«أطباء بلا حدود»: إسرائيل تستخدم المساعدات «ورقة مساومة» في غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT
20

«أطباء بلا حدود»: إسرائيل تستخدم المساعدات «ورقة مساومة» في غزة

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

ندّدت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم (الأربعاء)، باستخدام إسرائيل المساعدات الإنسانية «ورقة مساومة» في قطاع غزة المحروم من إمدادات حيوية مثل الكهرباء والغذاء، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت منسقة الطوارئ في «أطباء بلا حدود» ميريام العروسي في بيان: «مرة أخرى تستغل السلطات الإسرائيلية المساعدات وبشكل عاديّ أداة للتفاوض. هذا أمر مشين. لا يجوز قطعاً استخدام المساعدات الإنسانية ورقة مساومة في الحرب، فالحظر المفروض على جميع الإمدادات يضر حتماً بمئات آلاف الناس وله عواقب قاتلة».

ومنعت إسرائيل في الثاني من مارس (آذار) دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسبب خلافات مع «حماس» حول شروط استمرار وقف إطلاق النار.

وأكدت «أطباء بلا حدود» أن قطع إسرائيل لإمدادات الكهرباء الأحد أجبر محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع على العمل بالوقود، مما أدى إلى انخفاض إنتاج مياه الشرب من 17 مليون لتر إلى 2.5 مليون يومياً.

وقالت المنظمة: «بالتالي، فإن قرار قطع الكهرباء سيؤثر بشكل حاد وتدريجي على إمدادات المياه العامة» في القطاع الذي يضم 2.2 مليون شخص يعانون أزمة إنسانية خطيرة.

وتسعى إسرائيل إلى زيادة الضغوط على حركة «حماس» قبيل محادثات في قطر بشأن استمرار التهدئة الهشة في غزة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، وسمحت بتبادل فلسطينيين معتقلين في إسرائيل ورهائن خطفوا خلال هجوم «حماس» على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت «أطباء بلا حدود» إنه «على الرغم من دخول مزيد من الشاحنات خلال فترة وقف إطلاق النار، فإن نظام دخول البضائع الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية، والذي يُستخدم بشكل منهجي لعرقلة المساعدات الإنسانية، قد جعل توسيع نطاق عملنا بشكل ملموس مستحيلاً، حتى قبل هذا الحصار».

وكانت آخر الإمدادات التي تمكنت فرق «أطباء بلا حدود» من إيصالها إلى غزة عبارة عن ثلاث شاحنات من الإمدادات الطبية في 27 فبراير (شباط).

وأضافت المنظمة: «بعد 15 شهراً من القصف والنزوح وتفشي الأمراض، ظلت جهود الإغاثة مقيدة بسبب متطلبات الموافقة المسبقة الإلزامية التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، وإلا تُرفض المواد المسماة ذات الاستخدام المزدوج».

وقالت: «يعرقل هذا النظام المعدوم الشفافية دخول الإمدادات المنقذة للحياة ويقيده، بما في ذلك المشارط والمقصات ومركّزات الأكسجين ووحدات تحلية المياه ومولدات الكهرباء. وحتى عندما تنتهي العملية بالموافقة، فإنها تستغرق وقتاً طويلاً وتظل عائقاً بيروقراطياً معقداً».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: أيام حاسمة في انتظار مقترح «التمديد» وسط «تقدم حذر»

تحليل إخباري الدمار يسيطر على المباني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: أيام حاسمة في انتظار مقترح «التمديد» وسط «تقدم حذر»

«تقدم حذر» حول مقترح تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال محادثات الدوحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن 6 مارس 2025 (أ.ف.ب)

إعفاء بوهلر مبعوث ترمب من متابعة ملف الرهائن الإسرائيليين

قال مسؤولون أميركيون وصلوا إلى إسرائيل إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر أُعفي من متابعة ملف الرهائن الإسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أنقاض منازل مدمرة بسبب الحرب على قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على «مسلحين يزرعون متفجرات» في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية، الخميس، استهدفت مسلحين كانوا يزرعون متفجرات في وسط غزة، وهو أحدث هجوم من نوعه وسط وقف إطلاق النار الهش.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون خلف مقاتلي «حماس» وهم يقفون في تشكيل استعداداً لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين بدير البلح وسط قطاع غزة... 8 فبراير 2025 (أ.ب)

تنديد إسرائيلي بتقرير أممي اتهمها بارتكاب أعمال إبادة جماعية بغزة

عدَّت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، أن التقرير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يؤكد ارتكاب إسرائيل «إبادة جماعية» بغزة، بينما نددت إسرائيل بالتقرير.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف (رويترز) play-circle

«أكسيوس»: أميركا تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة حتى 20 أبريل

أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، اليوم الخميس، بأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قدّم اقتراحاً مُحدثاً لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لبنان... جنبلاط يرفض مشاركة بعض مناصريه في ذكرى والده

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
TT
20

لبنان... جنبلاط يرفض مشاركة بعض مناصريه في ذكرى والده

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

انتقد الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» في لبنان وليد جنبلاط، مناصريه الذين أطلقوا النار في الهواء ونظَّموا مسيرات، معتبراً أن هؤلاء «يسيؤون إلى الحزب»، معرباً عن صدمته مما حدث.

ويُحْيي الحزب التقدمي الاشتراكي، يوم الأحد المقبل، الذكرى الثامنة والأربعين لاغتيالا مؤسسه كمال جنبلاط على يد النظام السوري السابق. وقالت السلطات السورية الأسبوع الماضي، إنها ألقت القبض على اللواء إبراهيم حويجة، أحد المشرفين على اغتيال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1977.

وخرج مناصرون لجنبلاط إلى شوارع مدينة عاليه، في تحرك قيل إن له علاقة بالمناسبة، رافعين رايات الحزب، وأطلق بعضهم النار في الهواء، حسبما ظهر في مقاطع فيديو انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، مما أثار استنكار جنبلاط.

وقال جنبلاط، خلال مؤتمر صحافي الخميس: «تفصلنا مسافة زمنية قصيرة عن يوم الأحد، حيث نكرم بهدوء الراحل الكبير كمال جنبلاط». وأضاف أن «ما حدث في مدينة عاليه من مظاهرات عشوائية وإطلاق نار وتصرّف غوغائي، يجعلني أقول إنه يبدو أن المسافة الفكرية بين كمال جنبلاط ومناصريه بعيدة جداً». وتابع: «حتى الآن، مع الأسف، جمهوره وأنصاره والحزب لم يفهموا بعد الرسالة الإنسانية التي أرادها».

وتوجّه جنبلاط إلى مطلقي النار، قائلاً: «لا أريدكم أن تأتوا إلى المختارة في 16 آذار (موعد إحياء الذكرى) لأن وجودكم مسيء إلى الذكرى وإلى فكر كمال جنبلاط». وأضاف: «هؤلاء يسيئون إلى الحزب والمجتمع»، مؤكداً أن «الظروف تغيّرت، ولم نعد ميليشيا مسلّحة»، معتبراً أن «كل هذه التصرفات ستنعكس على المجتمع وتسيء إليه»، وتابع: «أُصبت بصدمة».