برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة»

«سانا»: «الشيوخ» الأميركي أزال اسم سوريا من «الدول المارقة»

مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)
مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)
TT

برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة»

مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)
مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والسوري أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو الماضي (أ.ب)

أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، أن رؤية الرئيس، دونالد ترمب، لسوريا «متفائلة»، فيما أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي إزالة اسم سوريا من لائحة «الدول المارقة» التي لا يُسمح للولايات المتحدة بالتعاون معها أو مساعدتها في مجال الطاقة النووية المدنية، وفق ما ذكرت «وكالة الأنباء السورية (سانا)».

وقال برّاك في تغريدة بحسابه الشخصي على منصة «إكس»: «لقد التقيت الرئيس ترمب ووزير الخارجية، ماركو روبيو، في البيت الأبيض، ودار الحديث عن الشرق الأوسط، وبشكل رئيسي بشأن سوريا وتركيا، ويمكنني التأكيد أن رؤية الرئيس بهذا الشأن ليست متفائلة فقط؛ وإنما يمكن تحقيقها».

من جهة أخرى، قالت «سانا» إن البيت الأبيض ذكر، عبر صفحته الرسمية باللغة العربية على منصة «إكس»، أن اسم سوريا في القائمة كان إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا ودول أخرى، وأنه لم يعد موجوداً الآن.

وتُعدّ لائحة «الدول المارقة» تصنيفاً سياسياً تستخدمه الولايات المتحدة أداةً في الخطاب الدبلوماسي والإعلامي منذ نحو 30 عاماً، للإشارة إلى الدول التي تعادي المصالح الأميركية، أو تُتَّهَم بدعم الإرهاب، أو السعي لحيازة أسلحة دمار شامل، أو ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

المبعوث الأميركي يرفع علم بلاده في دمشق وبجانبه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أرشيفية)

ورحبت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية بالالتزام الذي قدمته الحكومة السورية بشأن التعاون مع منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية».

وقالت «الخارجية» البريطانية، عبر منشور على حسابها بمنصة «إكس»: «المملكة المتحدة ترحب بالتزام الحكومة السورية القوي بقلب صفحة التاريخ، وعزمها على ضمان تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية تماماً، الذي يعود إلى عهد الأسد».

ورحبت الوزارة بما سمته الدعم العملياتي واللوجيستي الذي قدمته سوريا لزيارات منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية»، والتزامها التواصل مع المجتمع الدولي.

وخلال إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي، في جلسته التي عُقدت يوم 5 يونيو (حزيران) الحالي، بشأن تنفيذ القرار «2118» (الصادر عام 2013) المتعلق بإزالة برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، قالت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، إن الواقع السياسي الجديد في سوريا يتيح فرصة مهمة لحل القضايا العالقة منذ مدة طويلة بشأن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.

وأضافت أن فريقاً من الخبراء الفنيين من الإدارة التقنية لمنظمة «حظر الأسلحة الكيماوية» زار دمشق في مارس (آذار) الماضي.

وتأتي هذه الزيارة، وفق المسؤولة الأممية، لبدء العمل على إنشاء وجود دائم للمنظمة في سوريا والبدء في التخطيط المشترك لإيفاد فرق إلى مواقع الأسلحة الكيماوية.

واجتمع الفريق مع ممثلين للسلطات المؤقتة، منهم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إضافة إلى عقد لقاءات تقنية مع خبيرين سوريين، وجمع معلومات لم تكن السلطات السابقة قد كشفت عنها، وفق ما أفادت به المسؤولة الأممية.

وأشادت ناكاميتسو بالتزام السلطات الجديدة في سوريا التعاون الكامل والشفاف مع المنظمة وأمانتها الفنية.


مقالات ذات صلة

النتائج الأولية لانتخابات رأس العين وتل أبيض في شمال سوريا

المشرق العربي أحد أعضاء الهيئات الناخبة في دائرتَي رأس العين وتل أبيض يدلي بصوته في انتخابات أعضاء مجلس الشعب (سانا)

النتائج الأولية لانتخابات رأس العين وتل أبيض في شمال سوريا

أصدرت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، اليوم، النتائج الأولية للانتخابات عن دائرة رأس العين في محافظة الحسكة ودائرة تل أبيض في محافظة الرقة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية نفق في تل أبيض بالشمال السوري قالت المعارضة السورية إنه تابع لـ«قسد» أكتوبر 2019 (أ.ف.ب)

تركيا تدمر مئات الكيلومترات من أنفاق «قسد» في شمال سوريا

أعلنت تركيا أن قواتها المسلحة قامت بتدمير 702 كيلومتر من الأنفاق أنشأتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي صورة متداولة لعمر ديابي play-circle

اتفاق يُنهي حالة الاستعصاء في «مخيم الغرباء» بإدلب

أفادت مصادر قريبة من الأمن الداخلي السوري بالتوصل إلى اتفاق أنهي الاشتباكات مع «كتيبة الغرباء» التي تضم عناصر من الفرنسيين في مخيم الفردان بريف إدلب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر قوى الأمن الداخلي خلال حملات سابقة في مناطق الساحل غرب سوريا (الداخلية السورية)

«الداخلية» السورية تُفكك خلية تخطط لاغتيالات بمحافظة اللاذقية

تمكنت، اليوم الخميس، قوات الأمن الداخلي وقوى الأمن العام من إلقاء القبض على خلية إرهابية كانت تخطط لاغتيالات بمحافظة اللاذقية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص أحد عناصر حرس الشرف يؤدي التحية للرئيس السوري أحمد الشرع لدى وصوله إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 15 أكتوبر 2025 (رويترز)

خاص العلاقات الروسية - السورية في مواجهة التاريخ والسياسة

كرست الزيارة الأولى للرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو واقعاً جديداً في العلاقات الروسية-السورية التي مرت بكثير من التغيرات، وبقيت المصالح الثابت الوحيد فيها.

رائد جبر (موسكو)

منظمة إغاثة: تطهير سطح غزة من القنابل سيستغرق ما يصل إلى 30 عاماً

مبان مدمرة خلال عامين من قصف الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة 15 أكتوبر 2025 (أ.ب)
مبان مدمرة خلال عامين من قصف الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة 15 أكتوبر 2025 (أ.ب)
TT

منظمة إغاثة: تطهير سطح غزة من القنابل سيستغرق ما يصل إلى 30 عاماً

مبان مدمرة خلال عامين من قصف الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة 15 أكتوبر 2025 (أ.ب)
مبان مدمرة خلال عامين من قصف الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة 15 أكتوبر 2025 (أ.ب)

يُرجَّح أن يستغرق تطهير سطح غزة من الذخائر غير المنفجرة ما بين 20 و30 عاماً، وفقاً لمسؤول في منظمة «هيومانيتي آند إنكلوجن» الإغاثية، واصفاً القطاع بأنه «حقل ألغام مروّع»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

قُتل أكثر من 53 شخصاً وجُرح المئات بسبب بقايا ذخائر فتاكة من الحرب التي استمرت عامين بين إسرائيل و«حماس»، وفقاً لقاعدة بيانات تديرها الأمم المتحدة، التي تعتقد منظمات الإغاثة أنها تقديرات أقل بكثير من العدد الحقيقي.

أحيا وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة هذا الشهر الآمال في بدء المهمة الضخمة المتمثلة في إزالة هذه البقايا من بين ملايين الأطنان من الأنقاض.

قال نيك أور، خبير التخلص من الذخائر المتفجرة في منظمة «هيومانيتي آند إنكلوجن»: «إذا كنا نتحدث عن تطهير كامل، فلن يحدث ذلك أبداً، إنها (الذخائر) تحت الأرض. سنعثر عليها لأجيال قادمة». وأضاف: «أما التطهير السطحي، فهو أمر يمكن تحقيقه في غضون جيل واحد، أعتقد أنه من 20 إلى 30 عاماً». وتابع: «سيكون مجرد جهد ضئيل جداً، لكنه يُعالج مشكلة كبيرة جداً».

مبان مدمرة خلال عامين من قصف الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة 15 أكتوبر 2025 (أ.ب)

أور، الذي زار غزة عدة مرات خلال النزاع، هو عضو في فريق منظمته المكون من سبعة أفراد، والذي سيبدأ في تحديد مخلفات الحرب هناك في البنية التحتية الأساسية مثل المستشفيات والمخابز الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، قال إن منظمات الإغاثة، مثل منظمته، لم تحصل في الوقت الحالي على تصريح إسرائيلي شامل لبدء العمل على إزالة وتدمير الذخائر، ولا لاستيراد المعدات اللازمة.

ولم يستجب مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهو الذراع العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على مساعدات غزة، فوراً لطلب التعليق. وتمنع إسرائيل دخول المواد التي تعدّها ذات «استخدام مزدوج» - مدنية وعسكرية - إلى غزة.

صرّح أور بأنه يسعى للحصول على إذن لاستيراد إمدادات لإحراق القنابل بدلاً من تفجيرها، وذلك لتهدئة المخاوف بشأن إعادة استخدامها من قبل «حماس».

وأعرب عن دعمه لقوة مؤقتة في القطاع، كتلك المنصوص عليها في خطة وقف إطلاق النار المكونة من 20 نقطة، بحسب «رويترز».


منظمات إغاثة: إمدادات الغذاء لغزة لا تلبي الاحتياجات على الأرض

فتاة فلسطينية تمد يديها بوعاء لتلقّي حصة طعام من إحدى التكايا الخيرية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تمد يديها بوعاء لتلقّي حصة طعام من إحدى التكايا الخيرية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

منظمات إغاثة: إمدادات الغذاء لغزة لا تلبي الاحتياجات على الأرض

فتاة فلسطينية تمد يديها بوعاء لتلقّي حصة طعام من إحدى التكايا الخيرية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فتاة فلسطينية تمد يديها بوعاء لتلقّي حصة طعام من إحدى التكايا الخيرية بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت منظمات إغاثة، اليوم الخميس، إن إمدادات الغذاء إلى غزة لا تلبي الاحتياجات الغذائية لسكان القطاع، حيث ضربت المجاعة بعض أجزائه، بالفعل.

قال بهاء زقوت، مدير العلاقات الخارجية بمنظمة الإغاثة الزراعية الفلسطينية، في مكالمة بالفيديو من دير البلح في غزة مع وكالة «رويترز»: «لا يزال الوضع في قطاع غزة كارثياً، حتى بعد أسبوعين من بدء وقف إطلاق النار».

وأشارت منظمات إغاثة، منها منظمة «أوكسفام»، إلى أن إيصال المساعدات إلى غزة يواجه عقبات كبيرة، إذ لا يزال عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية ممنوعة من إدخال الإمدادات، في حين أن السلع التجارية التي دخلت لا تلبي الاحتياجات الغذائية على أرض الواقع.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عدم تسجيل أي تقدم يُذكر على صعيد كميات الأغذية التي يُسمح بإدخالها إلى غزة منذ وقف إطلاق النار، أو أي تحسن ملحوظ لناحية الحد من الجوع في القطاع.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للصحافيين، إن «الوضع لا يزال كارثياً؛ لأن الكميات التي تدخل (غزة) غير كافية»، مضيفاً: «الجوع لا يتراجع بسبب نقص الأغذية».


تصعيد إسرائيلي مستمر في لبنان: قصف ومسيّرات ومناورات

الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات استهدفت جرود السلسلتين الشرقية والغربية لجبال لبنان في البقاع (إ.ب.أ)
الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات استهدفت جرود السلسلتين الشرقية والغربية لجبال لبنان في البقاع (إ.ب.أ)
TT

تصعيد إسرائيلي مستمر في لبنان: قصف ومسيّرات ومناورات

الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات استهدفت جرود السلسلتين الشرقية والغربية لجبال لبنان في البقاع (إ.ب.أ)
الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات استهدفت جرود السلسلتين الشرقية والغربية لجبال لبنان في البقاع (إ.ب.أ)

في موازاة استمرار تحليق المسيّرات الإسرائيلية التي لا تغيب عن سماء لبنان في الأيام الأخيرة، انتقلت تل أبيب إلى تصعيد الفعل الميداني، عبر شنّ غارات عنيفة على جرود السلسلتين الشرقية والغربية في البقاع، تحديداً في محلة الشعرا وجرود الهرمل، بالتزامن مع تحليقٍ على علوّ منخفض فوق سهل المنطقة.

وبينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخصين، في حصيلة أولية للغارات على جنتا وشمسطار، حيث أصيب عدد من التلاميذ بجروح، قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية طالت جرود منطقة جنتا على السلسلة الشرقية، وامتدت لتشمل مواقع عدة على أطراف بلدة شمسطار غرب بعلبك؛ ما أدى إلى سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، وسادت حالة هلع بين صفوف طلاب «ثانوية شمسطار» التي تحطم عدد من ألواح زجاج نوافذها خلال الدوام المدرسي.

من قصف إسرائيلي سابق على لبنان (رويترز - أرشيفية)

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»: «أغارت طائرات سلاح الجو على عدة أهداف لـ(حزب الله) في منطقة البقاع، من بينها معسكر استُخدم لتدريب عناصر (الحزب) وشوهدت داخله مجموعات من التنظيم، كما هاجم الجيش موقعاً لإنتاج الصواريخ الدقيقة في لبنان، إلى جانب بنى تحتية داخل موقع عسكري في منطقة شربين شمال البلاد».

وبهذه الضربات، بدا أنّ إسرائيل تستمر في توسيع نطاق عملياتها من الحدود الجنوبية إلى العمق البقاعي، في محاولةٍ لربط الضغط الجوي بالحرب النفسية الميدانية.

مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق جنوب لبنان الأسبوع الماضي (متداولة)

اغتيال عين قانا

وقبل أقلّ من 24 ساعة على غارات البقاع، نفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة عين قانا (إقليم التفاح)، أطلقت فيها صاروخاً موجهاً أصاب دراجة نارية كان يقودها عيسى أحمد كربلا (هادي).

وأعلنت «الكابتن إيلا»، نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر منصة «إكس»، أنّ «كربلا كان ضالعاً في نقل وسائل قتالية داخل لبنان، وسعى إلى تنفيذ مخططات ضد إسرائيل».

المناورات

في موازاة التصعيد الجوي، تفقد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، مناورات «الفرقة 91» التي نُفذت من الأحد إلى الخميس، على الحدود الشمالية مع لبنان، وقال للعسكريين: «إلى جانب استمرار العمل الميداني وإحباط التهديدات، عليكم العودة للتدريب ورفع الجاهزية للحرب في جميع القطاعات».

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان خلال العمليات العسكرية ضد «حزب الله»... (الجيش الإسرائيلي)

وتزامُن المناورات مع الغارات والتحليق المستمرّ منذ الأحد شكّل مشهداً متكاملاً من التصعيد المنسّق الذي يجمع بين الرسائل الميدانية والسياسية؛ بهدف إبقاء لبنان تحت ضغطٍ مزدوج؛ نفسيٍّ وعسكريٍّ، مع الإيحاء باستعداد إسرائيلي كامل لأيّ مواجهة مقبلة.

وكان الجيش الإسرائيلي نفذ أيضاً غارات يوم الثلاثاء على مواقع قال إنها تابعة لـ«حزب الله» في منطقة جبل روس (هار دوف)، حيث أعلن المتحدث، أفيخاي أدرعي، أنّ «قوات احتياط من (لواء الجبال 810) تحت قيادة (الفرقة 210) دمّرت مواقع تابعة لـ(الحزب) بهدف منع تموضعه المستقبلي في المنطقة».

حافة الاشتباك

في السياق، قال العميد المتقاعد سعيد قزح، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «المناورات العسكرية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي تُعدّ أمراً اعتيادياً لرفع الجاهزية من حيث المبدأ»، مشيراً إلى أن «الفرق في الحالة الإسرائيلية أنّ هذه المناورات تُنفّذ على حدودٍ متوترة مع لبنان، وتحمل رسائل سياسية وأمنية واضحة، سواء إلى الداخل اللبناني، وإلى المجتمع الدولي». وقال إنّ «الرسالة الأولى تفيد بأنّ إسرائيل في أعلى درجات الجاهزية، والثانية موجّهة إلى التنظيمات المسلحة، ومضمونها أن أيّ سلاح خارج إطار الدولة يُعدّ هدفاً مشروعاً».

عنصران من الجيش اللبناني ينقلان حطام مسيّرة إسرائيلية سقطت جنوب لبنان عام 2024 (رويترز)

ولفت قزح إلى أنّ «هذه المناورات تحاكي عادةً سيناريوهات متعددة، منها الدفاع عن الحدود، أو تنفيذ عمليات توغّل داخل الأراضي اللبنانية»، موضحاً أنّ «تمركز الجيش الإسرائيلي عند جبل الشيخ وعلى مقربة من راشيا والمصنع، يجعل أي تدريب ميداني هناك استعداداً فعلياً لاحتمال شنّ عملية برية مستقبلاً».

أما بشأن التحليق الكثيف للطائرات المسيّرة فوق القصر الجمهوري ومواقع حسّاسة في بيروت، فقال إنّ «الأمر يُعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية ورسالة مباشرة للحكومة مفادها بأنّ لبنان بكامله، وليس (حزب الله) وحده، يُعدّ هدفاً محتملاً».

وتحدّث العميد قزح عن التحوّل في بنية «حزب الله» العسكرية، فقال إنّ «(الحزب) لم يعد يعتمد الأسلوب السابق القائم على المستودعات الضخمة والصواريخ البعيدة المدى، بعدما ثبت فشل هذا النهج خلال الحرب السابقة، حين تمكّنت إسرائيل من تتبّع مصادر السلاح وتدمير معظم المراكز في اليوم الأول». وأضاف أنّ «(الحزب) اليوم يعتمد أسلوب الوحدات الصغيرة والمنفصلة وفق نظام العنقود، بحيث لا تعرف كل وحدة الأخرى، لتقليل احتمالات الاختراق أو التتبّع».

دلالة جبل دوف

«التحرك الإسرائيلي في جبل دوف (مزارع شبعا) يُعدّ عملياً دخولاً إلى الأراضي اللبنانية؛ لأنّ المنطقة ملاصقة لقرى لبنانية مثل كفرشوبا والغجر»، وفق قزح.

ولفت إلى أنه «قد يكون التوغّل الأخير جزءاً من التدريب نفسه أو عملية تدمير لمواقع قديمة كان (حزب الله) يستخدمها سابقاً، وإسرائيل تبرّر ذلك بأنه لمنع استخدامها لاحقاً، لكن في الجوهر يأتي ضمن مناورة ميدانية تحاكي مواجهة مباشرة مع وحدات (الحزب)، لا سيّما تلك الصغيرة التي يعيد تنظيمها اليوم».

وأشار إلى أنّ «إسرائيل تتعامل مع جبل دوف على أنه موقع تماسٍّ متقدّم، وتُجري فيه تدريبات على سيناريوهات التوغّل والهجوم المضاد؛ تحسّباً لأي عمليات تسلل أو كمائن محتملة».