مزيد من القتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

قائد الجيش: الاعتداءات على رأس التحديات

مزيد من القتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
TT
20

مزيد من القتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

مزيد من القتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

يستمر التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث لا يمرّ يوم من دون تسجيل عملية اغتيال تستهدف عناصر في «حزب الله»، وفق ما يعلن الجيش الإسرائيلي. وآخر الخروق لاتفاق وقف إطلاق النار كان الاثنين في بلدة يحمر، حيث قُتل شخصان، وأصيب 3 آخرون في استهداف إسرائيلي لدراجة نارية.

في غضون ذلك، أكد قائد الجيش اللبناني الجديد العماد رودولف هيكل أن «التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي تأتي على رأس التحديات التاريخية التي تواجهها البلاد».

وقال هيكل، في «أمر اليوم» الذي وجهه إلى العسكريين بمناسبة تسلمه قيادة الجيش، إن «مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، فضلاً عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب».

وأضاف: «التحديات التاريخية التي تواجهنا، وعلى رأسها التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي، تبقي رهان العهد الجديد، كما رهان اللبنانيين كافة، على صمودنا واستمرارنا ونجاحنا في توفير الأمن والاستقرار اللازمين لانطلاق بلدنا في طريق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الاثنين، بأن «مسيرة إسرائيلية نفذت عدواناً جوياً، حيث شنت غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية كانت على طريق حي البيدر في بلدة يحمر الشقيف، وعلى متنها شخصان، فأصيبت الدراجة بشكل مباشر، وصودف مرور سيارة في المكان، فأصيبت بشظايا الصاروخ، واندلعت فيها النيران، كما تضرر سوبر ماركت جراء الغارة، واندلعت فيه النيران، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف عملت على نقل الإصابات، كما عملت فرق الدفاع المدني و(الهيئة الصحية) على إخماد النيران».

وأسفرت الضربة عن «سقوط شهيد وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح»، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عنصرين «إرهابيَّيْن من (حزب الله)... عملا عنصريْ مراقبة، ووجّها عمليات إرهابية في منطقة يحمر بجنوب لبنان».

في موازاة ذلك، شهدت أجواء قرى وبلدات القطاع الغربي خصوصاً الحدودية منها تحليقاً متواصلاً للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي وعلى علو منخفض، بحسب «الوطنية».

وليلاً، كانت «الوطنية» أفادت بتنفيذ «مروحيات الأباتشي عملية تمشيط واسعة لأطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقرب الحدود، كما توغلت قوة مؤللة إسرائيلية بعد منتصف الليل، في بلدة عيتا الشعب ومحيط خلة وردة وحدب عيتا».

وكثفت إسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان في الأيام الأخيرة. وقُتل 4 أشخاص، الأحد، في غارات إسرائيلية على بلدات ميس الجبل وياطر وعيناثا، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه قضى في هذه الغارات على عنصرين من «حزب الله» «كانا يهمّان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل».

جنود إسرائيليون يقومون بدورية قرب الحدود مع لبنان (رويترز)
جنود إسرائيليون يقومون بدورية قرب الحدود مع لبنان (رويترز)

ورغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير (شباط)، فإن إسرائيل أبقت وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري». وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.

ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، بينما قدّر البنك الدولي، الأسبوع الماضي، تكلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار. وقال إن «التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدّر بنحو 14 مليار دولار أميركي».

«حزب الله»

وفي حين لم يسجّل أي رد من «حزب الله» على الخروق الإسرائيلية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، يرمي مسؤولوه المسؤولية على الدولة اللبنانية، مهددين في الوقت عينه بالاستمرار في «المقاومة».

وهذا ما عاد أن تحدث عنه عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله الذي قال في تشييع أحد عناصر الحزب: «عندما تتخلى الدولة عن مسؤولياتها كما تخلت في السابق سيتحمل الشعب المسؤولية كما تحملها على امتداد تاريخه، ولا يمكن للبلطجة والغطرسة والعدوانية والاحتلال أن تهزم إرادة هذا الشعب مهما تمادت، ومهما طالت الأيام والشهور، لذلك هذا لا يمكن أن يستمر وأن يبقى ويجب أن يوضع له حد. والفرصة مواتية اليوم لكل أصحاب الخطاب الذين كانوا يرددون في السابق وحالياً أنّ الدولة هي تستطيع أن تملك القرار، تفضلوا هذا القرار بأيديكم فماذا تفعلون؟».

وأضاف: «نحن نعرف أنّ هناك محاولة إسرائيلية أميركية للضغط على لبنان، وبدأت هذه الضغوط من أجل جرّه إلى قرارات سياسية لا تنسجم مع مصلحته ولا مع تاريخه ولا مع تضحيات شعبه، وهذه المحاولات يجب أن تواجَه أولاً على مستوى المسؤولين، لأن قضية الجنوب وقضية التصدي للاحتلال يجب ألا تكون قضية شيعية أو قضية جنوبية فقط، بل هي قضية وطنية».


مقالات ذات صلة

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه على تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل إقرار تخصيص مبلغ أولي قيمته 250 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية على مدينة بعلبك شرق البقاع اللبناني في 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ«حزب الله» في شرق وجنوب لبنان

نفذت طائرات إسرائيلية مساء اليوم (الخميس) غارات استهدفت منطقة البقاع في شرق لبنان، ومنطقة أخرى في جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» ( بيروت)
المشرق العربي حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (رويترز)

القضاء اللبناني يختم التحقيق في ملفّ رياض سلامة

أفاد مصدر قضائي مطلع بأن القاضي حلاوي «ختم التحقيق في ملفّ سلامة ورفيقَيه، وأحاله إلى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم لإبداء مطالعته».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي وزارة الدفاع السورية نشرت قواتها على الحدود مع لبنان (رويترز)

«حزب الله» يحتوي تداعيات انتشار الجيش على الحدود مع سوريا

احتوى «حزب الله» السجالات اللبنانية حول مقاطع فيديو أظهرت انتقادات وجهها سكان بلدة حدودية مع سوريا تجاه الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سجن رومية في لبنان (متداولة)

بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري إلى دمشق

أفاد مسؤول قضائي لبناني بأن بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري، من أصل أكثر من ألفين يقبعون داخل السجون اللبنانية المكتظة، في ملفّ شائك بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)
TT
20

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه على تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل إقرار تخصيص مبلغ أولي قيمته 250 مليون دولار، وإقرار منهجية إعادة الإعمار، على أن يُبت بذلك في اجتماعات البنك الدولي أواخر شهر أبريل (نيسان) المقبل.

وقال سلام: «سيتبع ذلك اجتماعٌ لكبار المانحين بهدف جمع مليار دولار، كخطوة أولى يليها عقد مؤتمر لإعادة الإعمار. وهذا ما يفترض أن يترافق مع إجراءات داخلية تتصل بإعادة الفعالية لمجلس الإنماء والإعمار».

وعدَّ رئيس الحكومة أن «آلية التعيينات التي اعتمدتها الحكومة هي المدخل الفعلي للتطبيق من خلال فتح باب الترشح لمركز رئيس وأعضاء مجلس الإنماء والإعمار».

وفي ما يتعلق بالودائع، أكد أنه «لن يكون هناك أي شطب للودائع»، قائلاً: «سنشطب كلمة (شطب الودائع)، والهدف هو تحرير الودائع، ولن نقبل إلا بحل منصف للمودعين».

وشدد على «البدء بمسار الإصلاح المالي عبر إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإعداد مشاريع القوانين الإصلاحية المطلوبة، وفي مقدمها مشروع قانون جديد لرفع السرية المصرفية».

وعن الانتخابات البلدية، أكد سلام إجراءها في موعدها، قائلاً: «نحن كحكومة جاهزون لإجرائها، ومسألة التأجيل ليست لدينا، وأي تأجيل حتى لو كان تقنياً يقرره النواب وليس الحكومة. فنحن حريصون على إجراء كل الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها».