التحالف الحاكم يتمسك بالانتخابات العراقية «في موعدها»

مصادر تتحدث عن «انقسامات حزبية»... وتحذيرات من «الفتنة»

جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
TT

التحالف الحاكم يتمسك بالانتخابات العراقية «في موعدها»

جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)
جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

جدَّد تحالف «الإطار التنسيقي»، الذي يقود الحكومة، تمسكه بإجراء الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكنه حذّر من تصاعد الخطاب الطائفي.

وتساور ساسة ومراقبين شكوك حول إجراء الانتخابات في موعدها، في حال تفجرت الأوضاع الإقليمية، وتجدد الصدام المسلح بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى.

وعقد «الإطار» اجتماعه الدوري مساء الاثنين، وخصصه لـ«بحث الأوضاع الراهنة في البلاد والمنطقة، وما تفرضه من استحقاقات وتحديات تستوجب تضافر الجهود الوطنية وتوحيد المواقف» حسب بيان صحافي.

وأكَّد المجتمعون خلال الاجتماع «ضرورة الالتزام بإجرائها في موعدها الدستوري، مع توفير الأجواء الملائمة لإنجاحها وضمان شفافيتها ونزاهتها، بما يرسخ ثقة المواطنين، ويُعزز المسار الديمقراطي».

وأعرب «التنسيقي»، حسب البيان، عن قلقه إزاء «تصاعد النبرة الطائفية في بعض الخطابات والتصريحات، محذراً من خطورة انعكاساتها على السلم الأهلي ووحدة الصف الوطني».

وشدد التحالف على أن «حماية النسيج الاجتماعي العراقي تظل أولوية وطنية، تستدعي مسؤولية مشتركة من جميع القوى السياسية والإعلامية والدينية».

صورة وزَّعها «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد

«المد الطائفي»

غالباً ما يرتبط تصاعد الخطاب الطائفي بالأشهر التي تسبق موعد الانتخابات، في مسعى لكسب أصوات الناخبين المتأثرين بالمد الطائفي، وينظر المنتقدون لهذا النوع من الخطابات بوصفه تعبيراً عن «إخفاق» القوى السياسية النافذة في تحقيق أي مكاسب حقيقية لجمهورها، فتستعيض عن ذلك بإثارة المشاعر الطائفية لكسب ناخبيها.

وانطلقت الحملات الانتخابية في وقت مبكر قبل موعدها الرسمي الذي يُصادف مطلع الشهر المقبل، وعمدت معظم الشخصيات والتحالفات المشاركة إلى نشر شعارات وصور مرشحيها في شوارع وأرصفة المدن العراقية، خصوصاً العاصمة بغداد.

ويبدو أن تلك القوى اهتدت إلى «حيلة» دعائية لتلافي العقوبات التي تفرضها مفوضية الانتخابات على الأحزاب والكتل المشاركة، التي تبدأ حملاتها الانتخابية قبل موعدها المحدد، وتتمثل تلك الحيلة في تلافي ذكر «رقم الائتلاف الانتخابي وتسلسل المرشح» على البوسترات المنتشرة في الشوارع.

موظف في «مفوضية الانتخابات» العراقية يحمل صندوقاً بمركز في الكرخ لفرز أصوات الانتخابات المحلية خلال ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

انقسام التحالف الحاكم

ورغم محافظة «التنسيقي» على اجتماعه «الدوري»، فإن مصادر تُشير إلى انقسامات جدية بين قواه، بالنظر لحالة التنافس التي يفرضها السباق الانتخابي؛ حيث فضلت معظم القوى الرئيسية داخل «الإطار» خوض الانتخابات بشكل منفرد، وبعيداً عن بقية الأطراف.

ورغم «الفرصة الانتخابية» التي منحها «التيار الصدري» لـ«الإطار التنسيقي» إثر إعلان زعيمه مقتدى الصدر مقاطعة الانتخابات المقبلة، بما يُمثله تياره من ثقل شعبي داخل المكوّن الشيعي، فإن عدداً غير قليل من أطراف وشخصيات الإطار يخشى التعرّض لـ«انتكاسة انتخابية» لصالح قوى غير شيعية، لا سيما في العاصمة بغداد.

ويؤكد مصدر مطلع على كواليس قوى «الإطار» لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثمة خشية حقيقية من عزوف الناخبين الشيعة عن المشاركة في الانتخابات مع حالة الشك التي تدور حول نتائج الانتخابات، وعزوف (التيار الصدري)».

ويُشير إلى أن «حالة العزوف ستترتب عليها خسارة كبيرة للقوى الشيعية، في بغداد خصوصاً؛ لأن لها نحو خُمس مقاعد البرلمان، برصيد 69 مقعداً، ومن المرجّح أن تحصد قوى سنّية منافسة عدداً كبيراً من تلك المقاعد».

وحول ما يتردد عن انفراط عقد «التنسيقي» واقتصاره عن «مجلس مصغر» يضم قلة من القادة، يرى المصدر أن «الأمر طبيعي جداً، في ظل الظروف الحالية والتنافس الشديد والتقاطع في وجهات النظر من مختلف القضايا، خصوصاً الموقف من تولي محمد السوداني رئاسة الوزراء لمرة ثانية؛ حيث ينقسم الإطاران بالطول والعرض حول هذه القضية».

ويتوقع المصدر أن «يلتئم شمل (الإطار التنسيقي) مجدداً بعد إعلان نتائج الانتخابات، بوصفه الجهة المسؤولة عن تشكيل الحكومة المقبلة، مهما كان حجم مقاعده وأصواته، كونه يُعد (الممثل الأوحد) للمكوّن الشيعي، في ظل غياب (التيار الصدري)».

بدوره، قال النائب المستقل سجاد سالم، إن «(الإطار التنسيقي) لا يُمثل سوى 4 في المائة من الشارع، لكنه يمتلك السلاح الذي يمنحه نفوذاً سياسياً واقتصادياً».

ووصف -خلال حوار في ملتقى الديمقراطية، الثلاثاء- المشهد السياسي بـ«المسدود»، ذلك أن «القرار (السياسي) محتجز بيد 4 أو 5 أشخاص فقط، وأن البرلمان في دورته الخامسة عاجز عن تمرير القوانين الجوهرية».


مقالات ذات صلة

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

في غضون ساعات، تراجع العراق عن وضع «حزب الله» وجماعة «الحوثي» على قائمة إرهاب، بعد ارتباك وذهول بين أوساط حكومية وسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مناصرون يحملون أعلام «حزب الله» اللبناني في بيروت (رويترز)

السوداني يوجه بالتحقيق في خطأ يتعلق بقائمة لتجميد أموال شملت «حزب الله» و«الحوثيين»

وجَّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، بتحقيق عاجل ومحاسبة المقصرين بشأن الخطأ بقرار لجنة تجميد الأموال.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)
المشرق العربي 
القنصلية الأميركية الجديدة تمتد على مساحة تفوق مائتي ألف متر مربع وتضم منشآت أمنية مخصصة لقوات «المارينز» (إكس)

واشنطن تدعو العراقيين للتعاون ضد ميليشيات إيران

دعا مسؤول أميركي بارز، العراقيين إلى التعاون «لمنع الميليشيات الإيرانية من تقويض الاستقرار» في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال مراسم افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل بإقليم كردستان العراق (شبكة روداو)

واشنطن للتعاون مع الشركاء العراقيين لتقويض الميليشيات الإيرانية

قالت الولايات المتحدة إنها تكثف تعاونها مع بغداد وأربيل لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من تقويض استقرار العراق.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
TT

«حماس» تتوقع محاولة اغتيال لقادتها في الخارج

المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)
المبنى المتضرر من الهجوم الإسرائيلي على قادة «حماس» في الدوحة (رويترز)

تسود توقعات في حركة «حماس» بحدوث عملية اغتيال إسرائيلية جديدة لبعض قياداتها خارج الأراضي الفلسطينية.

وتحدثت مصادر كبيرة في الحركة إلى «الشرق الأوسط» عن تزايد في معدلات القلق من استهداف المستوى القيادي، خصوصاً بعد اغتيال المسؤول البارز في «حزب الله» اللبناني، هيثم الطبطبائي.

وتحدث أحد المصادر عن أن «هناك تقديرات باستهداف قيادات الحركة في دولة غير عربية»، رافضاً تحديدها بدقة.

واطلعت «الشرق الأوسط»، على ورقة تعليمات داخلية تم توزيعها على قيادات «حماس» في الخارج، تتعلق بالأمن الشخصي والإجراءات الاحتياطية لتلافي أي اغتيالات محتملة، أو على الأقل التقليل من أضرارها.

وجاء في الورقة أنه يجب «إلغاء أي اجتماعات ثابتة في مكان واحد، واللجوء إلى الاجتماعات غير الدورية في مواقع متغيرة».

وتدعو التعليمات القيادات إلى «عزل الهواتف النقالة تماماً عن مكان الاجتماع، بما لا يقل عن 70 متراً، ومنع إدخال أي أجهزة طبية أو إلكترونية أخرى، بما في ذلك الساعات، إلى أماكن الاجتماعات».

في غضون ذلك، أفادت مصادر في غزة بأن مقتل زعيم الميليشيا المسلحة المناوئة لـ«حماس»، ياسر أبو شباب، أمس، جاء في سياق اشتباكات قبلية على يد اثنين من أبناء قبيلته الترابين.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن شخصين شاركا في قتل أبو شباب، ينتميان إلى عائلتي الدباري وأبو سنيمة؛ إذ إن العائلتين إلى جانب أبو شباب ينتمون جميعاً إلى قبيلة الترابين.


إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات

لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقابل الانفتاح الدبلوماسي اللبناني بغارات

لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)
لبنانيون يشاهدون عمليات البحث عن ناجين في موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية جباع جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

حسمت إسرائيل، أمس، التضارب في مواقف مسؤوليها حول «الجو الإيجابي» الناجم عن المفاوضات المدنية مع لبنان، وأعطت إشارة واضحة إلى أنها ستتعامل معها بمعزل عن المسار العسكري؛ إذ شنت غارات استهدفت أربعة منازل في جنوب لبنان، أحدها شمال الليطاني، بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع لجنة تنفيذ مراقبة اتفاق وقف النار «الميكانيزم».

وبدا التصعيد الإسرائيلي رداً على ما سربته وسائل إعلام لبنانية بأن مهمة السفير سيمون كرم، وهو رئيس الوفد التفاوضي مع إسرائيل، تمثلت في بحث وقف الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وتصحيح النقاط على الخط الأزرق فقط، فيما أفادت قناة «الجديد» المحلية بأن رئيس الجمهورية جوزيف عون «أكد أن لبنان لم يدخل التطبيع، ولا عقد اتفاقية سلام».

وقال الرئيس عون خلال جلسة الحكومة، مساء أمس: «من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج، ولكنها مهدت الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الحالي»، مشدداً على ضرورة أن «تسود لغة التفاوض بدل لغة الحرب».


العراق «يُصحّح خطأ» تصنيف حلفاء إيران إرهابيين

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
TT

العراق «يُصحّح خطأ» تصنيف حلفاء إيران إرهابيين

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)

أثار نشر العراق، أمس (الخميس)، معلومات عن تجميد أموال «حزب الله» اللبناني، وجماعة «الحوثي» في اليمن، باعتبارهما مجموعتين «إرهابيتين»، صدمة واسعة، قبل أن تتراجع الحكومة، وتقول إنه «خطأ غير منقّح» سيتم تصحيحه.

وكانت جريدة «الوقائع» الرسمية قد أعلنت قائمة تضم أكثر من 100 كيان وشخص على ارتباط بالإرهاب، في خطوة رأى مراقبون أنها كانت ستُرضي واشنطن، وتزيد الضغط على طهران، قبل سحبها.

وأثار القرار غضب قوى «الإطار التنسيقي» الموالية لإيران؛ إذ وصف قادتها خطوة الحكومة التي يرأسها محمد شياع السوداني بأنها «خيانة»، فيما نفى البنك المركزي وجود موافقة رسمية على إدراج الجماعتين.

وقالت لجنة تجميد الأموال إن القائمة كان يُفترض أن تقتصر على أسماء مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» امتثالاً لقرارات دولية، وإن إدراج جماعات أخرى وقع قبل اكتمال المراجعة.

ووجّه السوداني بفتح تحقيق، وسط جدل سياسي متصاعد حول مساعيه لولاية ثانية.

وجاءت التطورات بعد دعوة أميركية إلى بغداد لـ«تقويض الميليشيات الإيرانية»، وفي ذروة مفاوضات صعبة بين الأحزاب الشيعية لاختيار مرشح توافقي لرئاسة الحكومة الجديدة.