«تصعيد خطير»... سلام يدين استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت

رئيس الوزراء اللبناني يطلب من الجيش التحرك لتوقيف مطلقي الصواريخ على إسرائيل

رئيس الحكومة نواف سلام في بلدة الخيام مطلعاً على الأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية خلال جولة له في الجنوب (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الحكومة نواف سلام في بلدة الخيام مطلعاً على الأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية خلال جولة له في الجنوب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

«تصعيد خطير»... سلام يدين استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت

رئيس الحكومة نواف سلام في بلدة الخيام مطلعاً على الأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية خلال جولة له في الجنوب (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الحكومة نواف سلام في بلدة الخيام مطلعاً على الأضرار الناتجة عن الحرب الإسرائيلية خلال جولة له في الجنوب (أرشيفية - أ.ف.ب)

ندّد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الجمعة، باستهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، ووصفه بأنه «تصعيد خطير».

وقالت رئاسة مجلس الوزراء، في بيان على منصة «إكس»، إن سلام ندّد أيضاً «بالاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والمناطق السكنية التي تنتشر فيها المدارس والجامعات».

وشدّد سلام على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من النقاط التي ما زالت تحتلها بأسرع وقت ممكن، بحسب البيان.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، سلسلة غارات وقصفاً مدفعياً شمل عدة بلدات في الجنوب ومنطقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن حمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة الجليل الأعلى.

وأجرى سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره.

وطالب سلام بـ«تكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء»، وشدّد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية، مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.

طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)
طائرة عسكرية إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية فوق مدينة بيروت (أ.ف.ب)

وأجرى سلام «سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة».

وأعاد التأكيد على «تمسك لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701، وبترتيبات وقف الأعمال العدائية، وبأن الجيش اللبناني وحده المولج حماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً».

من جهته، أعلن الجيش اللبناني أنه حدّد الموقع الذي أطلقت منه الصواريخ صوب إسرائيل، صباح اليوم، في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، وفتح تحقيقاً لتحديد هوية منفذي الهجوم.

وأضاف الجيش، في بيان، أن إسرائيل تصعّد اعتداءاتها متذرعة بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق مختلفة في الجنوب، وصولاً إلى بيروت، «في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار».

وشدّد الجيش على أنه يواصل اتخاذ التدابير اللازمة عند الحدود الجنوبية لضبط الوضع.

كما دعت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى «ضبط النفس» بعد إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل التي دعت سكان حي في الضاحية الجنوبية لبيروت لإخلائه، في أول إنذار من نوعه منذ بدء تطبيق الهدنة قبل 4 أشهر.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس - بلاسخارت، في بيان: «العودة إلى صراع أوسع نطاقاً في لبنان سيكون مدمّراً للمدنيين على جانبَي الحدود... ويجب تجنبه بأي ثمن». وأضافت: «من الضروري أن يتحلى جميع الأطراف بضبط النفس». ونفى «حزب الله» مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين.

مواطن يصوّر بيته الذي تعرَّض للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
مواطن يصوّر بيته الذي تعرَّض للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتوسطت فيه فرنسا والولايات المتحدة... كان من المفترض أن يجري إخلاء جنوب لبنان من أي أسلحة لـ«حزب الله»، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من المنطقة، وأن ينتشر الجيش اللبناني فيها.

عمال البلدية يمرُّون على أنقاض المباني المتضررة التي ضربتها غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)
عمال البلدية يمرُّون على أنقاض المباني المتضررة التي ضربتها غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)

وتبادل لبنان و«حزب الله» وإسرائيل الاتهامات بعدم تنفيذ بنود الاتفاق بالكامل. وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه قصف أهدافاً لـ«حزب الله»، في جنوب لبنان، بعد ساعات من إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية على إسرائيل.


مقالات ذات صلة

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

المشرق العربي ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

تتخوف الأوساط من أن ينسحب القلق القائم حالياً، حيال تهديد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، على طرابلس باستبعاد العلويين والمسيحيين.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)

الرئيس اللبناني يبدأ زيارة رسمية إلى قطر

بدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، زيارة رسمية إلى قطر، يلتقي خلالها أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سيارة استهدفتها 3 صواريخ إسرائيلية في عيترون بجنوب لبنان (الوكالة الوطنية)

الأمم المتحدة «قلقة» من العمليات العسكرية الإسرائيلية بجنوب لبنان

أعربت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان»، الثلاثاء، عن قلقها بشأن حماية المدنيين في لبنان مع استمرار سقوط قتلى في صفوفهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي السفير البابوي باولو بورجيا يعبر فوق الركام قرب كنيسة تضررت نتيجة قصف إسرائيلي في الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

الحكومة اللبنانية ترمم منشآتها بالجنوب وتحصي أضرار الحرب مع إسرائيل

يضطلع «مجلس الجنوب» بمهام ترميم الإدارات والمنشآت الحكومية في جنوب لبنان التي تعرضت لأضرار خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني وأمامهم آليات تتبع قوات «يونيفيل» بجنوب البلاد (صفحة الجيش على إكس)

مقتل جندي لبناني وإصابة 3 آخرين بانفجار «جسم مشبوه» في الجنوب

أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد عناصره، وإصابة 3 آخرين، بانفجار جسم مشبوه خلال إجراء مسح هندسي لأحد المواقع في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

لبنان: مخاوف طرابلسية من تكرار الإخلال بالتوازن الطائفي في الانتخابات المحلية

ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)
ناخبات أمام قلم اقتراع للتصويت في الانتخابات البلدية عام 2016 (أرشيفية - أ.ف.ب)

تتخوف الأوساط السياسية من أن ينسحب القلق القائم حالياً، حيال تهديد المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي لبيروت، على طرابلس باستبعاد العلويين والمسيحيين من مجلسها البلدي، لئلا يتكرر الإخلال بالتوازن الطائفي كما هو حاصل في مجلسها الحالي بخلوه من تمثيلهم في حال أن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ومعه نواب المدينة، لم يقرروا النزول بكل ثقلهم لقطع الطريق على الإخلال به، والمؤلف من 24 عضواً كما الحال مع بيروت.

ومع أن توفير الحماية للحفاظ على المناصفة في بيروت، ومنع الإخلال بتعدد التمثيل الطائفي في طرابلس يبقى في النفوس قبل النصوص، كما يقول مصدر سياسي بيروتي لـ«الشرق الأوسط»، فإن استبعاد تعديل قانون الانتخابات البلدية من شأنه أن يرفع من منسوب القلق، بدءاً بالعاصمة، لأن الاتصالات ما زالت تراوح مكانها ما لم يبادر من يهمهم أمر الحفاظ عليها إلى تقديم التسهيلات المطلوبة لدرء الأخطار السياسية المترتبة على الإطاحة بها.

ولفت المصدر السياسي إلى أن المطلوب من المعنيين في الحفاظ على المناصفة البيروتية التواضع ما أمكن، وعدم تكبيرهم الحجر بالمفهوم السياسي للكلمة، لأن المناصفة لا تتحقق بإقحام بيروت في معركة كسر عظم يتوخى منها بعض أصحاب الرؤوس الحامية بأن تشكل محطة لاختبار الأحجام استعداداً لخوض الانتخابات النيابية في مايو (أيار) 2026.

تحييد الانتخابات المحلية عن النيابية

ودعا المصدر القوى السياسية المعنية بخوض السباق البلدي إلى تحييده عن الانتخابات النيابية، وهذا ما يُفترض أن ينسحب، بحسب قوله، على بلديتي طرابلس، والميناء التي يتألف مجلسها البلدي من 21 مقعداً موزّعين على 15 عضواً من الطائفة السنّية، و6 من المسيحيين. وقال إنه ليس المطلوب من الناخبين الكبار في بيروت وطرابلس الوقوف على الحياد، وعدم التدخل في الانتخابات البلدية، بمقدار ما أن هناك ضرورة للانخراط في تركيب اللوائح على نحو يؤمن التوازن في بيروت، ويعالج الخلل في طرابلس، لئلا يتكرر استبعاد المسيحيين وعددهم 3 أعضاء، والعلويين بعضوين اثنين عن مجلسها البلدي، وحذّر من لجوء البعض للثأر من الطائفة العلوية بذريعة أن سوادها الأعظم كان من مؤيدي النظام السوري السابق.

وأكد المصدر نفسه أن سقوط نظام بشار الأسد يجب أن يشكل فرصة لإزالة خطوط التماس السياسية التي كانت بين جبل محسن، معقل العلويين في طرابلس، وبين باب التبانة إحدى القلاع السنّية. وقال بأن المصالحة يُفترض أن تكون تحققت بسقوطه.

وشدد على أن المطلوب من الناخبين الكبار في بيروت وطرابلس القيام بجهد استثنائي فوق العادة يستدعي منهم التدخل لتوفير الدعم غير المشروط للوائح البلدية، شرط أن تتشكل من أوسع تمثيل طائفي وسياسي من غير الحزبيين، وتحظى بثقة الناخبين، ومعهم العاملون في المجتمع المدني، لإيصال المجلس البلدي الذي يحمي المناصفة في العاصمة، والآخر الذي يحفظ التوازن في طرابلس والميناء، وبرغم أنه لا شيء يمنع الناشطين المنتمين إلى «قوى التغيير» من خوض الانتخابات بلوائح مستقلة لاختبار مدى قدرتهم على التأثير في مجريات السباق البلدي.

تسييس المعركة الانتخابية

ورغم أن العاصمة تحتضن جميع المكونات السياسية والطائفية، باستثناء العلويين، إلى جانب الأحزاب والتيارات السياسية، فإن الانقسام القائم بين نوابها يبقى أمراً طبيعياً، لكن مشكلتهم تكمن في إصرار معظمهم على تسييس المعركة البلدية على نحو يؤدي إلى نقل الخلاف الدائر في الشارع إلى داخل المجلس البلدي، وهذا ما يحذر منه المصدر السياسي بقوله إن التوافق على تشكيل لائحة ائتلافية تحظى بأوسع تأييد يواجه صعوبة إذا ما أصر بعض الأحزاب على أن يتمثل مباشرة لا بالواسطة لتفادي تبادل الفيتوات بين الناخبين الكبار على خلفية الانقسام الحاصل حول إسناد «حزب الله» لغزة.

وبكلام آخر، رأى المصدر أنه ليس ضد تمثيل الأحزاب، لكن لا بد من التوقف أمام الواقع السياسي في البلد، وضرورة التعاطي معه بمرونة إذا كان المطلوب عدم تعريض المناصفة إلى خطر يأخذ البلد إلى أزمة سياسية مفتوحة، وهذا يستدعي خفض التمثيل الحزبي في اللائحة الائتلافية، لأنه لا مجال أمام جمع حزب «القوات اللبنانية»، و«التيار الوطني الحر»، والثنائي الشيعي في لائحة واحدة، لأن الأخير يُبدي تحفّظه على التحالف معهما على خلفية مواصلة حملاتهما السياسية على «حزب الله»، وتحميله مسؤولية تفرُّده بقرار الحرب الذي ترتب عليه استدراج إسرائيل لحرب مدمرة على لبنان، ويقترح حصر الترشيح على اللائحة بالمستقلين بما يحفظ الحد الأدنى من الانسجام بداخل المجلس البلدي المنتخب، وينأى به عن تصفية الحسابات التي ستكون حاضرة في اللحظة الأولى لتركيب اللائحة التوافقية في حال أُزيلت التحفظات باستبعاد الحزبيين.

ويبقى السؤال: هل سترى اللائحة الائتلافية في بيروت النور مع كثرة الطباخين من الناخبين الكبار، وتعدد المرشحين لرئاسة مجلسها البلدي، خصوصاً أن المطلوب منهم القيام بمهمة استثنائية للتعويض عن غياب «المستقبل»، وعلى رأسها تحصين اللائحة بالإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، لئلا تذهب ضحية الصدام السياسي بين الأحزاب المسيحية والثنائي الشيعي، ما يعرّضها للتشطيب الذي سيؤدي حتماً إلى تهديد المناصفة، خصوصاً أن الثنائي يُعدّ القوة الناخبة الثانية بعد «المستقبل». وما ينسحب على بيروت ينطبق على طرابلس التي تقف على مشارف الانجرار إلى مأزق سياسي، وتشكو حالياً من احتمال تعدد اللوائح التي من شأنها أن تهدد التوازن ما لم يقرر الناخبون الكبار التدخل في الوقت المناسب لمنع تكرار الخلل في مجلسها البلدي على غرار ما أصاب الحالي.