري في صحيفة «معاريف» آفي أشكنازي إن «تصريح كاتس الحازم، جاء في وقت قرر فيه الجيش الإسرائيلي تكثيف وتيرة العمل في القطاع لتحقيق المزيد من الإنجازات، قبل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق».


بيروت تتمسك بالتفاوض لحل النزاع مع إسرائيل


الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
TT

بيروت تتمسك بالتفاوض لحل النزاع مع إسرائيل


الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)

جدد مسؤولون لبنانيون، أمس، تمسكهم بالتفاوض مع إسرائيل عبر آلية اللجنة الدولية المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المعروفة بـ«الميكانيزم»، في أعقاب إعلان «حزب الله»، الخميس، رفضه «التفاوض السياسي».

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون تمسك لبنان بهذه الآلية، وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لا بديل عن «الميكانيزم»، وكذلك رد رئيس الحكومة نواف سلام على الحزب بأن «قرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها».

وجزم بري لـ«الشرق الأوسط» بأن «التطبيع مع إسرائيل غير وارد»، قائلاً: «من يطلب التطبيع فعليه أن يعرف أنه غير ممكن».

وأوضح برى أنه «لا مانع من الاستعانة بمدنيين اختصاصيين في (الميكانيزم) عند الحاجة إلى ذلك، كما حصل عند ترسيم الخط الأزرق الحدودي عام 2000»، مشدداً على {أن كل التهديدات والغارات الإسرائيلية لن تغير في موقفنا هذا}.