ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ«إنهاء» الحظر على دخول المساعدات إلى غزة

مقتل 19 فلسطينياً جراء القصف على القطاع

أطفال فلسطينيون ينتظرون أمام نقطة توزيع طعام مجاني لتلقي وجبتهم في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون أمام نقطة توزيع طعام مجاني لتلقي وجبتهم في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة (د.ب.أ)
TT

ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ«إنهاء» الحظر على دخول المساعدات إلى غزة

أطفال فلسطينيون ينتظرون أمام نقطة توزيع طعام مجاني لتلقي وجبتهم في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون أمام نقطة توزيع طعام مجاني لتلقي وجبتهم في مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة (د.ب.أ)

طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الأربعاء، إسرائيل بـ«إنهاء» الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من «خطر المجاعة و(انتشار) أمراض وبائية والموت».

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك «يجب أن ينتهي ذلك. ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين».

وفي وقت تمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس (آذار) دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر بعد 18 شهرا من الحرب، حذّرت الأمم المتحدة من وضع إنساني كارثي لسكان غزة الذين يبلغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة.

وتتّهم إسرائيل «حماس» باستغلال المساعدات لمصلحتها، وهو ما تنفيه الحركة من جهتها.

والخميس، حذّر مسؤولون من 12 منظمة إنسانية دولية كبيرة من أن المجاعة «لم تعد خطراً داهماً فحسب»، بل هي «على الأرجح قيد الانتشار بسرعة في كلّ أجزاء القطاع».

وقال الوزراء الثلاثة إن «القرار الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات إلى غزة أمر غير مقبول».
وانتقدوا أيضا وزير الدفاع يسرائيل كاتس بسبب «تعليقاته الأخيرة التي تسيّس المساعدات الإنسانية»، ووصفوا الخطط الإسرائيلية للبقاء في غزة بعد الحرب بأنها «غير مقبولة».

وتابعوا في البيان «لا يجوز بتاتاً استخدام المساعدات الإنسانية كأداة سياسية، ولا يجوز تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية أو إخضاعها لأي تغيير ديموغرافي».

سيدة فلسطينية تحمل طفلاً أمام مدرسة تؤوي نازحين تعرضت لقصف إسرائيلي في مدينة غزة (رويترز)

وقال كاتس الأسبوع الماضي إن إسرائيل ستواصل منع دخول المساعدات إلى غزة، معتبراً ذلك «إحدى أدوات الضغط الرئيسية» على «حماس».

وأعرب وزراء الخارجية أيضا عن «غضبهم إزاء الضربات الأخيرة التي نفّذتها القوات الإسرائيلية على عاملين في المجال الإنساني وبنى تحتية أساسية مرافق الرعاية الصحية» في غزة. وقالوا: «يجب على إسرائيل أن تبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين والبنى التحتية والعاملين في المجال الإنساني».
قصف متواصل على القطاع

إلى ذلك، قُتل 19 مواطناً فلسطينياً جرّاء القصف الإسرائيلي على غزة، منذ فجر اليوم الأربعاء، وفق ما أفادت مصادر طبية.

وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن قوات الاحتلال شنت عشرات الغارات، ونفّذت عمليات نسف للمنازل، في وقتٍ تصاعدت آثار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية، منذ بداية مارس (آذار) الماضي.

وأفاد «الدفاع المدني» بانتشال جثامين 10 «شهداء»، على أثر قصف إسرائيلي لمدرسة يافا، التي تؤوي نازحين، شمال شرقي مدينة غزة.

وأعلن «الدفاع المدني» أن طواقمه تمكنت، بصعوبة وتحت ظروف خطيرة، من الوصول إلى منازل مستهدَفة ومنازل مجاورة أخرى تعرضت للقصف والتدمير الإسرائيلي في شارع النخيل شرق التفاح شرق مدينة غزة، كاشفاً عن انتشال أربعة «شهداء»، وأجْلت امرأة مصابة، بينما لا يزال هناك «شهداء» آخرون مفقودون تحت أنقاض المنازل. وأشار إلى «استشهاد مواطن وإصابة ستة آخرين، جراء قصف الاحتلال خيمة في محيط بنك فلسطين ببلدة بني سهيلا شرق خان يونس».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: إلى أي مدى تؤثر الضربات الإسرائيلية لإيران على المحادثات؟

تحليل إخباري أطفال فلسطينيون ينتظرون الطعام عند نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: إلى أي مدى تؤثر الضربات الإسرائيلية لإيران على المحادثات؟

ضربة إسرائيلية مفاجئة لإيران، جاءت بعد أيام من حديث واشنطن عن أن طهران جزء من مفاوضات قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا «قافلة الصمود» المغاربية عند مدخل مدينة سرت (صفحة تنسيقية القافلة)

بنغازي تشترط «تأشيرات وموافقات» مصرية لمرور «قافلة الصمود»

قالت وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا إن «جوازات سفر بعض أفراد (قافلة الصمود) منتهية، وأخرى على وشك الانتهاء، ولا تتيح لهم عبور أي دولة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا أعلام فلسطينية تُرفع خلال تجمُّع جماهيري في ساحة الجمهورية بباريس (أ.ف.ب) play-circle

«رغم ما يحدث في المنطقة»... فرنسا «مصممة» على الاعتراف بدولة فلسطينية

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الجمعة، أن فرنسا عازمة على الاعتراف بدولة فلسطينية، على الرغم مما يحدث في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون أكياساً تحتوي على مساعدات غذائية وإنسانية (أ.ب)

بعد هجوم إسرائيل على إيران... تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين

أعلن مصدران، الجمعة، أن مؤتمر الأمم المتحدة، الذي كان من المقرر أن تستضيفه فرنسا والسعودية بهدف صياغة خريطة طريق لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي فلسطينيات يبكين أحد أحبائهن بعد قتله في قصف إسرائيلي يوم الخميس بمدينة غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تعزل غزة رقمياً

أحكمت إسرائيل حصارها لقطاع غزة وعزلتها رقمياً، أمس، بعدما استهدفت آخر خط للألياف الضوئية في القطاع، ما تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إسرائيل وإيران في مرمى الصواريخ والغارات

 دخان يتصاعد بعد هجوم إيراني بالصواريخ على تل أبيب مساء أمس (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد هجوم إيراني بالصواريخ على تل أبيب مساء أمس (أ.ب)
TT

إسرائيل وإيران في مرمى الصواريخ والغارات

 دخان يتصاعد بعد هجوم إيراني بالصواريخ على تل أبيب مساء أمس (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد هجوم إيراني بالصواريخ على تل أبيب مساء أمس (أ.ب)

أصبحت إسرائيل وإيران، أمس، في مرمى الصواريخ والغارات المتبادلة، في تصعيد جديد ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة في خطوة أثارت ردود فعل دولية وعربية وإقليمية. وبحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في اتصال أجراه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التطورات التي تشهدها المنطقة، وسبل تخفيض التصعيد وضرورة ضبط النفس، وحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. وأكد ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي أهمية استمرار العمل المشترك لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

بدأت المواجهة بهجوم عنيف شنّته إسرائيل على قلب البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران، مستخدمة طائرات حربية ومسيّرات {تم تهريبها إلى داخل البلاد}، استهدفت كبار جنرالات «الحرس الثوري»، وعلماء بارزين في البرنامج النووي. وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك ضربات في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، ولاحقاً سماع دوي انفجارين قويين في منطقة موقع فوردو النووي في قم، جنوب طهران. وأشارت إلى ضربات في أكثر من 40 موقعاً عسكريّاً، كان أبرزها مقر قيادة «الحرس الثوري»، ومقر هيئة الأركان في شرق طهران.

وسجّلت إيران واحدة من أكبر خسائرها على مستوى القيادة العسكرية والعلماء النوويين أمس، إذ سقط جنرالات كبار، على رأسهم رئيس الأركان محمد باقري، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، والعقل المدبر للبرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده، وقائد العمليات الإيرانية غلام علي رشيد. كما أصيب علي شمخاني بجروح بالغة، ودخل في غيبوبة، فيما تباينت الردود بشأن مصير إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس». كما طالت الضربات 6 علماء نوويين في مقرّ إقامتهم، أبرزهم فريدون عباسي، رئيس «هيئة الطاقة الذرية» الإيرانية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني، مساء أمس، عن شنّ ضربات صاروخية على عشرات الأهداف في إسرائيل. وجاء في بيان: «نفّذ (حرس الثورة الإسلامية)... ردّه الحازم والدقيق ضد عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية للنظام الصهيوني الغاصب في الأراضي المحتلة».

وندّدت دول الخليج بالعملية الإسرائيلية، وشدّدت في بيانات منفصلة على ضرورة تجنيب المنطقة المخاطر، وحلّ الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية. وجاء في بيان للخارجية السعودية أن المملكة تدين وتستنكر بشدة هذه الاعتداءات الشنيعة، وتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري.

من جانبه، اكتفى ترمب بتوجيه تحذير شديد اللهجة للمسؤولين الإيرانيين من مغبة مواصلة سياساتهم السابقة، متوقعاً أن تكون الهجمات الإسرائيلية اللاحقة «أكثر عنفاً». ووصف الهجوم الإسرائيلي بـ«الممتاز»، نافياً أي دور أميركي في العملية.

ودعا قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا «كل الأطراف إلى الامتناع عن مزيد من التصعيد». وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن ستارمرأجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، بشأن الوضع. وأضاف في بيان: «ناقش الزعماء المخاوف الشديدة القائمة منذ فترة طويلة بشأن برنامج إيران النووي، ودعوا جميع الأطراف إلى الامتناع عن مزيد من التصعيد، الذي يمكن أن يزيد زعزعة استقرار المنطقة».