توابيت سوداء ونتنياهو «مصاص دماء»... رسائل «حماس» خلال تسليم جثث رهائن

وقف مسلحون فلسطينيون بجانب التوابيت على خشبة المسرح قبل تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة اليوم (أ.ف.ب)
وقف مسلحون فلسطينيون بجانب التوابيت على خشبة المسرح قبل تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة اليوم (أ.ف.ب)
TT
20

توابيت سوداء ونتنياهو «مصاص دماء»... رسائل «حماس» خلال تسليم جثث رهائن

وقف مسلحون فلسطينيون بجانب التوابيت على خشبة المسرح قبل تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة اليوم (أ.ف.ب)
وقف مسلحون فلسطينيون بجانب التوابيت على خشبة المسرح قبل تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة اليوم (أ.ف.ب)

لا تتردد حركة «حماس» مؤخراً، خلال عمليات تسليم الأسرى، في إيصال رسائلها إلى إسرائيل؛ إن كان عبر اللافتات التي ترفعها فوق منصة التسليم، أو بالتنظيم والخطابات. واليوم (الخميس)، كان مشهد تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين محمَّلاً برسائل جديدة في الشكل واللافتات المرفوعة بالمكان، وثابتاً على قديمه من حيث المضمون.

وسلمت «كتائب القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، أول دفعة من جثث الأسرى المقرر تسليمها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ولمنطقة بني سهيلا التي يجري فيها تسليم الأسرى خصوصية؛ إذ اجتاحها الجيش الإسرائيلي لمدة 4 أشهر على فترات، بحثاً عن جثامين أسرى إسرائيليين، لكنه عجز عن العثور عليهم.

حشد يراقب مسلحي «حماس» وهم يسلمون جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
حشد يراقب مسلحي «حماس» وهم يسلمون جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)

وسلمت الحركة جثث 4 أسرى إسرائيليين؛ بينها أم وطفلاها ينتمون لعائلة بيباس، وقتلوا جميعاً بنيران القوات الإسرائيلية، وفقاً لما أعلنته حركة «حماس».

وفي وسط ميدان التسليم، علقت «حماس» لافتات تحمل صور توابيت وإحصاءات للعمليات والخسائر الإسرائيلية فيها، وصوراً أخرى تعبر عن المواجهة والصمود.

فما الرسائل التي أرادت «حماس» إيصالها اليوم؟

مسلحون فلسطينيون يحملون أحد التوابيت السوداء الأربعة خلال تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)
مسلحون فلسطينيون يحملون أحد التوابيت السوداء الأربعة خلال تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس اليوم (أ.ف.ب)

توابيت سوداء... وصورة «مصاص الدماء» نتنياهو

واحتشدت جموع من الفلسطينيين في موقع التسليم بمنطقة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع.

ووُضعت الجثث في توابيت سوداء، وعلى كل واحد منها صورةُ وبيانات صاحبه، وذلك فوق منصة عليها صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مصاصَ دماء.

وفوق هذه الصورة، كتبت «حماس»: «قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية».

صورة لنتنياهو «مصاص الدماء» فوق منصة التسليم (أ.ب)
صورة لنتنياهو «مصاص الدماء» فوق منصة التسليم (أ.ب)

حضور قائد «كتيبة الشرق»

وسلم قائد المنطقة الشرقية في «كتائب القسام» جثث الأسرى إلى الصليب الأحمر، وهو الذي كانت أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر أيضاً عملية التسليم قائد «الكتيبة الشمالية» الذي حاولت إسرائيل اغتياله.

وكذلك حضر عملية التسليم فلسطينيون فقدوا أطرافهم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، إضافة إلى أسرى محررين من سجون إسرائيل.

«عودة الحرب تعني عودة الأسرى في توابيت»

كما رُفعت لافتة تُجسّد شخصية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس»، يحيى السنوار، في الساعات الأخيرة قبل مقتله، وحملت عبارة باللغتين العبرية والإنجليزية: «عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت»، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرّر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، العودة إلى الحرب مجدداً مع احتمال عدم بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ أكثر من أسبوعين يماطل نتنياهو ويعرقل إطلاق المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق.

«ما كنّا لنغفر أو ننسى»

كما رُفعت لافتة تحمل عبارة: «ما كنّا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا»، في ردّ على عبارة: «لن نغفر ولن ننسى» التي كتبتها القوات الإسرائيلية على ملابس الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم خلال الدفعة الأخيرة من تبادل الأسرى الأسبوع الماضي.

وتشير «القسام» بذلك إلى أن «طوفان الأقصى» جاء رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

«ما كنّا لنغفر أو ننسى»... (أ.ف.ب)
«ما كنّا لنغفر أو ننسى»... (أ.ف.ب)

«النازية الصهيونية في أرقام»

ووضعت «حماس» أيضاً لافتة كُتب عليها: «النازية الصهيونية في أرقام»، وعليها كُتبت أعداد الشهداء المدنيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وكذلك الإصابات، والمجازر التي نفذها في مختلف المناطق.

وشملت هذه الأرقام تفصيلاً بأعداد الضحايا من النساء والأطفال والعائلات الذين استهدفوا، وعائلات أخرى مُسحت بأكملها من السجلات المدنية. ووفقاً لما كان منشوراً، فإن 61 ألفاً قتلوا خلال الحرب؛ بينهم 14 ألفاً لا يزالون تحت الأنقاض.

لافتات كتب عليها: «النازية الصهيونية في أرقام»... (إكس)
لافتات كتب عليها: «النازية الصهيونية في أرقام»... (إكس)

«كمين الفراحين»

وعلى لافتة أخرى، كتبت «حماس»: «كمين الفراحين ليس نزهة... بل محرقة»، في إشارة إلى كمينين نصبتهما «كتائب القسام» لقوات إسرائيلية في منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس.

ويعود موعد الكمين الأول إلى 12 فبراير (شباط) 2024، وقُتل خلاله قائد «الكتيبة 630 احتياط»، ونائب قائد سرية، وجندي، إضافة إلى كثير من الجرحى.

أما الكمين الثاني فيعود إلى 5 أغسطس (آب) من العام نفسه، وأدى إلى قتل وإصابة جميع أفراد القوة الإسرائيلية المتوغلة؛ وفق «القسام» آنذاك.


مقالات ذات صلة

​صحة غزة تعلن ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً

المشرق العربي مشيعون يصلون بجانب جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

​صحة غزة تعلن ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الأربعاء ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً و400 منذ السابع من أكتوبر 2023

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ متظاهرون خارج هارفارد يدعون لوقف الحرب على غزة (أ.ف.ب)

تقريران: مناخ معادٍ للسامية ومناهض للمسلمين في جامعة هارفارد

أكد تقريران منفصلان نشرتهما جامعة هارفارد أمس (الثلاثاء) أن مناخاً معادياً للسامية وللمسلمين يتمدد في حرم هذه المؤسسة التعليمية الأميركية العريقة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي أقارب طفل فلسطيني قُتل في استهدافات إسرائيلية يحملون جثمانه في مستشفى الشفاء بغزة (د.ب.أ)

مسؤول أممي: الوضع في غزة أشبه بأهوال يوم القيامة

حذّر مسؤول أممي من فظاعة الوضع في قطاع غزة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية جرّاء الحصار الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الخليج وليد الخريجي يتحدث خلال اجتماع «بريكس» الوزاري في ريو دي جانيرو الثلاثاء (الخارجية السعودية)

السعودية تُجدِّد التزامها بالحياد تجاه التصعيد الإقليمي والدولي

جدَّدت السعودية التزامها بأن تكون شريكاً موثوقاً ومحايداً ضمن جهودها ومساعيها الرامية إلى خفض التصعيد إقليمياً ودولياً.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي سببته الحرب الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

مسؤول: لا تقدم في محادثات الأسرى منذ وصول الفريق الإسرائيلي إلى القاهرة

أفاد مصدر إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» بأنه لم يُحرز أي تقدم في محادثات الأسرى منذ وصول فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (القدس)

​صحة غزة تعلن ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً

مشيعون يصلون بجانب جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
مشيعون يصلون بجانب جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

​صحة غزة تعلن ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً

مشيعون يصلون بجانب جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
مشيعون يصلون بجانب جثث الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بمستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً و400 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بينما زاد عدد المصابين إلى 118014.

فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبابها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً بمستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)
فلسطينية تبكي من الألم وهي تعانق أحد أحبابها الذي قُتل في هجمات إسرائيلية استهدفت منازل مؤقتة وخياماً بمستشفى الشفاء بمدينة غزة (د.ب.أ)

وذكرت الوزارة في بيان أن 35 قتيلاً و109 مصابين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف البيان أن 2308 فلسطينيين لقوا حتفهم وأصيب 5973 منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية على القطاع في 18 مارس (آذار) الماضي بعد هدنة استمرت نحو شهرين.

امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (رويترز)
امرأة وفتاة فلسطينيتان تحصلان على حصص طعام في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (رويترز)

وأشارت الوزارة إلى أن هناك عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.