لبنان يحصي خسائر الحرب الإسرائيلية بغياب مصادر لتمويل إعادة الإعمار

رئيس «مجلس الجنوب»: الأضرار في البنية التحتية جسيمة جداً

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

لبنان يحصي خسائر الحرب الإسرائيلية بغياب مصادر لتمويل إعادة الإعمار

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أنجزت المؤسسات اللبنانية إحصاء أضرار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وتوصلت إلى أن عدد الوحدات السكنية المتضررة بشكل جزئي أو كلي أو أضرار جسيمة، بلغ 222 ألف وحدة سكنية، وذلك بغياب مصادر لتمويل إعادة الإعمار، وغياب أي موعد للبدء بدفع التعويضات.

وتسعى الحكومة اللبنانية لتأمين مصادر تمويل لإعادة إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة، وقدَّر وزير الثقافة غسان سلامة في تصريح أخيراً حجم الدمار بمبلغ يتراوح بين 12 و14 مليار دولار، وهو رقم يلتقي مع تقديرات البنك الدولي التي تدور حول رقم الـ14 مليار دولار. وقال رئيس مجلس الجنوب، هاشم حيدر، في تصريح لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، إن عدد الوحدات السكنية المهدمة بلغ 37500 وحدة، في حين بلغ عدد الوحدات المتضررة أضراراً جسيمة 55 ألف وحدة، أما عدد الوحدات السكنية المتضررة فبلغ 130 ألف وحدة.

وقال حيدر إن «المناطق التي تقع ضمن نطاق صلاحيات المجلس هي محافظتا الجنوب والنبطية وقضاءي البقاع الغربي وراشيا». وقدّر الأضرار للوحدات السكنية وغير السكنية في الجنوب بأربعة مليارات دولار أميركي، إلا أنه لم يتم حتى الآن اعتماد أسس جديدة للتعويضات.

بالنسبة إلى تأمين مصادر للتمويل في ظل الوضع المالي والاقتصادي المتردي في لبنان، كشف حيدر عن أن «لا مصادر للتمويل حتى الآن، إنما كلنا أمل بالدول الشقيقة التي كان لها أيادٍ بيضاء في السابق بإعانة لبنان في الأزمات، بأنها لن تترك لبنان وحيداً في أزمة إعادة الإعمار، ونعتمد بهذا على الجهود التي يقوم بها مسؤولو الدولة اللبنانية في هذا الصدد، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزيف عون».

سيارة تمر بجوار المباني المدمَّرة بسبب الغارات الإسرائيلية في قرية راميا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
سيارة تمر بجوار المباني المدمَّرة بسبب الغارات الإسرائيلية في قرية راميا بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

مسح للأضرار

وفيما يتعلّق بعمليات المسح والمعايير والجهة المسؤولة، أعلن حيدر أن «مجلس الجنوب يقوم حالياً، عبْر مهندسيه ومهندسين وتقنيين استعان بهم للمساعدة بعمليات مسح الأضرار وفق معايير فنية موحّدة».

أما المعايير التي يتم التعامل بها مع المتضررين وعمليات الإيواء للذين دمرت منازلهم على مستوى الأبنية مثل الضاحية أو المنازل المنفردة مثل الجنوب والبقاع وغيرها، فأكد أن «المجلس لا يقوم بعملية الإيواء إنما بالكشف على الوحدات السكنية وغير السكنية، على أن يتم تعويض أصحابها عند توافر الأموال اللازمة». ولفت إلى أن «قيمة التعويضات تحدد ضمن الآلية التي لم تصدر بعد عن مجلس الوزراء».

وأشار إلى أن «الأضرار في البنية التحتية جسيمة جداً، لا سيما في ما عُرِف حديثاً بقرى الحافة الأمامية التي دُمرت فيها البنية التحتية بشكل شبه تامّ». وقال: «هناك حاجة إلى إعادة بناء وترميم القسم الأكبر من المدارس والخزانات ومباني البلديات وغيرها من المباني الرسمية وشبكات المياه والكهرباء وغيرها»، كاشفاً عن «مباشرة مجلس الجنوب بترميم العشرات من المدارس والمهنيات والمستشفيات وغيرها من المباني الرسمية».

ولفت إلى أنه «من المتوقّع أن ننتهي من عملية مسح الأضرار خلال ثلاثة أشهر، أما إعادة الإعمار فتحتاج إلى وقت طويل جداً، هذا بعد تأمين الأموال اللازمة لذلك».


مقالات ذات صلة

العمل الدبلوماسي خيار لبنان في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية

المشرق العربي جندي في الجيش اللبناني بموقع الاستهداف الإسرائيلي لقيادي بـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

العمل الدبلوماسي خيار لبنان في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية

لا يملك لبنان خيارات كثيرة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، سوى الخيار السياسي والدبلوماسي.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي مركبة للجيش اللبناني تسير في بلدة الخيام بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان 12 يوليو 2023 (رويترز)

الجيش اللبناني: القوات الإسرائيلية أطلقت النار قرب إحدى وحداتنا بالجنوب

قال الجيش اللبناني إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مقربة من وحدة تابعة له أثناء عملها على إزالة سواتر ترابية في بلدة بجنوب البلاد لإجبارها على الانسحاب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيتان تقفان قرب سيارات تضررت جراء الاستهداف الإسرائيلي لضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

إسرائيل تفتتح مرحلة الاغتيالات بالضاحية الجنوبية لبيروت بعد وقف القتال

افتتحت إسرائيل، الثلاثاء، مرحلة جديدة من المعركة ضد «حزب الله» في لبنان، تمثلت في تطبيق سياسة ملاحقة كوادره بالضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يقفون في مدخل مبنى تعرَّض لاستهداف إسرائيلي فجر الثلاثاء في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

رسائل إسرائيلية لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت

ذهبت إسرائيل بقصفها الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء، أبعد من إطار ردود الفعل على إطلاق صواريخ باتجاهها.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يعاينون الأضرار بموقع الاستهداف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

عون يحذر من «نيات إسرائيلية مبيتة ضد لبنان»

حذر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، من خطورة «النيات الإسرائيلية المبيتة ضد لبنان»، بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت لثاني مرة خلال أقل من أسبوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

لبنان: إصابة مواطن برصاص إسرائيلي في العديسة... وقصف بمسيّرة في يارون

تصاعد الدخان من الطيبة عقب الغارات الإسرائيلية رداً على إطلاق الصواريخ عبر الحدود كما شوهدت من مرجعيون في 22 مارس (رويترز)
تصاعد الدخان من الطيبة عقب الغارات الإسرائيلية رداً على إطلاق الصواريخ عبر الحدود كما شوهدت من مرجعيون في 22 مارس (رويترز)
TT
20

لبنان: إصابة مواطن برصاص إسرائيلي في العديسة... وقصف بمسيّرة في يارون

تصاعد الدخان من الطيبة عقب الغارات الإسرائيلية رداً على إطلاق الصواريخ عبر الحدود كما شوهدت من مرجعيون في 22 مارس (رويترز)
تصاعد الدخان من الطيبة عقب الغارات الإسرائيلية رداً على إطلاق الصواريخ عبر الحدود كما شوهدت من مرجعيون في 22 مارس (رويترز)

أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواطن لبناني في بلدة العديسة جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة، كما أطلق النار على سيارة من نوع «رابيد» من دون وقوع إصابات، وفق ما نقلت وكالة الأنباء المركزية.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن إطلاق نار إسرائيلي على بلدة العديسة أدى إلى إصابة مواطن بجروح.

كما استهدف الجيش الإسرائيلي غرفة جاهزة في ساحة يارون جنوب لبنان عبر طائرة مسيّرة، ما أدى إلى تدميرها من دون وقوع إصابات.

يذكر أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ومدّدت مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الماضي. ولا تزال مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي. كما لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في عدد من النقاط في جنوب لبنان، وتقوم بإطلاق النار على المواطنين.

وأغار الطيران الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت في 28 مارس (آذار) الماضي، للمرة الأولى بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وكرر استهدافه للضاحية الجنوبية، أمس (الثلاثاء).