الشرع يستقبل بيربوك... وافتتاح سفارة ألمانيا في دمشق

برلين حثّت السلطات السورية على «ضبط المجموعات المتطرفة»

0 seconds of 48 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:48
00:48
 
TT
20

الشرع يستقبل بيربوك... وافتتاح سفارة ألمانيا في دمشق

الشرع مستقبلاً الوفد الألماني في قصر الشعب (سانا)
الشرع مستقبلاً الوفد الألماني في قصر الشعب (سانا)

استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اليوم (الخميس)، وفداً من ألمانيا على رأسه وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ونائب رئيس البرلمان الأوروبي آرمين لاشيت، في قصر الشعب بدمشق، وفق ما ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

ووصلت وزيرة الخارجية الألمانية إلى دمشق صباح اليوم، وافتتحت السفارة الألمانية في العاصمة السورية.

ودعت وزيرة خارجية ألمانيا الحكومة السورية المؤقتة إلى السيطرة على «العناصر المتطرفة» في صفوفها، بعد أعمال عنف في غرب البلاد راح ضحيتها أكثر من 1500 مدني من الأقلية العلوية، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت بيربوك في دمشق بعد إعادة فتح السفارة الألمانية هناك إنها أبلغت الإدارة السورية الجديدة بأن «المهمة تقع على عاتقهم الآن لتحويل الأقوال إلى أفعال، وكذلك تقع على عاتقهم مهمة السيطرة على الجماعات المتطرفة داخل صفوفهم ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم»، مضيفة أنه «ينبغي الحؤول دون أي محاولة جديدة للتصعيد».

صورة تجمع الشيباني وبيربوك خلال زيارتها دمشق (سانا)
صورة تجمع الشيباني وبيربوك خلال زيارتها دمشق (سانا)

ووصفت بيربوك الوضع في سوريا بأنه «متقلب»، معتبرة أن البلاد تمرّ «بمرحلة حساسة» في سعيها لتحقيق الاستقرار بعد سنوات من نزاع مدمّر.

وقالت إن العديد من الأطراف داخل البلاد وخارجها تحاول «إفشال هذا المسار السياسي السلمي». وتابعت: «بصفتنا أوروبيين، لن ندعم تصاعداً جديداً للكيانات المتشددة».

ودعت إلى تقاسم السلطة بما يضمن أن تشعر جميع المجموعات بأنها «جزء من سوريا جديدة ويشارك فيها الجميع». واعتبرت أن مشاركة النساء ستكون «مؤشراً أساسياً على ذلك، فالنساء يشكّلن نسبة 50 في المائة من السكان». وأضافت: «هدفنا المشترك هو ألّا تنزلق سوريا مجدداً إلى الحرب الأهلية».

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق (د.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق (د.ب.أ)

وقالت إن الاستثمارات الخاصة التي تحتاجها سوريا في طريقها للتعافي من تداعيات النزاع «لن تأتي إلا عند ضمان وجود دولة مستقرة وقادرة على العمل، وألا يكون هناك عنف وفوضى مرة أخرى، وألا يُجبر الناس على الفرار مرة أخرى».

وأعلن المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك، اليوم، افتتاح السفارة الألمانية في دمشق بعد إغلاق دام 13 عاماً.

وأفاد شنيك في منشور على «إكس»، بأن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أعادت اليوم افتتاح السفارة الألمانية في سوريا رسمياً، مضيفاً: «يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل».

وأشار إلى أن فريق السفارة لا يزال صغيراً، لذلك ستبقى شؤون التأشيرات والقنصليات تدار من بيروت للفترة المقبلة.

وقامت الوزيرة الألمانية بزيارة حي جوبر الدمشقي الذي تعرَّض لدمار كبير خلال سنوات الحرب السابقة في سوريا.

كانت دول الاتحاد الأوروبي قد أغلقت سفاراتها في دمشق بداية عام 2012 بعد تصاعد الاحتجاجات في سوريا التي اندلعت في منتصف شهر مارس (آذار) عام 2011.


مقالات ذات صلة

«الأمن العام» السوري يشن عملية أمنية على وكر لفلول الأسد في حمص

المشرق العربي عناصر من الأمن العام السوري خلال تنفيذ العملية الأمنية (سانا)

«الأمن العام» السوري يشن عملية أمنية على وكر لفلول الأسد في حمص

نفذت إدارة الأمن العام السوري عملية أمنية ضد أحد أوكار فلول النظام البائد في حي «الوعر» بمدينة حمص، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي امرأة تمشي أمام المباني السكنية المتضررة في داريا بسوريا (أ.ب)

السفارة الأميركية في سوريا تحذر من تزايد مخاطر وقوع هجمات

حذرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا رعاياها من تزايد مخاطر وقوع هجمات خلال عيد الفطر في الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)

تقرير: إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية في سوريا مساء اليوم

أفاد «تلفزيون سوريا» اليوم (السبت) نقلاً عن مصادر قولها إن الحكومة الانتقالية سيتم إعلان تشكيلها في العاشرة من مساء اليوم.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أسلحة وأموال قالت وزارة الداخلية إنها عثرت عليها في دمشق القديمة (وزارة الداخلية)

الأمن السوري يلاحق خلايا «حزب الله» في دمشق وريفها

شنت قوى الأمن العام السوري حملة أمنية في مواقع ذات غالبية شيعية في دمشق القديمة ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.

سعاد جروس (دمشق)
الخليج سوريا ولبنان يتفقان على ترسيم الحدود… وتعزيز التعاون الأمني والعسكري

سوريا ولبنان يتفقان على ترسيم الحدود… وتعزيز التعاون الأمني والعسكري

اتفق وزير الدفاع السوري ونظيره اللبناني على تفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية وبخاصة فيما قد يطرأ على الحدود بينهما.

«الشرق الأوسط» (جدة)

​«حماس» تمتص غضب الشارع الغزاوي... وتواجه صعوبات «إدارية»

0 seconds of 1 minute, 41 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:41
01:41
 
TT
20

​«حماس» تمتص غضب الشارع الغزاوي... وتواجه صعوبات «إدارية»

من المظاهرات الغاضبة على استمرار «حماس» بإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)
من المظاهرات الغاضبة على استمرار «حماس» بإطلاق الصواريخ في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

واجهت «حماس» في الأيام القليلة الماضية موجة غضب من سكان قطاع غزة، لجهة استمرار إطلاقها الصواريخ ما ينتج عن ذلك ردود فعل إسرائيلية، أهمها إجبار السكان على النزوح، وكذلك لجهة مطالبتها بالتنازل عن الحكم أملاً في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار ينهي معاناتهم في ظل قصف إسرائيلي لا يتوقف على مدار الساعة.

وعلى غير ما اعتاد السكان، بدا أن هذه المسيرات لم تشهد ردود فعل كبيرة من «حركة حماس» أو محاولات قمع مباشر من قبل عناصرها كما جرى في مسيرات في فترات سابقة كان يشهدها القطاع، ما عدّه البعض مؤشراً إلى تراجع قوة الحركة بفعل الضربات الإسرائيلية المستمرة. لكن فعلياً تعرضت أول مسيرة خرجت في السادس والعشرين من مارس (آذار) 2025 في بلدة بيت لاهيا لمحاولة قمع، بعدما تعرضت لرشق بالحجارة من قبل عناصر محسوبين على «حماس»، فقام بعض المواطنين والشخصيات المحلية بتفريق المسيرة بسلام لمنع تصاعد الموقف، ثم في الأيام التي تلت تلك المسيرات، لم تتعرض أي منها لأي هجوم من قبل الحركة.

ويقول أحد الشبان الذين أشرفوا على تنظيم مسيرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في السابع والعشرين من مارس، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم كانوا يتوقعون أن يتم قمعهم، لكنهم فوجئوا بغياب أي تحرك من عناصر «حماس».

خوف من الانتقام لاحقاً

رجح الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه خشية على حياته، أن يكون السبب في ذلك هو القصف الإسرائيلي الذي يطال أي عنصر من «حركة حماس» في حال ظهر للعلن، مرجحاً أن تعود الحركة لملاحقتهم في الفترات المقبلة، خصوصاً في حال استعادت قوتها من جديد كما جرى في وقف إطلاق النار السابق.

وما يثير مخاوف من نظموا وشاركوا في تلك المسيرات التي كانت بشكل أساسي بتنظيم من قبل شبان غاضبين، ما جرى مع الشاب عدي الربعي من سكان حي تل الهوى، الذي قيل إنه قتل على يد عناصر من «حماس» بعدما أشرف على المسيرات المناهضة للحركة.

عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حركة حماس» (رويترز - أرشيفية)
عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لـ«حركة حماس» (رويترز - أرشيفية)

ولا يوجد رد فعل رسمي من «حماس» ينفي أو يؤكد ذلك، كما أنه لم تؤكد أي من المصادر المستقلة أو من الحركة علاقتها بالحدث الذي لا تزال تفاصيله بشكل أكبر مجهولة، في حين تؤكد عائلته أنه اختطف من قبل مجموعة مسلحة تتبع «كتائب القسام»، ثم عذبته وألقت به قبل أن يلتقط أنفاسه ويقتل.

وفي ظل حقيقة ظهور أي مجموعة مسلحة بالنسبة لإسرائيل يمثل هدفاً لها، كما أنه في ظل أنه لم تشهد منطقة تل الهوى أي مسيرات، كل ذلك يثير تساؤلات حول حقيقة ما جرى، وهذا ما قد يفسر إمكانية عدم تأكيد الجهة المسؤولة عن الحدث في ظل الفوضى القائمة داخل قطاع غزة، وظهور أخبار عن عمليات خطف تعرض لها شبان آخرون من قِبل عشائر وعوائل ومجموعات مسلحة غير منظمة لأسباب جنائية أو ثأر عائلي، وغير ذلك في الآونة الأخيرة.

وتلقت «حماس» منذ استئناف إسرائيل لحربها في قطاع غزة، فجر الثامن عشر من مارس، ضربات شديدة بعد اغتيال قيادات سياسية وعسكرية، ومسؤولين حكوميين، الأمر الذي فرض على الحركة ظروفاً صعبة أفقدتها القدرة على إدارة شؤونها الحكومية والعسكرية على الأقل في الفترة الحالية مع تكثيف إسرائيل لضرباتها وعمليات الاغتيال التي تطال كل هدف ممكن بالنسبة لها.

فوضى ما بعد الاغتيالات

رصدت «الشرق الأوسط»، حالة من الفوضى في إدارة الأمور الحكومية داخل القطاع بعد الاغتيالات، إلى جانب إغلاق مسؤولين حكوميين لجوالاتهم واختفائهم كلياً، ما عطل كثيراً من إدارة الملفات، مثل عمل الشرطة التابعة لـ«حكومة حماس» والأجهزة الأمنية الأخرى، إلى جانب وزارة التربية والتعليم التي سادت فيها فوضى بشأن استمرار الدوام المدرسي من عدمه، وكذلك عدم صرف راتب أو سلفة مالية للموظفين الحكوميين، أو حتى للعاملين في المجال السياسي والعسكري لـ«حركة حماس»، وهو أمر كانت حافظت عليه خلال 15 شهراً من الحرب وخلال فترة وقف إطلاق النار.

مسلحون من «حركة حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
مسلحون من «حركة حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

وبينما يرى البعض أن هذا الواقع الذي تعيشه «حماس» في ظل الضغط العسكري الإسرائيلي المكثف واغتيال كل شخصية ممكنة وجعلها هدفاً لإسرائيل، أنه يمثل بداية ضعف وهشاشة بالنسبة للحركة بكل مكوناتها ومختلف مستوياتها، إلا أن هناك من داخلها من ينفي هذه الفرضية.

وتقر مصادر قيادية من «حماس»، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، بأنها تواجه صعوبات في إدارة بعض الملفات حالياً، خصوصاً أن الكل بات مستهدفاً، وجميع من بقي داخل القطاع من قيادات سياسية وعسكرية ومسؤولين حكوميين، قد اضطروا للتخفي والابتعاد عن عيون الملاحقة الأمنية الإسرائيلية لهم، لحين إمكانية التوصل لوقف إطلاق نار.

وتقول المصادر، إن الحركة لا تزال قوية ومتماسكة، لكن الظروف الحالية تفرض عليها تراجعاً، خصوصاً أن القصف الإسرائيلي يطال مراكز حكومية ومنازل وشخصيات وغيرها، مؤكدة أن وقف إطلاق النار سيعيد من جديد فرض القوة لحركتها والاستمرار في إدارة القطاع لحين أن يتم التوصل لاتفاق سياسي واضح يتعلق بمصير حكم قطاع غزة من قبل جهة يتم التوافق عليها، وهو الأمر المرتبط بشكل أساسي بلجنة الإسناد المجتمعي التي وافقت «حماس» على تشكيلتها وأن تبدأ مهامها.

في المقابل، تؤكد إسرائيل باستمرار أنها لن تسمح لـ«حركة حماس» بأن تكون جزءاً من أي جهة سلطوية تحكم قطاع غزة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار الدائم يرتبط بنزع سلاح الحركة، وبما يسمح بخروج قياداتها من القطاع، وهو أمر ترفضه الحركة، وتصر على تنفيذ الاتفاق الذي يشمل تسلم لجنة الإسناد المجتمعي لحكم القطاع.