استنفار سياسي لبناني تنديداً بالقصف... وعون يُحذر من «استدراجنا لدوامة العنف»

السلطات طالبت الجيش بالتحقيق واتخاذ الإجراءات

الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام (رئاسة الجمهورية)
TT
20

استنفار سياسي لبناني تنديداً بالقصف... وعون يُحذر من «استدراجنا لدوامة العنف»

الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام (رئاسة الجمهورية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون يتوسط رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام (رئاسة الجمهورية)

تصاعدت التحذيرات السياسية في لبنان من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه المطلة الإسرائيلية، والقصف الإسرائيلي الواسع على الأراضي اللبنانية، في حين أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف»، على وقع مطالبات سياسية للجيش والقوى الأمنية والسلطات القضائية بكشف الملابسات، واتخاذ الإجراءات.

الدخان يتصاعد نتيجة غارات جوية إسرائيلية على بلدة سجد جنوب لبنان (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد نتيجة غارات جوية إسرائيلية على بلدة سجد جنوب لبنان (د.ب.أ)

وشدَّد الرئيس عون على «إدانة محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف»، وعَدَّ في بيان أن «ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير (شباط) الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يُشكل اعتداءً متمادياً على لبنان، وضرباً لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون».

وناشد رئيس الجمهورية اللبنانية جميع «أصدقاء لبنان التنبه لما يحاك ضده من أكثر من طرف معادٍ، كما دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، ولا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، والجيش، إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يُهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة». كما طلب عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اتخاذ الإجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لتوضيح ملابسات ما حصل.

وأهاب رئيس الجمهورية بجميع المسؤولين عن التطورات بأن يكونوا في موقع الحرص على لبنان أولاً وأخيراً.

بري

وفي السياق نفسه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية، وكذلك لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى المسارعة في كشف ملابسات ما حصل في الجنوب، مؤكداً أن «المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الانفجار الكبير هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار (1701) وبنود وقف إطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الآن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بكل مندرجات هذا الاتفاق».

وجدد بري «دعوة جميع اللبنانيين، خاصة القوى السياسية إلى وجوب تنقية الخطاب السياسي والالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والأمنية ووعي المخاطر الناجمة عن إيجاد الذرائع أمام العدو من خلال إثارة النعرات التي تشرع أبواب الوطن للنفاذ من خلالها لضرب لبنان واستقراره وتقويضه بوصفه نموذجاً يمثل نقيضاً لعنصرية إسرائيل».

سلام

بدوره، حذَّر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين.

وأجرى سلام اتصالاً بوزير الدفاع الوطني ميشال منسى، مشدداً على «ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي مَن يمتلك قرار الحرب والسلم».

كما أجرى سلام اتصالاً بالممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، جانين بلاسخارت، مطالباً الأمم المتحدة بـ«مضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار الدولي (1701)، وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية الذي أقرته الحكومة السابقة في نوفمبر الماضي، ويلتزم به لبنان».

«حزب الله» ‏

وبعد نفي رسمي من «حزب الله» لأي تورط من قبله في إطلاق الصواريخ، رأى عضو كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) النائب علي فياض أنّ «الممارسات الإسرائيلية تجاوزت كل حدّ، وباتت فِعلاً يومياً متكرّراً، ‏دون أي اكتراث ‏للقرار الدولي (1701) ولورقة إجراءاته التنفيذية، وكأنّ ‏هذا القرار لا وجود له إطلاقاً في ‏قواعد الممارسات الإسرائيلية تجاه ‏الجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى».

وقال فياض إنّ «العدو هو الذي يسوق المزاعم الكاذبة والذرائع الفارغة لتبرير اعتداءاته، ‏وهو الذي لا يكترث ‏أصلاً بتبرير ممارساته الإجرامية، إنما يسعى ‏بوضوح إلى التصعيد والتمادي ومفاقمة ‏الممارسات العدوانية الخطيرة، ‏مستنداً إلى الغطاء الأميركي، ومستغلاً التزام لبنان الصارم ‏بالقرار ‌(‏1701‌)».

وقال فياض: «إنّ (حزب الله) يؤكد مُجدّداً مسؤولية الحكومة المباشرة في تحديد ‏الأطر والوسائل ‏الكفيلة بوضع حدٍّ للممارسات الإسرائيلية الخطيرة، ويدعوها إلى تزخيم وتيرة متابعتها على ‏مستويات مختلفة، آخذاً بعين ‏الاعتبار منحى التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان».


مقالات ذات صلة

قائد الجيش اللبناني يتفقد الحدود: إسرائيل عائق وحيد أمام انتشارنا

المشرق العربي قائد الجيش العماد رودولف هيكل في ثكنة بنوا بركات في صور (قيادة الجيش)

قائد الجيش اللبناني يتفقد الحدود: إسرائيل عائق وحيد أمام انتشارنا

أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل على الالتزام بتنفيذ القرار 1701 عادّاً عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية تخدم إسرائيل

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية (من اليسار) رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوناكيس والرئيس اللبناني جوزيف عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس في الإليزيه الجمعة (أ.ب)

«قمة باريس» تعطي الشرع تعهداً مشروطاً بدعم مطلب رفع العقوبات

الشرع حصل من القمة الخماسية في باريس على تعهد مشروط بدعم مطلب رفع العقوبات عن سوريا، وفرنسا تعرض مساعدتها لترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص مواطنون يهربون من منازلهم يوم الخميس إثر تهديدات إسرائيلية قبيل قصف استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

خاص أجواء العيد تغيب عن جنوب لبنان: حزن وقلق من عودة الحرب

تغيب مظاهر العيد في غالبيّة قرى وبلدات الجنوب، حيث لا يزال يعيش الأهالي حالة الحرب في ظل استمرار القصف الإسرائيلي بين الحين والآخر والتهديدات التي لا تتوقف

حنان حمدان (جنوب لبنان)
تحليل إخباري الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال الاجتماع مع مورغان أورتاغوس والوفد المرافق لها في قصر بعبدا (أ.ف.ب)

تحليل إخباري إسرائيل تضغط استباقاً لعودة أورتاغوس لاستدراج لبنان لمفاوضات دبلوماسية

الجديد في ردّ إسرائيل على إطلاق صاروخين «مجهولي الهوية»، يكمن بأنه يتلازم مع استعداد نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مورغن أورتاغوس للعودة إلى بيروت مجدداً.

محمد شقير (بيروت)
الولايات المتحدة​ عناصر من الجيش اللبناني (أرشيفية - رويترز) play-circle

أميركا: نتوقع من الجيش اللبناني نزع سلاح الجماعات المسلحة

قالت الولايات المتحدة، الجمعة، إنها تتوقع من الجيش اللبناني نزع سلاح الجماعات المسلحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«حزب الله»: لا يمكن القبول باستباحة إسرائيل للبنان

الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم خلال كلمة تلفزيونية (لقطة من فيديو)
الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم خلال كلمة تلفزيونية (لقطة من فيديو)
TT
20

«حزب الله»: لا يمكن القبول باستباحة إسرائيل للبنان

الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم خلال كلمة تلفزيونية (لقطة من فيديو)
الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم خلال كلمة تلفزيونية (لقطة من فيديو)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم، اليوم (السبت)، إن إسرائيل يجب أن تنسحب من المناطق التي ما زالت تحتلها في لبنان «من دون قيد أو شرط».

وأضاف قاسم، خلال كلمة تلفزيونية: «إذا لم تلتزم إسرائيل فلن يكون أمامنا إلا أن نعود إلى خيارات أخرى»، مؤكداً: «لا يمكن أن نقبل بمعادلة أن تستبيح إسرائيل لبنان».

وأوضح: «إسرائيل هي في موقع العدوان، هذا العدوان يجب أن يُوضع حد له. لقد تجاوزت بأن قصفت الضاحية الجنوبية لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، وكذلك اعتدت على مناطق عدة في جنوب لبنان (...) لا يمكن أن نقبل بأن يستمر هذا النهج».

وأشار إلى أن الوقت ما زال يسمح للحكومة «بالمعالجة السياسية والدبلوماسية»، وتابع: «يجب أن تبدأ الحكومة مناقشة موضوع الإعمار وألا يُربط بأيّ شيء آخر».

وعن سوريا، نفى قاسم علاقة «حزب الله» بما يحدث داخل سوريا أو الاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية.

وأضاف: «تقع على الجيش اللبناني مسؤولية حماية المواطنين اللبنانيين من الاعتداءات التي تحدث على الحدود اللبنانية - السورية».

ورفعت إسرائيل وتيرة التصعيد ضد «حزب الله» إلى أعلى مستوياته منذ 4 أشهر، حيث قصفت طائراتها الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما هدّدت بتكرار القصف حال استهداف شمال إسرائيل، محملة الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة الجليل الأعلى، الجمعة، وهو حدث نفى «حزب الله» ضلوعه فيه.

وحفّز هذا التصعيد حراكاً دولياً ورسمياً لبنانياً، كونه «الأخطر منذ التوصل إلى اتفاق إطلاق النار»، في حين حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل «ستضرب في كل مكان بلبنان ضد أي تهديد».

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «قذيفتَيْن صاروخيتَيْن» أُطلقتا من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض واحدة وسقوط الأخرى في لبنان. وجاء في البيان أنه «إثر إطلاق صفارات الإنذار... رُصدت قذيفتان صاروخيتان آتيتان من لبنان، تم اعتراض واحدة، في حين سقطت الأخرى داخل الأراضي اللبنانية».

وسجّلت عملية إطلاق الصاروخَيْن بعد أيام من إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل السبت، في أول عملية من نوعها منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأكد مصدر مسؤول في «حزب الله» أن لا علاقة للحزب بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان، لافتاً إلى أن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان يأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان. وشدد على التزام الحزب باتفاق وقف إطلاق النار.