«خلية أزمة» عراقية للتنسيق مع سوريا... برئاسة السوداني

قيادة الجيش نفت حصول اشتباكات على الحدود

جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)
جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)
TT
20

«خلية أزمة» عراقية للتنسيق مع سوريا... برئاسة السوداني

جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)
جنود عراقيون ينتشرون عند سياج خرساني ممتد على أجزاء من الحدود مع سوريا (إعلام أمني)

كشف مصدر حكومي أن العراق شكّل «خلية أزمة أمنية» تنسق مع الإدارة الجديدة في سوريا. وفي حين نفى الجيش العراقي حصول اشتباكات في مناطق الشريط الحدودي بين البلدين، أكد مسؤول محلي في محافظة الأنبار مقتل مسلحين في عملية استباقية.

وفي ظل تداول أنباء عن محاولات تسلل لعناصر من «داعش»، أكدت «قيادة العمليات المشتركة» في الجيش العراقي أن الوضع الأمني على الحدود «مستقر تماماً».

وأوضحت القيادة في بيان صحافي أنها «تؤكد عدم وجود أي تسلل أو اشتباك على طول الحدود العراقية - السورية، وقطعاتنا الأمنية بمختلف الصنوف والاختصاصات تؤمن وتمسك الحدود بقوة، معززة باحتياطات كافية وموارد مراقبة فنية متطورة».

وتقول السلطات العراقية إنها تعمل باستمرار على تأمين الشريط الحدودي مع سوريا الذي يمتد لأكثر من 600 كيلومتر، وذلك في إطار جهودها لمكافحة تهديدات تنظيم «داعش».

وكانت «هيئة الحشد الشعبي» العراقية قد أعلنت أن قواتها انتشرت في 7 نقاط قرب الحدود مع سوريا، بأسلحة وكاميرات حرارية.

ناقلة جنود تابعة لـ«الحشد الشعبي» قرب الحدود العراقية - السورية (إعلام أمني)
ناقلة جنود تابعة لـ«الحشد الشعبي» قرب الحدود العراقية - السورية (إعلام أمني)

خلية أزمة عراقية

في خطوة لتعزيز التعاون الأمني، كشف مصدر حكومي عراقي عن تشكيل «خلية أزمة وطنية» لمتابعة التطورات في سوريا وتنسيق الإجراءات الأمنية على الحدود العراقية - السورية.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «تشكيل الخلية جاء نظراً لطبيعة الأزمة الأمنية التي تفرضها الأوضاع على الحدود العراقية - السورية، إضافة إلى وجود جماعات مسلحة تنشط في المدن القريبة من الحدود، مما يستوجب استجابة أمنية منظمة».

وأضاف المصدر أن «الخلية تضم كلاً من وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، ورئيس تحالف (السيادة) خميس الخنجر، والقائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين الحجيمي».

وأكد المصدر أن الخلية «تعمل بإشراف مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني؛ إذ لا يُنفذ أي إجراء أو قرار دون موافقته».

ورجح المصدر أن يكون وجود السياسي السني خميس الخنجر في الخلية الحكومية لـ«أغراض التنسيق مع الإدارة السورية الجديدة، والرئيس أحمد الشرع».

ويتردد في أوساط سياسية عراقية أن الخنجر الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة التركية، على اتصال مباشر مع الإدارة السورية الجديدة، وكان قد زار دمشق مرات بعد انهيار نظام بشار الأسد.

وأضاف المصدر أن «التأثيرات الجغرافية والاستراتيجية، حيث يقع البلدان في منطقة حيوية تربطهما بدول مثل تركيا وإيران والأردن ولبنان، تفرض تحديات أمنية وسياسية مشتركة»، كما أكد أن «الوضع الأمني المعقد في كل من العراق وسوريا، يجعل المنطقة عرضة للتدخلات الإقليمية والدولية».

برج مراقبة تابع للجيش العراقي لجزء من الحدود مع سوريا التي يبلغ طولها 600 كيلومتر (أ.ف.ب)
برج مراقبة تابع للجيش العراقي لجزء من الحدود مع سوريا التي يبلغ طولها 600 كيلومتر (أ.ف.ب)

حدود «مستقرة»

على صعيد آخر، قال سعد المحمدي، رئيس اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار، في تصريح صحافي، إن «الوضع الأمني على الحدود السورية مستقر تماماً، مع استمرار التحصينات القوية في المناطق الحدودية».

وأوضح المحمدي أن القوات الحدودية «تعمل بكل كفاءة لتأمين المنطقة ومنع أي محاولات تهريب أو اختراق للحدود». وأضاف أن «القوات الأمنية تمكنت مؤخراً من قتل اثنين من المسلحين في عملية استباقية، مما يعكس الجهود المبذولة في محاربة الإرهاب وتأمين الأراضي الحدودية».

وتشكل الحدود بين العراق وسوريا نقطة حساسة نظراً لطبيعتها الصحراوية المفتوحة التي كانت تستخدمها الجماعات المسلحة سابقاً في التهريب والتسلل.

وتدفع السلطات العراقية لتقوية التحصينات العسكرية، خصوصاً في مناطق الأنبار التي تمتد على مسافة 605 كيلومترات على الحدود مع سوريا.

بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن نظيره السوري أسعد الشيباني، كان قد أجّل زيارته إلى العراق ثلاث مرات بسبب حملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال حسين في لقاء متلفز: «هذه الاعتراضات ضد حكومة سوريا الجديدة هي اعتراضات حزبية محددة وليست شعبية». وأضاف: «في الجلسات الخاصة يتحدثون بشكل آخر... رئيس الحزب ذاته الذي يعترض على قدوم مسؤولي الحكومة السورية إلى العراق، يثني سراً على جهود الحكومة الدبلوماسية في الانفتاح على دمشق».

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

تفاهم أميركي - كردي على الإسراع بتصدير نفط كردستان

المشرق العربي رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني (إعلام حكومي)

تفاهم أميركي - كردي على الإسراع بتصدير نفط كردستان

حثّ مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، إقليم كردستان على الإسراع بتشكيل الحكومة واستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (رويترز)

وزير خارجية العراق: لسنا جزءاً من «محور المقاومة»

بعد يوم واحد من إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده لا تملك وكلاء في المنطقة، أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد ليست جزءاً مما يُعرف بـ«محور المقاومة».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي القنصلية العراقية في إسطنبول (وسائل إعلام عراقية)

العراق يعلن تعرض قنصليته في إسطنبول لإطلاق نار

قالت وزارة الخارجية العراقية إن مسلحين يستقلون دراجة نارية أطلقوا 8 طلقات نارية على واجهة القنصلية العراقية في إسطنبول بتركيا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
خاص مديرية الأحوال المدنية في سوريا

خاص مدير الأحوال المدنية في سوريا: قريبا إلغاء الجنسية الممنوحة لمن قاتل مع الأسد

تبدأ قريباً في دمشق إجراءات «إلغاء الجنسية السورية» التي منحها رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، لـ«مقاتلين» إيرانيين وعرب وأجانب، قاتلوا معه خلال الحرب.

موفق محمد (دمشق)
المشرق العربي 
  عراقي يمر أمام صورة لمقتدى الصدر (مرتدياً الزي العسكري الخاص بـ«سرايا السلام») في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)

العراق: الصدر يمنع أتباعه من «إشهار السلاح»

وجَّه زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، عناصر فصيله «سرايا السلام»، بعدم إشهار أسلحتهم داخل العراق وخارجه.

فاضل النشمي (بغداد) حمزة مصطفى (بغداد)

فرنسا تدين إطلاق صواريخ من لبنان وتحض إسرائيل على ضبط النفس

مبانٍ مدمرة جراء غارة إسرائيلية على بلدة تولين جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبانٍ مدمرة جراء غارة إسرائيلية على بلدة تولين جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT
20

فرنسا تدين إطلاق صواريخ من لبنان وتحض إسرائيل على ضبط النفس

مبانٍ مدمرة جراء غارة إسرائيلية على بلدة تولين جنوب لبنان (إ.ب.أ)
مبانٍ مدمرة جراء غارة إسرائيلية على بلدة تولين جنوب لبنان (إ.ب.أ)

نددت فرنسا، مساء السبت، بإطلاق صواريخ على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مع دعوة الدولة العبرية إلى «ضبط النفس إثر استئنافها ضرباتها رداً على» هذا الأمر.

وقالت الخارجية الفرنسية، في بيان، إن «فرنسا تدعو جميع الأطراف إلى احترام الالتزامات في إطار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بهدف تجنب تصعيد قد تكون له تداعيات خطيرة على أمن لبنان وإسرائيل والمنطقة برمتها»، مذكرة «بأهمية عدم المساس بالتقدم الملحوظ الذي أحرز في الأشهر الأخيرة لضمان أمن الإسرائيليين واللبنانيين على جانبي الخط الأزرق».

وقالت إسرائيل إنها اعترضت 3 صواريخ أُطلقت، السبت، من جنوب لبنان باتجاه شمال أراضيها. ولم تتبنَّ بعد أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ.

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن «إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر، ويشكّل انتهاكاً خطيراً من (حزب الله)».

وقال مسؤول إسرائيلي إنّ «ستة صواريخ أُطلقت صباح اليوم (السبت) على الجليل، ثلاثة منها دخلت الأراضي الإسرائيلية واعترضتها قوات سلاح الجو الإسرائيلي».

ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات فيديو تُظهر بعض ضرباته ضد أهداف «حزب الله» في جنوب لبنان. واستهدفت الضربات مركز قيادة للحزب ومنصات لإطلاق الصواريخ.

من جانبه، نفى «حزب الله» أن تكون له «أي علاقة» بإطلاق الصواريخ، مؤكداً في بيان التزامه بـ«اتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد».