تراجع المشاركة في مظاهرات «حق تقرير المصير» في السويداء

خبير سياسي لا يرى أفقاً لتحقيق مطالب الهجري الانفصالية

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
TT

تراجع المشاركة في مظاهرات «حق تقرير المصير» في السويداء

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)
من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء يطالب فيها المشاركون بحق تقرير المصير (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

تراجع بشكل ملحوظ زخم المظاهرات التي باتت تخرج تحت عنوان «حق تقرير المصير» كل يوم سبت، في مناطق بمحافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب سوريا.

وأظهرت صور نشرتها مواقع إلكترونية وصفحات على موقع «فيسبوك» تُعنى بنقل أخبار السويداء، خروج عشرات في «ساحة الكرامة» بمدينة السويداء وعشرات آخرين في مدينة شهبا، في مظاهرات تحت عنوان «حق تقرير المصير».

ورفع المشاركون العلم الإسرائيلي إلى جانب راية الطائفة الدرزية، ولافتات كُتب على إحداها «خيارنا الوحيد الاستقلال»، وعلى أخرى «حق تقرير المصير حق مقدس»، مع تذييل لافتات بعبارة «أحرار الباشان» في إشارة إلى الاسم التوراتي لمنطقة جبل العرب.

كما رفع مشاركون صوراً للرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، موفق طريف، الذي يُبدي مواقف داعمة لمطالب الهجري بانفصال السويداء عن الدولة السورية، وفتح معبر بري من إسرائيل إلى المحافظة.

ويُلاحظ في مظاهرات اليوم تراجع عدد المشاركين بعد أن كان يُشارك فيها أعداد أكبر من ذلك منذ خروجها قبل عدة أسابيع تحت شعار «حق تقرير المصير» في أيام السبت، يوم العطلة الرسمية في إسرائيل، في إشارة إلى الارتباط بالأخيرة، وذلك في أعقاب إعلان الهجري عن مطالبه الانفصالية، وفتح معبر للسويداء من إسرائيل.

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء ورفعت خلالها أعلام إسرائيلية (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

يأتي ذلك بعد تجديد الهجري الخميس الماضي، في كلمة مصورة بثّتها الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية للطائفة، مطالبه بالانفصال وتشكيل كيان مستقل، وتمسكه بحق تقرير المصير.

وزعم الهجري، أن «الكفاءات والكوادر المحلية جاهزة لإدارة شؤون المنطقة، بما يضمن الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية».

وعلى الرغم من عدم صدور موقف من الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدعم ما يُطالب به الهجري، جدّد الأخير شكره إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ودول الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري على مساندته، داعياً إلى استمرار هذه المساندة والعمل على فتح معابر دولية لفك ما سمّاه «الحصار» المفروض على أبناء السويداء.

وردّ أبناء العشائر المهجّرين قسرياً من السويداء بسبب ممارسات فصائل الهجري في بيان أصدروه أمس على كلمة الهجري، بتأكيد أنّهم أصحاب الحق في الأرض والقرار، وأنهم لن يقبلوا بتقسيم سوريا أو التنازل عن حقوقهم.

من المظاهرة التي خرجت في مدينة شهبا بريف السويداء ويظهر فيها تراجع عدد المشاركين (صفحة موقع «الراصد» على «فيسبوك»)

وجاء في البيان أن «مَن يتباكى على المخطوفين اليوم هو نفسه مَن خطف وقتل وذبح أبناء العشائر، وحرّض على تهجيرهم، وأمر بقتل الأطفال والنساء وكبار السن، ونهب البيوت والأراضي والمواشي، وأحرق الجثث، في جرائم ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان».

وأكّد أبناء العشائر أنّ الهجري وميليشياته «يتجاهلون عمداً أنهم هم مَن استولوا على بيوت وقرى وأحياء المهجّرين، وهجّروا ما يقارب 30 في المائة من سكان السويداء، إضافة إلى أبناء الطائفة السنية من باقي المحافظات المقيمين فيها منذ عشرات السنين».

يُذكر أن الهجري، من المرجعيات الدينية الثلاث للطائفة الدرزية في سوريا، قد صعّد من نبرته المناهضة للحكومة في دمشق، وذلك في أعقاب أحداث يوليو (تموز) الماضي، التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والمقاتلين من العشائر والفصائل الدرزية، إلى جانب عناصر من الجيش وقوى الأمن الحكومية، خلال محاولتها فضّ الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين من البدو وآخرين من أبناء الطائفة الدرزية.

كما صعّد الهجري، الذي يشكر إسرائيل دائماً على دعمها للدروز في سوريا من دعواته الانفصالية.

جاء ذلك بعدما شكّل الهجري ما يُسمى «الحرس الوطني» في السويداء من فصائل درزية محلية، وما تُسمى «اللجنة القانونية العليا» و«لجان الإدارة المحلية» في المحافظة، كما أعلن في بداية أغسطس (آب) الماضي عن تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة، وتعيين قائد للأمن الداخلي.

المظاهرة في ساحة الكرامة بمدينة السويداء ويظهر فيها تراجع عدد المشاركين (السويداء 24)

ولم يطرأ أي تحسن على الوضع في السويداء بعد الإجراءات التي قام بها الهجري، وفق ما أكده مصدر محلي رفيع في السويداء في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قبل عدة أيام.

رئيس منظمة «مواطنون لأجل أميركا آمنة» في الولايات المتحدة، بكر غبيس، عَدّ أن تجديد الهجري مطالبَه الانفصالية، يأتي في إطار محاولاته المتكررة للفت النظر إلى وجوده بوصفه جهة متكلمة باسم أهالي السويداء، وإغلاق الباب على الأصوات الأخرى في المحافظة، خصوصاً الوطنية الغائبة حالياً، التي تُحاول استيعاب ما حصل في المحافظة بشكل دولي ومحلي، وكذلك هو يُحاول الاستفادة من المرحلة الحالية التي يخرج فيها تقارير محلية ودولية عمّا حدث في سوريا في يوليو، للفت النظر ومحاولة استغلال أي إشارة من أي جهة للحصول على مكاسب سياسية وميدانية.

وأعرب غبيس لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بأنه ليس هناك دعم أميركي لمطالب الهجري، لا من الكونغرس ولا من الإدارة ولا من أي مؤسسات فكرية أو جهات أميركية، مشيراً إلى أن شكره لأميركا هو محاولة استجداء، خصوصاً أنه لا يوجد تواصل أميركي معه.

وأضاف: «التواصل الأميركي فقط مع دمشق أو عبر الشيخ موفق طريف من الطائفة الدرزية الموجودة في إسرائيل، وأعتقد أن هناك تواصلاً مع جميع الأصوات الوطنية الدرزية المختلفة».

ورأى غبيس أنه لا أفق لتحقيق ما يسعى إليه الهجري، لا سيما بعد تصعيده بالمطالبة بالانفصال، واستجدائه لإسرائيل في آخر تصريح له، وتوجيهه الشكر بشكل صريح لنتنياهو.

وأضاف: «لا أرى وجود أفق، سواء على الصعيد الداخلي في سوريا أو على المستوى الدولي... فالمزاج الدولي غير مهيأ لدعم نزعات انفصالية أو إنشاء مجلس معارضة جديد، بل يميل إلى تشجيع الحوار الداخلي وتعزيز تمثيل مختلف مكونات الشعب السوري في حكومة دمشق».

لكن غبيس رأى أن الأفق حالياً مسدود لحل الأزمة في السويداء، بسبب تزعم الهجري الساحة السياسية وإصداره البيانات المتتالية التي تُطالب بالانفصال واختطافه كلمة الأهالي هناك. وبعدما قال غبيس: «لا أعتقد أن الوضع سيذهب بما يريده»، أعرب عن اعتقاده بأنه «سيكون هناك ترتيب أو آلية معينة لتمثيل لأهالي السويداء في مجلس الشعب السوري والحكومة السورية بطريقة أو بأخرى، مع إجراءات داخلية لضبط الوضع الأمني في المحافظة»، مضيفاً: «تحتاج الساحة إلى أصوات أخرى معتدلة وغير انفصالية تكسب ثقة أهل السويداء وثقة باقي أطياف مكونات الشعب السوري، ومن ثم الحكومة السورية للتعاون معها، وحتى نضوج هذا الأمر، وتكوين هذه الجهات لا أعتقد أن هناك مخرجاً من الوضع المتأزم الحالي في السويداء».


مقالات ذات صلة

سوريا تطلق عملتها الجديدة

المشرق العربي الرئيس السوري وحاكم المصرف المركزي خلال إطلاق العملة الجديدة (سانا)

سوريا تطلق عملتها الجديدة

أُطلقت مساء الاثنين، في دمشق، العملة السورية الجديدة، في حفلٍ رسمي بقصر المؤتمرات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من «فاطميون» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في دير الزور بشرق سوريا (أرشيفية)

تقرير: إيران تعمل على حشد فلول «الفرقة الرابعة» لتأجيج الوضع في سوريا

قال موقع «تلفزيون سوريا» إن إيران تعمل منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، على حشد فلول الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران لتأجيج الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الميكانيكي السوري أحمد غزال قرب حفرة كانت مخصصة لدفن في المقبرة الجماعية السرية التي أنشأتها حكومة الأسد قرب بلدة الضمير (رويترز)

سوريا تفتح تحقيقاً بشأن مقبرة جماعية تعود لعهد الأسد

أمرت الحكومة السورية جنوداً من الجيش بفرض حراسة على مقبرة جماعية حُفرت لإخفاء فظائع وقعت في عهد بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي نشر قوات الأمن السورية بعد الصدامات التي اندلعت خلال احتجاجات في اللاذقية أمس (إ.ب.أ)

4 قتلى و108 جرحى باشتباكات مظاهرات اللاذقية

أعلنت مديرية الصحة في محافظة اللاذقية السورية، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات عقب هجوم مسلح على قوات الأمن ومواطنين خلال احتجاجات إلى 4 أشخاص و108 مصابين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (على اليمين) يصافح مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد في العاصمة السورية دمشق 10 مارس 2025 (سانا) play-circle

«قسد»: تأجيل زيارة عبدي إلى دمشق «لأسباب تقنية»

قال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إنه كان من المقرر أن يقوم قائد «قسد» مظلوم عبدي بزيارة لدمشق، إلا أنها تأجلت «لأسباب تقنية».

«الشرق الأوسط» (دمشق)

هيبت الحلبوسي رئيساً لبرلمان العراق


هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
TT

هيبت الحلبوسي رئيساً لبرلمان العراق


هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)
هيبت الحلبوسي (وسط) أصبح رئيساً للبرلمان العراقي بعد انتخابه في الجلسة الافتتاحية أمس (أ.ب)

طوى مجلس النواب العراقي إحدى أعقد محطاته السياسية بانتخاب هيبت حمد عباس الحلبوسي رئيساً للبرلمان للدورة السادسة، في تسوية وُصفت بالسلسة، وجاءت بدعم تفاهمات سنية داخلية، وتأييد شيعي وكردي غير معلن.

وحصل الحلبوسي على 208 أصوات في جلسة أمس التي اتسمت بالهدوء، وعكست توازناً جديداً أفرزته انتخابات 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

ويحمل الحلبوسي شهادة بكالوريوس في التاريخ، وبدأ مسيرته المهنية مدرّساً، ثم حصل لاحقاً على شهادة الماجستير في العلوم السياسية. وجاء الحسم لصالح الحلبوسي بعد انسحاب مثنى السامرائي، ضمن اتفاق لإعادة توزيع الاستحقاقات السنية في الحكومة المقبلة.

بالتوازي، قدّم «الإطار التنسيقي» اعتماد «الكتلة الأكبر»، في خطوة تمهد لبدء المسار الدستوري لتسمية رئيس الوزراء، وسط توقعات بتسريع تشكيل الحكومة، وتجنب الانسداد السياسي في إطار تسوية شاملة.


لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

لقاء ترمب - نتنياهو... ما المكاسب والخسائر المنتظرة لـ«اتفاق غزة»؟

يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يقف فلسطينيون نازحون بجوار بركة من مياه الأمطار وسط ملاجئ مؤقتة في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو شهرين، لن يكون بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما قبله، على مستوى المكاسب والخسائر.

ذلك ما يذهب له خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بشأن نتائج اللقاء المرتقب، وسط تباين بشأن النتائج، بين تقديرات ترى أن المكاسب تتضمن بدء المرحلة الثانية تحت ضغوط واشنطن، لكن مع شروط إسرائيلية بنزع سلاح «حماس» وإعادة الرفات الإسرائيلي الأخير، وأخرى خسائر تتمثل في عدم انسحاب إسرائيل من القطاع وبدء إعمار جزئي في المواقع التي تسيطر عليها في القطاع بشكل منفرد.

وأفادت «شبكة سي إن إن» الأميركية، الاثنين، بأنه من المتوقع أن يدفع ترمب من أجل إحراز تقدم في خطة وقف إطلاق النار بغزة، خلال لقائه مع نتنياهو، لافتة إلى أن جدول الأعمال يتضمن نزع سلاح «حماس» وإعادة إعمار غزة، وإقامة نظام للحكم في القطاع ما بعد انتهاء الحرب، وتشكيل «مجلس سلام» برئاسة الرئيس الأميركي.

وهذا اللقاء بين نتنياهو وترمب، والمقرر له الاثنين، يعد السادس منذ أن دخل الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض قبل نحو عام، وسيكون اتفاق غزة والمرحلة الثانية مطروحة، وفق تقرير لقناة «آي نيوز» الإسرائيلية، أشار إلى أن «نتنياهو سيضطر لإقناع ترمب بأن يسمح له بإنهاء ما تبقى من الحرب وأن إسرائيل وحدها يمكنها القضاء على (حماس) في غزة».

بينما ترمب، أو على الأقل جزء كبير من مستشاريه، يعتقدون أنه من الممكن تحقيق نوع من تجريد «حماس» من سلاحها في قطاع غزة - حتى من دون أن تعود إسرائيل للقتال وفق التقرير ذاته الذي تم بثه الاثنين، لكن نتنياهو سيضطر إلى مواجهة موقف غالبية مستشاري ترمب ورغبة الرئيس الأميركي في الهدوء، وأن تبقى الخطة التي تحمل اسمه محفوظة. وسيضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يقول «نعم».

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتسلّم سلطة مؤقتة إدارة القطاع بدلاً من «حماس»، وعلى نشر قوة استقرار دولية.

ولا يزال الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بطيئاً رغم أن إدارة ترمب تريد المضي قدماً بذلك، إذ اعتبر الرئيس الأميركي أن «إبرام الاتفاق من أبرز نجاحاته في عامه الأول من ولايته الثانية»، حسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، الاثنين.

والتقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر، ممثلين لقطر ومصر وتركيا، الدول الوسيطة، في ميامي بداية ديسمبر (كانون الأول).

وتتبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وقبل بدء المفاوضات بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية منه، تطالب إسرائيل بإعادة جثة الرهينة الأخير المحتجز في غزة، لكنّ «حماس» تؤكد أنها لم تتمكن بعدُ من العثور عليها.

أطفال فلسطينيون نازحون داخل خيمة غمرتها مياه الأمطار في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ويتوقع مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، أنه ليس هناك مكاسب من اللقاء بل كلها خسائر «لاتفاق غزة» ومناورات إسرائيلية من نتنياهو لعدم الانسحاب من القطاع، محاولاً تقديم القليل من تنازلات تكتيكية لفظية في غزة ببدء المرحلة الثانية بشروط منها إعادة الرفات الأخير والتمسك بنزع سلاح «حماس» مقابل طلب الكثير من سوريا ولبنان وإيران.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن ملف غزة، سيكون له الأولوية في اجتماع ترمب - نتنياهو، مشيراً إلى أن المكاسب المنتظرة تتمثل في تشكيل «لجنة إدارة غزة» ونشر «قوات الاستقرار» بشكل توافقي عادل وزيادة المساعدات وفتح المعابر وبدء الانسحاب الإسرائيلي، فيما تتمثل الخسائر في تأخير بدء المرحلة تحت ذريعة عدم نزع سلاح «حماس» وعدم تسلم الرفات الأخير، والسماح لإسرائيل ببدء الإعمار في مناطق سيطرتها التي تتجاوز 52 في المائة من إجمالي مساحة القطاع.

ذلك اللقاء يأتي وسط تعويل مصري على أهمية الموقف الأميركي، وكشف وزير الخارجية بدر عبد العاطي، في حوار متلفز، الأحد، عن «وجود اقتناع أميركي بضرورة الإسراع للدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن مصر ستواصل الضغط من أجل حل يحفظ الحقوق ويحقق الاستقرار، مشدداً على «رفض بلاده القاطع لتقسيم قطاع غزة»، واصفاً ما يُسمى بالخطوط الصفراء والخضراء بأنه «عبث».

وليس مصر فقط من تعول على الدور الأميركي؛ إذ قال حازم قاسم، الناطق باسم «حركة حماس»، في بيان، إن الحركة «لا تزال تثق بقدرة الرئيس الأميركي على تحقيق السلام في قطاع غزة وكل المنطقة»، مطالباً ترمب بـ«ممارسة مزيد من الضغط» على إسرائيل وإلزامها بما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ.

ويرى هريدي أن واشنطن تريد تنفيذ خطة السلام التي طرحها ترمب، ومصر تتفهم ذلك وتتحرك في دفع تلك الرغبة لوقائع على الأرض، مشيراً إلى أن المطلوب جدول زمني بتنفيذ التزامات «اتفاق غزة»، خاصة انسحاب إسرائيل من القطاع وهو الإجراء الذي سيوضح مستقبل الاتفاق بشكل واضح.

ويراهن الرقب على الموقف المصري «الذي يدير تطورات ملف الوساطة بذكاء وحكمة»، مشيراً إلى أن «القاهرة تدرك أهمية الموقف الأميركي في الدفع بالاتفاق وتريد أن تنهي ضغوط واشنطن ذرائع إسرائيل»، مضيفاً أن «حماس» في المقابل ليس أمامها سوى انتظار نتائج لقاء ترمب ونتنياهو على أمل أن تحقق مكاسب من الضغوط الأميركية.


الأردن يندد بإقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً يستهدف خدمات «الأونروا» في غزة

عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
TT

الأردن يندد بإقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً يستهدف خدمات «الأونروا» في غزة

عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)
عَلَم الأردن في العاصمة عمّان (أ.ف.ب)

ندد الأردن بإقرار الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يستهدف عمل ووجود وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويقوض قدرتها على تقديم خدماتها الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، الاثنين، إن السماح بمصادرة ممتلكات «الأونروا»، وحظر تزويد منشآتها بالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء يعد انتهاكاً لحصانات وامتيازات منظمات الأمم المتحدة وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي.

وأكد المتحدث باسم الوزارة فؤاد المجالي أن إقرار هذه القوانين يمثل جزءاً من حملة الاستهداف الممنهج لـ«الأونروا» واستمراراً لمساعي إسرائيل لاغتيال الوكالة سياسياً وامتداداً للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية لحرمان الشعب الفلسطيني من خدمات الوكالة.

ودعا الأردن المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتصدي للقرارات والممارسات الإسرائيلية التي تستهدف «الأونروا»، وتوفير الدعم السياسي والمالي اللازمين للوكالة للاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين.