الخارجية السورية تدعو لفتح تحقيق دولي حول «الانتهاكات» الإسرائيلية

امرأة سورية تبكي ابنها الذي قُتل في القصف الإسرائيلي على قرية كويا في جنوب سوريا (أ.ب)
امرأة سورية تبكي ابنها الذي قُتل في القصف الإسرائيلي على قرية كويا في جنوب سوريا (أ.ب)
TT

الخارجية السورية تدعو لفتح تحقيق دولي حول «الانتهاكات» الإسرائيلية

امرأة سورية تبكي ابنها الذي قُتل في القصف الإسرائيلي على قرية كويا في جنوب سوريا (أ.ب)
امرأة سورية تبكي ابنها الذي قُتل في القصف الإسرائيلي على قرية كويا في جنوب سوريا (أ.ب)

نددت وزارة الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء بـ«العدوان الاسرائيلي المستمر» على البلاد، وعدّته «انتهاكا صارخا» لسيادتها، بعد توغّل وقصف اسرائيليين لقرية في محافظة درعا جنوبا أسفر عن سقوط ستّة قتلى، في حين أعلن الجيش الاسرائيلي شنّ غارات ردّا على «إطلاق نار».

واستنكرت الخارجية في بيان «العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيدا خطيرا في قرية كويا بريف درعا الغربي»، مضيفة أن القرية تعرضت «لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع، ما أسفر عن استشهاد ستة مدنيين».

وكانت السلطات المحلية أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ بالقصف الاسرائيلي على البلدة، تبعه «نزوح من أهالي المنطقة».

وأفاد محافظ درعا أنور طه الزعبي بأن «مجموعة من الأهالي» اشتبكت مع قوة عسكرية اسرائيلية «حاولت التوغل» في البلدة، مضيفا أن الجيش الاسرائيلي ردّ «بالقصف المدفعي، والقصف بالطيران المسير».

دخان القصف الإسرائيلي يتصاعد من قرية كويا السورية (أ.ف.ب)

وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته أن قواته «رصدت عددا من الإرهابيين الذين أطلقوا النار في اتجاهه في جنوب سوريا»، مضيفا «قامت القوات بالردّ على إطلاق النار، وقام سلاح الجو بضرب الإرهابيين»، مشيرا إلى وقوع إصابات.

واعتبرت الخارجية السورية أن هذا التصعيد يأتي «في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغّل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية».

ودعت السوريين إلى «التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة».

وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي قصف قاعدتين عسكريتين في وسط سوريا.

وفي الأشهر الأخيرة التي تلت إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسجَّل عمليات توغل إسرائيلية في الأراضي السورية الحدودية المحاذية للجولان المحتلّ، بشكل شبه يومي.

ونفّذت إسرائيل مذّاك أيضا مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.

جندي إسرائيلي على دبابة «ميركافا» في الجولان السوري (أ.ف.ب)

كذلك، توغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية.

وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمام مجلس الأمن الثلاثاء عن قلقه إزاء «التصريحات الإسرائيلية بشأن نية البقاء في سوريا»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأدانت الخارجية الأردنية من جهتها «بأشد العبارات توغل القوات الإسرائيلية وقصفها بلدة كويا»، معتبرة ذلك «انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة».


مقالات ذات صلة

ضغوط على إدارة ترمب لتخفيف العقوبات على سوريا

المشرق العربي 
لافتات نشرتها منظمة «التحالف السوري الأميركي للسلام والازدهار» في شوارع دمشق تستبق وصول وفد أعضاء الكونغرس الأميركي للعاصمة السورية (إكس)

ضغوط على إدارة ترمب لتخفيف العقوبات على سوريا

تتعرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لضغوط سياسية لتخفيف العقوبات على سوريا؛ إذ طالب مشرعون، وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، بتقديم.

علي بردى (واشنطن ) حمزة مصطفى (السليمانية)
المشرق العربي تقرير: أميركا تسحب مئات الجنود من سوريا

تقرير: أميركا تسحب مئات الجنود من سوريا

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين أن الجيش الأميركي بدأ الخميس سحب مئات الجنود من شمال شرقي سوريا ويعمل على إغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الثماني هناك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق (أ.ب)

وزير الخارجية السوري: تعزيز التعاون مع الأردن يصب في مصلحة الشعبين ويسهم في استقرار المنطقة

قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، إن تعزيز التعاون السوري الأردني يصب في مصلحة الشعبين، ويسهم في استقرار المنطقة وازدهارها.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي النائب جو ويلسون متحدثاً إلى مجموعة من الأيتام خلال زيارته أحد مستشفيات مدينة أعزاز اليوم (أ.ف.ب)

إدارة ترمب تواجه ضغوطاً لتخفيف العقوبات على سوريا

جدّد مشرعون أميركيون ضغوطهم على وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسينت، لتقديم إجابات حول خططهما لتخفيف العقوبات الاقتصادية الخانقة على سوريا.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي تخريب محطة مياه في قرية كودنا بريف القنيطرة الأوسط من قبل الجيش الإسرائيلي (الشرق الأوسط)

تحركات «غير مفهومة» من الجيش الإسرائيلي في ريفَي القنيطرة ودرعا بسوريا

تشهد قواعد عسكرية أقامها الجيش الإسرائيلي في بلداتٍ وقرى توغل فيها، بريفَي محافظتَي القنيطرة ودرعا جنوب سوريا، تحركات «غير مفهومة» لدى أهالي المنطقة.

موفق محمد (القنيطرة )

إسرائيل تكثف استخدام «مسيّرات انتحارية» في غزة

فلسطينيون يتفقدون أمس الأضرار جراء هجوم إسرائيلي على مدرسة لإِيواء نازحين في مخيم جباليا شمال غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أمس الأضرار جراء هجوم إسرائيلي على مدرسة لإِيواء نازحين في مخيم جباليا شمال غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تكثف استخدام «مسيّرات انتحارية» في غزة

فلسطينيون يتفقدون أمس الأضرار جراء هجوم إسرائيلي على مدرسة لإِيواء نازحين في مخيم جباليا شمال غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتفقدون أمس الأضرار جراء هجوم إسرائيلي على مدرسة لإِيواء نازحين في مخيم جباليا شمال غزة (أ.ف.ب)

كثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة استخدامها للمسيّرات الانتحارية «كواد كابتر» في قطاع غزة، خصوصاً خلال استهدافها شخصيات بشكل مباشر.

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إنه خلال 4 أيام انفجر ما لا يقل عن 9 طائرات مسيّرة في مناطق مختلفة من القطاع، ضربت أهدافاً غالبيتها داخل مراكز الإيواء.

وأوضحت المصادر أن إسرائيل استخدمت هذه المسيّرات بشكل محدود منذ بداية الحرب، لكنها كثفت استخدامها، للمرة الأولى، في الأيام الأخيرة ضد قيادات من المقاومة الفلسطينية أو نشطاء بارزين، وأيضاً ضد بعض العاملين في القطاع الحكومي.

وتتميز «كواد كابتر» الانتحارية بأنها صغيرة الحجم وتحمل قنابل يتم تفجيرها عن بعد، مما يتسبب في إحداث حرائق، ومن ثم تزيد أعداد الضحايا، خصوصاً عندما يكون الهدف أشخاصاً أو مجموعات داخل مخيمات الإيواء التي تنتشر فيها الحرائق بسهولة.

وأشارت المصادر إلى أنه لوحظ تحليق هذه المسيّرات بشكل مكثف في سماء مناطق مختلفة من القطاع، ما يشير إلى نيات إسرائيل تصعيد استخدامها خلال الأيام المقبلة لتصفية أكبر عدد من المستهدفين.

من جهة أخرى، أعلنت واشنطن أن الذخائر غير المنفجرة تنتشر في كل مكان بغزة نتيجة عشرات الآلاف من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل، مما يجعل القطاع «غير صالح للسكن»، بحسب وكالة «رويترز».