ترمب يتحدث عن «تقدم كبير» بشأن غزة بعد الضربات الأميركية على إيران

و«حماس» تؤكد تكثيف الاتصالات حول الهدنة

فلسطينيون يحملون جثمان شخص قتل في غارة جوية إسرائيلية بمدينة غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جثمان شخص قتل في غارة جوية إسرائيلية بمدينة غزة (رويترز)
TT

ترمب يتحدث عن «تقدم كبير» بشأن غزة بعد الضربات الأميركية على إيران

فلسطينيون يحملون جثمان شخص قتل في غارة جوية إسرائيلية بمدينة غزة (رويترز)
فلسطينيون يحملون جثمان شخص قتل في غارة جوية إسرائيلية بمدينة غزة (رويترز)

تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، عن «تقدم كبير» بشأن الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، بينما أكدت الحركة الفلسطينية أن الاتصالات بشأن التوصل إلى هدنة في القطاع تكثّفت خلال الساعات الماضية، عقب اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وإيران.

وقال ترمب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي: «أعتقد أن تقدماً كبيراً يتحقّق فيما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفّذناه»، ملمحاً إلى أن الضربات الأميركية على منشآت نووية في إيران قد تنعكس إيجاباً على الوضع في الشرق الأوسط.

وعكس ترمب تفاؤلاً بتوقعه «أنباء جيدة جداً» بشأن القطاع المدمّر من جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 20 شهراً، ويواجه أزمة إنسانية حادة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى أن الحرب التي خاضتها الدولة العبرية على مدى 12 يوماً ضد إيران الداعمة لـ«حماس»، قد تساهم بإنهاء النزاع في غزة.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطاً من قبل معارضيه ومنتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، وكذلك من بعض أعضاء ائتلافه اليميني، لإنهاء الحرب التي بدأت في القطاع عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل سبعة من عسكرييه في حادثة واحدة جنوب القطاع، في إحدى أكثر الحوادث دموية يتعرض لها منذ بدء الحرب.

وكان رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي تتوسط بلاده في محادثات الهدنة إلى جانب القاهرة وواشنطن، أكد الثلاثاء أن الدوحة تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل.

وقال: «نحاول البحث عن فرصة خلال اليومين القادمين لأن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى الاتفاق»، مضيفاً: «نتمنى ألّا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة ويستمر (في) قصفه».

بدوره، قال القيادي في «حماس» طاهر النونو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة».

لكنه شدد على أن الحركة «لم تتلقَّ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن».

ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق بشأن أي مباحثات جديدة، واكتفت بالقول إن «الجهود لاستعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة مستمرة، سواء ميدانياً أو عبر المفاوضات».

فلسطيني يقف بين أنقاض منزل تعرض لقصف إسرائيلي غرب جباليا في شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«فقدت معناها»

منذ هجوم «حماس»، تردّ إسرائيل بحرب مدمّرة قتل فيها 56 ألفاً و156 شخصاً في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وقتل إبان الهجوم 1219 شخصاً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

ودفعت الخسائر في الأرواح التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي مؤخراً في قطاع غزة إلى توجيه انتقادات لنتنياهو من قبل زعيم حزب «يهودوت هتوراه» المتشدد، عضو الكنيست موشيه غافني.

وقال غافني خلال جلسة للبرلمان الأربعاء «لا أزال لا أفهم لماذا نقاتل هناك... يتواصل قتل الجنود».

وقال المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين في مؤتمر صحافي إن الجنود سقطوا بعد هجوم استهدف آلية مدرعة كانت تنقلهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأضاف: «في أثناء نشاط عملياتي بعد ظهر أمس (الثلاثاء)، تم إلصاق عبوة ناسفة بآلية مدرعة تابعة للقوة، ما تسبب في اشتعالها. أُرسلت قوات إنقاذ ومروحيات لمحاولة إجلاء الجنود، لكنها لم تنجح».

ونشر الجيش أسماء ستة من هؤلاء القتلى السبعة وهم جنود تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عاماً وينتمون إلى كتيبة الهندسة القتالية 605 المسؤولة خصوصاً عن تدمير الأنفاق والبنى التحتية العسكرية الأخرى، وإزالة الألغام، وفتح الطرق للمشاة والمركبات المدرعة.

من جانبه، أيد منتدى عائلات الرهائن والمحتجزين تصريحات غافني.

وقال المنتدى في بيان: «في هذا الصباح الصعب، قال غافني الحقيقة كما هي... الحرب في غزة فقدت معناها، تُدار دون هدف واضح أو خطة ملموسة».

ومن أصل 251 شخصاً خطفوا في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 49 من المحتجزين في قطاع غزة، تقول السلطات الإسرائيلية إن 27 منهم على الأقل فارقوا الحياة.

20 قتيلاً فلسطينياً

وأعلن الدفاع المدني الأربعاء مقتل 20 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم ستة كانوا ينتظرون المساعدات في وسط القطاع.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن ستة أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب 30 «من جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي وقذائف الدبابات لآلاف المواطنين من منتظري المساعدات» الذين تجمعوا فجر الأربعاء على طريق صلاح الدين قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع.

ورداً على استفسارات «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي إنه «ليس على علم بأي حادث وقع صباح اليوم وأسفر عن سقوط ضحايا في وسط قطاع غزة».

ويثير الوضع الإنساني انتقادات دولية متزايدة خصوصاً في ظل شحّ المساعدات التي تتيح إسرائيل دخولها.

وأدانت الأمم المتحدة الثلاثاء «استخدام الغذاء لغايات عسكرية في حق مدنيين»، موجهة انتقادات لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة أميركياً، التي حلت محل منظمات الإغاثة التقليدية المعروفة دولياً في توزيع المساعدات.

وبدأت المؤسسة عملياتها أواخر مايو (أيار)، بعدما خففت إسرائيل بشكل طفيف الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع أوائل مارس (آذار)، وأثار تحذيرات دولية من حدوث مجاعة.

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، قتل منذ 27 مايو، 549 شخصاً في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية.

وكان الدفاع المدني أكد الثلاثاء مقتل 46 شخصاً بالقرب من مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع.


مقالات ذات صلة

حملة اعتقالات ومداهمات إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية

المشرق العربي عناصر من الجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب) play-circle

حملة اعتقالات ومداهمات إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية

شن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

«الشرق الأوسط» (رام الله) نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

القوات الإسرائيلية تقتل فتى فلسطينياً في الضفة الغربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي قتل بالرصاص فتى فلسطينياً يبلغ من العمر 16 عاماً خلال مداهمة ببلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
العالم العربي فلسطينيون يسيرون على طول زقاق موحل في مخيم مؤقت يؤوي نازحين فلسطينيين بعد هطول أمطار غزيرة بحي الزيتون بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«اتفاق غزة»: الوسطاء يبحثون عن حل لتعثر «المرحلة الثانية»

تتواصل جهود الوسطاء للدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المبرم قبل نحو شهرين، وسط حديث إسرائيل عن أن هناك تعثراً.

محمد محمود (القاهرة)
المشرق العربي امرأة فلسطينية تمر عبر الدمار الناتج عن الحرب في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

تقرير: أميركا تضغط على دول لإرسال قوات إلى غزة... ولا استجابة بعد

أفادت صحيفة أميركية، السبت، بأن إدارة ترمب تسعى لتجنيد قوة متعددة الجنسيات من 10 آلاف جندي بقيادة جنرال أميركي؛ لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري أحد عناصر «حماس» يحرس منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «قوة استقرار غزة»... اجتماع مرتقب بالدوحة لسد الفجوات

تستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، اجتماعاً عسكرياً، الثلاثاء، لبحث «تشكيل قوة الاستقرار» في قطاع غزة التي تنص عليها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

محمد محمود (القاهرة )

التوغلات الإسرائيلية تزداد في جنوب سوريا

مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً يؤدي إلى بلدة القنيطرة بسوريا في 5 يناير 2025 (أ.ب)
مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً يؤدي إلى بلدة القنيطرة بسوريا في 5 يناير 2025 (أ.ب)
TT

التوغلات الإسرائيلية تزداد في جنوب سوريا

مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً يؤدي إلى بلدة القنيطرة بسوريا في 5 يناير 2025 (أ.ب)
مركبات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي تغلق طريقاً يؤدي إلى بلدة القنيطرة بسوريا في 5 يناير 2025 (أ.ب)

تكثف إسرائيل من توغلاتها في جنوب سوريا، ومن ممارساتها القمعية بحق الأهالي، على الرغم من تحديد الإدارة الأميركية «خطوطاً حمراء» لها بشأن نشاطها في سوريا، عبر التأكيد على دعم الرئيس دونالد ترمب لاستقرار حكم الرئيس السوري أحمد الشرع.

وأفادت عدة مصادر محلية، بأن قوات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت فجر اليوم (الخميس) في ثلاث قرى ومناطق تابعة لبلدة الرفيد في القطاع الجنوبي من ريف محافظة القنيطرة السورية.

الناشط «أبو صالح النعيمي» وهو من أهالي بلدة الرفيد، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة من جيش الاحتلال، توغلت عند الساعة الثالثة فجراً في قرية الحيران، واعتقلت الشاب علي مصعب البشير من منزله».

وأشار إلى أن قوة أخرى من الجيش الإسرائيلي، توغلت في موقع عسكري في الرفيد، كان يستخدمه جيش نظام بشار الأسد المخلوع، ويطلق عليه اسم «سرية الدرعيات»، بالتزامن مع توغل قوة أخرى ترافقها دبابات وجرافات ثقيلة في قرية المعلّقة التابعة أيضاً لبلدة الرفيد، لافتاً إلى أن «قوات الاحتلال نفذت عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية مستخدمة الدبابات والجرافات».

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتفقد المنطقة العازلة مع سوريا برفقة ضباط رفيعي الرتب (أرشيفية - مكتب الصحافة الحكومي)

بينما ذكر «تلفزيون سوريا»، أن «قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار على الأهالي في المعلقة»، من دون أن يأتي على ذكر سقوط قتلى أو حدوث إصابات من جراء إطلاق النار.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أوضح النعيمي أن «قوات الاحتلال باتت منذ فترة تزيد من توغلاتها في بلدات وقرى ريف القنيطرة، ومن عمليات اعتقال المواطنين، التي أصبحت تقوم بها بشكل يومي».

وكانت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي، توغلت مساء (الأربعاء) في مدينة القنيطرة المهدمة، قبل أن تتوجه باتجاه قرية الصمدانية الشرقية وصولاً إلى تل كروم جبا في ريف القنيطرة الشمالي، وذلك بعدما توغلت قوات إسرائيلية (الثلاثاء) في عدة قرى وبلدات بريف القنيطرة الجنوبي.

وسبق ذلك تنفيذ جنود من الجيش الإسرائيلي متمركزين في قاعدة تل أحمر بالغرب، التابع لبلدة كودنا في قطاع القنيطرة الأوسط، قصفاً على تل أحمر بالشرق، بعدما قامت قوة من الجيش الإسرائيلي باعتقال ثلاثة شبان من أهالي قرية الحميدية أثناء قيامهم بجمع الحطب في منطقة دوار العلم في مدينة القنيطرة.

واللافت أن تكثيف إسرائيل من توغلاتها في جنوب سوريا، ومن عمليات الاعتقال بحق الأهالي، يأتي على الرغم من نقل المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، توم برّاك، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء جمعهما في القدس في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي «رسائلَ حادة وخاصة» و«خطوطاً حمراء» من واشنطن بشأن تعاطيه مع ملفات فلسطينية وسورية، وذلك قبل لقاءٍ مرتقب سيجمعه مع الرئيس ترمب نهاية الشهر.

وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، إن برّاك حدد في اجتماعه مع نتنياهو «خطوطاً حمراء» بشأن النشاط الإسرائيلي في سوريا، عبر التأكيد على رغبة ترمب التي عبّر عنها سابقاً، في أن الرئيس الشرع يعد حليفاً لواشنطن، ويجب دعمه في مساعيه لاستقرار الدولة ودفعها إلى الأمام، ولذلك يرغب الأميركيون في تجنب أي إجراءات يرونها تقوض حكمه.

المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 15 ديسمبر 2025 (الحكومة الإسرائيلية)

وعلق النعيمي على ما ورد في التقارير الإسرائيلية، بأن «تكثيف الاعتداءات الإسرائيلية هو بمثابة رسالة من نتنياهو بأنه لا يهتم برغبة الإدارة الأميركية، ولن يوقف توغلات جيشه في جنوب سوريا»، لافتاً إلى تصاعد المخاوف بين الأهالي من أن تقوم إسرائيل بفرض أمر واقع في المنطقة يكرس احتفاظها بالمناطق التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر العام الماضي.

ويشهد الجنوب السوري، منذ اليوم الأول لإسقاط الأسد، ما تصفه دمشق بـ«انقلاب إسرائيلي» على اتفاق «فصل القوات» الموقَّع عام 1974، الذي شكّل على مدى خمسة عقود الإطار القانوني والأمني لضبط الحدود في هضبة الجولان السورية المحتلة. وقد استثمرت تل أبيب التطورات الأخيرة، وشرعت في تصعيد عسكري غير مسبوق، احتلت خلاله أراضي جديدة في محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد.

ويؤكد مسؤولون سوريون أن إسرائيل نفَّذت أكثر من ألف غارة جوية على سوريا، وأكثر من 400 عملية توغل برية نحو المحافظات الجنوبية، منذ ديسمبر العام الماضي، بينما تذكر دراسات أن المساحة التي احتلتها من الأراضي السورية منذ اليوم الأول للتحرير تتجاوز 460 كيلومتراً مربعاً، أنشأت فيها 9 قواعد عسكرية ونقاط مراقبة وتفتيش، إضافةً إلى احتلالها المرصد السوري في جبل الشيخ.

توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)

وتطالب سوريا باستمرار، بخروج الاحتلال من أراضيها، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع الممارسات الإسرائيلية غير المشروعة.

وخلال زيارته التاريخية الأولى إلى واشنطن الشهر الماضي، التي التقى خلالها الرئيس ترمب، أجرى الشرع مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، أوضح فيها أن سوريا تنخرط في مفاوضات مع إسرائيل، وقطعت شوطاً طويلاً في طريق التوصل إلى اتفاق أمني، «لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الثامن من ديسمبر».


غارات إسرائيلية تستهدف عدداً من المناطق شرق وجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية تستهدف عدداً من المناطق شرق وجنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، سلسلة غارات استهدفت عدداً من المناطق في شرق وجنوب لبنان.

ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة زغرين في جرود الهرمل وجرد بلدة بوداي غرب بعلبك في البقاع بشرق لبنان.

كما أغار على المنطقة الواقعة بين بلدتيْ دير سريان والقصير الجنوبيتين، وعلى الأطراف الجنوبية لبلدة زوطر الجنوبية، وأغار على محيط بلدة القطراني الجنوبية، وعلى بركة الجبور في محيط كفرحونة في منطقة جزين، وعلى مرتفعات جبل الريحان في منطقة جزين بجنوب لبنان، طبقاً للوكالة.

وأصيب أربعة مواطنين بجروح، في غارة شنّتها طائرة مُسيرة إسرائيلية، اليوم، استهدفت سيارة في بلدة الطيبة بجنوب لبنان. وحصلت الغارة أثناء وجود شاحنة تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان وعدد من العمال في المكان، مما أدى إلى احتراق آليتين، وإصابة عدد من العمال، وفق ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة، التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن «غارة العدو الإسرائيلي، اليوم، على سيارة من نوع رابيد في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون، أدت إلى إصابة أربعة مواطنين بجروح».

يُذكَر أن إسرائيل لم تلتزم ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشن، بشكل شبه يومي، غارات في جنوب لبنان، كما لا تزال قواتها موجودة في عدد من النقاط بجنوب لبنان.

وأسفرت الغارات، منذ التوقيع على اتفاقية وقف الأعمال العدائية، حتى 27 من الشهر الماضي، عن مقتل 335 شخصاً، وجرح 973 آخرين.


البرد القارس ينهي حياة رضيع بقطاع غزة... ويرفع ضحاياه إلى 13

أم فلسطينية تودع ابنتها الرضيعة التي توفيت الأسبوع الماضي من البرد في مخيم بخان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
أم فلسطينية تودع ابنتها الرضيعة التي توفيت الأسبوع الماضي من البرد في مخيم بخان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

البرد القارس ينهي حياة رضيع بقطاع غزة... ويرفع ضحاياه إلى 13

أم فلسطينية تودع ابنتها الرضيعة التي توفيت الأسبوع الماضي من البرد في مخيم بخان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
أم فلسطينية تودع ابنتها الرضيعة التي توفيت الأسبوع الماضي من البرد في مخيم بخان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

توفي طفل رضيع بعمر شهر، اليوم (الخميس)؛ نتيجة البرد القارس في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية قولها إن الطفل سعيد عابدين، البالغ من العمر شهراً، توفي في مواصي خان يونس؛ بسبب البرد القارس.

وأشارت المصادر إلى أن عدد الوفيات التي وصلت إلى المستشفيات نتيجة المنخفض الجوي والبرد الشديد في قطاع غزة، ارتفع إلى 13 حالة وفاة.

ووفق الوكالة: «تعكس هذه الأرقام خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خصوصاً على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام ضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد، في ظل معاناة أهالي قطاع غزة من انعدام المأوى والعلاج، وعدم وجود وسائل التدفئة؛ بسبب شح الوقود، في ظل منخفض جوي عاصف وبارد وممطر».

 

 

وأمس، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أن أكثر من 17 بناية سكنية انهارت بشكل كامل منذ بدء المنخفضات الجوية في القطاع.

ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، عن بصل قوله إن تداعيات هذه المنخفضات الجوية أسفرت عن وفاة 17 مواطناً، من بينهم 4 أطفال نتيجة البرد القارس، بينما توفي الآخرون جراء انهيارات المباني.

وأضاف أن أكثر من 90 بناية سكنية تعرَّضت لانهيارات جزئية خطيرة، ما يُشكِّل تهديداً مباشراً لحياة آلاف المواطنين، مشيراً إلى أن نحو 90 في المائة من مراكز الإيواء في قطاع غزة غرقت بشكل كامل؛ نتيجة السيول ومياه الأمطار.

 

 

وأوضح أن كل خيام المواطنين في مختلف مناطق القطاع تضرَّرت وغرقت، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر مأواها المؤقت، وتسبب في تلف ملابس المواطنين وأفرشتهم وأغطيتهم، وفاقم من معاناتهم الإنسانية.

وجدَّد بصل دعوته العاجلة إلى العالم والمجتمع الدولي للتحرك الفوري لإغاثة المواطنين، وتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة، مؤكداً أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في قطاع غزة. وطالب الجهات المعنية والمؤسسات الدولية بعدم إدخال الخيام بشكل قطعي، داعياً إلى البدء الفوري والعاجل بعملية إعادة الإعمار وتوفير مساكن آمنة تحفظ كرامة الإنسان وتحمي حياته.

 

 

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة قد حذَّرت، أمس، من أن العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في غزة، معرَّضة لخطر الانهيار إذا لم تقم إسرائيل بإزالة العراقيل التي تشمل عمليات تسجيل «إشكالية وتعسفية ومسيَّسة للغاية». وقالت الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة إغاثة محلية ودولية، في بيان مشترك، إن العشرات من منظمات الإغاثة الدولية معرضة لإلغاء تسجيلها بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول)، مما يعني أن عليها إغلاق عملياتها في غضون 60 يوماً. وجاء في البيان: «سيكون لإلغاء تسجيل المنظمات غير الحكومية الدولية (منظمات الإغاثة الدولية) في غزة تأثير كارثي على إتاحة الخدمات الأساسية والضرورية». وأضاف البيان أن «المنظمات غير الحكومية الدولية تشغّل أو تدعم غالبية المستشفيات الميدانية، ومراكز الرعاية الصحية الأساسية، وتتولى الاستجابة للطلبات العاجلة لتوفير المأوى، وخدمات المياه والصرف الصحي، والمراكز المعنية بضمان استقرار التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والأنشطة الحرجة المتعلقة بالتعامل مع الألغام».